أسطورة الجبل الميت !

By s_rx1900

615K 11.6K 5K

هنا ، او هناك ، او هاهنا .. رملاً ، وصخور ، زهراً ، وحقول أُغنية مسير ، تخبط غريق ، ندأ بوسط الحريق ، حُلم زم... More

1
٢
٣
٤
٥
٦
٧
٨
٩
١٠
١١
١٢
١٣
١٤
١٥
١٦
١٧
١٨
١٩
٢٠
٢١
٢٢
٢٣
٢٤
٢٥
٢٦
٢٧
٢٨
٢٩
٣٠
٣١
٣٢
٣٣
٣٤
٣٥
٣٦
٣٧
٣٩
٤٠
٤١
٤٢
٤٣
٤٤
٤٥
٤٦

٣٨

11.4K 244 132
By s_rx1900


مرت الأيام واخذوا حقهم من منير وانتهى ظلمه الاسود ، يوم ورى يوم مابين استيعاب ومابين تقبل والندم الشعور الذي يزداد يومًا عن يوم ، كان متردد او بمعنى اخر ، خايف من لحظة لقاءه بابوه ، وقت استدعاءه ابو العز مردف : مهما صار يبقى ابوك وتراه تعبان لا تخليّ اخر عمره حسايف قمّ روح عنده ماهقيت يبي شوفة حد كثرك ..
وماكان من ركود الا الاستجابة له وهو يعودّ لبيته ويروح لغرفه ابوه بهدوء تقدم بخطواته وقت شافه مستلقي عنده العمه نوال اللي تناوله ادويه شعبيه ، كان واقف مب عارف من وين يبدأ ومن وين يخلص ، توقع يشتمه يسبه توقع كل شيء الا انه يقول له : تعال يبّه قرب مني ..
تقدم وهو يجلس بجانبه يراقب تعبه واللي فعلاً زاد وبدأ يبان عليه ، وقت رفع يدينه المرتعشة في الهواء تقدم ركود يمسكها وهو يقبلها وقت نطق ابو النوارس : ماخابت هقاوي من رباك ..
انحنى له ركود يقبله لانه استقبله غير عن كل توقعاته ونطق : كيفك يبّه كيفها احوالك وش تحسّ متعبك ؟
ماكان من ابو العز اللي نطق بقلة حيله وحروف يجرها غصب عنه : جيبها لي يبّه هي دَوائيّ
تنهد وهو يشير رأسه بالايجاب مردف : لا تشيل هم بتيجيك بإذن الله مسألة وقت بس
التفت بعدها لدخول اخوانه ، وقف وهو يطلع بهدوء ماودّه ملامه وكلام فاضي الا انهم لحقوه تحت قول زهير : ركود خلّك
تنهد وهو يلتفت ويتحدث بنفس الوقت : ماود
انقطع سيل حديثه من الحضن اللي اخذه لضلوعه ، ماكان الا مروان اللي تقدم قبلهم لاخوه من غير كلام اكتفى بحضن يعبر عن اسفه وندمه مردف : حقك عليّ
احتواه بهدوء وقت ابتعد مردف : مالي حق عليكم ان كان في حد له حق فهي قمر ردّوه لها
ماكان من زهير اللي نطق : بنرده بس بعد مانعرف كل شيء منك
ليكمل عيد حديثه : امش معنا للخيمة
تنهد وهو يتقدم معهم للخيمة ، سّارد لهم كل شيء من بدايته لنهايته تارك العبرة تتمركز حناجرهم ..







عند قمر واللي كانت في اكناف حب العمه صالحه اللي ردت لها شيء نسيته من زمانن ، باللحظة اللي نطقت العمه صالحه تناديها من الحوش : يمه قمر تعالي
تقدمت بخطواتها للخارج وقت شافت الحرمتين اللي واقفين في عيونهم  دموعهم اللي انسابت على طهر خدهم اعتلتها شهقه بكاء وقت نطقت العمه نوال : يا فلذة كبدي !
فتحت لها ذراعها وقت ركضت لهم لتحتويها العمه نوال ببكاء وعدم تملك لين ماجلست بالارض وهي بحضنها تبكي ، خصوصًا وقت شافت وجهها وان هي نفسها البنت اللي تلاقت معها بعرس بنتها ونطقت بتكرار وصوت باكي : كنت حاسّه والله حاسّه انها هي ماصدقتوني !
خذتها وردة لحضنها وكل وحده تحتويها من صنف جوها بكثرة يوم طلبت من الله ام اعطاها العمه نبيلة وصالحة ونوال و وردة ، ماكانت قادره تقول شي ولا قادره تبتعد عن احضانهم استمرت فيها لين مانطقت اول كلمه لهم : وحشتوني ..!
يالله كيف كان دفء هالكلمة عليهم وتتمركز قلوبهم وقت نطقت العمه نوال تعاتبها : جيتي لدياري ولا علمتيني افا يابنتي ؟
ابتسمت وهي تمسح دموعها بكلتا يدينها وتسمع حديثهم وكلامهم كيف يتأملونها ويداعبون شعرها بحب يالله الشبه المذهل ماخذت منهم الا حلو الملامح ، وقت رفعت عيونها لدخول ربى ماقدرت تمنع ابتسامتها وسرعان ما انهمرت دموعها من جديد وهي تحتويها تحت قول ربى بعتاب : زعلانه منك قلتي لعناق ولا قلتي لي !
كيف اجحظت اعينهم لانهم ماكانوا يدرون وقت نطقت العمه نوال بصدمه : عناق تدري !
سكتت ربى بتورط وقت استوعبت ان عناق ماعلمتهم تحسب انهم دروا كيف كانت تتبادل نظرات مع قمر وماهي الا ثواني وقت دخلت عناق باتساع ما امداها حتى لين رمتها امها بطرحتها اللي بيدها مردفه : لا بارك الله في عدوك
كيف التفتت لهم عناق بصدمه مكمله : وعليكم السلام حتى انا والله اشتقت لكم




