رواية الحلم الرمادى لكاتبة هن...

By AyaMostaffa

7.7K 272 8

خيوط القدر نسجت شباكها لتحبسها في بيئة ومكان مغاير لواقعها ومختلف عما كانت تتخيل ولم تجد امامها سوى امرين لا... More

الفصل الاول
الفصل الثانى
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادى عشر
الفصل الثانى عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون والحادى والعشرون
الفصل الثانى والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الحادى والثلاثون
الفصل الثانى والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون
الفصل الرابع والثلاثون
الفصل الخامس والثلاثون
الفصل السابع والثلاثون
الفصل الثامن والثلاثون
الفصل التاسع والثلاثون
الفصل الاربعون
الفصل الحادى والاربعون
الفصل الثانى والاربعون
الفصل الثالث والاربعون
الفصل الرابع والاربعون
الفصل الخامس والاربعون
الفصل الاخير

الفصل السادس والثلاثون

120 6 0
By AyaMostaffa

الفصل السادس والثلاثون .......
(بداخلي ثورة!)

تهاوى واصف على الاريكة عاقدا حاجبيه عندما خرج جاسر من منزله بخطوات ثابتة ومعتدة تاركا الباب مفتوح خلفه وبعيون صقرية وقلب ممتلئ بالغل
اشاح واصف ببصره بتجهم وصدر ضيق واشتدت قبضة يده صلابة حتى ان أنفاسه بدت مسموعة من شدة انفعاله رغم انه من صنف الرجال الهادئ المتمالك لأعصابه لكن ما يحصل له الان فوق طاقته انه بالكاد يمسك يده من ضرب ذلك الرجل وتهشيم اسنانه ....

اسدلت اهدابها متظاهرة بعدم الاكتراث به عندما ازاح ستارة المدخل الضيق ودخل ورمقها بنظرة ثاقبة ليقول بنبرة مبطنة: "جار ظريف وجنتل مان .... رأيت من الواجب ان ارد له مما يفعله لبيتي بغيابي"

اتسعت عينيها وهي تتطلع به بصدمة
وسرعان ما انكمش قلبها من كمية الغضب بعينيه!
والهدوء الظاهري الذي اقبل به هو بعينه ذلك الهدوء الذي يسبق العاصفة!

