رواية الحلم الرمادى لكاتبة هن...

By AyaMostaffa

7.7K 272 8

خيوط القدر نسجت شباكها لتحبسها في بيئة ومكان مغاير لواقعها ومختلف عما كانت تتخيل ولم تجد امامها سوى امرين لا... More

الفصل الاول
الفصل الثانى
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادى عشر
الفصل الثانى عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون والحادى والعشرون
الفصل الثانى والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الحادى والثلاثون
الفصل الثانى والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون
الفصل الرابع والثلاثون
الفصل الخامس والثلاثون
الفصل السادس والثلاثون
الفصل السابع والثلاثون
الفصل الثامن والثلاثون
الفصل التاسع والثلاثون
الفصل الحادى والاربعون
الفصل الثانى والاربعون
الفصل الثالث والاربعون
الفصل الرابع والاربعون
الفصل الخامس والاربعون
الفصل الاخير

الفصل الاربعون

129 5 0
By AyaMostaffa

الفصل الاربعون ....
(ارجوك اتركيني)

ارتجفت قدمي والدته على اول سلمة ولم تعد قادرة على المتابعة وعرفت ان جاسر علم ولطمت وجهها هامسة: "ارفق بها يا جاسر انه اختك .... يا الله .... استرنا يا رب واجعل لنا مخرجا"
انكمشت سولاف بسريرها وشدت الغطاء على جسدها واخفت وجهها بيديها عند سماع صوته وكاد ان يتوقف قلبها عندما ركل الباب أكثر من مرة وهو يصرخ: "افتحي الباب"
واخفت رأسها عندما انكسر الباب ودخل عليها!

