رواية على نور الشفق احيا واهي...

By rwizi_

1.5M 30.8K 3.1K

للكاتبـه ليما @rwizi_ ما احلل اقتباسها او سرقتها او نقلها لمكان اخر ✖️ .. تتكلم عن البطله شفق اللي يموتون جم... More

شخصيـات الروايه
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40
41
42
43
44
45
46
47
48
49
50
51
52
53
54
55
56
57
58
59
60
61
62
63
64
65
66
67
68
69
70
71
72
73
74
75
76
77
78
79
80
81
82
83
84
85
86
87
88
89
90
91
92
93
94
95
96
97
98
99
100
101
102
103
104
105
106
107
108
109
110
111
112
113
114
115
116
117
118
119
120
121
122
123

30

15.7K 233 49
By rwizi_

  #على_نُورّ_الشفقّ_وعلى_وتر_القدر

'

ابتسمت بخفّه ونطقت بغرابه ؛ غريبه اول مره ادري ان فيه شخص مايحب الشاي الاحمر
ونادرا مايشرب شاي بعد
احس شعبنا اذا ماشرب شاي مات
ضحك بخفُوت ونطق وهو يتخطاها للداخل ؛ بس ماني منهم
دخلت خلفه مباشره ، ونطقت بنبره متردده بعض الشي ، ومن دافع الفضُول ؛ وش جابك اليوم لهنا؟
استند هُمام على ظهره وترك كُوب قهوته على طرف الكنبه على يمينه وهو يتفحصّها لفتره لبين ماقرر يشبّع فضُولها الواضح ؛ جيت عشان اسألك متى يناسبك تصرحيّن لعمك وولده عن زواجنا؟
ناظرته بغرابه ونطقت ؛ قاطع هالمشوار كله بس لجل تسأل وانت تقدر تختصر على نفسك وتسأل بالجوال
ناظرها بتعقيد ونطّق ؛ كيف اسألك عن طريق الجوال ورقمك مو معي؟
شفق رفعت يدها واشرت للمطبخ ؛ بس شعاع النور تقدر تتواصل معي عن طريقها والا؟
ضحك بخفُوت وهو يضرب بخفه على الكنبه ؛ ومن قالك ان معي رقمها؟
ابتلعت ريقها وشهقت بصدمه ؛ اجل كيف تتواصل معها وكيف ارسلتها لي؟
نطق بشبه إبتسامه وهو يرفع حاجبيه للاعلى بخفه ؛ سر من اسراري
ناظرته بغرابه وتعقيّد وكمّل كلامه بهدوء ؛المهم جاوبي متى الوقت اللي يناسبك؟
شفق هزّت اكتافها بقّل حيله ونطّقت بهدوء ؛ الواضح ماني بجاهزه للحين احتاج وقت واحتاج راحه بعد
,
,
كانت شفق مرتاحه ولها نيه تأجل مادرت عن عزّام اللي يبحث عنها بكل مكان ولمّا قطع امله من العثُور عليها التجأ للشرطه وقدم بلاغ
كانت تجهل عن كل اللي صار ومن حسن حظها تقدّم البلاغ للمركز اللي فيه هُمام
ولسوء الحظ ان هُمام ماعنده خبر فيه والسبب يرجع لوقت تقديم البلاغ كان بيوم إجازته اللي منحها لنفسه ,
كان توه راجع دخل غرفته ورمى نفسه على سريره بتعب بعد ثلاث ايام ارهق فيهم نفسه بالبحث عنها
لينطق بنبره مرهقه ؛ اخذت عهد على نفسي اكون لك الاخ لين اخر يوم بحياتي
غمض عيُونه بشدّه وكمّل بمراره واسى على حاله؛ بس ليه استرخصتي اخوّتي وهربتي ياشفق!
تنهّد بعُمق ونطق بحسره وقهر؛ وين ممكن تكون الحين!
اي جدار او شارع ياوي ضعفها هاليتيمه
سحب نفس عميق لصدره وسكت وهو يفكّر بالأماكن اللي ممكن يدوّرها فيها
لين ما قاطع هالحيره والتساؤولات النابعه من قلب اخ قلقان الاتصَال اللي وصلّه بهاللحظه وكأنه بمثابة الإنقاذ له من التفكير والقلق المُتعب
تعقدّت حواجبه بإنزعاج ، وسحب جواله بغيّر نفسّه كان راح يسحب على المكالمه لولا الإسم اللي ظهر على شاشته
استعدّل سريع ، ومثّل الأريحيّه وردّ بنبرته المعتاده مهلّي ومرحبّ بصاحب المكالمه
لتاتيه نبرّه لزّام من خلّف السمَاعه ؛ قطعتنا يالمشهُور وينك م تنشاف ؟
وحتى معرضّي ماعاد تطّل عليه وتجيّه!
خليتنا نشتاق لك ياصاحبي م يصير؟
ابتسم عزّام رغم مرارة مايونسه بداخله من خيبه ليردف بنبره مازحه ؛ وين مشهور وانت اكتسحت الساحه واخذت الجو منّا؟
ولّى زمنَا وصار زمنك انت يا بطل ياكبِير
ضحك لزّام بخفوت وردّ عليه بإستفزاز ؛ اقول ما تاكل هوا وتجيني الحين بس
ابيك بموضوع مهّم
عزّام برفعة حاجب ؛ وليه م تجيني انت!
مو انت اللي تبيني ليه انا اللي اضرب مشوار عشانك؟
لزّام بهدُوء؛ لاني بالمعرض حاليا اشتغل على طلبيّه مهمه وابيك تجي تساعدني ومن نخلّص نطلع بمكان واقولك اللي عندي
عزّام بتعب ؛ موضوعك ما يتأجل ليوم ثاني؟
لاني احتاج انام بالوقت الحالي
لزّام بإصرار ؛ تعال واترك النوم عنك شوي بس
عزّام بتأفف ؛ مصّر يعني؟
لزّام ؛ ما سموني لزّام عبث اخلص وتعال يلا
ضحك عزّام بخفوت ونطّق ؛ يلا اجل جايك الله يعيني عليك
لزّام بهدوء قبل لا يقفّل منه ؛ يلا انتظرك لا تتأخر
,
,
السَاعه الـ 12:30مٓ..