شعرت بجفاف ريقها عندما خطى نحوها ثم استدار واستقر خلف الاريكة التي تجلس عليها لتقول بصوت جاهدت ان يكون طبيعي ولا يظهر له ارتباكها: "عمن تتحدث؟ لا افهم"
لم يجيبها وساد صمت مريب ودعت الله الا يكون أزعج واصف بكلمة سخيفة او فعل غير لائق لأنه لا يستحق ابدا وليس له ذنب سوى انسانيته التي جعلت جاسر يبغضه ويذهب الى بيته ليزعجه ويعكر صفوه
ثم جفلت عندما ضرب بقبضتيه على مسند الاريكة قرب رأسها وقال بنبرة استجواب مخيفة: "بدوت امام نفسي كمغفل أحمق وانا اترك بابي مفتوح لتطأ الاغراب عتبتي وتقتحم حرمة بيتي .... كم مرة قابلته؟"
ارادت ان تنهض لكنه امسك كتفها وجذبها بخشونة لتجلس بقوة وهتف بلهجة آمرة: "الى اين؟ اجلسي مكانك .... لا تتهربي فأنا عرفت الكثير ومن لسانك اريد ان اسمع مبرراتك .... الصدق فقط يشفع لك الليلة يا هتان.... قولي كل شيء وبالتفصيل ....... ما الذي بينك وبينه؟ ولماذا هو محترق الفؤاد على وضعك؟ تشتكي له مني ومن حظك العاثر؟ وصلت معه للمرحلة التي يعرف بها كل شيء عن حياتنا؟ .... هتان اعترفي وبصدق لتنجو الليلة من يدي فبالكاد امسك يدي عنك الان وحتى الطفل لم يشفع لك اقسم بالله"
دمعت عينيها واسدلت اهدابها عندما دفع رأسها بقوة وبنبرة تحقير: "هيا تكلمي"
استنكرت معاملته السيئة لها وحز بنفسها موقفها الضعيف واستصغاره لها وشعرت ان الصبر نفد منها وعليها مواجهته بكل ما تفكر به مهما بلغت العواقب لأنها وصلت الى مرحلة الاستعداد لأي سلبية تبدر منه وبدت متوطنة لطغيانه وأصبح قرار الفراق هو الحلم الذي تنتظره بعد ان كان سابقا كابوس وكل دمعة ذرفتها سابقا على طلاقهما ندمت عليها وستستبدلها بضحكة عميقة لو حصل الانفصال لأنها بصراحة كبيرة فاض بها ووصلت الى اخرها معه
ارتجفت شفتها من شدة قهرها وهمست وهي محدقة بحجرها: "حسنا .... سأكون صادقة الى ابعد الحدود ما دمت تطلب الصراحة .... ان الذي بداخلي اليوم ثورة على الذلة والمهانة التي اعيشها معك واجد نفسي لست ملزمة ان ابرر لك على الدوام وأخشى منك على الدوام .... ليس من حقك ان تضعني بقفص الاتهام .... وعيب ان تظهر لي شكك المريض .... حاسب نفسك قبل ان تتبع وتتجسس وتستدرج الاخرين باحثا عن ثغراتهم لتتوغل من حيث مواطن ضعفهم بكل جرأة وشراسة معتقدا ان ذلك من حقك"
تحركت اهدابه ببطء وتطلع بجانب وجهها بنظرة عميقة وبدى صاغيا لنبرتها الجادة!
واصلت بحرقة قلب ونبرة تأنيب: "متضايق من تدخل ذلك الرجل بحياتنا دون ان تفكر مع نفسك ما الذي جعله يتدخل؟ .... ليس لديك اتجاهه ذرة من عرفان الجميل كونه أنقذ حياتي في الوقت الذي انت غائب وأدى واجبه الشريف على اتم وجه دون ان يضع نفسه بموضع شبهة وسخر لي ام عابد لتساعدني وتقوم بخدمتي في وقت أزمتي مما فسر لي ان لا قيمة لحياتي لديك وصحتي اخر همك ولم يعد ذلك يصدمني اليوم لأني فهمت وأصبحت لدي قناعة تامة وايمان انني خارج قلبك .... من البديهي الا تفهم معنى كل ما أقوله الان وربما مستغرب كعادتك .... لا تفهم لأنك لم تعش الظروف التي مررت بها لم تكن معي بأزمتي كالمعتاد منك عندما تتخلى عني بأحلك الظروف واقساها .... بمرض والدي أظهرت لي انانية منقطعة النظير حتى انك منعتني من زيارته ولأني كنت احبك وقتها كنت ارضيك على حساب رغبتي برؤيته وندمت على تضحيتي وقتها لأنني لم أرى منك عرفان او حتى اعتراف بأنني كنت احترم رغبتك"
ضاقت عيناه وبدت عليه تعابير الاستياء وقبل ان يقول شيئا واصلت مما جعله يغمض عينيه ويستمع بكل حواسه وكأنه يسمع منها هذا الكلام اول مرة وكأنه لم يكن سابقا ينتبه لها كفاية وكان يتخذ عبارتها المكررة باتهامه بظلمها وغبنها حقوقها باستخفاف وتجاهل وسأم وكأن عقله كان مغيب ومشغول لكن هذه المرة يشعر ان الكلام يمسه في الصميم: "عند موت والدي كان موقفك غير مشرف بتاتا .... ادرت لي ظهرك وطلقتني بكل برود بمجرد كلمة نطقتها بلحظة غضب ولم أكن أتوقع ان يأتني الرد مباشرا ليصفعني على فمي ويصغرني امام عمتي وامام نفسي وصغرك أيضا بعيني .... طلاقك لي جرح مشاعري بسكين اعمى واضعفني لأني كنت احبك ومتعلقة بك وكنت منتظرة نوبة غضبي تهدأ وصدمتي بفقد والدي لأعود اليك واتناسى كل شيء لكن للأسف قطعت علي سبيل ذلك بالطلاق ووجهت اول طعنة لحبي لتجرحه لكنك لم تقتله تماما .... بأزمتي المالية تخليت عني واظهرت لي وجه قبيح لا اعرفه منك عندما لجأت اليك لأطلب مالي الذي اودعته عندك وبوقتها تهجمت علي وحاولت الاعتداء علي ومازلت لا افهم لماذا فعلت ذلك؟.... سذاجتي وقلة حيلتي وحاجتني وعوزي والطفل جعلني استجيب لرغبة ديم بالعودة الى بيتك .... بيت الاحزان بيت الظلم والعذاب وتركت ديم واخوها يعبثان بأعصابي ووقفت مكتوف الايدي وتتطلع الي من بعيد دون ان تحرك ساكن فقط كلام فقط وعود بالحماية كنت تصبرني بها فقط ندم كاذب مزيف كنت تظهره لي عندما اكتشفت امر حملي لتستدرجني للزواج مجددا وبدون ضمانات أيضا لغاية انانية بنفسك وليس محبة ابدا .... ولولا فعلتك الوحيدة التي تحسب لك بتسليمي وصولات الأمانة لكنت أيست منك تماما وهربت منك الى ابعد مكان في الأرض لكن تجملت صورتك امامي من جديد وشفع ذلك لك لأتقبل ان اتزوجك من جديد لأني بالحقيقة كنت متعطشة للحماية ومحتاجة الى شخص اشعر انه يحمي ظهري بعد وفاة والدي وظننتك الصدر الذي سألجأ اليه كلما ضاقت بي الدنيا لكن تبين لي انني كنت واهمة وكل ما حلمت به كان سراب واحلام يقظة لا تغني ....
وكللت كل ذلك بأزمتي الصحية الأخيرة عندما خاطرت بحياتي وأيضا من سذاجة قلبي حاولت ان اسامحك لكن .... ابتعادك .... انشغالك اهمالك جعل الفجوة تتسع بيننا وبقوة .... كنت مشغول .... كنت منغمس بأزمة ديم وتنسى امري بالأيام وتتذكر بعد فوات الأوان لتطل علي كأسقاط فرض لا أكثر وتجري مرة أخرى الى حياتك .... لو كنت تربي قطة او كلب او أي دابة لتحملت مسؤولية أكبر مما تحملتها نحوي .... لا اعرف .... لا اعرف لماذا تفعل معي كل ذلك؟ .... كنت .... كنت احبك .... كنت اعذرك .... كنت اسامحك لكن ليس الان .... الان وصل قلبي الى طريق مسدود معك وذلك الزواج كان غلطة كبيرة ارتكبتها بحق نفسي وبحق طفلي الذي اشعر به ينمو مع الحزن ويتغذى من الوجع بداخلي .... لو كانت بيلسان اخبرتني حقيقتك قبل يوم واحد فقط لأنقذتني من تلك الزيجة لكنها تأخرت وفات الأوان .... جاسر.... لو انك رجل بالفعل ولديك ذرة من الكرامة والرجولة ........ طلقني"

