رواية الحلم الرمادى لكاتبة هن...

De AyaMostaffa

7.5K 272 8

خيوط القدر نسجت شباكها لتحبسها في بيئة ومكان مغاير لواقعها ومختلف عما كانت تتخيل ولم تجد امامها سوى امرين لا... Mais

الفصل الاول
الفصل الثانى
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادى عشر
الفصل الثانى عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون والحادى والعشرون
الفصل الثانى والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الحادى والثلاثون
الفصل الثانى والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون
الفصل الخامس والثلاثون
الفصل السادس والثلاثون
الفصل السابع والثلاثون
الفصل الثامن والثلاثون
الفصل التاسع والثلاثون
الفصل الاربعون
الفصل الحادى والاربعون
الفصل الثانى والاربعون
الفصل الثالث والاربعون
الفصل الرابع والاربعون
الفصل الخامس والاربعون
الفصل الاخير

الفصل الرابع والثلاثون

113 5 0
De AyaMostaffa

الفصل الرابع والثلاثون .....................

(شرارة الغيرة)

قطب جاسر جبينه وهو يتلقى التوبيخ والكلام الخشن من زكي الذي احتد معه في الكلام ولم يعجبه ان يقف هكذا امامه كالتلميذ مع انه من اكفأ الموظفين عنده ومعروف بإخلاصه وتفانيه كأن زكي محرض ضده وهناك من ينقل له اخبار غير صحيحة ويحاول ان يشوه صورته امامه وكانت صدمة جاسر كبيرة عندما وجه له عقوبة خصم جزء من المرتب مما جعله يقول باستياء: "لا اعرف ماذا فعلت كي استحق كل ذلك؟ مجرد تغيب يوم او يومين بعد سنوات من الالتزام توجه لي عقوبة مباشرة! .... التوقيت غير مناسب انا امر بظروف صعبة ومحتاج الى المال"
زكي وبصرامة: "تعرفني شديد ناحية كلما يتعلق بالعمل كما .... ان هناك امر بلغني وأزعجني منك جدا .... مع انني ليس لي ان اتدخل بحياتك الخاصة لكن ان تصل بك الجرأة وتقابل الفتيات في محل رزقك ولم تحترم قدسية المكان فذلك أكثر ما جعلني استغرب"
اتسعت عيني جاسر وفغر فاه وقبل ان يقول شيئا نهض زكي وأشار له بغليونه: "اعلم اعلم فأنا رجل مثلك واعرف مدى حاجة الرجل الى التجديد والتغيير ولاسيما وضع مثل وضعك .... زوجة مريضة وحياة باردة فلا الومك لو حاولت ان ترى نفسك قليلا لكن ليس هنا يا أستاذ جاسر .... على كل حال لأنني اعرفك منذ سنوات وواثق من شخصك فسأمنحك فرصة جديدة معي .... ولدي عرض خاص جدا وفيه صالح الجميع .... صالحك وصالحي .... فمن جهة اجنبك الانغماس بالمحرمات ومن جهة اوفر لك الاستقرار الاجتماعي ومن جهة أخرى اطمئن على حسن إدارة المعمل عندما اسلمه بيد كفؤ مثلك وقريب .... لأني سأسافر برحلة قد تطول لعام او اكثر ففكرت بذلك العرض او بالأحرى الحل الذي يضمن الحماية لمالي ولأبنتي الوحيدة"
.................................................. ............
طرقت ام جاسر على باب غرفة سولاف وهي تهتف: "الا يكفي؟ عزلة وتقاعس وكسل؟ ما المشكلة يا سولاف؟ لماذا تقفلين عليك دائما؟"

سولاف وهي تمسح دموعها وفي سريرها: "متعبة .... اريد ان انام"