عند شاعرنا الوافيّ اللي يشتغّل على جديده ، وباله وكل تفكيره بالحرُوف اللي ينثرها من أعماق قلبه لتصطّف بجانب بعضها وتتكّون من اشطّر محببه للمسامع ،
ليبتسّم ما إن كتب اخر حرف منها ، معلن عن إنتهائها بالكامِل
وهو بأتم رضاه عنهَا حاليًا، بعد ما عاد وزاد فيهَا لعدّة ايام
ليطبّق لوحة مفاتيّح جهازه اللاب على بعضّه ويلتفت بكّل تعقيّد على تلك النبره الانثويه المتسائله بعفويه تامه ؛ ليه كذبت ؟
ليرد عليها متسائل بنبره غريبه ؛ كذبت؟
وش تقصدين بكلامك!
غزّل بهدُوء؛ قصدي إجابتك على سؤال احد المعجبين بأخر لقاء لك واللي قلت فيه بكل بساطه ان ملهمتك هي زوجتك
ابتسمت بسخريه وكمّلت ؛ زوجتك اجل؟
تلعب على مين بكلامك يالوافي
والا لأنهم يجهلون عن حياتك الخاصه قلت اكذب بالنهايه ماراح يعرفون بالحقيقه
بس ليه ماراعيت شعور زوجتك اللي تسمعك وهي متأكده من انك تقصد غيرها؟
وتحديداً درّة قلبك اللي فضّلت حلمها عليك وتركتك بسهوله
وانت للحينك تخاف على سمعتها لدرجه استخدمتني انا وبنتك لجل ما تلفت الانظار عليها!
تنهّد بضيق واردف بجمله وحيّده من اعماق قلبّه وهو يقُوم بعد ما احتضن جهازه مابين خصره وذراعه ؛ اعتذر ولو إنهّا ماتعبر عن مدَى الاسف اللي بداخليّ بحقك
مشى كم خطوه لناحية الدرج وتوسعّت عيُونه وإرتفعت حواجبه بذهُول بأسباب الكلمه اللي رمتهَا واخترقت سمعه
ليجبر على التوقّف والإلتفات عليها بعدم تصديق ؛ هاه وش قلتي يا غزّل؟؟
لتعيّد غزل كلامها وهالمره بكل إصرار وثقه ؛ ابيك تطلقنّي يالوافيّ وتحررني من هالعلاقه المزيّفه
ابتلع ريقه الوافي بذهُول ونطّق بتعقيّد ؛ مزيفه؟؟
غزّل بشبه إبتسامه ؛ من ناحيتك وناحيتي ك زوج وزوجه
الوافيّ ؛ وش استجد وانتّي من البدايه راضيه بهالعلاقه ولا تنسين انك انتي اللي بنفسك حطيتي لهالعلاقه شرُوط
وحدُود وانا قبلت وحدُودك ما تعديتهَا
وش اللي استجد ياغزل؟ وخلاّك تقررين تنهينها ببساطه؟
ابتسمت بسخريّه وتعقدّت حواجبها ؛ ببساطه؟
تقولها صادق!!
شايفها بهالبساطه عندي!!
الوافيّ ؛ اجل؟
غزّل ؛ اكتفيّت وما اقدر اعطي هالعلاقه اكثر
لهالحد وانتهيت يالوافي
ربيت بنتك وصرت لها الأم وانت اكثر الناس معرفه بأني اعاني من هالناحيه بشكل كبير ومع ذلك تجاهلت لجلها وعديتها بنتي اللي إنحرمت منها!
رغم العذاب اللي اتجرعّه بكل مره بس اكابر لأجلك ولأجلها
بس لهنا وماعاد فيني يالوافي استمّر ، ابي ورقتي وابي استعيد بنتّي
لا تبخل وتحرم هالام من بنتها اكثر
ناظرها بصدمه وعدم تصديق ؛ الله عليك ياغزّل الحين ترمين علي تهمة حرمانك من بنتك؟؟
الحين انا صرت السبب،؟؟
قلت لك هاتيها ومستعّد اكون لها الاب وما أفرق مابينها وبين تُقى وكل احتياجتها من مسُؤوليتي انا لكنّك رفضتي بحجة ان محد بيخاف على البنت كثر ابوها
بنفسك اللي سلمتيها له رغم انه ماهو كفُو الابوه والحين تلوميني انا !!
تلوميني انا ياغزل على غلطك؟
سكت لوهله وهو يناظرها بخيبه وكمّل بذات النبره ؛ جزاك الله خير وماقصرتي ياغزّل ولا تشيلين همّ ورقتك بتوصلك
والوجه من الوجه ابيض
بس علمي بنتي كيّف تقدر تعيش بدُونك وتنساك زي مازرعتي نفسك بداخلها
استدار وكمّل طريقه للأعلى وماكلّف على نفسه يسمع منها اي تبرير وعذر لانه بالنهايه تعايش مع فكرة انه بكل مره يطلع الشخص الملام على اغلاط غيره!
'

رجع سلمَان من برا وعلى رجعته شاف روّاف وملامحه المليئه بالضيّق والهّم ، وعيُونه وكامل تركيزه بجواله
انشغّل باله ونطّق من باب الإطمئان ؛ عسى ماشر يالنسيّب وش فيه حالك؟
ارتفعت انظار روّاف من على جهازه وتصوبت على سلمَان ، وبعد فتره صمت نطّق بتنهيده رداً على سؤاله ؛ انتهى كل شي مثل ما إبتدا
تعقدّت حواجب سلمان بعدم فهم وكمّل روّاف بهدوء ؛ تطلقنا خلاص
وتوه من شوي وصلني مسج من المحكمه بأنه تم اصدار صك الطلاق
نطّق سلمَان وهو يشعر ببعض الضيّق على حاله ومايدري بأي طريقه ممكن يواسيه ؛ والله مدري وش اقولك او كيف اواسيك ياخوي
لكن عساها خيره لك والله يعوضك عنها
نطق روّاف بشبه إبتسامه ؛ آمين يارب
دخلت عليّهم سويّر وشافتهم بهالحاله ، استغربت من وضعهم ولا تدري شفيهم
وليه وجيهم مايله لنوع من الحزن !
دبّ الخوف بقلبها ونطقت وهي تبتلع ريقهَا بتسّرع؛ شفيكم احد فيه شي صاير شي!!
هزّ راسه سلمَان بالنفيّ ؛ مافيه الا كل خير محد فيه شي!
انتقلت نظراتها على اخوها ونطقت بذات النبره ؛ روّاف؟
لكن روّاف لأول مره يتجاهلها ولا يرد عليها لدرجه انه قام ومرّ من جنبها وطلع وماناظر فيها حتّى!
ناظرته بصدمه وخوف ، وكانت بتتبعه وتتطمن لولا نبرة سلمَان اللي استوقفتها ؛ خليّه لوحده
تعقدّت حواحبها والتفتت عليه ؛ وليه ان شاء الله هذا اخوي وبروح اشوف شفيه!!