انزلت الشرشف عن وجهها ببطء عندما ساد الصمت لتجد جاسر محملق بها بعيون نارية كلها ريبة وتفحص حتى قال بنبرة منخفضة: "الان تغيرين ملابسك وتأتين معي"
فتحت فمها لتقول شيئا الا انه كرر مقاطعا وبنبرة باتة والشرر يتطاير من عينيه: "الان تغيرين ملابسك وتأتين معي"
ثم بدأ يقترب منها وهو يشد على قبضتيه وهي تراقبه بقلق شديد والخوف يفضحها وكأنها تؤكد له صحة معلوماته حتى جفلت عندما صرخ فجأة: "ماذا تعلمت من بلاد الغرب؟"
هزت رأسها وهي موقنة انه سيضربها بأي لحظة وهو هكذا قريب جدا ويغلق قبضتيه بقوة وكأنه بالكاد يتمالك اعصابه
قالت فجأة وبتلعثم: "ما .... مابك؟ لماذا .... لماذا تدخل علي هكذا؟ لا افهم لماذا تتحدث معي هكذا"
وأطلقت آهة الم عندما قبض على ذراعها وبسرعة فائقة وجدت نفسها واقفة على الأرض ودفعها نحو الخزانة قائلا وهو يصك اسنانه: "هيا ارتدي شيئا مستورا"
هي وعبر دموع: "الى اين تريد ان تأخذني؟"
وامام نظرته المخيفة فتحت الخزانة بسرعة وتناولت فستان بيد مرتجفة جدا وهي متيقنة بأن الليلة نهايتها على يد جاسر .... لكنها مظلومة .... الله لن يتخلى عنها لن يتركها تقع ضحية العقول المغلقة والدم الساخن والأعراف المقيتة التي تطالب بقتل البنت عندما تفقد شرفها بغض النظر عن الظروف والأسباب .... جاسر لا يريد ان يعرف كيف ولماذا جاسر يريد ان يغسل عاره بالتخلص منها وفقط.
جعلها تهبط السلم امامه كالمتهمة المقادة الى حبل المشنقة وهي واثقة انها ذاهبة الى حتفها وما أصعب شعور كهذا وكأن الحياة حليت بعينيها بهذه اللحظات وتريد ان تتشبث بها بكلتا يديها وكأن كل شيء جميل لم تكن تشعر بقيمته وبوجوده بحياتها تماثل امام عينيها الان برونقه .... بيتها .... أمها .... عزها في بيت ابوها .... شبابها .... جمالها .... صحتها .... ستخسر كل ذلك؟ ستترك كل ذلك وتقاد الى الموت الى القبر؟ تترك جاسر يأخذها الى طريق مجهول ومنعزل ويذبحها هناك كزمن الجاهلية ويرميها للكلاب؟
كيف تنجو ماذا تقول؟ كيف تبرر؟ انها مغتصبة وحامل وهل هناك وصمة عار أصعب من ذلك؟ وهل هناك خزي أكبر من ذلك؟
تأملت أمها جالسة على اول سلمة ومحنية الرأس وكأنها انكسرت وقصم ظهرها وحز بنفسها ذلك الشعور وذلك الموقف والتفتت خلفها حيث جاسر يهبط ببطء وبوجه صارم وعيون حادة ثم خفضت بصرها وصرخت بأعماقها "وهل انت منزه من العيوب؟ تقودني بكل تلك القسوة والقوة والجبروت وكأنك بلا ذنب ولا ماضي وسخ .... كأن يدك لم تتلطخ بدم الغدر والرذيلة .... ان كان الذي حصل معي بغير ارادتي فالذي فعلته يا جاسر بملأ ارادتك .... ان كان الذي حصل لي وانا فاقدة الوعي لا املك لنفسي حماية فأنت كنت بكامل وعيك .... من العدل ان احاسب انا وتنجو انت؟ .... من العدل ان يقتص الظالم من المظلوم!"
وخفقت اهدابها بضعف عندما دفع ظهرها بيده وهو يقول بزجر: "تحركي"
نهضت والدته ببطء وفسحت لهما المجال ورمقها جاسر بنظرة جانبية ثم مضى امام سولاف التي ابطأت خطاها لتهتف امه: "سآتي معكم .... انتظر جاسر"
التفت جاسر وقال بنبرة باتة: "لا .... ابقي يا امي"
وخرج بخطى سريعة الى السيارة لتلتفت سولاف الى أمها وتقول بصوت متقطع: "ماذا .... ماذا افعل؟"
اقتربت منها وشدت على كتفها وقالت بعيون مرتبكة: "سلمي امرك الى الله .... اتركي نفسك لعدالته"
اومأت سولاف وبهذه اللحظة دخل يوسف وبيده مجموعة بحوث واوراق وتطلع بدهشة نحو سولاف ثم والدته وقال بقلق: "ماذا يجري؟ ما به جاسر لا يرد حتى على السلام؟ ما بها سولاف لا قطرة دم بوجهها؟ مابك يا امي تنظرين الي وكل ذلك الرعب بعينيك؟ ماذا فعل جاسر؟ ماذا حصل؟"
اسرعت سولاف وخرجت وتركت لدموعها العنان وأسرع يوسف الى امه التي امسكت صدرها وكادت ان تسقط لولا انه تلقفها وهو يهتف وقد تساقطت كل أوراقه تحت قدميه: "امي .... امي!"
.................................................. .................................
تطلعت ديم بالساعة بحقد وكانت جالسة امام طاولة الطعام وقد اعددت بنفسها الأصناف التي يحبها وبقيت تراقب اميال الساعة بجمود .... لم تأتي يا جاسر! تأخرت كثيرا .... كنت واثقة انك ستخلف بوعدك .... كنت واثقة انك ستتجاهلني.
.................................................. ..........................
انزلت منى هاتفها ببطء وقالت بخذلان: "لا يرد علي .... مازال على نفس غروره وكبره .... انه يحاول احتقاري وتجاهلي .... اقسم بالله انني سأندمه"
.................................................. ..........................
تطلعت هتان بزوايا الدار الباردة وبكل انحائه بعيون متسعة وكأنها وصلت الى حافة الجنون حتى انها وضعت يديها على اذنيها من صوت اميال الساعة الذي يخترق رأسها ويدفعها للانهيار ثم نهضت وهي تخطو على غير هدى حتى بدأت تدور حول نفسها وكأن المكان يضيق بها واشباح غير مرئية تلاحقها! وكأن اصوت كثيرة مبهمة تتعالى برأسها حتى صرخت: "لا .... لا .... لم اعد قادرة .... لا .... لن احتمل"
ووجدت نفسها تفتح الباب وتهرب!
.................................................. ................................
جاسر وبأهداب خافقة ونبرة منخفضة: "متأكدة؟ .... متأكدة؟"
الطبيبة وبنبرة واثقة: "اختك سليمة مئة بالمئة .... أتمنى ان تتخذ الأمور بتعقل يا أستاذ ولا تتسرع او تتهور .... عيب فالأخت امانة بالأعناق ووجب عليك ان تكون والد وسند لا عدو منتقم"

خفضت سولاف بصرها ودموعها تتساقط على يديها وثوبها ليتطلع بها جاسر بنظرة جامدة ثم اقترب منها وامسكها من كف يدها وجذبها ببطء قائلا: "هيا لنعود .... تركت امي قلقة"