اسدل سعيد اهدابه وتطلعت به ام جاسر بحيرة ليقول باستغراب: "الا ترين الوضع هكذا طال اكثر مما ينبغي؟ بنتك ليست بخير وتواجه مشكلة ما"
ثم سار متجه الى الصالة وجلس قائلا: "تكلمي معها توصلي الى مشكلتها كي نستطيع ان نساعدها .... ربما عودتها من السفر كان له تأثير سلبي عليها وكأنها اعتادت على أجواء الغرب"
ام جاسر وبحيرة وقلق: "الله يسامحه جاسر الذي فرض عليها الدراسة بالخارج جعلها غريبة عنا بكل شيء"
سعيد وبتوتر: " وماذا فعل جاسر لنا سوى تخريب حياتنا مستغلا كونه الأخ الأكبر فقد اعطى لنفسه الحق بأن يفرض علينا رأيه وليته حكيم بالفعل فكله أخطاء وعيوب ومليء بالأنانية يريد ان يغنم بكل شيء قبل فهذا ديدنه"
تأملته امه بحزن وقالت بتبرير: "لأن جاسر يعرف شقيق زوجته ومطلع على تصرفاته وافعاله فلم يشأ ان يجعل سولاف قريبة منه كي لا يلاحقها او يؤثر عليها"
سعيد وبحدة: "رفضه بدل المرة مرتين وثلاثة والشاب ابتعد الم يكتف أستاذ جاسر؟ انا من رأيي ان تكمل سولاف دراستها هنا وكفاها غربة وحان الوقت ليصمت جاسر ويتنحى عن حياتنا"