سلمَان بهدُوء ؛ ماهو محتاج لك بهالوقت تحديداً
محتاج يبقى مع نفسه ويعيش المه لوحده
سويّر بغرابه ؛ افهم انك تعرف وش فيه؟؟
سلمَان هزّ راسه بالايجاب واردف ؛ تم طلاقه وانتهى اللي بينه وبين درّه
رغم انه كان مستعّد لهاللحظه من زمان لكن شكل الكلام اسهّل من انه يكون واقع
شهقت سويّر بصدمه ونطّقت ؛ يعني روّاف خسر حبه!!
سلمَان بحزن ؛ الله يكُون بعونه ويعوضّه خير
سويّر بتنهيده؛ مصيبة اخوي صارت فرصه لصاحبك
ناظرها سلمَان بتعقيّد ؛ وش هالكلام يا سويّر!!
سويّر ؛ ليه قلت شي غلط !
وهو فعلا مصيبة اخوي وطلاقه هي فرصه لصاحبك ليستعيد حب حياته!
كيف لو درا انها مازالت بنت وان زواجها طول هالسنين على ورق!
مستعده اضمن لك كيف بتكون فرحته كبيره!
سلمَان ؛ وش شايفتنا؟؟ يا سويّر؟
بدون قلب والا متحجرين !!
سويّر وهي تميّل شفايفها ؛ والله فكر فيها زي ما تفكر ، انا مايهمني الا اخوي بروح اشوفه
تركته وطلعت بالوقت اللي فيه سلمَان ما اعطى كلامها اي اهميه واعتبره بلحظة غيض وقهر على اخوها وعذرها عليه..
'

رجع عزّام من مشواره المهّم مع لزّام ،
وصادف بطريقه بمنتصف الدرج تحديداً ، غاده اللي تناظره بحزن على حاله وعلى وضعه وملامحه الباهته ونطقت بنبره إهتمام خالصه ؛ عزيز قلب اخته وش فيه ذبلان؟
ابتسّم بمراره ونطّق بتساؤول؛ هل انا استاهل ينقال عنّي عزيز الاخت؟
والا م اعطيّت الاخوه حقّها؟
وما مثلتهّا خير تمثيّل؟
جاوبيني ياغدوي ، هل انا استاهل اكون اخ ويضرب به المثل والا م استاهل؟
ومحد يتمنى اكون اخوه؟
رفعّت حواجبها بتعقيد ونطقت بغرابه ؛ يخسّي اللي يقول عنك مو مضرب مثل للأخوه واجمل من مثلهَا وعطاها حقّها بعد
انت الاخ اللي كل اخت تتمناه كيف تقول هالكلام!!
ابتسم بمراره واردف بغبينه ؛ اجل ليه شفق استرخصت اخوتيّ واختارت الهرب علي؟
نطّقت غاده بالحقيقه المرّه لإيضاح الصوره لعزّام اللي يتوهّم بغيرها ؛ شفق ماهربت لانها مسترخصه اخوتك
شفق هربت لانها ماتبي تنحرم من علاقة الاخوه اللي بينك وبينها
بالحرف الواحد قالت لي مابي الزواج يأخذ اخوي منيّ ويحرمني منّه زي م الموت اخذ اخوي الأول منّي
ربتت على كتفه وضغطت عليه ؛ شفق هربت لانها ماتبي تربطها علاقه فيك غير الاخوه لانها تقدّر اخوتك اكثر من كل شي صدقني
لا تضايق عمرك وتوهم نفسك بغير هالشي لانك مثل ماقلت الاخ اللي كل اخت تتمناه بحياتها
تركته بعد ما واسته بهالكلام وامنيتها يتعدّل حاله ويرجع عزّام البشوش المزوح الإنسان النادر بهالحياه ..
بينمَا هو إبتسم بداخله وهو يناظرها كيف تخطّته ومشت واردف بداخله ؛ والله وكبرتي ياغدويّ وصار فيه شخص راح يبعدك عنّي ويكون اهم انسان بحياتك
التفت واستدار وكمّل طريقه لغرفته عازم على اراحة جسده المرهق والمتعب بشكل كبير ، على الاقل قدر عقله وقلبه يستوعب حقيقة الامر
وهالشي كافي لحتى يزيح الهم عن صدره ويرتاح ..
وبالنسبه لغاده وموضوعها بيأجله لوقته المناسب ..
..
خلال هالأثناء كانت شفقّ تسترجع ذكريات طفُولتها وماضيها السعيد بهالبيت تحديداً
البيت اللي على حطته ما تغيّر فيه شي ، سوى الأثاث اللي كان نفس تصميمه لكّن تنجّد لألوان عصريّه مريحه
وتحاكي عصرنا الحاليّ ..
كان بكل زاويه تسترجع برائتها وذكرياتها وايامها اللي مرّت بكامل سعادتها
ماكانت تستشعر صعوبة ماحولها ولاكان عقلها وقلبها يعرف الحياه وهمُومها
كانت اكبر همومها لعبتها وعروستها
والمكتبه الخاصه بأبوها واللي كانت تدخلها بالدس وكانت اكبر طموحاتها كيف تدخل وما يطيح ابوها عليها قبل لا  تنجز مهمتّها..
رغم انه مبسوط بحبها للكتب وتطلعهّا للي داخلهم مع انها صغيره وتجهل القراءه لكن كانت تنبسط من بعض الكتب المليئه بالصور وتتأملهم بمرح
كان ابوها حريّص من هالناحيه وكان يحب يخليها تكُون شغوفه لذا كان يمنعها احيانا لجل تسوي المستحيل عشان تقدر تدخل
ما كان يبيها تستسهل الامر وتمّل منه لذا كان يصنع لها جو خاص مليء بالتحدّي وكان بكل مره يغيّر من ترتيبهم ومكانهم
ومن تحصل عليهم قبل يكشفها كان يكافئها باللي تحبّه
مرّات بلعبه ومرات بكتاب يحوي على صور بكامل اوراقه ومرّات يسمح لها بترتيب الكتب معه وغيره وغيره ..
فتحت باب المكتبه بالدور العلوي بعد ما حسّت بالحنين يجتاحها للدخول واسترجاع تلك الذكريات الحلوه مع ابوها وبرغم حاجتها لإسترجاعها الا انها متأكده بأنها بتكون فاضيه
لان من انتقلو للبيت الجديد انوخذت كل الكتب معهم
وانتركت الرفوف على حطتهّا فارغه بكل زواياها ..