ماكان من العمه نوال اللي تقدمت لها ناويه تضربها : اجل تدرين عن قمر ولا قلتي لي من متى يا عاصيه !
ماكان من عناق اللي ركضت لعمتها صالحه تختبئ خلفها مردفه : كنت بقولك بس ركود رفض شسوي!
لتردف امها بغضب : انا امك ولا ركود ها ؟؟
كيف كانت تحاول تضربها وهي تروح يمين ويسار مردفه بضحك : يمه اللي فات مات ترانا عيال اليوم
وقبل ان تردف بشيء كانت ضحكت قمر منتشر واللي خلتهم ينسون الهواش ويلتفتون لها بتأمل لاعذب ضحكه بالحياة واخيرًا اجتمعت مع عماتها وبناتهم نفس ماكانت تحلم واحلى ..

على العصرية،
في خيمة ابو العز  ..
كان عنده رحاله وتجار معروفين ولهم مكانه مرموقة في مجتمعهم ، كانوا جالسين باتساع وضحك ودلة القهوة رايحة وجايه بينهم وضاح و فواز و راجد وهجان ..
وقت دخلوا عيال ابو النوارس نيابة عن ابوهم بحكم تعبه وجلس زهير ناطق : والله ان ابو النوارس مايملأ غيابه حد الا انه جيناكم ستة عساها تكفيكم
ماكان القول الا واحد منهم وكان كبيرهم مفلح : والله انكم عن مئة رجال والوالد عذره معه الله يقوم بسلامه
اتسعت ابتساماتهم بايجاب ليردف بعدها بلهجته العتيقه : اقول انا شايف عقب صلاة الفجر رجال منكم يمّره على حاله به تعتعه بالهرج معوّره حروفه تعرفوه ؟
لتتسع ابتسامة وضاح اللي نطق : ان ماخابت هقوتي فهو عيّاش رجال على باب الله
ليكمل مفلح حديثه : ماني مداوي لكن عندي حل لهتعتعه والشافيّ الله معي عشبه نسقها واحد دقاق لونه حنّايا لون الزعفران وان حطيتها بشربه تراها تصفره والماء لاهو بحار ولاهو بارد ثم لانك جيت خذها بحشفه يدك وحطها بالكوب خلّه يطلع من علوّه لاسفله خلّه يخدر مثل خدرة الشاي لاشفته يندع لين مابان الماء من العشبه وخذها رشفه وحده مايصبح الرعى الا ولسانه مستقيمه ..
كيف اتسعت ابتسامة وضاح رغم انه عارف إن تأتأة عيّاش من جنونه مالها دخل بشي الا انه اردف : والله انك تبشر دلنّي على موصيّ عليها وبعون الله انها تبيدها
كيف التفت بهاللحظة هجان لراجد مردف : هذول وش قاعدين يقولون ؟





كيف اخفى راجد ابتسامته : هذي لهجتهم
ليكمل هجان على نفس همسه :وانتو كل عشر كيلوا لهجة ؟ وش قصرت فيكم اللغه العربيه ؟
ماقدر راجد يمنع ضحكته وهو يحط يدينه بوجهه يحاول مايبين شي ، خصوصًا ان هم مع هجان يتكلمون بلهجة يقدر يفهمها لان كثير كلمات جديده على مسامعه وغريبه .
باللحظة اللي نطق واحد منهم بعد ماطلبوه قصيده من قصايده تحت اسماعهم يرددون اخر كلمه من كل بيت ، كان الجو مفعم بشيّم رجال لين مانطق ركود بينهم بعد ماكانت القصايد تتهاتف من كل صوب : اقول وضاح ماتعلمت يوم انك رحال اشعار ؟
كان وضاح وده يقوم يخنقه يوم حطه بهالموقف قدام الحضور ليردف مفلح باتساع : والله ان وجهك به من الشعر و زود قول كم بيتين ادندن بها لرحالة
كيف التفت وضاح لركود بنظرات تقول " والله لاتوطاك" ماكان منه الا الايجاب كيف يرده وهو خابر انه واحد ماينرد قال وقتها اول قصيدة خطرت بباله كتبها ببعثرة بليّاليّه :
" انّشد الغربة عن رحال تاه
يوم خطواته وصلته لهلاكَ
انا ماجيت الف العالم واتوه
انا جيت ادور شباك دياركَ
انّشد راعي السبيل مالقى
بطريقه قلب ضايع مهلوكَ؟
ولا لمح لهفة خاطر مكسور ؟
ولا حتى بكاء طفل مركوكَ ؟
انّشد اهل الهوى عن صبي
كبر بعام الف عام من الهلاكَ
وغنّى للعمر قصيدة زمان
ومالقى بدربه مكان يدركَ
لحظة غياب قلبه الملتاع
ولا رحيل اخر وجه ضحاكَ
ومابقى في العمر لحظة ادراك
ردد، انا ماجيت الف العالم واتوه
انا جيت ادور شباك دياركَ ..!"
ممكن كان استجابتهم لقصيدته اكثر شيء مبهره والحقيقة كان متعجب منه كيف الانسان يصفق لاحزان غيره وكانها انجازات ؟ وقت نطق مفلح باتساع : انا طالبك تزيد هالليلة بيت !