والدته وبنبرة اقناع: "اعلم ان علاقتك بجاسر متوترة بسبب الماضي واعلم انك لست راض عن افعاله لكن يبقى هو اخوكم الكبير وله حق بالتدخل وفق ما امره به والدك رحمة الله على روحه وما تربينا عليه يجب ان نحترمه ونسير عليه اليس كذلك؟ يبقى لكلا مقامه يا ابني جاسر اخوكم الكبير ومهما بلغت اخطاءه من واجبكم اظهار التقدير له والا فسدت العائلة بغياب الاحترام"
سعيد وبضيق: "ولهذا السبب نحن نخسر الواحد تلو الاخر .... سولاف اغتربت رغما عنها والشاب الذي رضيت به رفضه وكسر قلبها ويوسف اجبره ان يدخل في مجال غير المجال الذي يرغبه وكل ذلك بمباركة الوالد .... لا اعرف لماذا كان يستمع الى رأيه رغم غضبه عليه"
والدته وباقتناع: "لأنه كان يعرف كيف يتكلم معه ويقنعه .... لم تتكلم عن نفسك؟ ما دور جاسر بتعاستك؟ بيلسان طبعا .... لكن يا ابني اعلم ان كل ذلك مقدر علينا من الله وجاسر مجرد أداة تنفيذ لحكمة ربك .... ربما ليس من صالحك الزواج بها بعد قصتها مع اخيك وربما بركات ليس مناسب لسولاف و"
قاطعها قائلا باتهام: "وما يفعله جاسر فقط المناسب برأيكم .... كسره لقلب بيلسان وزواجه من الافعى ديم مناسب اليس كذلك؟ الى متى تزينون افعاله؟"
الأم وبضيق: "كفاك يا سعيد اترك جاسر بحاله ويكفيه ما يحصل له اليوم ان شقيقك بأزمة نفسية ومادية وتصور .... اتى الى زيارتنا بعد كل ذلك الانقطاع ما معنى ذلك؟ معناه انه متضايق ولجأ الى بيت اهله عندما انقطعت به السبل فواجبنا في المرحلة القادمة ان نحتضنه .... ان نساعده ماديا بحصته من ميراث ابوه على الأقل .... اخوك متزوج من أخرى وينتظر مولود ولأن والدك قاطعه ورفض امداده بالمال في حياته فكبره وكرامته منعته ان يأخذ منا أي شيء فيما بعد والان وقع بفخ العوز وحرام ان ننعم بخيرات ابوك واخوكم محتاج"
قطب سعيد جبينه وقال بدهشة: "نعم؟ متزوج أخرى؟ اين نحن من كل ذلك؟ لماذا لا نعرف شيء عن حياته عن مغامراته عن حماقاته؟ الا يهمد هذا الجاسر من توريط النساء معه؟ يعبث ويحب ويتزوج الى متى؟ الم تلاحظي ان لعنة بيلسان تلاحقه؟"
بقيت امه تتأمله وقلبها محترق عليه لأنها تعرف النار المتقدة بقلبه وتعرف سبب حقده على جاسر الذي سرق منه قلب بيلسان حب حياته من ثم صدمته بقرار والده بخطوبة جاسر لها كونها يتيمة فأراد ان يصونها تنفيذا لوصية شقيقه قبل وفاته
وبعدها تفاقم مقته عندما كسر جاسر بيلسان واذلها انتقام من قرار العائلة التعسفي وتركها قبيل عرسهما بأيام ليتزوج بأخرى
بحيث ضيع كل الفرص امام سعيد للارتباط بها ولما جاء سعيد ليصلح ما ارتكبه بحق بيلسان وترميم لجرحها وقف بوجهه ورفض زواجه بها واعتقد ان تلك انانية من جاسر لا يعلم السبب الحقيقي وراء رفض جاسر لا يعلم حقيقة ما فعله جاسر مع ابنة عمه .... تلك الحكاية هي اللعنة التي أطاحت بالعلاقات الطيبة بين العائلة.
.................................................. ................
خرج جاسر من مكتب زكي وهو متجهم ومهموم حتى تبعه صديقه المقرب الى حيث غرفة الاستراحة ليسأله عما به فأجابه بتفكير ونبرة خافتة: "ورطة حقيقية"
.................................................. ..........................
دعك زكي شاربه الغليظ وقال بهمس: " ملعوب ذكي يا منى كي تلفتي انتباهي لزواجك من جاسر .... ولأنك ذكي أيضا يا جاسر لا اظنك سترفض العرض وبزواجك من ابنتي مكسب لي ولا ضير ان تبقى المعاقة على ذمتك حرام ان ترميها واكسب بها اجر بأرسال المال اليها بين الحين والأخر"
.................................................. ..............................
والدة بيلسان وبنبرة جادة وباتة: "غلط .... كل ما تفعلينه غلط .... توقفي واحتسبي امرك الى الله وتوبي .... ان خير عزاء لك ان الله لم يترك جاسر بحاله فقد لاحقه بالعواقب لأنه بالمرصاد .... ان خط الانتقام احمر وطريقه شائك وعاقبته موجعة تجيء بالنقمة على جميع الاطراف.... هتان ليس لها بتلك اللعبة حتى تستخدمينها للحصول على لذة الانتقام انها مظلومة مثلك وربما اكثر انها بريئة ووحيدة لا سند لها ولا اهل بظهرها يدافعون عنها وكسر قلبها حرام فأي عذاب لا يضاهي عذاب قلب الام على ضناها وجاسر ماكر وديم بملمس الافعى ناعمة وقاتلة ارادا استغلالها بدون ضمير وانت زينت لهما الطريق ومهدته وبذلك اشتركت بالجريمة وسيشركك الله بالعقاب .... لا اصدق ان ابنتي تفعل كل ذلك كنت مخدوعة بصمتك وحلمك وظننتك صابرة وكنت انتظر الفرج لك والمكافأة على الصبر من الله لكن تبين لي انك لست بريئة ولن تنالي ثواب الصابرين .... اقحمت بنفسك بملعوب كبير كنت في غنى عنه .... الى متى تريدين توجيه الضربات الى جاسر الى متى؟ تظنين بذلك انه سيكون لك يوما؟ انا واثقة انك يائسة من ذلك لكن ما تفعلينه هو حيلة العاجز الجبان .... ضيعت سنوات عمرك تخططين وتأكلين بقلبك وتنهكين ضميرك من اجل لذة لا وجود لها أصلا من اجل خدعة ووهم من اجل سراب وأكبر اخطاءك انك اخفيت عني .... لكنت وقفت ضدك وقتها ومنعتك من تدمير نفسك .... بالبداية اوهمتني ان هتان على علاقة ببركات لكن تبين فيما بعد انك كنت ترسمين لتجعليها فريسة لجاسر كي تخربي حياة ديم وتزعزعي حبهما وبدأت تزرعين الشكوك بقلبها ناحية هتان كل الوقت وبعدها افشيت سر علاقتهما لها كي تحرقي قلبها وبعدها اجتهدت لتخططي لها وتقنعينها ان تسكت في الوقت الحالي لان هتان حامل من جاسر وان طفله من حقها لأنه ضيع طفلها وحرمها ولم يرضيك أيضا ان يحب جاسر هتان فقد عملت على ادخال بركات بينهما وأيضا لم يرضك حب هتان لجاسر فقد عملت على تشويه صورته امامها وخططت لأن تكرهه وتمقته لاحقا عندما يأخذ طفلها بضغط ومخطط من ديم .... لأنك لا تريدين لاحد منهم ان ينعم .... شيطانة انت يا بيلسان وان لم تتوقفي سأتبرأ منك .... لا دفاعا عن جاسر ولا عن هتان ولا ديم وانما حرقة عليك وعلى الهاوية التي تنتظر قدمك تزل لتسقطي ان كنت لحد الان لم تسقطي .... توقفي وارحمي المسكينة ولا تجعليهم يأخذون طفلها حرام ثم حرام لا تتركينها غافلة واخبريها .... اخبريها بالمخطط كي تنجو"
كانت دموع بيلسان تنهمر بصمت وهي تدخن سيجارة وتطفأ سيجارة .... هذه ردة فعلك وانت لم تعلمي بعد الحقائق الأخرى .... لو علمت ربما ستقتلينني بيدك .... نعم انا شيطانة اعترف انني شيطانة والشيطان مصيره الجحيم وانا اعلم ان الجحيم ينتظرني وراضية بالاحتراق لكن بعد ان احرقهم كلهم معي ولم تعد هتان او سولاف تعنيا لي شيء .... هتان حقيرة أيضا لأنها سرقت جاسر من ديم هذا يعني انها تشبه ديم لذلك تستحق النار وسولاف عيرتني بشرفي وترفعت علي بشرفها وجعلتها تفقده كي تشعر بقساوة ما واجهتني به .... كلا يشبه بعض .... كلا ظالم .... كلا مظلوم .... كلا متورط .... كلا ملطخة يده بالعار .... ولن اتوقف حتى أكمل الحكاية واضع النهاية.