الا انهّا إندهشت من فتحت النُور وبانت لها الرفُوف واللي كانت بظنها فارغه خاليه من الحياه انوجد من يحييها ويملاها بالكتب المختلفه والمتنوعّه
رغم قلتهّا الا إنهّا استشعرت الحياه فيها ..
إبتسمت بإتساع وهي تسرع بخطواتها لحدّ الرفُوف وتتأملهم بسعاده كبيّره
كانت الفرحه مش سايعتها اول ما ألقت نظره على الكتب بشكل سريع .. كانت اغلبها مشابهه لكتب ابوها المفضّله واللي مستحيّل تنساهم
والبعض الاخر يحتوي على نوعها المفضّل من الكتب ..وفيه قلّه من الكتب كانت غريبه عليها ومن نوع غريب
فهمت على طُول انها لهُمام وإنها الأنواع المفضله له
تجرأت على إنهَا تقترب من رفّه الخاص بالكتب الغريبه بفضُول كبير لمعرفة محتوى هالكتب
وما إن حطّت اناملها على احدهم وسحبته ، الا تسقط من بينهم صوره
تعقدّت حواجبها ، وإنحنت لمستوى الصوره الواقعه والتقطتها
قلبتهَا على جهتها الأخرى وكانت راح تشوفها ، لولا النبره الخافته اللي جت من خلفها مباشره وافزعتها لدرجه انها اسقطتها من يدها
التفتت عليه ونطقت بلعثمه من نظراته المربكه لها رداً على تساؤوله عن تواجدها بغرفته اللي حذرها عنها من البدايه ؛ فـ ضُ وول
ناظرها بتعقيّد وكمّلت بتسّرع لتغيير مجرى الموضوع بالكامل ؛حسبت انك مشيت من زمان!
رفع حاجبه بطريقته المعتاده والمستفزه بالوقت ذاته واردف وهو يقترب منهّا بخبُث بعد ما طاحت عينه على الكتاب اللي بيدها والصوره اللي سقطت منها؛ وش افهّم من جيّتك لهنا ليكُون تبين تطيحين على معلومات تخصنّي؟
ارتدّت للخلف واصطدّم ظهرها بالارفف وكانت راح تضرب راسها بالحافه لولا كفّ هُمام اللي اعترض طريقها واسند كفّه لحمايتها
ابتلعت ريقهَا من قربه اللي اعدم المسافات مابينها وبيّنه
ومن عيُونه اللي سرحت بعيُونها وارتجافاتها والخوف اللي مستوطّن كامل تفاصيلهَا
ابتسم بداخله ونطّق بهدُوء وهو يتفحصّها بكاملها ؛ من قتّل جرأتك واوهن اجمل صفاتك؟
كنت اعرفك وردود افعالك غير ومافيها من السكُون ذره
الحين تعجزين عن الحركه وعن إظهار ردّة فعل تحميك منيّ؟
كانت كلماته كفيّله لإستفزاز شخصيّة شفق وقناع القوّه اللي كان ملازمها عادةً وايقاظهَا
لتبتسم بخفُوت وتبسطّ كفّها الايسر على صدّره بمحاولة دفعّه عنها
الا انهَا ما قدرت تزيحه عنها حتى ولو بمقدار ذرّه
انزعجت من عدم مقدرتها على انهّا تبعده وتحرر نفسها ، وبانت انزعاجتها بملامحها من عضّ الشفايف لتعقيدات حاجبيهَا
ابتسّم هُمام على محاولتها لإسترداد قوتها امامه ، وإبتعد بنفسه بعد ما سلب كتابه الأقرب لرُوحه من بين انامل كفهّا
سامح لهَا بالتحرر وإلتقاط انفاسها المضطربه ..
وبعد مضيّ ثواني قليله اردف وهو ينحني لمستوى الصوره اللي تجمعه بأقرب الناس لقلبه تحت نظراتها اللي تحاول فيها تستوعب المقصد من تصرفاته معاها ؛ ابعديّ رجلك اذا ممكن؟
تعقدّت حواجبها ونطقّت بنبره غريبه ؛ هاه ليش؟
ارتفعت نظراته لهَا ونطّق بإستعجاب ؛ وش اللي ليش !
ليكُون عندك مانع بأنيّ اخذ ممتلكاتي الخاصه بعد؟
انتقلت انظارها لرجلها وبانت لها الصُوره اللي بدُون لا تنتبه كانت داعسه عليها
ابتلعت ريقها بإحراج فضيع وإبتعدت عنها بسرعه
وهُمام بدوره التقطهَا وقلبهَا لجهتها الأخرى ، واخذ نظره خاطفه عليها ومن ثمّ جعلها تنساب بهداوه مابيّن صفحات الكتاب اللي معاه
استقام ورجعّ الكتَاب مكانه ، والتفت عليهَا وبنبره تحذيّر مبطّنه ؛ يدّك لا تمسّ شي ما لها حقّ بلمسه ياشفق
هزّت راسها بالإيجاب واردفت بنبره إعتذار ؛ اسفه بس من حبيّ للكتب جاني فضُول اقرا هالكتاب واشوف شفيه
نطّق هُمام بنبره غريبه ؛ لا تخدعك ظواهر الاشياء ويصيبك فضول ناحيتها، ممكن اللي بجوفها مايسّرك
ناظرته بعدم فهم وكمّل كلامه بهدُوء ؛ لا تهتمين باللي قلته , والحين ممكن تسمحين لي وتطلعين؟
ميلّت شفايفها بحيره ، وصدّت بنظراتها عنه وهي تطلّع وتتركه ومازال في داخلها فضُول لمعرفة وش هالصوره اللي جعلت منّه يناظرها بحزّن شديد وغيّرت من نبرته بشكل ملحُوظ تماماً..
طلع من المكتبه بعد مضيّ العشر دقايق تقريبَا وقفلهَا بإحكام شديد
تحت نظرات شفق اللي كانت جالسه على احد كنبات الصاله العلويه
كانت تناظر فيّه وتراقب ابسط تحركاته لبيّن ما إضطرت على الصدّ عنه اول ما إلتفت ناحيتها
شافته وهو يحرر المفتاح من دقمته ويسحبه بعد ما قفّل المكتبه وحطّه بجيبه ، وانزعجت منه
كونه تسبب في حرمانها من اقرب الأماكن لقلبها عازلها عن ذكريات طفُولتها المحببه لها مع ابوها..
,
.