بقيت محنية الرأس ومنتظرة ما تأثير كلامها عليه متصورة ان تكون ردة فعله عنيفة او يمكن يقبض على رأسها او يخنقها او يشد شعرها لكن بدل من كل هذا وذاك أسدل اهدابه ببطء وابعد يديه عن الاريكة وتراجع خطوات ثم استدار وابتعد!
اتجه نحو المطبخ بخطوات تبدو مترنحة قليلا وهناك اتكأ بيده على الجدار واشعل سيجارة بأنامل قاسية وانغمس بالتفكير حتى نفث الدخان ببطء وضاقت عيناه!
التفتت هتان ناحية المطبخ وخفقت اهدابها لأنها استغربت ردة فعله .... معقول انه تجاهلها وبهكذا برود تركها كعادته السابقة؟ ....
تعلم ان ما قالته بمنتهى القسوة على رجولته وكرامته لكنها كانت تتوقع منه ثورة!
.................................................. ..........................

ضغطت بيلسان على زر الارسال بكل قوة وثقة ثم استلقت في سريرها هامسة: "تجرع يا جاسر .... خذ الجرعة القاتلة لكن على دفعات صغيرة كي لا تموت .... خذ الطعنة التي ستشرخ رجولتك وتنكس رأسك بالأرض كي تعرف شعور الانتهاك كم هو قاس وانت انتهكت حتى قلبي واجتثثت عروق الخير بداخلي بهجرك وسنوات عديدة وانا لم اذق طعم النوم الهانئ .... ربما الليلة سأنام ملئ جفوني لأني اشعر انني استردت الدين الذي عليك"
.................................................. ................
عندما رنت الرسالة بجيب بنطاله وضع يده على الهاتف واراد ان يخرجه لكنه ابعد يده وباله وفكره مشوش للغاية والتفت بتردد ناحية الصالة وفكر مع نفسه ثم جرى الى هناك بعد ان شعر بالخطر القادم.