ابتسمت بحزن لوالدتها وقالت متظاهرة: "سأحاول ان أصلح بعض الأمور .... امهليني الوقت انا أيضا لست راضية عما يحصل"
.................................................. ............................

ضاقت عينا جاسر عندما وجد عمة هتان تنتظره في المستشفى وما ان رأته حتى هرعت اليه قائلة بلهفة وحزن: "اين ابنة اخي؟ اين اخذتها؟ اريد رؤيتها"
قال بانفعال: "ماذا تفعلين هنا؟ كيف وصلت؟ اياك ان تكوني قابلت ديم؟"
العمة وبتهدج: "نعم قابلتها وتحججت انني جئت لزيارتها من اجل العملية لكن قلبي نار لأني اريد ان اعرف عنوان هتان .... اريد رؤيتها ارجوك .... اين ابنة اخي يا جاسر"
خفقت اهدابه وقال بضيق: "حسنا .... سأعطيك العنوان لكن اياك ان تتفوهي لأحد به مفهوم؟ وأين هاتف هتان جلبته؟"
امتقعت وقالت بتلعثم: "أ .... نعم .... نعم انا سأزورها الان واعيد لها هاتفها"
هو وبسرعة: "ارحلي واياك ان تأتي الى هنا مرة أخرى"
دخل المستشفى وبقيت العمة تتأمل خطواته حتى ظهر بركات من خلفها وسحب الورقة من يدها قائلا: "احسنت"
.................................................. ....................