خلال هالأثناء عند تُوم وجيري احباب قلبنا
مرّت ايام عديده على عدم طلب سلمَان من سويّر قهوه من بعد ذاك الموقف اللي تسببت له بكره قهوتها وإنزعاجه منها
وهالشي جعّل من سويّر تشك بأنه ماعاد يحب قهوتها ولا عاد يبي لها طاريّ
جاهله عن محاربة سلمَان لنفسه بكل مره ودّه يطلب منها لكّن يكبح نفسه عنهَا
ويكابر رغم حاجة روحه ونفسه للذة قهوتها وللذة نطقه لها وإعترافه بحبه عن طريقهَا
هالمره ما قدر يمنع نفسه اكثر عن قهوتها ، ودخل بنفسه لعندهَا بالمطبخّ
كانت تحُوس لجَل تطبخ العشاء ومن كثر ماهيّ مندمجه بالتقطيع ماحسّت عليه ابداً
ولا حسّت بخطواته اللي تنساق لها بهداوه ،
ما حسّت الا لمّا ارتعش كل مافيها من حطّ يده على كتفهَا ونطّق بهمس ، بعد ما سرق من عنقها قبله خاطفه ؛ اشتقت لها وللذتها ممكن لو فنجان منها؟
ماسمعت كلامه ولا ركزّت فيه من هول ما إجتاحهها بأسباب مباغتته لها لتنطّق بإنفعال بعد ماسيطرت على نفسها وتوازنها اللي تبعثر من ملمس شفايفه ورقتها اللي انطبعت على ارق مكان بجسمها ؛ تراك مصدر ازعاج لو تدري ممكن تطلع؟؟
تعقدّت حواجب سلمَان وارمش بصدمه كبيره ؛ هاه!
لتكرر سويّر جملتها وبجديّه تامه وهي ترمقه بنظراتها المنزعجه ؛ اطلع لو سمحت!
ناظرها لثواني عديده والقهر متشبّع منه بالكامل وهو مايدري وش مسوي لها لحتى ما تطيق قربه لهالدرجه وتعدّه مصدر ازعاج لها!
الحين صارت حنيته وقلبه اللي سلمه لها مصدر ازعاج كبير لها
تراجع بخطواته للخلف وهو يناظرها بنظرات عجزت لا تفسرها ، لبين ما استدار وعطاها ظهره واقفى عنها ..
واول م طلع ضربت بالسكين على الطاوله بقوه
مقهوره من نفسها ومن اللي سوته وخلته يناظر لها بهالنظرات اللي كانت مثل الخنجر تطعن بقلبها!
لتردف بنبرة قهر وغبينه تحاور فيها نفسها ؛ وش فيك ياسويّر لـ أَبعد حنيتي له وانشغلتي فيه واذا صار قريب منك عفتيه ولا تبينه!
وش هالتناقض اللي تعيشينه ياسويّر ووش اللي تبين توصلين له!
انسدّت نفسها عن طبخ العشاء ، وطلعت خلفه مباشره وشافته يوم طلع من البيت بالكامل
من خلال الشباك الفاصل مابين الصاله والباب الخارجي
عضّت على شفايفها بقهر كبير ، والتفتت على صوت روّاف من خلفها ؛ توّه راجع من برا وجاك للمطبخ يبي قهوه بس ليه رجع طلع بهالسرعه؟
توسعّت عيُون سويّر بصدمه ونطقت بربكه ؛ كان يبي قهوه!
روّاف هزّ راسه بهدوء ونطّق ؛ إيه ، ليه ما قالك؟
سويّر بكذب ؛ لا ماجاني اصلا
روّاف بقلق ؛ الله يستر ليكُون صاير له شي!
سويّر نطقت بخفوت وهي ادرى باللي فيه وانها السبب بحالته ؛ لا م اعتقد ان شاء الله ما فيه الا الخير
روّاف بهدوء ؛ ان شاء الله
,
,
تسريع الوقتّ..
انفتح باب بيت الوافيّ بعد مُضي ثواني عديده من رنين جرسّه
ليتضّح من خلفه مباشره
ولينطّق بدُون مقدمات تُذكر بأنفاس مضطربه جداً ؛ درّه تطلقت
توسعتّ عيُون الوافي ، وابتلع ريقه بصدمه وبعدم تصديق لينطقّ بنبره غريبه مرتبكه ؛ هاه وش تقول !!
ليعيد سلمَان جُملته وبشكل اهدا بعد ما سمح لنفسه بتخطيّ عتبات بيت صاحبه الوافيّ والدخُول مباشره لأحضان حوشه؛ درّه تطلقّت من زوجها ولد التاجر
تعقدّت حواجب الوافيّ وارتسمت على شفايفه إبتسامه خفيفه وهو يناظر سلمان بنظرات غريبه صعبة التفسير ؛ كيف وليه؟!
سلمَان بقرارة نفسه ماكان راح يسمح للوافي بالمعرفه ويهدم بيته لكن مايدري كيف ولاهو مستوعب جيّته للوافي والحقيقه اللي رماها بوجهه لينطق بنبره هاديه ؛ تبي نطلع لمكان واقول لك كل شي والا بيتك مناسب؟
الوافيّ وهو يهزّ راسه بالنفي ؛ نطلع افضّل لمكانا المعتاد
بعد مُضي نصف ساعه تقريباً
وبعد ما كل منهم اخذ مكانه وطلب طلبيته المعتاده من قهوه وتحليه
نطّق الوافيّ بحماس كبير لمعرفة تفاصيّل طلاق دُرّة ؛ تكلم يلا واعطني التفاصيل
ابتسم سلمَان ؛ اثرك عجل ياصاحبي خلني ابل ريقي شوي على الاقل
مدّ له الوافي علبة مويتّه اللي كانت معه ولا فتحها ؛ هاك بس تكلم ياخوي والله اني على نار جالس
ضحك سلمَان بخفُوت وانشرح صدره من لمعة الحماس الطاغيه بعيُون الوافي
كانت هاللمعه ما يشوفها بعيُونه الا لمّا يتكلم عنها ببداية تعارفهم وكيف انه اصبح عاشق وهايم فيها
لوهله حسّ نفسه رجع لسنين مضّت وقت ما كان صاحبه الوافي بقمّة سعادته بهالحُب ولمّا ترك جلسته لجّل يشوفها بوقت ماقاله سلمان من باب القلق والخوف '' والله ان قلبي ناغزني عليك من هالحُب ''
ماكان يعرف وش ممكن يفعل حُب شخص بالإنسان ليمّا جربّه وعرف مرارته
وكيف من كلمه ووقبال حسّن تحس نفسك فوق الغيم ومافيه أسعد منك
وكيف من كلمه تحس نفسك طحت من سابع سماء ..
