الفصل الخامس والاربعون

157 5 0
                                    

الفصل الخامس والاربعون....
الفصل ما قبل الأخير

(صرخات الألم )
اثناء الطريق ضغط على المقود بقبضة متوترة وضاقت
عيناه

رجل ناقص بحق تريد ان توجد الكراهية بيننا وبين هتان حتى تستفرد بها وحدك انت وشريكتك في الظلم مدام ديم السليطة القوية التي كانت تضغط علي بأن ترمني بالشارع انا وابنتي والأطفال ان لم اعمل كجاسوسة انقل لها اخباركما .... كانت تهددني وانا امرأة مسنة عاجزة

وضع يده على ذقنه وزمم شفتيه .... تتجسسين علي ومنذ زمن طويل ديم!

استاء .... استاء جدا من موقفها وخاب ظنه بها
كان يراها أفضل من تلك الصورة التي اتضحت امامه وبكثير
لم يعجبه ان تكون ظالمة او قاسية مع الناس
كان يظن انها ارحم من ان تفكر بأيذاء الاخرين ولو بمقدار بسيط .... تصل بها الدرجة ان تبتز عجوز وتهدد برميها والاطفال في الشارع؟
.... المفروض انهما على وفاق ووضوح وتخبره بكل شيء ويخبرها بخطواته .... لماذا فعلت ذلك من ورائه ولم تخبره شيء؟

طوال الطريق كان متوتر ومشحون ضدها لكن ما ان اقترب من المنزل حتى بدأ يهدأ
وبدأ يمنح لها الاعذار ويبرر موقفها ومن جديد وككل مرة تتغلب الرأفة بقلبه نحوها!
فديم امرأة سقيمة ومحطمة من الداخل والخارج ومن الظلم ان يلومها او يحاسبها كما كان ينوي
.... لا .... لا يمكن ان يحاسبها
ديم لا تستحق منه سوى على الرأفة بحالها .... ومهما بلغ التوتر بينهما ستبقى عنده الأهم
لأنه ملزم بذلك ورغما عنه يجب ان تبقى ديم الأهم نظرا لحالها وظروفها الصحية وكمية الحرمان الذي تعيشه اليوم بسببه .... يكفي انه لم يأخذ لها بثأرها ممن اذاها وضيع احلامها ودمرها .... لقد سكت عن حقها من اجل ان يكفر عما فعله ببيلسان في الماضي .... أراد بصمته ان يعادل كفتا الظلم في ميزان حياته لكنه لم ينتبه انه بذلك يفاقم الظلم على ديم وعلى نفسه عندما وضع نفسه كبش فداء مهمته فقط التكفير عن ذنب لم يرتكبه.

ترجل من سيارته وهو بحال أفضل خاصة بعد ان اطمئن على وضع هتان وأنها في مكان آمن ومريح وعليه ان يضبط الأمور مع ديم الان ويحاول ان يوازن بمشاعره بين الاثنتين فكلاهما تحتل مكانة بقلبه.

دخل الى المنزل وبداخله كمية من الرحمة والتعاطف وبنيته ان يرضي ديم ويتجاوز عن خطئها البسيط
باعتبارها زوجة غيورة وقد جعلتها غيرتها تتهور وترتكب الهفوات
سيبرر لها تجسسها لا بأس
وابتسامة باهتة سرت على تعابيره وهو يسترجع بذاكرته بعض كلماتها الصادقة الرقيقة الضعيفة عندما واجهها اخر مرة بغضبه
"لأني احبك"
"لأني احبك"
"لأني احبك"
كان الصدق الذي يلمسه بحبها يطفأ نيران الغيظ بداخله ويبرد غله مهما فعلت.

الصمت مخيم على الارجاء عدا خطواته المعتدة وهو متجه الى غرفة ديم بعد ان بحث عنها
وما ان اقترب حتى قطب جبينه وتباطأت خطواته عندما سمع صوت مألوف ينبعث من الغرفة!

رواية الحلم الرمادى لكاتبة هند صابرWhere stories live. Discover now