كيف كل يغوص بتفكيره يحاول يتذكر شيء كتبه بليّاليه  لين نطق :
"  اللي ذاق بعمره طعم فراق
  ما سأل ليلة عن شكل الفرح
  مالقى بعمره مرجى و طلب
وتجرع كل لحظة من كأس الجراح
  بكاء مع طير على حافة غصن
ونزف من كفوفه سيل من الاتراح
  انشد من مر بدرب ماله مفر
مالقى بطريقه طبيب ارواح ؟ "
كيف كان استجابتهم له مبهره ماكان غيره بهدنيا نطق وقت اردف مفلح : والله يوليدي راح من عمري سنين مالقيت لهروح دواء ، داء ماله دواء
اتسعت ابتسامة وضاح وقت نطق مفلح مكمل حديثه لابو العز : حظيظ من هذا ولده ..!
ومالبثوا لين طلعوا لخيمتهم كم يوم باقين ومعودّين لترحال مجرد ماطلعوا التفت وضاح لركود مردف : انت تدري لو قمت لك وش بيصير ؟
ليلتفت ركود لابو العز بسرعه مكمل : ياعم شفت ولدك هو يحارشني تعدا لي وانا بمكاني
ليكمل وضاح بصدمه : ضربني وبكاء سبقني واشتكى !
ماكان من مؤيد اللي قاطع حديثهم : اي وضاح من متى تكتب قصايد ها ؟ شاعر من ورانا ؟
ماكان من فواز اللي مبتسم من اول حرف نطقه وضاح للان : انا قايل لابد يطلع من نسلنا شاعر تحكي عنه العرب
باللحظة اللي دخل واحد من شيوخ القرية مردف : العذر والسموحه ابو العز مالحقت على ضيوفك
ليردف هجان متظاهر انه يفهم بكلامهم : ماغاب الا الشر ماتقصر!
كيف التفتوا كلهم بصدمه لهجان اللي ماستوعب حجم فعلته وكلامه لانه قاله بمقصد نيّة حسنه على انه ماصار شي فاتك لاتشيل هم
وقت نطق الرجل بغضب : تشتمني افا بديارك يابو العز
وطلع بعدها بغضب باللحظة اللي نطق ابو العز وانظاره لهجان : صاحي انت ! وش بلاك تهرج كذا


التفت هجان بسرعه لوضاح مردف بعجله : مب قلتها انت يوم غاب هذاك خالد!
ليردف وضاح بعدها ومازال تحت صدمته : قلته لانه رديء ولا يتعاشر وش ذنب الرجال تهرج معه كذا !
ماكان من هجان اللي نطق : على بالي مدحه
كيف انتشر ضحك مؤيد اللي فعلاً مايدري كيف مسك ضحكته كل هالوقت كان يضحك بشّدة وهو يضرب كتف قصي في اللحظة اللي انتشر ضحكهم كلهم حتى ابو العز ماكان من وضاح اللي حاوط بيده اليسرى رقبته بمزاح مردف : مارتاح حتى اذبحه وش هالبلوه ياربي
كيف كان يضحك راجد وهو يسحبه بعد ماشافه يحاول يتكلم بين يدين وضاح ، وماكان من ابو العز الا انه يروح لرجال يفهمه انه ماقصد شيء يعيبه ..

في الليل ،
بيت العمه صالحة
كيف كانت قمر تشوف العمة تطلع فرش وبطانيات للحوش وهذ ما اثار استغرابها ، لين قالت لها : تعالي بنتي شوفي من طرف الباب هشوفة
تقدمت باستغراب تفتح الباب بخفيف تظهر ثقب يساعدها تشوف ، وماكان الا اخوانها اللي قرروا ينامون كل يوم في الحوش مناوبه لين تسمح لهم اختهم بدخول ، بدأ اليوم من زهير وعيد ، واللي فرشوا بعز البرد محاوطين وجيهم بشماغ ومستلقين على القعد يسولفون ، تنهدت وهي تتراجع بخطواتها للخلف وللان ماحنّ قلبها ، يوم ورى يوم وكل يوم اثنين ، " زهير و عيد""مروان وقصي ""مؤيد و ركود " كل يوم وكل ليلة هم برا ، من مغيب الشمس لشروقها ثم يروحون لحلالهم ويرجعون بعدها وهكذا عسى قلبها يحنّ عليهم ..