تنهّد بعمق ونطّق ؛ اول شي بقولك حقيقة هالزواج وعلى اي اساس انبنى طُول هالسنين
الحقيقه اللي ما شفتها وكنت معمي نفسك عنها
حقيقة حُب دره لك ووفاها لحُبك لحد هاللحظّه
تعقدت حواجب الوافيّ وضحك بسخريه وهو يقاطعه؛ اي وفاء واي خرابيط اللي قاعد تقولها يا صاحبي!
الوفاء انها تهدم وتهجر وتتزوج غيرك بنظرك!
هذا وانت تعرف كل شي تقول عنها وفت لي عمرها درّه ماوفت لقلبي ولا وفت لي
درّه هدمت ودمرّت وتركت خلفها جسد بلا روح لحد هاليوم
عن اي وفاء ياصاحبي عن اي وفاء تتكلم!
قاطعه سلمَان من نطق ؛ خلني اكمل وافهم بلاك اكلتني بقشوري!
الوافيّ بإنزعاج ؛ يلا سكتّ كمّل خلني اشوف وش عندك!
سلمَان بدا يقوله كل شي بالتفصيّل الممل من اتفاق دره وسويّر وحقيقة الزواج بكبرها
وحقيقة ان الزواج انبنى على اتفاق لتحقيق حلم كل منهم وانه مازال زواج على الورق وان الطفله إيڤا كانت بنت رواف ولا تمت لدرّه بأي صله
مجرّد ان درّه انجبرت على تربيتها بحكم الظروف اللي واجههتها
وانهاها بحقيقة طلاقهم والرساله اللي وصلت لرواف بإصدار صك الطلاق
وان درّه عايشه برُوحها وكانت بفندق طُول هالوقت اللي مضَى..
تجمدت ملامح الوافيّ واعتلت ملامحه الصدمه مو قادر انه يستوعب الحقيقه اللي قاعد يسمعها
لا قلبه ولا كيانه ولا روحه قادرين يستوعبون اللي صار بعد كل هالسنوات اللي مرّت واللي ضاعت من عمره وهو حزين ومغبون ويتسائل بداخله عن هجرها له لدرجه قام يلوم حاله ويشوف نفسه الغلطان وانه مقصر في حبه لها
وانه ماقدر يحافظ عليها
لدرجه انها فضلت الحلم عليه واختارت تفارقه
طلع بلا فايده ..
دقايقه اللي مضت يتحسر عليها وخطواته اللي خطاها طلعت بدون وجه حق!
كرهه لها وغبنته بالزواج من غيرها طلعت بلا فايده برضو!
كل هالاشياء اللي سواها ومجرى حياته اللي تغير بثانيه كان المفروض ما يصير لو عرف من البدايه!
ياه وش من حقيقة عرفت يالوافي هل راح تفرح على اللي سمعته بسهُوله
والا راح تلوم قدرك وحالك ودره معك!
دره اللي قدرت تخفي هالسر لحد هاليوم وتحتفظ فيه!
دره اللي قدرت تشوفك كم مره وماقدرت تبوح لك بحقيقة هالارتباط
دره اللي شافت زوجتك وبنتك معقوله ماقدرت تصرخ عليك وتلومك؟
هل لأنها تشوف نفسها مذنبه وتستاهل او لأنك خذلتها ورهانها على حبك لها كان خاسر؟
ياترى من الغلطان فيكم
درّه اللي رمت كامل ثقتها فيك وبحبك لها
او انت اللي رغم حبك لها الشديد ما قدرت انك تفهم تصرفاتها وتعرفها زين
معقوله ماكنت تثق فيها وانت مغمض وتفهم اسبابها وتحط مليون عذر وعذر لجلها!
ياترى من فيكم حب الثاني اكثر ووفى له
انت يالوافي اللي تزوجت وخلفت وعشت حياتك او درّه اللي تزوجت اسم ومازالت وافيه لحبك تصبح وتمسيّ وانت ببالها
تاكل وتشرب وهي تشوفك وتستشعر بوجودك يمّها
تنَام وهي تحضن صُورتك وكأنها تستشعر ملازمتك واحتضانك لها
ما سألت نفسك كيف صبرت طُول هالسنين وهي بالغربه وكيف بسهُوله رافقت شخص غريب!
مو ممكن لأن اشعارك تواسيها وصوتك يداريها
معقوله حُب دره لك بلا ثمن وضاع بسهُوله!
وافي ولكن يالوافي ما وفيت لدرّة قلبك ولا تستحقهّا
لكن ما على القلب سلطه وماعلى درّه ملام ولو حبتك بكامل عيُوبك وشافتك انسان وافيّ ويستاهلها
لان القلب ومابداخله من حُب لحضرتك ياشاعرنا أعماهاً
وصارت تشُوفك الوحيد المستحق لقلبها..
لدرجه انها تجاهلت حُب روّاف وعشقه الواضح لهَا لأجلك
هل لك الحق وفيك تلُومها بعد؟؟!
قام من مكانه مذهُول مصدوم تمر امامه احلى ايامه معاها
ضحكتها وكلماته فيها وغنائها لشعره بصوتها العذب ، ايام الترف والنعيم
اللي احيت قلبه بهاللحظّه وبدُون لا يحّس تسارع بخطواته وسيارته وصار بفندقها وتحديداً قبال باب غرفتها
ارتفعت انامله لحدّ جرسها وضرب عليه واللهفه تسري بكامل عرُوقه عليها وعلى إحتضانها
يبي يضمهّا له ويروي شوقه يبي يعوض سنين الفراق القاسيه واللي انهكته
لدرجه يفكّر وبدون مقدمات يخطبها ويربطها فيه للأبد
عن طريق خاتمه اللي بجيب سترته واللي م يفارقه ابداً
انفتح الباب بعد لحظَات واعتلت الصدمه كامل ملامحه
تلاشت فرحته ونطّق بتسّرع وغضّب عارم وهو يمسك بياقة الشخص اللي طلع من الغرفه والود وده يخنقه؛ من انت!!؟
لينطق مدير الفندق بعد ما أبعده عنه بالقوه ؛ لو سمحت انا المسؤول هنا امرني !
ناظره الوافيّ والقهر والغيره متمكنين منه ؛ بما انك المدير ماتقولي وش يسوي هالشخص بغرفتها!!
نطق المسؤول عن تنظيف الغرفه بعد ما التقط انفاسه بصعُوبه ؛ بس الشخص اللي كان مستاجر هالغرفه سلمها  وطلع منها
وانا جتني الاوامر بتنظيفها قبل لا يستلمها المستأجر الجديد!
شهق الوافي بصدمه وهو يمرر نظراته مابينهم ؛ سلمتها!!
