الفصل العاشر

166 4 0
                                    

الفصل العاشر........
(تبدو بلا ضمير!)

عندما تهاوت هتان الى الأرض فاقدة اتزانها من إثر الصدمة هرعت اليها عمتها وهي تهتف بفزع: "رتاج تعالي يا رتاج تعالي وشاهدي أي مصيبة وقعت"
فتحت هتان عينيها الحمراوين كالجمر على إثر حفنة الماء التي القت بها رتاج على وجهها وكانوا كلهم مجتمعين حولها والأطفال يتطلعون بها ببراءة وحزن وكانت عمتها تمسك بكتفيها وتحتضنها وتتمتم بخيبة: "ما دمت هكذا لم تحتملي الطلاق لماذا طلبته؟ لماذا خربت بيتك بيدك لماذا ركبت رأسك وتمسكت بالعند؟ العناد من الشيطان وسبق وحذرتك وقلت لك انه اصطبر عليك وكان يتصل ويحاول لكنك اذيته بالكلام وبالجفاء وكأنه هو الذي قتل ابيك!
الطلاق ليس بصالحك بهكذا ظروف عصيبة
يا لخيبتي وحظي التعس .... مطلقتان في البيت ماذا ستقول الناس عنا؟
والادهى والاتعس انه زواج غير معلن يا هتان وغير مسجل في المحكمة انه زواجي عرفي غير مقبول وغير مستساغ ماذا فعلت بنفسك؟ لقد ضيعت كل الفرص"
لم تسمع أي شيء من كلام عمتها وكان الشرود واضح عليها
مشغولة بتلك اللحظة .... لم تتوقع ابدا انه يفرط هكذا بها!
وبالأيام التي امضتها معه! وبكل الحب الذي قدمته!
كانت تظنه يحبها كما كان يزعم طوال فترة زواجهما!
كان يعرب لها عن تعلقه بها وعدم قدرته على البعاد حتى ظنت انه لا يقدر ان يواصل ويكمل من دونها!
كل ذلك كان تمثيل؟ جاسر يتظاهر بمشاعر مزيفة حتى يقضي معها وقت ممتع!

كانت تتصرف معه بمنتهى العفوية والبراءة والحب وتسامح وتأثر على نفسها وتتفهم وتحملت كل ما يزعجها لأجله وبالأخر وجدت ان كل ما فعلته ليس له وقع بنفسه ولا مكانة بقلبه!
تدفقت الدموع من عينيها بغزارة واستفزها كلام عمتها التي هتفت: "تبكين الان؟ تبكين عليه؟"
صرخت بها وبعيون متأججة وقلب جريح وبنبرة خيبة: "لم ابك عليه لا تؤذيني هكذا وافهمي ما امر به .... لا تحكمي علي بدون معرفة ما بداخلي.... لم ابك على جاسر وان بكيت عليه سأكون بلا عقل ولا كرامة .... انا فقط ابكي على حالي على غبائي على ما خسرته على نصيبي على ما فرطت به .... ابكي على ذلك الزواج الغير مشرف الذي بات كالطعنة في احشائي .... انا نادمة .... نادمة ولا اعرف كيف أصلح الغلط ولا اعرف من اين ابدأ؟ وكيف اداري على جروحي البليغة؟ .... اين ذهبت يا ابي؟ لماذا تركتني وحيدة؟ انا اليوم بأمس الحاجة الى وجودك بظهري .... احتاجك أكثر من أي وقت مضى ولم اجدك كما عودتني دائما .... كنت تبادر الى حل مشاكلي وتجنبني العناء من لي اليوم؟"
تطلعت بها رتاج بتأثر وبتعابير عميقة وكأنها شعرت بها واحست بإحساسها ربما لأنها قد مرت بتجربة مماثلة تقريبا مع اختلاف الظروف
وقالت لها وهي تشد على ساعدها: "نحن معك لست وحيدة .... ستتجاوزينها صدقيني .... مرحلة وستمضي وتصبح في طي النسيان"
العمة وبثورة: "نعم؟ وحقوقها؟ هكذا ينفذ جاسر بدون ان ينال عاقبة فعلته المشينة؟ دون ان يدفع ليرة واحدة؟ ...... جاسر تزوج ابنة خالك بالسر عن زوجته كي لا يجرح شعورها وبإمكان ابنتنا التي لم يأبه لشعورها ان تخرب حياته وتخبر الزوجة بكل شيء كي لا ينعم بالراحة الا في حالة واحدة يمكن ان تصمت هتان .... إذا قبل التفاوض .... حقوق هتان مقابل صمتها"
..................................................

رواية الحلم الرمادى لكاتبة هند صابرDonde viven las historias. Descúbrelo ahora