في يوم من هالايام كان الشوق غالب قلب ليّل ، جفت عيونه ما يرجعها الا شوفتها ، قرر يروح عساها تسقبله ، تقدم بخطواته لطريق العمه صالحة ، قبل ان يدخل الحوش تلقته يد تسحبه للخلف وتشير بسكوت بعجله وهمس : هششش مؤيد داخل
كيف عقد حواجبه باستغراب وعلمه ركود بكل شيء ، يالله كل مايجيها تتقفل بوجهه كل الابواب ولا عاد دلّ باب غير الهواجيس ، تنهد وهو يودعه ويمشي راجع لبيته يلملم اخر بقايا عطرها باخر فروة ضمتّها، لين ردد نثر وقصائد واسئله تجوب قلبه بلا تفكير بعد ماشافها السبيل الوحيد لها عسى توصلها اشعاره وشعوره :
"      تـــدرين وش معنى الرحيــل ؟
     وكــيف غنّـى الطير فوق الغصن؟
   نثــر بجناحه أوراق أشجار الخريف
وسأل الشجر مين فرق بين نجمتين ؟
مين سهى بدمعه ولا لقى بعمره سكن ؟
جاوبينّي / هو باقي بالعُمر دمع ما أنذرف ؟
باقي حزن ما هقى أن أضلعي له مرتجع ؟
جاوبينّي / ليه أنا ما عدت أبصر بالعُمر؟
وليه قلبي النّرجسي مارضى بغيرك عشق؟ "

بينما عند قمر واللي كان الامان الوحيد لها هالفتره فروته اللي تضمّها ولا تبعدها عنها ، تلبسها رغم كبر حجمها عليها لينتشر رائحة عطره و دخانه المختلط ببعض ، تتذكر كيف السجائر تتراقص في يده كراقصة البّالية ، تتذكر يدينه اللي تحبها حيل وتحب تضاريس عروقها البارزه بشّدة ، نظراته الغير مفهومه ، وصل لها قصائده واشعاره ، رددت كل بيت قاله وهي ترفع نظرها لشباك الغرفه اللي هي فيها ، مب انت قلت جيت ادور شباك دياركَ ؟ هذا هو الشباك تعال ..!

بعد ايام ..
كان بيدينه خبز و نواشف رايح لاخوانه يمشي وقت شاف عيّاش يركض له استقبله بالاحضان مردف : هلا بعويش وين هالغيبه ؟
كيف كان عيّاش يتحرك بحركاته المعتاده وتاتاته و تكراره : موجود موجود مره مبسوط انا انا
ابتسم ركود باتساع : عساه دوم وش مفرحك ؟



ليردف عيّاش بعدها : قمر رجعت ، عمي ابو النوارس مايسالني عنها خلاص صارت عنده
كيف عقد حواجبه باستغراب مردف : يسألك عنها ؟
كان على باله ان كل شيء انفضح بسبب ذا اردف : عمي ابو النوارس يعرف قمر بالغار يعرف هو يشوف وانا اقول اقوله له ..!
كيف اجحظت عيناه بصدمه وعدم استيعاب وهو يترك اللي بين يدينه ويركض لبيتهم ، مجرد ماوصلت خطواته لغرفة ابوه واللي كان عنده وردة تداويه نطق بقههر :كنت تدري !
كيف عقد ابو النوارس حواجبه باستغراب اردف: وش اللي ادري به ؟
ماكان من ركود اللي اكمل حديثه : تدري انها عايشه ؟؟
كيف تنهد بهدوء وهو يردف بعدها : اي كنت ادري
اشتعل القهر بصدره والغضب وهو يكمل : طول هالسنين تدري ولا كلفت على نفسك تزورها ؟ تشوفها ؟ اقل شي لو نظرة يبّه نظرة !
كيف تأمله ابوه التعبان بصوته المهلوك اردف : ماكان ودّي اظهر بصوره الضعيف، ماكان ودّي اشوفها بين الجبال خشية يقتلها احد ، انا ارحب ببنتي بين الملأ مب ورى الصخور ، ان ماقدرت اوقفها بين العالمين واعترف بوجودها لشوله اني ابوها ؟ لو ما
انقطع سيل حديثه من شدة السّعال اللي مزق حلقه لتركض له وردة اللي كانت تحت تأثير الصدمه بيدها مويا تعاتب ركود : ياوليدي خف عليه ماعاد به حيل يستحمل
كيف واقف ركود حائر يتأمل ضعف ابوه المهلك اللي جعله يترك قهره وهو يتقدم وقت شافه غمض عيونه بتعب ردد بضعف : يبّه تكفى استمد قوتك عودّ أبو النوارس بقوته وجبروته لا تضعف وتهد حيلنا ..!
ماكان من ابو النوارس اللي يردد من لحظه تعبه : جيبها هي دوائي ..!