هزّوا راسهم كلهم بالإيجاب بنفس اللحظه وكمّل الوافي بتساؤول ؛ متى؟؟
نطّق مدير الفندق بهدُوء ؛ قبل نصف ساعه تقريباً
ناظرهم بأسى والضيق اعتلى كامل تفاصيله ، والسبب يرجع لفقده فرصته الوحيده لجل يلتقي فيها
م أبشعه من شعور جيت بكامل حماسك وشوقك ولهفتك وطلعت بخيبتك وكسرة خاطرك
مشى بخطوات ثقيله لناحية المصعد ونزّل وهو ضايق الأنفاس
كل شي حوله ضاغط عليه من جهه ومايردّ له انفاسه سوى شوف محبوبته درّة قلبه
انفتح المصعّد ، وطلع الوافيّ بجسده الهزيل وقواه الضعيفه
استندّ بكفه على الجدار بعد ما حسّ بالدنيا تدُور فيه عجز جسمه لا يساعده على الوقوف لبين ما نهار على الارض من شدّة ما يونسه بهاللحظّه
خلال هالأثناء انقبضّ قلب درّه اللي توهَا رجعت شافت الكل مجتمع حول المصعّد ولا تدريّ شفيه
تسارعت خطواتها ولمحت من بينهم وبصعُوبه تامه ملامحه ،
ملامحه وتقاسيم وجهه السمحه وادق تفصيل فيه انزرع بداخلها
شهقت بخوف وبدون اية مقدمَات دخلت من بينهم وانحنت لمستواه
ابعدتهم عنه ، ونطقت بنبره ضعيفه مهزوزه وهي تشوفه بهالضعف وبهالملامح الذابله الباهته ؛ شاعريّ
فتحّ عيُونه من النبره المزروعه بداخله واللي اخترقت سمعه وحسّ روحه يتوهّم
من زود الشوق خيّل له انها عنده وتكلمّه
رغم فتحه لعيُونه الا ان الرُؤيه عنده ضبابيه ماقدر حتى يشوفها زين او يلمح ملامحها ويتعرف عليها
رجع غمّض عيُونه وصرخت بخوف وهي تستنجد فيهم لجّل ينقذونه
ومن حسن حظّها سمع صوتها شخص وكان طبيب مار ليشوف احدهم
شاف حالة الإستنفار والتجمع اللي صاير وعرف ان مصدر الصوت جاي من عندهم
توجه لهم على طول وابعدهم وطلب منهم يبعدون عنه ، شافها وماقدر انه يطلب منها انها تبعد
ونطق بهدُوء لجل يطمنهّا ؛ انا طبيب اسمحي لي
ناظرته بدون لا تنطق بشي ، وظلت تشوفه وهو يجري الاسعافات الاوليه له
وبداخلها تدعي له ومنهاره
لبين مامرّ الوقت وناظرها الدكتور بإبتسامه ونطّق بنبره مريحه بعد ما نقلوه لأحد الغرف الفندقيّه تحديداً غرفتها بإلحاح منها؛ هو بخير مجرّد انخفاض بالضغط
وراح يصحى بعد شوي
زفرت بإرتياح ونطقت بنبرة امتنان واضحه ؛ يعطيك العافيه يادكتور ماقصرت
لولا الله ثم انت كان مدري شصار فيه
هزّ راسه بالنفيّ ونطق بهدوء ؛ هذا واجبي والحمدلله على سلامته
طلع من عندها وهي بقت تنتظره يصحى
مرّ الوقت ومازال الوافي فاقد لوعيه وهالشي خلّى درّه تعاني من قلق اكبر
لدرجه تجمعت الدموع بعيُونها كل ماتذكرت المنظر اللي شافته فيه
وكيف كان ممدد على الارض وكانت راح تفقده
كانت راح تشهد لحظة موته قدام عيونها لولا ستر ربي وإنقاذه باللحظه المناسبه
سمحت لدموعها تنهمر وهي ماسكه يده ، لدرجه من زود مافيها جلست تشاهق من كثر الصياح
انزعج الوافي من الصوت وفتح عيُونه بصعوبه ،
حرّك يده اللي هي ماسكتها وحسّت عليه ، ناظرته بفرح ونطّقت بغصّه؛ صحيت واخيراً
غمّض عيُونه بثقل ورجع فتحها بإتساع ونطّق ببحه متعبه ؛ درّه القلب
هذا انتي والا أتخيّل؟
ابتسمت من بين دمُوعها وهي تمسك يده بقوه وترفعها لحدّ فمها وتقبّلها بعمق ؛ بشحمها ولحمها
ابتسم بحُب كبير وسرعان ماتلاشت إبتسامته وهو يصارع افكاره ورغباته بهاللحظه وده يبادر ويحضنها ومايفكهّا
بس غربته والسنين الطويله اللي مرّت بدونها كانو الحاجز مابينه وبينها
يحسّ بصعوبه كبيره جداً جداً ما يقدر يقدم على اي حركه ولا يقدر يروي عروق قلبه العطشه لها
نزّل من على السرير بصعُوبه رغم معارضتها لكن كانت له الكلمه الاخيره
خافت انه يمشي ويتركها قبل لا تفصح باللي بداخلها لكن صدم كل توقعاتها
لمّا دخل الحمام على طُول وطلع بعد فتره لجّل يصليّ فرضه اللي فاته
ماكان يواجه صعُوبه لان الفندق كان ملبيّ كامل احتياجات الأشخاص من فرش ومن مناشف وغيره..
صلّى ومن خلص صلاته التفت عليها وكانت تناظر فيه وسرحانه وكأنها مو مستوعبه ان اللي قبالها حُب حياتها الوافي ..
ابتسم وقام والنيّه انه يطلع من عندها لكن استوقفته لمّا قررت تهدم كل الحواجز وتعكس كل توقعاته من نطقت بهدُوء وهي تمسك يده وتصير قباله ؛ عندي كلام كثييير كثير خاطري لك اقوله جاهز تسمعني!
هزّ راسه بهدُوء رغم انه يعرف كل شي لكن حب يسمعه منها ونطّق ؛ بس اول نتعشى؟
هزّت راسها بهدوء .. وتوجهت بحماس مفرط لناحية سماعة الهاتف لجل تطلب لهم عشى
كان يناظرها الوافي ومبتسم من اعماق قلبه
بعد فتره وجيزه وصلّ طلبهم وبدت دره تصففه على الطاوله اللي بزاوية الغرفه
وكان الوافي مستند على السرير من زود الارهاق اللي هو فيه
ناظرت فيه بإبتسامه ؛ تعال يلا
قام وتوجه لناحيتها وجلس وبدا ياكل وهي تشاركه ..
