الفصل الثالث عشر

147 4 0
                                    

الفصل الثالث عشر........
(تكذب أيضا!)
هتان وبحيرة كبيرة وهي تتطلع الى الباب وبصوت خافت: "مدام ديم متقبلة الامر وكأن جاسر لا يعنيها"
تجهمت بيلسان وصدمتها بالحقيقة قائلة بهمس: "يبدو انك فهمت الامر بالعكس يا هتان .... ديم لا تعرف الحقيقة .... اضطرت ان اكذب لصالحك.... زعمت انك حامل من بركات وهذا ما أزال حقد ديم عليك وقتل غيرتها منك وارضاها .... ديم ستتقبلك بحياتها وتساعدك وتخلصك من المأزق"
شهقت هتان ولطمت على وجهها بكلتا يديها.

تهاوت هتان على الكرسي امام المرآة في غرفتها عقب مغادرة بيلسان التي فجرت تلك المفاجأة الغير سارة البتة وبذلك كبلتها بقيود واغلال جديدة بل كممت فمها أيضا وجعلتها عاجزة عن الحراك!
والمطلوب منها ان تسكت وتستسلم لوضعها الجديد؟!
بقيت تتأمل بشكلها طويلا لكن دون امعان ولا تركيز وكانت شفتاها ترتجفان بشكل لاإرادي من شدة التوتر وتراكم المصاعب والانغماس بالهموم المتعاقبة
فقد وجدت نفسها محبوسة داخل حلقة قد زجها بها الاخرون دون ان يخططوا لذلك بمجرد الظنون والاوهام والاكاذيب سجنوها بأحكام خاطئة وغبية
وأصبحت عاجزة عن الدفاع عن نفسها .... بيلسان اوقعتها بمأزق كبير عندما اوهمت ديم بكذبة ستمتد أذرع نتائجها الوخيمة لتطال الجميع بالأذى .... بركات .... جاسر .... ديم .... هي وبيلسان نفسها!
الكل متورط بطريقة ما والكل سيتلقى ذلك الخبر بصدمة مفزعة
ديم التي فرحت بالخبر تنتظرها صدمة العمر عندما تكتشف الحقيقة
وجاسر الذي ظن نفسه تسلى بنزوة لا تذكر ونفذ بريشه دون أي خسائر ماذا ستكون ردة فعله لو عرف انها حامل؟
هل سيصدق ذلك؟ ام ان الفأر سيلعب بعبه ويظنها كذبة اختلقتها للانتقام منه؟ وستكون الصدمة اقوى واوجع عندما يعرف بدخول بركات في الحلقة السرية ومن يدري ربما تساوره الشكوك نحوها!
خاصة بعد ان أعرب لها سابقا عن انزعاجه من استقبالها لبركات بغيابه؟
او ربما يكون نذل لدرجة انه يريد ان يصدق عنوة قصة بركات المزعومة حتى ينفذ من المأزق ويلصقها به؟
اخفت وجهها بيديها وقد زاحمت رأسها وقلبها المخاوف وشعرت انها غير قادرة على الخوض بهكذا معركة غير متكافئة الأطراف ....
كلهم اقوى منها مهما كانت صدمتهم وكل منهم لديه سلاح يواجه به الاخر الا هي .... أنها خائفة واحتفاظها بالطفل قد ادخلها بمتاهة ستنتهي حتما الى نهاية ليست سعيدة بل موجعة.
ظنت بتركها لجاسر ان كلا ذهب الى حاله بدون خسائر فادحة مجرد نزوة قد تركت اثار وخدوش بداخلها يمكن للزمن ان يعالجها والنسيان سيلعب دوره
ظنت ان جاسر صفحة وقد طويت من حياتها الى الابد لكن تبين لها ان الامر ليس بالسهولة التي توقعت
لم تتوقع ان تخلف لقاءاتهما ولياليهما الخاطفة المسروقة هكذا عاقبة وخيمة تضطرها للرجوع الى بيته وتكرهها على رؤيته من جديد ويربط بينهما طفل قد فرض عليها الامومة وعلى جاسر الابوة وهما كارهان لبعضهما وهاربان كلا الى اتجاه بعيد.

..............................................
دخلت الى ذلك المنزل في بداية موسم الشتاء وها هي تتلقى الشتاء البارد هنا مجددا لكن هذه المرة البرودة ستكون موحشة وقاسية أكثر من السابق وخاصة برودة المشاعر.

رواية الحلم الرمادى لكاتبة هند صابرWhere stories live. Discover now