في الليل ..
: اسمع ابعد عن الطريق خلنا ندخل !
: اوعدك الصباح اذبح لك غنمه بس تكفى بعدّ
كلام مؤيد وقصي لذئاب اللي وقفت قدام الباب ولا سمحت لهم تدخل ، طبع الذئاب اذا شافت حد والتمست فيه السوء تهجم عليه ، لكنها ماهجمت استمرت بنظر لين بعدت عن الطريق ليدخلوا بعجله ، كيف كانت قمر تتأمل المشهد من فتحت الباب لين مابان لها زول ركود الجايّ لها ، ابتعدت عن الباب ليدخل وهو يسلم عليها ويجلس معها بعد الاخبار نطق : كان عنده علم ابوي
رفعت نطراتها له باستغراب اردفت : علم وش!
ماكان منه الا اكمال قوله : انك حية ! عيّاش كان يوصل له اخبارك..
كيف امتلأت بمعالم الصدمه واتسع بؤبؤها بتفكير ، ليه ماجاء ؟ كانت تقلب هالسؤال برأسها ، لين مانطقت بضحكة قهر : زين انه ماجاء
عقد حواجبه باستغراب نطق بعدها : ليه ؟
ماكان منها الا ان تكمل حديثها : كنت افضل انه يظنني ميته على انه يلاقيني بسر ، ماوّدي اشوفه ضعيف ولا قادر يعترف فيني
كيف ابتسم بهدوء وقت خطر له انه نفس كلام ابوه ، تنهد وهو يقول غايته ومراده : ابوي تعبان ياقمر ، هذي اول مره بحياتي اشوفه ضعيف هالكثر ! الله يطول بعمره ولكني اخاف يبقى من عمرك حسايف لانك مارحتي له ، معاد لنا بدنيا غيره ان كل لي خاطر عندك روحي له وان مارضيتي اتركيه يحاول يرضيك وانتِ ببيته ..
كانت ساكته تتأمل ماحولها كل ماتدري بتعب ابوها تضعف تخاف يجيه شيء ولا تهنت بقربه ليله ، وبنفس الوقت قلبها مليانننه عليه ولا تدري ايش تختار لين نطق ركود : ما اجبرك على شيء اللي تبينه انا معك
ابتسمت بهدوء لين نطقت بتذكر : ليّل ؟
نطقت اسمه كتساؤل عن اختفاءه لين نطق ركود : ودّه يجي الصبح بس عماتي عندك ويوم بغا يجي الليل لقيّ اخواني برا محاصر ولا قدر يجي ..
تنهدت وهي عارفه ان اللقاء صعب لين اكمل ركود باتساع: طلعتي من هذاك الكتوم شاعر وش سويتي فيه؟
كيف ضحكت باتساع وكل مُناها تسمع قصيدة منه ..



التفت على طرقات الباب وماكان الا عماتها اللي يجونها كل صباح مع بناتهم ، طلع ركود وهو يسلم عليهم ويمشي ودخلوا معهم فطور واغراض لها ، استقبلتهم وهي تاخذهم بالاحضان ودخلوا داخل كيف اشرت لها عناق لتلحقها الغرفه وقفلت الباب مردفه : اخيرًا بقينا وحدنا
اتسعت ابتسامة قمر اللي نطقت باتساع ؛ وش حصصل؟
ماكان من عناق اللي اردفت : هالمره بكلمك عن ركود
عقدت حواجبها باستغراب اردفت : علامه ؟
لتكمل عناق حديثها: كل اللي حوله تزوجوا وخلفوا مابقى الا هو قمر ، ماجل زواجه كل هالفترة لاجل تحضرينه ان مارحمتي ضعف خالي مهدي اقل شي ركود ، يستاهل يفرح وينبسط فرحيّه بزواجه ..
ممكن هذا الشيء الوحيد اللي بيقنعها ترجع ، كانت تقلب الأفكار ببالها لين ميلت رأسها على كتف عناق بهدوء لين نطقت عناق : شفت وضاح
فزت لها وهي ترفع جسدها مردفه : صادقه ؟ وين؟
ابتسمت وهي تكمل : وانا جايّه مع راجد كان واقف مع هجان يسولفون عند الخيمة ، ايي خليتي ولدنا شاعر من قدك
تراكمت ضحكاتها باتساع وشوق لا يوصف ..