عندما غادرا العيادة شبكت الطبيبة يديها وهزت رأسها بأسف وندم وهي تهمس" سامحني يا رب .... كنت مضطرة .... اردت ان امنع كارثة على وشك الوقوع"

.................................................. .................................
كانت سولاف تتطلع عبر النافذة طوال الطريق وقلبها يرفرف كالطير الجريح المتألم .... نجوت من هذه لكن ماذا عن الخطوة المقبلة؟ وهل هناك سبيل للنجاة؟
وارتجفت شفتيها وهي تتذكر كلام أمها "سلمي امرك الى الله واتركي نفسك لعدالته"
ربما الله امهلني فرصة كي يمحني الوقت حتى اتصرف!

ربت جاسر على يدها برفق وضغط اناملها واراد ان يعتذر عما فعله لكنه التزم الصمت .... عليه ان يتوقف عن الظلم .... كفاه تجنيا .... ولا يعرف لماذا مثلت امامه هتان بتلك اللحظة!
هتان .... انا اسف .... ماذا فعل بها لقد تركها وحدها كثيرا ....
ثم ضاقت عيناه وتملكه الغضب .... من يفعل ذلك بي يا ترى؟ من الذي له مصلحة بالتشويش علي؟ من ارسل تلك الرسالة؟
ضغط على البنزين ليزيد من السرعة وهو يقول مع نفسه: "عرفت"
.................................................. .....................
هرولت سولاف الى البيت بعد ان انطلقت سيارة جاسر وقلبها مليء بالغبطة لأنها ستبشر والدتها انها استطاعت ان تقنع الطبيبة لتقف الى جانبها وان الله نصرها لأنها مظلومة وبسبب دعوات الغالية
لكن سرعان ما تلاشى حماسها وهي تدخل وتجد كل أبواب البيت مفتوحة وكأن لا احد! .... اين امي؟ اين يوسف؟ .... اين انتما؟
وجالت بالبيت وهي تنادي!
.................................................. .........................
كانت دموع يوسف تنهمر من عينيه وهو ينتظر في المستشفى ويهمس: "يا رب .... يا رب"
.................................................. ............................
وضعت منى يدها على وجهها بعد الصفعة القاسية التي تلقتها من يد والدها الضخمة التي بدت كأنها صفعة الزمن لإعادتها الى رشدها وبقيت تتطلع به غير مصدقة وهو يهتف بغلاظة: "ماذا كنت تفعلين بغرفته؟ ماذا حصل؟ لمسك؟ كيف فرطت بسمعتي هكذا؟"
وضعت المربية يديها على وجهها وهي تراقب الصدام
وتطلعت منى به بخوف عندما صرخ: "تكلمي ... اعترفي .... انت من ذهب اليه وقد وصلتني الاخبار وبقيت عنده .... جاسر لمسك صحيح؟ تجاوز على شرفي .... فرطت بنفسك"
وتبعها بصفعة ثانية حتى هتفت ببكاء: "جاسر تزوجني .... لخوفه من زوجته الأولى تزوجني بعقد عرفي"
اتسعت عيني زكي على اشدهما وبثورة: "نعم؟"
.................................................. .................................
وضعت ام بيلسان يدها على صدرها من شدة الطرق وهتفت: "يا ساتر يا الله .... بيلسان؟ .... بيلسان؟"
خرجت بيلسان من غرفتها مسرعة ولما فتحت الباب تراجعت خطوة وتسمرت عينيها بوجه جاسر!
وتراجعت أكثر عندما دخل بقوة وكأنه اقتحم البيت!
وبصفعة قوية سقطت بيلسان قرب قدميه لتخرج والدتها من الغرفة وتقول بحرقة: "الله يلعنك يا جاسر .... كسر الله يدك يا ظالم"
ارتجفت شفاه بيلسان وهي تتطلع بالأرض التي امتلأت بقطرات الدم التي تسيل من انفها!