توجست هتان منه عندما شعرت به يقترب وجفت شفتيها عندما استدار ليصبح قبالتها واعتدلت بسرعة ليفاجئها بتصرفه وهو ينزل بجسده الى الأرض ببطء ويتشبث بركبتيها وهو يقول متأمل بعينيها: "انت محقة هتان انا لا استحقك لكن ارجوك أعطني فرصة أخيرة معك لأصلح حالي .... هتان انا احبك"
تناول كلتا يديها وواصل وهي مصدومة وغير مستوعبة: " لست خارج قلبي .... انت زوجتي وحبيبتي .... لست اناني معك كما تظنين بالعكس انا دائم التفكير بك وبمستقبلك معي .... لا تعتقدي ان ذلك البيت الحقير هو مقامك لا .... انه محطة فقط اصبري أيام قليلة وسأنقلك الى بيتك الجديد .... بنيت لك بيت وكرست جهودي كي انتهي منه لأنقلك اليه بأسرع وقت لكن الظروف المادية وقفت حاجز امامي مما جعله يتأخر .... كنت انوي ان افاجئك ببيت احلامك .... هتان لا تحكمي علي وفق تصرفاتي فالذي بقلبي اعتزاز كبير بك وحب عميق وحقيقي .... انا اغار عليك يا هتان ولا اريد خسارتك .... وسبب حماقاتي الأخيرة هو غضبي منك لأنك لم تمكنيني من حقي الزوجي بك انا اريدك والشوق بداخلي نار تلهب بجسدي .... احبك .... احبك"
وغمر يديها بالقبلات وهي باهته الملامح ووجها خال من التعابير ولا تعرف كيف تتصرف امام موقفه!
تشعر ان كل شيء توقف بداخلها .... كأن قلبها توقف عن النبض وعقلها توقف عن التفكير وذاكرتها تعطلت ومشاعرها تعرضت لهجمة شرسة جعلت قوتها أشلاء متناثرة وتلاحقت أنفاسها عندما رفع يديه الى كتفيها وتحسسهما ثم عنقها وهي كالدمية بلا حراك!
جلس قربها وجذب جسدها اليه وغمرها بالقبلات بوجهها وعنقها وبدى متقد العاطفة!
ولما أراد ان يقبل شفتيها أبعدت وجهها قائلة بهمس: "لا .... دعني"
وترقرقت دموعها لأنها شعرت انها اخذت على حين غرة وانه احتلها من جديد وكانت هجمة مشاعره شرسة لم تعطها فرصة لاستيعابه وقطع عليها سبيل المقاومة لأنه أثبط محاولتها السيطرة والتحكم ولم يمكنها حتى من التقاط أنفاسها ولم يأبه لبعثرت حالها وضياعها وفاجئها بتمكنه من السيطرة عليها وازاح الثوب من على كتفيها ليعري جسدها وقلبها من ذلك الحاجز الذي ظنته منيع كفاية لصده وجردها حتى من ارادتها لتقول بتلعثم إزاء شراسة يديه: "لا .... لا جاسر .... لا"
شعرت ان مقاومتها عبث امام اندفاعه وشراسته حتى ان تضرعه ومحاولاته لنيلها اتخذت منحى اخر اذ لجأ الى استخدام القوة ليخضعها له منتهكا ارادتها ومغتصب لمشاعرها!
.................................................. ..........................

