الفصل الرابع والثلاثون

112 5 0
                                    

الفصل الرابع والثلاثون .....................

(شرارة الغيرة)

قطب جاسر جبينه وهو يتلقى التوبيخ والكلام الخشن من زكي الذي احتد معه في الكلام ولم يعجبه ان يقف هكذا امامه كالتلميذ مع انه من اكفأ الموظفين عنده ومعروف بإخلاصه وتفانيه كأن زكي محرض ضده وهناك من ينقل له اخبار غير صحيحة ويحاول ان يشوه صورته امامه وكانت صدمة جاسر كبيرة عندما وجه له عقوبة خصم جزء من المرتب مما جعله يقول باستياء: "لا اعرف ماذا فعلت كي استحق كل ذلك؟ مجرد تغيب يوم او يومين بعد سنوات من الالتزام توجه لي عقوبة مباشرة! .... التوقيت غير مناسب انا امر بظروف صعبة ومحتاج الى المال"
زكي وبصرامة: "تعرفني شديد ناحية كلما يتعلق بالعمل كما .... ان هناك امر بلغني وأزعجني منك جدا .... مع انني ليس لي ان اتدخل بحياتك الخاصة لكن ان تصل بك الجرأة وتقابل الفتيات في محل رزقك ولم تحترم قدسية المكان فذلك أكثر ما جعلني استغرب"
اتسعت عيني جاسر وفغر فاه وقبل ان يقول شيئا نهض زكي وأشار له بغليونه: "اعلم اعلم فأنا رجل مثلك واعرف مدى حاجة الرجل الى التجديد والتغيير ولاسيما وضع مثل وضعك .... زوجة مريضة وحياة باردة فلا الومك لو حاولت ان ترى نفسك قليلا لكن ليس هنا يا أستاذ جاسر .... على كل حال لأنني اعرفك منذ سنوات وواثق من شخصك فسأمنحك فرصة جديدة معي .... ولدي عرض خاص جدا وفيه صالح الجميع .... صالحك وصالحي .... فمن جهة اجنبك الانغماس بالمحرمات ومن جهة اوفر لك الاستقرار الاجتماعي ومن جهة أخرى اطمئن على حسن إدارة المعمل عندما اسلمه بيد كفؤ مثلك وقريب .... لأني سأسافر برحلة قد تطول لعام او اكثر ففكرت بذلك العرض او بالأحرى الحل الذي يضمن الحماية لمالي ولأبنتي الوحيدة"
.................................................. ............
طرقت ام جاسر على باب غرفة سولاف وهي تهتف: "الا يكفي؟ عزلة وتقاعس وكسل؟ ما المشكلة يا سولاف؟ لماذا تقفلين عليك دائما؟"

سولاف وهي تمسح دموعها وفي سريرها: "متعبة .... اريد ان انام"

اسدل سعيد اهدابه وتطلعت به ام جاسر بحيرة ليقول باستغراب: "الا ترين الوضع هكذا طال اكثر مما ينبغي؟ بنتك ليست بخير وتواجه مشكلة ما"
ثم سار متجه الى الصالة وجلس قائلا: "تكلمي معها توصلي الى مشكلتها كي نستطيع ان نساعدها .... ربما عودتها من السفر كان له تأثير سلبي عليها وكأنها اعتادت على أجواء الغرب"
ام جاسر وبحيرة وقلق: "الله يسامحه جاسر الذي فرض عليها الدراسة بالخارج جعلها غريبة عنا بكل شيء"
سعيد وبتوتر: " وماذا فعل جاسر لنا سوى تخريب حياتنا مستغلا كونه الأخ الأكبر فقد اعطى لنفسه الحق بأن يفرض علينا رأيه وليته حكيم بالفعل فكله أخطاء وعيوب ومليء بالأنانية يريد ان يغنم بكل شيء قبل فهذا ديدنه"
تأملته امه بحزن وقالت بتبرير: "لأن جاسر يعرف شقيق زوجته ومطلع على تصرفاته وافعاله فلم يشأ ان يجعل سولاف قريبة منه كي لا يلاحقها او يؤثر عليها"
سعيد وبحدة: "رفضه بدل المرة مرتين وثلاثة والشاب ابتعد الم يكتف أستاذ جاسر؟ انا من رأيي ان تكمل سولاف دراستها هنا وكفاها غربة وحان الوقت ليصمت جاسر ويتنحى عن حياتنا"

رواية الحلم الرمادى لكاتبة هند صابرWhere stories live. Discover now