.................................................. .............................
واصف وبفزع: "ماذا؟ اختفت؟ والباب مفتوح؟ .... ماذا تقولين؟ منذ متى .... الظلام سيحل بعد قليل اين اختفت؟"
ثم ترك ام عابد وهرول الى سيارته وفكرة انها بخطر وانه سيفقدها سيطرت على دماغه.
.................................................. ............................
ارادت بيلسان ان تنهض لكنه عاد ودفع رأسها بحذائه ليكبحها مجددا وهو يقول باحتقار: "متى تتوقفين عن افعالك الرخيصة؟ متى تنظفي كمية السواد التي تملأ قلبك؟ متى تطهرين نفسك من براثن الغيرة والاحقاد والحقارة؟ متى ينفد السم الذي تنفثينه على الاخرين كالأفعى السامة التي لا تموت الا بعد تهشيم رأسها"
تطلعت به بعيون حمراء ملتهبة قوية ومسحت انفها ببطء ثم ابتسمت لتغيظه وهمست: "تكرهني لأني المرآة التي ترى بها قباحتك .... المرآة التي تعكس حقيقتك رغما عنك .... فلا تود ان تتطلع بي لسنوات لأنك ترى من خلالي كل عيوبك وصورتك البشعة .... تكرهني لأني ماضيك الملطخ بالعار الذي تخجل منه وتود ان تنساه"
قطب جبينه وأصبح صوت أنفاسه مسموع لتقترب أمها وتشدها وتبسط يديها لحمايتها منه وهي تهتف بحرقة قلب: "جئت بعد سنوات من الغياب لتؤذي ابنتي مرة أخرى؟ لن اسمح لك .... وان لمستها الان سأكسر يدك .... اخرج من بيتنا يا ظالم .... اخرج يا منعدم الضمير والغيرة .... لو كنت تمتلك ذرة من الشرف لما فعلت ما فعلته لكنك جبان وجئت الان لتبرز عضلاتك على النساء يا منعدم الرجولة"
جاسر وبعيون ضيقة: "سأتجاوز عنك يا زوجة عمي وسأتغاضى عن شتمك لي لكن .... اوقفي ابنتك عن تلفيق الأكاذيب للمس بشرف اختي وتدمير حياتي الزوجية .... انها من اوجدت الفجوة بيني وبين هتان عندما ذهبت واخبرتها بكل شيء عن الماضي .... لو كانت تمتلك الحياء لما تكلمت عن سرها تتفوه بالحماقات وتفرط بسمعتها من اجل تخريب حياتي .... الم تكتفي .... الم تكتفي يا بيلسان؟"
نهضت بيلسان والتقطت المنديل ووضعته على انفها ليقترب من أمها ويقول بضيق: "لو كنت ظالم حقيقة لما كانت ابنتك اليوم بحضنك"
ثم تطلع ببيلسان وقال بنبرة مغرضة: "أتكلم الان؟ ام تحرصين ان تبقى صورتك جميلة امام والدتك؟"
اسدلت بيلسان اهدابها ثم ابتسمت بمرار ورفعت بصرها قائلة: "عندما تتكلم سيكون كلامك مردود يا ابن عمي .... عندما تشوهني ستتشوه أيضا لأني انا أيضا من سيتكلم"
جاسر وبلا مبالاة لتحذيرها: "لولا انني لست ظالم وبلا ضمير وغيرة لكانت ابنتك اليوم في قعر السجون مع المجرمين والقتلة .... لانها مثلهم .... لانها قاتلة أيضا .... ابنتك انتقمت لنفسها شر انتقام وهي من أودت بحياة عائلتي الى النهاية المأساوية .... حقدها مكنها من التصرف كسفاحة خطيرة .... ابنتك السبب بتدمير ديم وفقدان طفلنا ولكنت انا أيضا من عداد الأموات لولا مشيئة الله .... سواد قلبها وضميرها مكنها من محاولة قتل عائلة كاملة بلا رحمة ولا تراجع .... كل ذلك وحفظت سرها واثرت الصمت كي لا اجرها الى السجون والمحاكم وادمر مستقبلها .... اردت التكفير عن غلطي معها على حساب حقي وحق عائلتي وتحملت وصبرت وجاهدت كي اتماسك ولا اذكر اسمها امام السلطات وفي بيتي أيضا وكل حياتي .... لكن للأسف رغم ذلك بقيت تلاحقني وتريد ان تقضي على ما تبقى مني .... الا يكفي ذلك .... الا يكفي يا بيلسان؟ .... كأنك الكابوس الجاثم على صدري ولا اقدر ان ازيحه .... الكل يعرف الظروف التي جعلتني اخطبك والكل يعلم انني لم اكن اريدك وكنت مجبور لأرضي أهلنا وكنت تعرفين وتتغاضين حتى فكرت ان تورطينني بعلاقة معك قبل الزواج كي تضمنين عدم تراجعي واجتهدت كثيرا لذلك حتى اضعفتني واكيد تتذكرين الظروف التي هيئتها لي بوقتها .... لم احبك ابدا لم اكن اريدك وبعد الذي حصل نفرت منك اكثر"
