الفصل السابع والعشرون

98 5 0
                                    

الفصل السابع والعشرون....
(لن تجدها)

عادت هتان الى المنزل الذي بدأت تحسبه البئر الذي حبست في قاعه وهي تجر اذيال الخيبة والخسران والإحباط المستمر .... معقول؟ معقول المجرم النذل الذي كانت تتكلم عنه بيلسان هو جاسر زوجها وحبيبها؟ معقول الصديقة النتنة التي قضت على أحلام بيلسان هي ديم؟
لماذا اخفت بيلسان ذلك عنها؟ لماذا لم تحذرها منه؟ لماذا لم تقف بصفها وتمنعها من الانجراف معه الى اقصى درجات الحب والتضحية؟ ما هدف بيلسان من كل ذلك؟
اذن بيلسان تكاد تموت من الحقد والكراهية لديم وجاسر وحياتهما وهي التي ظنت انها صديقة وفية ومخلصة لديم!
من هنا عرفت من اين تبدأ الحكاية من هنا فهمت ما سر الجفاء العائلي بين جاسر وبين زوجة عمه وابنتها .... من هنا أدركت ما سر تضايق جاسر من بيلسان والنفور بعينيه كلما تذكر سيرتها وتحذيرها منها ورفض الصداقة التي تجمعها بها!
من هنا أدركت ما السر وراء انفعال بيلسان ومهاجمتها كلما باحت لها بعمق العلاقة بينها وبين جاسر ....
ومع كل الذي عرفته اليوم الا ان الحكاية لم تكتمل خيوطها وان هناك أمور مبهمة
يالسوء حظها الذي اوقعها هكذا وقعة لتجد نفسها وسط كورة من الدبابير التي تسعى للسعها كلما تحركت من ناحية
يالمصيبتها التي جعلتها بدرب جاسر الحقير الخائن المغرور وزوجته اللعينة
يالحظها التعس الذي جعل التي حسبتها صديقتها الوحيدة هي بالحقيقة غريمتها وربما تضمر لها الكراهية وتحاول ان تفسد حياة جاسر من خلالها!
خيوط تشابكت وافقدتها رؤية الصواب مجددا .... حكاية جديدة وغريبة ومحزنة أضيفت الى قاموس معاناتها مع جاسر الذي شعرت اتجاهه بالنفور
لو كانت علمت تلك الحقيقة قبل يوم فقط لما عادت وأصبحت زوجة مضطهدة مجددا .... لو فقط اخبرتها بيلسان عن نذالته لما سلمته زمام حياتها من جديد .... يبدو ان الفأس وقع بالرأس وشجه وقد فات الأوان على الفرار من واقعها الحقير .... انها اليوم زوجته وحامل منه وتلك الطامة الكبرى التي تقيدها وتكبلها بأغلال ثقيلة وقاسية

انتهى كل شيء بالنسبة لها لم تعد ترضى ان تبقى ولو يوم واحد وهي زوجة لذلك الفاسد الاحمق الذي حسبته مختلف عن الرجال ولا مثيل له يوما ما

مستحيل ان تبقى تحت جناحه بعد اليوم وحتى الطفل هذا ابنها وحدها لا شأن له به لأنه أساس لا شأن له بكل شيء يخصها وكانت توهم نفسها انه أحبها بصدق وانه في صراع بين اخلاصه لزوجته وحب حياته الأول وبينها هي التي اقتحمت حياته فجأة ورغما عنه انجرف وراء غريزته حتى منحته العذر بدل المرة الف مرة لكن تبين لها اليوم انها عادة لدى جاسر وطبع والطبع غالب انه خوان ولا يحب سوى نفسه مع انه اثبت لها اكثر من مرة حقارته ونذالته ونتانته لكنها الغبية كانت تعمي عينيها وتتناسى وتتجاهل حتى سقطت ببراثن غدره وكذبه

لا مبرر بعد اليوم يجبرها على البقاء معه .... يجب ان تتركه وتترك كل شيء .... كل شيء.

قبل ان تدخل الى غرفتها الخانقة استوقفها صوت وائل الذي يبدو انها لم تنتبه لسيارته في الخارج من شدهها وضياعها وضاقت عيونها وزممت شفتيها ما هذا الفساد المتفشي بكل ركن وزاوية هنا؟
ما تلك القذارة التي تحيط حياة جاسر من جميع الاتجاهات!
مستنقع قذر ووسخ عليها ان تلوذ بالفرار منه قبل ان تغرق به حتى اعلى رأسها.
أخرجت هاتفها من حقيبتها ببطء وخبث وهي تخطو باتجاه الشرفة حيث ديم وعشيقها وقررت ان تمسكهما بدليل حي قبل ان تغادر عليها ان توثق الخيانة حتى تخرب بها حياة ديم الخبيثة التي سبق وخربت حياة أقرب صديقة دون وجل ولا حياء

رواية الحلم الرمادى لكاتبة هند صابرDonde viven las historias. Descúbrelo ahora