بالليل وفي بيت قصي ،
كان جالس وبيده بنته يداعبها لين تطلع حسناء من الحمام ، وفعلاً طلعت وهي تجفف شعرها بقطعه من قماش القطن ، نطق بهدوء وانظاره لبنته : ليلة لقاءنا في بيت العمه نبيله ، كان عندك خبر بوجود اختي ؟
كيف توقفت يدها عن تجفيف شعرها وكساها الخوف نطقت بتردد : اي
وضع بنته على السرير وهو يتقدم بخطواته لها مكمل بنبرة هادئة كهدوء ماقبل العاصفة : وطول الوقت اللي فات كنت تدرين ولا خطر ببالك تقولي لي ؟
بلعت ريقها بهدوء اردفت : ايش اقول ؟ والله اختك اللي تبون تذبحونها حيّة ؟



ليكمل متجاهل كلامها : هذا اللي كان مضايقك مني الفتره اللي فاتت؟
لتنفجر بالحديث امام وجهه مردفه : اي هذا هو ! كل ماشوفك افكر كيف هان عليك اختك ؟؟ كيف قدرتوا تفرطوا فيها ؟ وعشتوا حياتكم ولا كان شيء صار ! ماكنت مستوعبة ان داخل أحنّ رجل عرفته قسوة مثل ذي..
كيف تقدم بخطواته لها مكمل حديثه بقهر : ماحسّ بحرق النار غير اللي ماسك جمر ، انا اللي ضمّيت الجمر بكفوفي ليه احترقتوا انتوا ؟ انا اللي انحرقت كفوفي ماضايقكم الا دخانها ؟ حد سأل نفسه كيف كانت كل سجدة حسايف ؟ كيف كانت لحظة ندم ؟ كيف شفتي القهر مزروع بشعر وجهي ولا قلتي لي انها حيّة ..؟
انهمرت دموعها وهي تشوفه كيف مقهور ومهدود الحيل وحييل نطقت ؛ كثيير يدرون ولا علموك حتى اخوك ماشرهت الا عليّ انا ؟
ليردف بعدها بخيبة امل : لان كلهم بكفة وانتِ بكفة ماهقيت ان حتى انتِ تقفي بكفتهم ضدي ..!
ومشى بعدها طالع من البيت تاركها تتقدم لبنتها تحملها وتبكي ..!
___
كانت الأيام تعديّ يوم ورى يوم اسبوع تليّه اسبوع وكل شيء على ماكان ، اخوان قمر مناوبين كل ليلة ، قصي مارجع بيته من اخر لقاء ، ركود قلبه ضعيف على ابوه اللي اهلكه التعب ، وضاح اشعاره تزداد وصار كل من حوله يرددها بحب كبير له ، وقمر في جنّة عماتها تعيش ..
كانت ليلة ماطرة ،
ليلة ارتعدت فيها سماء الجنوب وإنارت ظلمتها ، من شّدة مطرها كل اخوانها السبع استقرت خطاويّهم كلهم في الحوش ، ابتلت ثيابهم وهم يجلسون في مكان يغطيهم تقريبًا والبرد شديد ، لأول مره الضحك ممليهم ، خصوصًا وقت فتحت الباب قمر تركت كم شرشف وبطانيه لهم ودخلت ، انبسطوا وحييل رغم ماشافوها بس لمحوا ظلها اللي يختلف حييل عن عمتهم صالحه وقال لهم ركود انها قمر ،




جلسوا ومازال المطر مستمر وبشدة الرعد والبرق مخييف كلهم يفكرون كيف كانت ليلة اختهم بالغأر اذا امطرت ؟ حرسوا البيت حتى قطرة المطر منعوها تدخله كانوا مثل الجنود حولها ، الا شخص واحد ماقدروا يمنعونه ..!
مجرد ما امطرت السماء ، خذ فروته ولف شماغه على وجهه واعتلى خيله وهالمره مايرد لو تقف جنود الارض كلهم قدامه ، حشى يصيبها خوف وانا ليّل ؟
ضرب خيله لين وصل قرب بيت العمه صالحه ، نزل يكمل باقي الطريق بخطواته ، شاف المصابيح مناره دلائل وجود اخوانها وشاف ست خيول دلائل انه كلهم هنا ، بس ما ارتدت خطواته ولا لحظه ، جاء من ورى البيت للغرفه الا فيها شباك ، كان قلبه يدله انها غرفتها ، بس كان قدامه جدار الحوش والمطر بلله بالكامل غير الرعد والبرق المخيف ، ماعنده الا يتسلق هالجبل ، وفعلاً بلا تفكير اعتلاه وهو يقف على حافته ويبدأ يمشي على الحافة لين يصل لشباك ، لو انار البرق هاللحظة بيشوفونه اخوانها ، لاجل ذا استعجل بعجلة لين ماقفز بنفس اللحظة اللي برق فيها ، عدل لثمته المغطيه وجهه وهو يتقدم لشباك يطرقه ، ولان الشباك ماكان فيه حديد وهذا في صالحه ..