زوجة عمه وبتأثر: "ارجوك كفى تجريح .... ارجوك توقف"
هو وبصوت مرتفع النبرة: "لا .... عليك ان تسمعي .... الى متى ابقى المتهم الوحيد .... نعم اعترف انني ضعفت بلحظة من اللحظات لكن هي من خطط لذلك هي من هيء الظرف هي من اغوى كالشيطان وبذلك جعلتني أكرهها واحتقرها وأدرك كهنها وتفريطها بنفسها من اجل غاياتها .... لكن ان يصل بها الامر ان تخطط لقتلي وعائلتي فذلك الغير مقبول فلا مسوغ لها تحت أي ذنب ارتكبته معها ان تفكر بقتلي وقتل زوجتي الحامل"
هزت أمها رأسها وتطلعت بها قائلة: "معقول؟ انت تكذب كالعادة .... تكذب يا جاسر"
بيلسان وهي تقترب منه وبنظرات عميقة: "كلامك يدينني كثيرا دون ان تذكر الأسباب التي دفعتني .... اعترف انني فعلا تجرأت وكنت السبب بالحادثة لكن الا تريد ان تذكر لماذا؟ نحن متعادلين بظلم الاخر يا جاسر .... تريد ان اذكرك ماذا حصل؟ ام تستحي؟ الم اقل لك انني المرآة التي تعكس لك حقيقتك ولا تقدر الهرب مني ما دمت امامي .... تتذكر ماذا فعلت بي؟"
قطب جبينه وابتلع ريقه ووضع بسرعة سيجارة بفمه وحاول ان يشعلها اكثرمن مرة لكنه فشل بسبب توتره الكبير لتقول بيلسان بنبرة عميقة: "كنت حامل يا جاسر ولما تركتني اتيت اليك وتوسلت وترجيتك الا تتركني واعترفت لك بالحمل وقلت لك استر الامر وتعال نتزوج وانا احبك .... قلت تعال لنتدارك الغلطة فانا مهما يكن ابنة عمك .... تزوجني .... احميني من الكلام ومن الشامت والعدو .... ماذا كان موقفك؟"
اتسعت عيني والدتها وتهاوت على الاريكة وأطرقت الى الأرض لتواصل بيلسان: "تتذكر ماذا فعلت؟ اخذتني من يدي واجهضتني الطفل .... انت من قتل أولا .... انت القاتل المجرم .... قتلت طفلي واحلامي وقلبي .... وتريد ان اتركك تحفل بالعائلة؟ الزوجة والطفل؟ .... غضبي اعماني وجعلني اتجرأ لكنك البادئ والبادئ أظلم"
وضع يده على جبينه لتواصل بغيظ: "حرمت على اثر ما فعلته بي وبطفلي من الابوة لسنوات عديدة .... وأتمنى من الله ان يجعلك تموت دون ان ترى لك ولد .... أتمنى ان تحرم مدى الحياة من الابوة والعائلة يا مجرم يا من علمني الجرم والانتقام"
تطلع بها وقال بضيق وضعف: "الم نتعادل؟ الا تتركيني بسلام؟ ماذنب الاخرين بقصتنا؟ ما ذنب اختي؟ ما ذنب طفلي القادم ما ذنب هتان؟ انت اقتصصت مني وانا سامحتك واخفيت جرمك .... كفى اتركيني أعيش ارجوك .... ارجوك لا تدعي علي .... الطفل القادم هو كل أملي بالحياة .... ارجوك اتركيني بسلام"
وخرج من البيت وتركهما بحالة صمت طويل.

انتهى الفصل

Continue Reading

You'll Also Like

6.2K 58 7
بطلتي ليست تلك الملاك التي نجدها بكل الروايات بل هي انثى من وجهين وجه مغري بتوحش و وجه من خجله قرر التداري بطلتي لها جانبان جانب شيطاني تخفى ليظهر...
412 73 20
هلي شما يبطي بيه الليل لحد ينشد شبيه.. انه وحزني نكظي اليل مثل دموع فصليه
5.3K 697 17
رواية تجري احداثها في القرن التاسع عشر تحديدا في العصر الفكتوري لبريطانيا ..عندما تقع شابة نبيلة في غرام شاب ريفي لتبدأ رحلة معناتهما وسط انتقادات ال...
702K 14.9K 44
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...