مرّ الوقت ، وجاء الوقت اللي تصفح فيه درّه عن اللي بداخلها والوافي منصت ومستمع لها بكل جوارحه مشتاق ل صوتها لدرجه وده يسكت ويخليها تتكلم طول الوقت
لتنطق بأول شي طرى على بالها اول ماحست فيه جاهز لحتّى يسمعها ؛ سامحنيّ لاني تخليت عنك لجل حلمي
سامحني لاني خططت من وراك وخبيت حقيقة زواجي المزيّف
سامحني لأني اوهمتك بحقيقه ثانيه لاني خفت من انيّ اكون انانيه
ماكنت ابيك تنتظرني وانا مدري وش يصير فيني لمّا اسافر
وكل السبل من بيني وبينك مقطوعه ، ممكن لا سمح الله اموت وانت تنتظرني واظلمك معي
ماكنت ضامنه نفسي وحياتي كيف اضمن اني ببقى لك
سامحنيّ على كل مره تذكرتني فيها وتضايقت من اللي سويته
سامحني على الغلطه اللي سويتها بحقك والخيبه اللي تجرعت مرارتها بسببي
سامحني يانُور عيني وكل احلامي الجميله
سامحنّي ياحبيّ الاول وكل الناس بعيُوني
سامحنيّ تكفى ولمنيّ انا والله اشعر بغربه من لحظّة فراقك لحد هاليوم وانا انتظر رجعتي لحضنك
كانت طُول ما تتكلم والعجز والندم والكسره واضحه بصوتها وعلى ملامحها باينه
بعكس الوافيّ اللي يحسّ بشعور غريب
شعور مريح وكأنه يسترد الحياه لرُوحه
لبيّن ماقالت جمله هزّته لتنهي صراعاته وتجعله يدرك فيهَا معاناتها العميقه بسبب ابتعادها عنه والوحشه اللي اونستها بدونه؛ مسموح لقلبي ينهي غربته بضمة موطنه؟
قام واستقام وسحب نفسه لهَا بهدُوء ، واول ما سمح لنفسه فيه يمسح دمُوعها بكفه بخفّه
ومن ثم ناظرها لثوانيّ معدوده واردف ؛ والله انا الغريب اللي لموطنه عاد ويابخته
ما امداه ينهي جملته الا استقامت من كرسيّها حاوطته وارتمت بكاملها بحضنه
حاوطهّا بشدّه وهو يدفن وجهه برقبتها
غمضّ عيُونه وهو يسحب عبقها لداخل جيُوبه الأنفيه
مازال يحس بأنها السعاده لروحه ولقلبه ولكل تفاصيله
وقربها الخالص هو النعيّم بحدّ بذاته..
بعّد فتره طويله وهم على حالهم أبعدها الوافي عن حضنه ونطّق وهو محاوط يديهَا ؛ مرّ من عمري عمّر وانا بدُونك عايش جسد بلا رُوح
وبكّل يوم وليله تمّر اتجّرع فيها مرارة غيابك
ماعاد القلب يقوى ولا عاد لي رغبه بالإنتظار اكثر
ناظرته بغرابه ولاهي فاهمه عليه لبيّن ماطلّع الخاتم من جيبه ونطّق بهدُوء ؛ تجيّن نعوضّ سنين مرّت ونجمع القلب بالقلب!
ونسمح لأيادينا تحضن بعضها!
تجيّن يادرّة القلب تعيشين باقي عمرك وكامله مع الوافي؟
وتسمحين لخاتمه يملك اُنملك للأبد؟
هزّت راسها بالإيجاب ودموعها من شدّة فرحها تنهمر بهاللحظه لتنطق واخيرا ؛ لا عشت ان رديتك ورفضت ارتبط فيك
لا عشت يالوافي لا عشت
حسّت فيه يسمح لخاتمه بمحاوطة بُنصر كفّها الأيمن ليعلن بذات اللحظه تمّلك الوافي لهَا وارتباطها فيّه للابد
ابتسم بعمّق وهو يدنيّ منها ويقبّلها على جبينها بعمّق
حسّت بحرارة تسري بكامل جسدها وارتجف مابين ضلعينها
لتقوم بإظهار ردّة فعل سريعه وترميّ نفسها على صدره لدقايق عديده
كان الوافيّ من شدّة فرحه بهاللحظه يحسّ نفسه بحلم ماوده يصحى منه ابداً
لكّن انجبر على انه يصحى على واقعه اول ما إخترق سمعه رنين جواله اللي بجيبه ، ليسحبه بإنزعاج ويرد عليه بدُون لايشوف ؛ هلا
لتأتيه نبرة سلمَان المليئه بالفرح ؛ نقُول مبروك لقلبك درّته والا بدري؟
ناظر الوافيّ درّه اللي ابتعدت وسحبها لحضنه واردف بهيمنه ؛ والله ماحسيّت بمعنى مبروك وإستشعرت لذتهّا  الا الليله
ضحك سلمَان بخفُوت ونطق وهو بأعلى مستويات فرحته وسعادته لصاحبه ؛ الف مبروك ياصاحبي الف مبروك والله يتمم لك على خير ويديم هالفرحه عليك
نطّق الوافي بهمس ؛ آمين
قفّل منه وناظر لدره وفهمت من نظرته وش كان قصده ؛ هو اللي اتصّل وعلمنيّ بأنك جاي للفندق عشاني وانك عرفت بالحقيقه
عشان كذا ما كانت عنديّ صعوبه بالشرح لك
اكتفى الوافيّ بأنه يبتسم لها برضى تام ويشدّ بإحتضانه لها والود وده يدفنها بصدره ويخفيها ..

Continue Reading

You'll Also Like

222K 4.3K 37
المقدمة عاش لمدة سنتين وحيدا بعد موت زوجته ،لقد كان يحبها حبا جما لذا قرر إن ينتقم من أجلها من قاتلها ذلك الذى سافر بعد مقتلها ولم يستطع إن يجد أى أث...
35.3K 3.2K 30
فتاة من بغداد طالبه جامعيه تتعرض الي موقف على اثرة تدخل السجن ليأتي البطل وينقذها قبل وقوعها في جرائم السجن تابعو القصه كلش حلو وراح اتحبونها
3.7M 303K 105
تجملت او كنت جميل يبق جمال أخلاقك ٲعـظم هذا ماسنجده في أووووول ملحمة عراقيه دينيه،سايكولجيه،روائيه في عالم القصص..فما مابين دين والتدين مابين العشق و...