في اليوم التالي

واصف وباستياء كبير: "انت لم ترينه كيف كان يكلمني .... كان كلامه مسموم ومبطن وينطوي على تهديد ولولا انني تعوذت من الشيطان الرجيم لما تركته يخرج من بيتي الا وهو مهشم الاسنان .... يظن انه قادر وان تلك المخلوقة الضعيفة ملكه ومن حقه ان يفعل بها ما يشاء دون ان يجد رادع له .... الليلة الماضية بالذات تولدت لدي قناعة تامة بضرورة انقاذ هتان من براثنه وكفاه طغيان ووقاحة "
ثم زمم شفتيه وفرك جبينه بقوة عندما قالت ام عابد وهي تقدم له فنجان القهوة في حديقتها الخاصة وبتنبيه وتفحص: "ماذا تقول؟ انك تهذي .... بأي حق تتدخل وتمنع او تسمح؟ .... الا ترى ان حياتهما تشغلك كثيرا هذه الأيام؟ دع الخلق للخالق يا ابني والبيوت اسرار"
واصف وبتوتر: "أي اسرار يا ام عابد فأنا وانت على دراية بكل ما وقع .... لو كان رجل محترم ويمتلك الغيرة على اهل بيته لما تركها بالأيام والليالي لوحدها .... حملتها بيدي يا ام عابد وتلطخت ملابسي بدمائها وهي تكاد تموت وهو مجرد من الضمير لم يأبه ولم يبالي ويحاسبني البارحة بكل عنجهية ..... ان كان غير جدير بالزواج الثاني لما فعلها وكسر البنت وحبسها في كوخ غير صالح للعيش .... اما رجل وقح وبلا اخلاق وبحاجة الى درس قاس ليستوعب النعمة التي وهبها الله له بنت كالملاك يضطهدها بوحشية كونها بدون سند بدون اب او اخ يأخذ لها حقها منه "
تأملته ام عابد بنظرة قلقة واسدل اهدابه واحتسى جرعة من الفنجان وحاول ان يكتم غضبه ويتماسك لكنه لم يقدر ان يوقف القلق بداخله .... يخشى ان يكون اذاها لأنه البارحة كان سليط ووقح وغاضب للغاية وربما صب غضبه عليها بسبب شكوكه السقيمة.
لعب الفأر بعب ام عابد اتجاه واصف ودقت عندها نواقيس الخطر!
يا خوفي ان تكون تورطت أيها الشاب وعشقت البنت المتزوجة؟ طباعك متغيرة وقلقك واضح بعينيك ومبالغ به .... نعم انت كتوم لكن نظرة العاشق تفضحها عينيه وأخشى ان تكون وقعت وهذا أكبر خطأ يمكن ان ترتكبه بكل حياتك .... انت شاب مستقيم وذو خلق وضمير وكل المستقبل امامك اياك ان تدمر نفسك بذلك الهوس المجنون ....
وجدت نفسها ملزمة ان تضع حدا لتواصلهما وتمنع حدوث الكارثة قبل فوات الأوان.
استأذن وانصرف واثناء سيره الى منزله تطلع نحو الكوخ ورمق سيارة جاسر بنظرة خاطفة ثم دخل منزله وهو يشعر فقدان الرغبة بأي شيء.
.................................................. .................................
ربتت ديم على عكازها وهي تتأمل بالساعة الجدارية وبيلسان مركزة بها حتى قالت بنبرة حقودة: " نمت عندها يا جاسر ولم ترد حتى على اتصالي .... يجب ان اضع حد لتلك المهزلة واعرف تلك البليدة قدرها وقيمتها .... عليه ان يجلبها لتمارس وظيفتها كخادمة هنا في بيتي وتحت رقابتي
بيلسان وبهدوء: "لا تتسرعي وتفقدي الحنكة.... كيف يجلبها وهي حامل؟ لا يجب ان يعرف الناس بقصة حملها فكري جيدا يا ديم ولا تتهوري.... دعي الاتفاق يسير كما هو ولا تجعلي غيرتك تفقدك كل الميزات"
نهضت وسارت نحو الخزانة ببطء لضعف ساقيها وفتحت الدرج لتخرج هاتف هتان واخذته الى السرير لتجلس وتتصفح به وقلبها ممتلأ بالغيظ وقالت بضعف: "رسائل من جاسر .... كلها خيانة وغدر .... صعب ان أرى بعيني كل ذلك واسكت .... يا الله لا تجعلني اخسره .... انه رجلي وليس من العدل ان اتركه لها "
ضاقت عيون بيلسان واستنشقت الهواء براحة نفسية وهي تتلذذ بموقف ديم .... ما اشبه اليوم بالبارحة!
ديم وبهمس: "لازال يوعدني بتنفيذ الاتفاق لكن انا قلقة لما بعد ذلك .... ما بعد الولادة .... أخشى ان يتواصل معها او يحن لها"

ابتسمت بيلسان قائلة: "ما فائدة وصول الأمانة التي بحوزتك اذن؟ اصبري ولكل حادث حديث"
اومأت ديم بارتياح .... نعم .... بمجرد ان تستلم الطفل تزجها بالسجن هذا هو الحل الأمثل .... احسنت بيلسان.
.................................................. ................
قدم جاسر وجبة الفطور لهتان التي تأخرت كثيرا بالنوم وفاجئها بوجوده لأنها اعتقدت انه سيغادر باكرا!
وأيضا اعد لها الفطور بيده! ما هذا التطور؟ لا بد انها تحلم!
وضع الاطباق على الطاولة قرب الاريكة وهو يبتسم لها ابتسامة مغرضة ثم اقترب منها وخفقت اهدابها عندما وضع يده على خدها وداعب بشرتها بأنامله وهو يقول وبنبرة مسيطرة: "كم انت جميلة يا هتان .... جميلة جدا الى الحد الذي .... يرضيني"

