الفصل الرابع والاربعون

139 7 0
                                    

الفصل الرابع والاربعون...........
(عروس جديدة!)

اتجهت هتان الى الباب وهي تبتسم بارتياح وعندما وضعت يدها على مقبض الباب اسدلت عمتها اهدابها بارتباك ثم رمقت ريتاج المنهمكة بتجهيز الشاي بنظرة جانبية وابتلعت ريقها
فتحت هتان الباب باندفاع وبوجه مبتهج لتتلقى صدمة عمرها! ....
جمد الدم بعروقها وتلاشت ابتسامتها واتسعت عينيها بذعر وكأنها رأت ملك الموت الذي سيقبض روحها عندما رأته ...
اسند يده على الباب وقابل صدمتها الواضحة بابتسامة ماكرة!

لا تقدر ان توصف هذه اللحظة والمشاعر التي اعترتها عند رؤية جاسر .... عند رؤية عينيه وذلك البريق المتألق بهما وتلك الابتسامة! ابتسامة الانتصار!
ما أصعبها من لحظة لم تكن مستعدة لها وذلك الضعف الذي اعترى قلبها مجددا بعد ان ظنت ان اللقاء بعيد وأنها قوية الى درجة ان تجعل جاسر يبقى بحيرته وبحثه لأشهر وربما لسنوات .... من سذاجتها اعتقدت انها ستلد الطفل بعيدا عن عينيه وعن سطوته .... ظنت انها استقلت وأنها ستقرر تفاصيل حياتها القادمة بأراداتها .... خوف واحباط سيطر عليها وخذلان من الأعماق أضعفها وأحبط عزيمتها .... ان ذلك التعبير في عينيه يعلن عن نيته واصراره عليها!

تعابير الإحباط بدت واضحة جدا عليها امامه وهو شعر بصدمتها وبدى امامها متلذذ بلحظة ضعفها لكنه بقرارة نفسه تملكه الغضب .... الغضب الشديد.
فتحت فمها لتقول شيئا الا انه فاجئها عندما أشار بيده وهمس وبعيون جامدة: "ولا كلمة .... هيا امامي .... الى السيارة"
تلاحقت أنفاسها وشعرت بالمحاصرة لأعصابها وتركته واسرعت الى الداخل وهي تهتف بذعر: "عمتي .... عمتي"
دخل بقوة واغلق الباب بضجة لتخرج العمة وريتاج مفزوعتان من صراخها ولما رأته ريتاج شهقت كأنها رأت مجرم هارب من وجه العدالة!
اما العمة فابتلعت ريقها وامسكتها هتان بكلتا يديها وهي تردد باستغاثة: "لقد جاء .... لا اريد ان اذهب معه .... ارجوكم .... اخرجوه من هنا"
كان ابن ريتاج المراهق يتطلع من باب الغرفة وبدى متأثر وكأن تمرد كبير انتابه
والأطفال كلهم هربوا من رؤيته ....
رأى كل شيء بعينه شاهد كم هو كريه بعينهم حتى الصغار وذلك زاده غضب وحتى المصالحة مع ذاته انتفت بداخله وبدى بملامح قاسية جدا
ولما اقترب خطوة وقفت هتان خلف عمتها وكأنها تحتمي بها لانها تعرف انه سيأخذها بالقوة كالمرة السابقة
قال بنبرة جافة ومرتفعة: "تهربين مني؟ بمن تحتمين؟ يالسخرية ما انت فيه يا هتان .... تحتمين بعمتك! .... ليتك احتميت بمن هم اهلا للثقة"
خفقت اهداب العمة وبسرعة التفتت ريتاج الى أمها وبدت الصدمة واضحة على الوجوه والخزي انتاب عمتها عندما هتف: " هذه المرأة هي من دلتني على مكانك"
اتسعت عيني هتان كالتي تلقت خبر مؤلم وارخت اناملها التي كانت متشبثة بكتفي عمتها التي قالت بدموع: "حرام عليك .... اردت ان اساعدكم لا اكثر.... تريد ان تشوه صورتي امامها"
ابتسم وهو يتطلع بهتان التي أبعدت يديها عن عمتها وقال بنبرة ساخرة: "تساعدين هتان مقابل مبلغ مادي؟ .... مساعدة ذكية من مبدأ افيد واستفيد"
تدفقت دموع ريتاج وهي تتطلع بأمها بخيبة وهمست: "معقول؟ لماذا خذلت هتان؟ لماذا؟"

رواية الحلم الرمادى لكاتبة هند صابرWhere stories live. Discover now