قالت هتان بتعب واضح: "اشعر ان صحتي ليست بخير .... انا خائفة من المستقبل اشعر ان .... ان حياتي قصيرة وان طفلي سيتربى يتيما"
شهقت ام عابد وقالت بتعاطف: "تعوذي بالله من الشيطان الرجيم ولا تتفوهي بالحماقات .... ستنجبين وتستردين صحتك وتربين طفلك وزوجك سيلتفت اليك ويهتم بك اكثر حين يولد طفلك .... رغما عنه سيتغير عندما يشعر بوجود عائلة مسؤول منها .... الطفل سيحسن الوضع صدقيني ولا تتشاءمي ابدا"
اشاحت هتان ببصرها واومأت برأسها ببطء وهي تمني نفسها بكلام ام عابد .... كم مرة وعدني بالسعادة ومنحني الأمل وصبرني على الانتظار وعقب ذلك بصدمة يتبعها خيبة امل منه .... أي قلب يتحمل كل ذلك؟
لقد مر أسبوع منذ رأته اخر مرة واكتفى برمي المال والطعام لها وكأنها في معتقل وحتى الهاتف الذي تركه لها لم يفكر ان يتصل بها او يسأل عن صحتها سوى مرة واحدة خلال الاسبوع ...أي حب مزعوم يدعي به؟.... كل مرة تراه يتكلم عن الشوق وعن الحب حتى فقدت تلك الكلمات معناها ورونقها لأنها مجرد كلام .... كلام فقط.
.................................................. ...............
امسك ديم من يديها واسند ظهرها بجسده وهو يقول بدعم: "احسنت .... خطوة أخرى واحدة فقط"
ديم وهي تلهث: "تعبت .... تعبت ارجوك يكفي اليوم"
ساعدها على الجلوس وتأملته قائلة: "ما بك؟ اشعر انك منشغل عني جسدك معي وفكرك بعيد .... بمن تفكر؟"
أسدل اهدابه ثم قال بنبرة خافتة: "معك .... دائما معك"
وعندما سار خطوات نحو الباب قالت باتهام: "لا لست معي .... ابدا .... انك معها"
توقف وادار وجهه اليها وقال بنبرة خشنة: "مصرة على ذلك .... متى تنتهي من شكك المريض"
تلاحقت أنفاسها وقالت بانفعال: "ليس شك .... انها حقيقة .... حاولت ان اكتم ما اشعر به لكن لم أقدر .... احببتها .... اعترف .... أخبرني ان قلبك يميل اليها"
اقترب وقال بتبرير: "لا .... صدقيني كل شيء كما هو .... انا احبك انت"
هي وبدموع: "كذب .... انت تشفق علي لأني مريضة ومقعدة ومشوهة وتشعر بالسأم بقربي .... هي جميلة وصغيرة ومعافاة ذلك جعلك تبيع حبي وتضحياتي"
وضع يده على جبينه وصمت للحظات وهي استمرت بالبكاء والشكوى حتى انفجر بها وخرج عن شعوره وهو يصرخ: "كفى .... ماذا تريدين مني بعد؟ منذ الحادثة التي ارتكبتها بحقك وانا مكرس حياتي لك وبايمان ومحبة وتفاني وكنت اشعر انك ابنتي وليست مجرد زوجة .... منحتك كل شيء وكل يوم اشعر بالندم على ما ارتكبته اكثر من اليوم السابق وغضضت بصري عن أي امرأة سواك كعرفان بجميلك ومحبة مني لك .... عاديت اهلي واقاربي واصحابي لمجرد ان ينطقوا بحقك كلمة لم تعجبني .... غيبت رأيي والغيت شخصيتي وجعلت كلمتك هي العليا وذوبت شخصيتي بشخصيتك وحسستك اننا واحد .... ما تقصيري معك؟ اريد ان افهم لماذا تحسسينني دائما انني متهم وانني اسيء اليك مع انني اعشقك ومخلص لك ومسير لخدمتك حتى ضميري اعدمته كي ارضيك"
كانت دموعها تنهمر بغزارة وهي تستمع لانتفاضته وقالت بانفاس متقطعة: "هي السبب بجعلك تتكلم معي هكذا .... بحياتك لم تتفوه امامي بهكذا عتاب واتهام انها السبب .... تلك الوضيعة المتمسكنة"
حمل الكرسي ورماه بقوة نحو المرأة لتتهشم لتضع ديم يديها على اذنيها وهو يصرخ: "كفى لا تذكرينها .... لقد حطمت حياتي بغيرتك .... ماذا افعل بعد حتى اثبت لك ان ولائي لك .... عاملتها اسوء معاملة وسلبتها أي حق لها .... بعتها لك بالأوراق التي بحوزتك في الوقت الذي كنت قادر على اتلافها لكن كي اثبت لك انها لا تهمني .... سلمت رقبتها لك وانت اليوم قادرة على سجنها وتدميرها .... رميتها بمكان حقير كالكلبة ولم اشأ ان اعاملها كند لك .... لم احسسها يوما انها زوجة ثانية بل خادمة لك واقل شأن منك .... انا .... انا لست ملاك يا ديم ضعفت واغواني الشيطان واستدرجني اليها وتزوجتها بورقة لا قيمة لها ولم اكن انوي الاستمرار ابدا .... لو كنت اريدها لتزوجتها بعقد رسمي .... وعندما كشفتني ندمت وأعلنت لك توبتي وعدت الى صوابي وعرفت انني بذلك اسأت اليك وقررت ان أصلح الامر طلقتها ولم اسأل بها وليس لي مشاعر نحوها لكن .... انت من اقترح علي ان اعيدها منذ عرفت بالحمل واشترطت علي ان امنحك الطفل كي ترضين عني وتغفري لي ما فات وها انا انفذ ماذا تريدين مني بعد .... ارحميني"
وحمل التحفة التي بقربه ورماها على الخزانة واجهشت ديم بالبكاء وهي تهمس: "كفى كفى ارجوك اسكت .... لأني احبك .... لأني احبك يا جاسر هذا هو السبب هذا هو كل ذنبي"
خرج من الغرفة مسرعا ومستشيط وبالكاد يلتقط أنفاسه حتى جلس في الصالة وامسك صدره وهو يشعر بالاختناق والتشنج.
.................................................. .........................
بعد مرور شهرين ....
لطمت ام جاسر على صدرها وعلى وجهها وهي تذرع الغرفة كالهائمة وسولاف منكسة رأسها وتدعك يديها بقوة وتقول: "اخفيت الامر عليك لأني خائفة .... انا .... انا مظلومة يا امي انا مغدورة ولست مذنبة"
الام وبوجه قرمزي وشفاه جافة: "والان جئت تخبرينني؟ بعد ان وقع الفأس بالرأس؟ بعد ان فاحت الرائحة؟ بعد ان تلطخنا بالعار؟ ماذا سأقول لاخوتك؟ لجاسر؟ للناس؟ يا الله يا الله يال انتقامك يا رب .... اذقتنا من نفس الكأس وكأنها لعنة اليتيمة لم تأبى ان تتركنا ننجو بفعلتنا .... لم أكن راضية يا الله لماذا عاقبتني بابنتي .... ماذا افعل الان؟ لماذا لم تخبريني لماذا؟ لكنت تصرفت .... لكنت تصرفت"