بينما عند قمر واللي كانت بغرفتها صوت الرعد يهز كيانها وقطرات المطر تداعب شباكها ، ترتدي السواد الداكن وتاركه شعرها يحوم حولها ، بنور المصباح الخافت ، التفتت لطرقات الشباك اللي خلاها تفز من مكانها بفزع ورعب ، ولان الغرفه شبه مظلمه بحيث انها تعكس الظل انعكس ظل شخص وهذا مابث الرعب بقلبها ، راودها احساس انه وضاح بس كيف يجي وكل اخوانها برا !
تقدمت لشباك بهدوء وكل ماتزداد الضربات ويعلو الرعد وينير البرق لين ادركت من زوله انه شاعرها ..
فتحت الشباك وقت انتشرت ريح طيرت شعرها ، بان لها ذاك اللي يضمه سواد فروته ولاف شماغه على وجهه مايبان الا عيونه ، كيف كان يتأملها يالله كثر ايش اشتاق لها ! لكم ان تتخيلوا حجم الهوى اللي كان بقلبه وقتها!
رفع يدينه يبعد لفة شماغه من على وجهه وقت بان لها تقاسيم ذاك المذهل بوجهه ،




رفع يدينه وقتها بلا اي ادنى تفكير يسحب هالجسم لحضنه ، عانقها وهو بالخارج وهي بالداخل ، من ذاك الشباك اللي اعطاه قدره يعانق جسدها العلويّ ، وقتها حقق مقصد قصيدته ليه كان يدور شباكّ ديارها ، المطر مازال يتساقط بشدة ، وانتشرت لرئته رائحة عطرها اللي كانت سبب كل هالدمار ما ارتوى ولا قدر يرتوي يعيقه الجدار ، لين ابتعدت تهمس بعجلة : تعال !
كيف كان يناظر مساحة الشباك يحاول يقيس اذا يمديه وفعلًا كان يمديه نطق: بعدّي شوي
ومسك حديده فوق الشباك ويرفع جسده ليبدأ يدخل جسده السفلي ثم العلوي بسرعه فائقة لتتقدم هي تغلق الشباك علطول قبل مايسمع احد الضجيج اللي صار ، التفتت خلفها تشوفه كيف تقدم بخطواته لها من جديد يرفعها لحضنه بشوق لا يوصف ، تجرع كل المآسي مابقى فيه مكان ما شكى فرقاها ، كل ضلع من ضلوعه تعطش لها ، كل دقة قلب فيه نادت عليها ، والعطر اللي بعثر صفوف جنوده ، أهلك بمعنى الكلمة أهلكته وهزمته وهذا اعظم انتصاره ، رغم رعشتها اللي كانت و مازالت الا انه مافكها لين حسّ بانه قاطع النفس عليها من شدة ما صابها والكثرة اللي جاءها ، طمع بالمزيد ولو هالليلة ترضيّه بعد كل ليّاليه الناقصه لكنه على عهده و وعده لها .. ابتعد بخطواته للورى بعدها عينه تبي تتأملها ، كيف كانت تشوفه مبلل حتى انه بلل ثيابه ، شماغه امتلأ بالماء حييل بسبب ذا ابعده لتتساقط خصلات شعره المبلوله ، ابتسمت وهي تشوفه يبعد فروته بعد ويبقى بثوبه تقدمت تاخذ بيدها قطعه من القماش ، كيف سحبته من معصمه ليجلس وجلست هي لترفع جسدها وتكون على ركبتها ، وضعتها برأسه وهي تبدأ تجفف شعرها تارة يمين وتارة يسار وتارة خلف واخرى للأمام وخصوصًا ان شعره يغطي عيونه فكانت ترفعه ، كيف ميّل رأسه على صدرها بتخدير من حركتها المستمره ، ابتسمت بهدوء يالله ياوجوده الغير عادي ابدًا ، ليت العُمر كله مطر ، مجرد ماخلصت وابعدته وعدلت جلستها قبّاله نطقت باتساع بصوت اللي ماودك يتوقف : كيف جيت وهم برا ؟




كيف ابتسم وهو يميل رأسه يتأملها : والله لو تقف صفوف بنّي أمية قدام باب دارك مايعيق وضاح حد وانا اخو فيصل ..
كيف ابتسمت باتساع لين ماكشرت بوجهه مردفه بعتاب: تأخرت!
نطق ومازال على هدوءه رغم كل فوضى قلبه : كنت أحتري الغيّم متى يوصل
لتكمل بعدها بنفس نبرة حديثها : صرت شاعر في غيابي؟
ليكمل هو بدوره على نفس السجية : ما دّل الشعر دربي الا بعد دكة خطاك ..!
كيف انه ساحرها بكلامه العذب المرموق لحد غير طبيعي ! كيف وقت شافها تتأمله انحنى برأسه لنحرها يداعب ارنبة انفه لين بث القشعريرة بجسدها وهي تردف لاجل تبعده : اخاف يجي حد ويشوفك
ابتعد وهو يتأملها مردف : خلّ يجون من له حق يمنعني من حلالي؟
لتردف بعدها باعتراض : مايدرون
ليردف بعدم مبالاة : مصيرهم يدرون ويرضى اللي يبي و يابى من يبي
لتكمل بعدها تعلمه بالقرار اللي اتخذته : بعودّ الصبح على بيت ابوي
كيف تهلهل الفرح بوجه لان فعلاً هذا اللي يبيه اذا رجعت بيطيب ابو النوارس ويتزوج ركود و يعلن وضاح عن زواجه وكل شيء بيتصلح لاجل ذا اردف : والله انها جيّت مطر
كيف كانت تتأمله بهدوء وبمعنى اخر نظرات غريبة لانها تتذكر كيف شكله وهو معصب يالله الفرق غير عادي وضاح الهادي الان والحنون ابدًا مايصل بقربه لذاك
العصبي ، كان مستغرب نظراتها لاجل ذا نطقت بعد مدة: لا تعصب عليّ مرة ثانيه
ماقدر يمنع الضحكة من الانتشار في تضاريسه البهيّة ، ضحك بشدة وهو ينطق بعدها : لا يتثنى كلامي ياقمر والا انا اقف مع نفسي ضد نفسي لصالحك ..
قبل ماترد انتشرت طرقات الباب كيف وقفوا بورطه وهي تسحبه لخلف الباب وتشير له بسكوت .
فتحت الباب تحاول ماتتوتر مردفه : هلا عمه
لتكمل العمه صالحة : والله يابنتي ركود قال تخافي من الرعد والبرق تعالي يمه نامي عندي
الا انها اشارت رأسها برفض باتساع وتوتر : لا عميمه مابه خوف اساسًا كنت نايمه صحيت من دق الباب
لتردف العمه باتساع : اعذريني صحيتك نامي يمه عساه بالهناء