كانت افعاله وكلماته تتلاعب بها وتشتت فكرها حتى انها لا تعرف ماذا تريد وبماذا تشعر؟
كلما تعرفه الان انه انتصر عليها ونال مراده لكن يبدو اليوم بغاية اللطف والحنان .... معقول لأنها اعطته مبتغاه تغير هكذا؟
ما كمية الحب الذي غمرها به؟ اين كان يخبأ كل ذلك؟ ترى انه حب بالفعل وشوق حقيقي؟ ام انه قضاء وقت لأشباع حاجات جسدية لا أكثر؟

بعد كل ما حصل ما موقفك اليوم منه؟ ستمنحينه فرصة أخيرة بالفعل؟ ام تتمسكين بقرارك وتعتبرين الذي جرى رغما عنك؟
وذلك القلب المتمرد ما حاله؟ ما به اليوم كأنه تراجع!
صحيح جاسر بنى لها بيت خاص بها؟ تراه فعلا يفكر بمصلحتها ومستقبلها؟ الى أي مدى عليها ان تصدقه وقد سبق وفقد مصداقيته معها اكثر من مرة؟ لا يلدغ المؤمن من جحر مرتان يا هتان .....
تناول قطعة الجبنة بالشوكة وقربها من شفتيها ولما تمنعت قال: "اريد ان أطعم ابني .... هيا تناولي ذلك افتحي فمك"
هدأ قلبها ناحيته وهي تتطلع بعينيه وذاب جبل الجليد الذي راكمته على مشاعرها وفتحت فمها ببطء لتأكل من يده.
.................................................. ...........................
انفجرت ديم بالهاتف: "نعم؟ .... بيت؟ .... بنى بيت؟ جاسر فعل ذلك؟"
بركات وببرود: "نعم لكنه متوقف حاليا لضائقته المادية .... ديم هذا البيت من حقك انت التي بعت كل املاكك ووقفت الى جانبه سابقا في الوقت الذي تخلى عنه ابوه وصرفت على علاجه .... لا تفرطي بحقك"

تلاحقت أنفاسها ودقت عندها نواقيس الخطر ....

.................................................. .........................
فتح جاسر هاتفه المغلق وعقد حاجبيه عندما وجد مكالمات كثيرة من ديم ورسائل!
وتنهد وهو يقول مع نفسه .... على مهلك معي يا ديم .... على مهلك.
.................................................. ............
ضربت منى بيديها المزينتان بخواتم الماس على مكتب والدها وهي تقول بانفعال: "اعتقد ان الامر لا يستدعي كل تلك المهلة للتفكير؟ .... ما باله انفه شامخة؟ انا تاج على رأسه كيف يتمادى بالغرور كل ذلك الوقت"
زكي وهو يدخن غليونه: "الرجل عنده ظروف والتزامات وانا ضيقت عليه المنافذ لكن لم اعصره كي لا ينكسر ونخسره .... دعيه يختار بملأ ارادته حتى لا يداعينا غدا ويعايرك إنك من رميت نفسك عليه .... هو موافق لكن طلب مني مهلة ولسنا مستعجلين .... اليس كذلك"
هي وبآنفة: "كبريائي وكرامتي لم تسمحا لي ان ادعه يتمادى بغروره .... عليه ان يعرف قيمة ما عرضته عليه .... انت بإمكانك ان تلقنه درس وتمرغ انفه .... اقطع عنه الراتب يا ابي"







انتهى الفصل

Continue Reading

You'll Also Like

6.1K 58 8
بطلتي ليست تلك الملاك التي نجدها بكل الروايات بل هي انثى من وجهين وجه مغري بتوحش و وجه من خجله قرر التداري بطلتي لها جانبان جانب شيطاني تخفى ليظهر...
57.7K 2.8K 30
- لأنه في الحب أكثر من أي شيء آخر، لابد أن تكون لك علاقة ثقة بالقدر. أن تتركي له مقود سيارتك. دون أن تعطيه عنواناً بالتحديد. أو تعليمات صارمة، بما تع...
527K 39.3K 63
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...
412 73 20
هلي شما يبطي بيه الليل لحد ينشد شبيه.. انه وحزني نكظي اليل مثل دموع فصليه