.................................................. ...........................

ابتسم واصف وهو يقول بلطف: "ادعي لي بالفوز .... غدا يوم حاسم بحياتي"

هتان وبنبرة صادقة: "بأذن الله ستفوز قلوبنا معك .... انت تستحق كل خير لأنك انسان نظيف جدا ليقوي الله عزيمتك وتظفر بالنصر"
واصف وبتهذيب: "لما رأيتك واقفة عند الباب لم أشأ ان اذهب دون ان اسأل ان كنت بحاجة الى شيء .... اه بالمناسبة .... هذا الدواء الذي اوصتني ام عابد وصلت البارحة متأخر ولم أشأ ان اجلبه لك والان كنت قاصدا بيت ام عابد لكن بما انني رأيتك فتفضلي"
تطلعت به وهو يخرج الدواء من جيب سترته وشعرت بالامتنان نحوه انه انسان راق جدا وقلبه يسع الكون ودعت الله ان يحفظه لشبابه لنبل اخلاقه.
سلمها العلاج وابتسمت له ابتسامة جعلتها فائقة الجمال بعينيه ليغضض بصره ويقول: "مع السلامة"

خلع جاسر نظارته الشمسية وخفف السرعة ثم زمم شفتيه واتسعت عينيه ليشتعلا بنار الغضب وهو يراقب المشهد

انتهى الفصل

Continue lendo

Você também vai gostar

641K 28.8K 38
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...
7.8M 383K 73
" سَــتَتركينَ الـدِراسة مِــن الــغدِ.. لَــقد سَـحبتُ مـلفاتكِ مِــن الـجامعةِ بـالفعل ..! " " مـالذي تَــهذي به..!؟ " " هــذا مــا لَـدي... لاتَ...
13.9K 315 12
هذه القصة لحالة يمكن تصير لأي واحد فينا.. تيفاني أمرأة شابة تخيلاتها للحياة وردية.. تلتقي بتيم ويغير مفهومها واحلامها..
353K 29K 73
﮼هتان ،لـيست الأجمل ! لكنها الاروع على الأطلاق🤎! هيَ تخلصت من تجربة زواج فاشلة ارهقتها لثلاث اعوام ،وانتهى بها المطاف هي وَأِبنها ،هوَ يتلاشى من ف...