اغلقت الباب بالمفتاح وهي تتكأ عليه براحه ، التفتت لوضاح وضحكت كيف ضحك يردف : اشمتي اشمتي باخر عمري داخل من شباك ومندس ورى الباب سرقة هذي مب زواج
كانت تضحك باستمرار باللحظة اللي تقدم لسرير يستلقي مردف : لاجفت ثيابي ووقف المطر طلعت
تقدمت له وهي تجلس بجنبه تتأمل يالله كيف شكت فيه ؟ اكيد الخوف عماها هو حتى مافتح الموضوع ابدًا..
نطقت من غير اي تفكير : قولي قصيدة
كيف ابتسم بمزاح اردف : ليه انا اكتب قصايد ؟
كشرت بوجهه مردفه بعدها : ليّل !
ابتسم باتساع وهو يشير على حضنه مستغل اللحظه نفس ما استغل نزول المطر : تعالي ..
تقدمت له واهم شي عندها تسمع قصايد بصوته ، كان يحاول يتذكر شي كتبه او شي جديد لين مانطق بلغة عربية فصحى كاول مره يكتب بها وخصها هي وحدها تسمعها قبل الكل :
" برقًا و رعدًا و غيمًا  ومطرًا ، يا حلوتيّ
هاكِ دمي و روحي و أضلعيّ ف أدفيّ
لا تغمضي عينّاك خوفًا من نور سطع
أني أنا و النور و الصوت حرسًا لحلوتيّ
أخبروا الحراسّ اني قادمًا فوق خيلاً
وثوبًا اسودًا والسيف في الغمد مشرفيّ
من ذاك الذي حدد عمره ليدنو من مقربيّ
إنّي أنا النار جيتّكم غاضبًا ابحث عن أسِيرتيّ
قـول لـي يا أخـر الحـراس دمًـا و مـقتــلاً
أين السبيل الى مفاتيح أبواب محبوبتيّ ..! "

يالله من كمية البهجة اللي سكنتها وهي تسمع صوته العتيق يردد لاجلها اعذب الكلمات ، ياليت تقدر تيجيه بكثره ترضي غروره وياليت تقدر تعطيه مراده ، ليت تقدر تقطع كفوفها وتنهي رعشتها ، كانت مستمره بصمت تتأمله بلا قدرة على الرد وقت شاف صمتها ردد بعدها :
" يا اخر محطات العُمر
يا فرحة القلب الحزين
ياعهد عمره ما انقضى
ياحلف يديني على اليمين
انتِ ، وأنا
وان مارضت كل العرب
وتاهت قلوب العاذلين
عن دربك انا مالي مفر
ولا اتوب وانا اول المذنبين "

كيف شدت عليه وهي تخبي وجهها في حضنه بمقربه لين ماحاوطها بشدة وهو يدفن وجهه بنحرها ياخذ اكبر قدر ممكن من رائحتها لايامه الجايّه وكل مُناه يطول المطر..

Continue Reading

You'll Also Like

1.2M 87.7K 61
تم تغير اسم الرواية من مجنوني الأنباري الى سجين الحب من بين الناس جميعاً، وفي شدة العتمه التي كانت في قلبي عندما غَدُرتُ من الحبيبه والصديق، ولم اعُد...
5.7M 45.4K 83
لمحت في شفتيها طيف مقبرتي .. تروي الحكايات ان الثغر معصية ( للكاتبه : طيش )
42.8K 2.2K 34
حيث يكون بيكهيون زبونا منتظما في مطعم لوي كان دائما ما يصنع الحركات اللطيفه ويرسل القبلات اثناء مرور الكاميرا مالك المطعم ورئيس الطهاه بارك تشانيول...
569K 15.4K 50
المُنتصف المُميت!! أن تفقد القدرة على الأبتسامة من القلب، فلا تملك سوى أبتسامة المهرج " الأبتسامة الضاحكة الباكية " المُنتصف المُميت!! أن تُجبرك الظر...