رواية الحلم الرمادى لكاتبة هن...

By AyaMostaffa

10.1K 327 12

خيوط القدر نسجت شباكها لتحبسها في بيئة ومكان مغاير لواقعها ومختلف عما كانت تتخيل ولم تجد امامها سوى امرين لا... More

الفصل الاول
الفصل الثانى
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادى عشر
الفصل الثانى عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل العشرون والحادى والعشرون
الفصل الثانى والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الحادى والثلاثون
الفصل الثانى والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون
الفصل الرابع والثلاثون
الفصل الخامس والثلاثون
الفصل السادس والثلاثون
الفصل السابع والثلاثون
الفصل الثامن والثلاثون
الفصل التاسع والثلاثون
الفصل الاربعون
الفصل الحادى والاربعون
الفصل الثانى والاربعون
الفصل الثالث والاربعون
الفصل الرابع والاربعون
الفصل الخامس والاربعون
الفصل الاخير

الفصل التاسع عشر

174 6 0
By AyaMostaffa

الفصل التاسع عشر...........
(سابقى اتفرج فقط)

وهي مستلقية في غرفتها تعاني الحمى العالية رن هاتفها من رقم مجهول ولما تناولته بضعف وفتحت الخط تساقطت دموعها عندما قال بركات باسترخاء: "تظنين انني لا اعلم بخيانتكما انت وجاسر لأختي المسكينة .... بعد كل ما فعلته معه من تضحيات بعد ان سرق ابتسامتها وشبابها وفرحتها وامومتها ذلك الجاحد يريد ان يوجه لها ضربة قاصمة جديدة؟ .... تظنين انني مغفل ولم اعرف ان الطفل هو ابن جاسر؟ اختي أصبحت عاجزة عن الانجاب وهو يحفل بنعمة الابوة من خلال نزواته القذرة .... اعلم منذ اول يوم جلبك الى بيته نيته وعرفت العلاقة التي جمعتكما لكنني اوهمت ديم انني والد الطفل كي لا اجرحها وبنفس الوقت لانتقم لها من الحقير الخائن جاسر ومنك ايتها اللعوب الوسخة"
اغمضت عينيها بقهر وزفرت أنفاسها بحرقة بعد ان اغلقت الخط ولا تريد ان تسمع المزيد من التهديدات والصدمات.
في اليوم التالي استيقظت بحال سيء للغاية لان نومها كان مضطرب وسخونتها تركت اثار ضعف وهوان على جسدها وشعرت ان لا رغبة لها بعمل أي شيء اليوم حتى مغادرة الغرفة لكن ذلك ليس لها لأنها خادمة وليست مخدومة
الذي غير مزاجها فجأة وجعلها تقفز من مكانها هو مكالمة من بيلسان!
بيلسان تتصل على هاتفها وبقدر المفاجأة انتعش قلبها وفرحت عند رؤية اسمها على شاشة هاتفها من جديد!
وكأن الله استجاب لها دعواتها بأن تعود المياه الى مجاريها مع بيلسان الصديقة المفضلة لديها التي جعلتها مستودع اسرارها ومتنفسها ارادت ان ينصلح الحال بينهما مهما بلغ الكلام لأنها شعرت انها قست عليها واخذتها بذنب غيرها والذي فاجئها أكثر انها اعتذرت منها عن سوء الفهم الذي حصل بينهما!
واخبرتها انها فكرت ووجدت ان كل الذي حصل بينهما مجرد انفعالات وقتية وإنها لا تريد شيء سوى مصلحتها وإنها خائفة عليها منهم
وطلبت منها ان تقبل دعوتها لتناول فنجان قهوة عند المقهى القريب وبسرعة هتان استجابت رغم توعكها وسعالها فلم يثنيها الضعف المسيطر على جسدها عن مقابلة بيلسان التي تشعر بقرارة نفسها انها تريد مصلحتها بالفعل وقلبها محترق لأجلها.

اوقفتها ديم التي ظهرت لها من الرواق قائلة وهي تتطلع الى بلوزتها الصفراء السميكة والشال الذي تلفه حول عنقها وبنبرة مسيطرة: "الى اين؟ صحتك ليس على ما يرام.... لا يجب ان تخرجي"
رمقتها هتان بنظرة تمرد وأبدت انزعاجها من أسلوب التحكم وكأنها ولي امرها! .... هذا ما كانت تخشاه ان تمنعها من الخروج وهي بأمس الحاجة لذلك اللقاء
لكن يبدو ان ديم لم تتعصب لرأيها وتمتعت بشيء من المرونة عندما قالت هتان بتجهم: "انا اختنق .... من فضلك دعيني اتنفس الهواء الطلق .... لا اريد ان اشعر انني في معتقل .... اريد شيء من حريتي"

ابتسمت ديم ببهوت وقالت وهي تشبك يديها: "ليس لي هدف سوى المحافظة على صحتك وصحة الطفل وهل هذا يضايقك؟ انت حرة يا هتان من قال لك انني استعبدك؟ يبدو ان الاهتمام يزعجك .... اشعر بالمسؤولية اتجاهك واتجاه الطفل لا تنسي انني عمته في المستقبل"

مررت هتان يدها على جبينها وقبل ان تقول شيء تابعت ديم بنبرة هادئة: "بإمكانك الخروج .... لكن لا تتأخري لأني احتاج لوجودك قربي لا اريد ان اشعر بالوحدة .... هتان ستعرفين لاحقا انني لا اريد ايذائك وستشكرينني يوما ما على حفظ كرامتك"

.................................................. ...............................

عندما عادت هتان من موعدها بعد الظهيرة استغربت وجود سيارة الطبيب وائل مركونة جنب المنزل مع ان لا موعد مسبق لديه!
تملكها القلق بشأن ديم وخشيت ان تكون تعرضت الى مكروه كأن أصيبت بوعكة ما ولم تجد أحد قربها وحملت نفسها المسؤولية
وبلهفة دخلت وهرعت الى صالة الضيوف لكن الذي زاد من مخاوفها انها لم تجد أحد!
بحثت في كل اركان المنزل حتى غرفة ديم لكن لا أحد هناك!

فركت يديها وتزاحمت الهواجس في رأسها عن مكانهما حتى فكرت بالغرفة النائية في الحديقة الخلفية التي تتخذها ديم مقر لممارسة هوايتها المهووسة بها وهرعت الى هناك وقلبها يخفق .... ما الأمر! ما الذي يحدث؟
عندما وصلت الى الغرفة ووجدت الباب مغلق لعب الشك بقلبها وضاقت عينيها وسيطرت عليها فكرة ما .... وائل وخطوبتهما القديمة واخفاء امر الخطوبة امام جاسر وتظاهرها بعدم معرفته بهدف بقائه الى جانبها ونظرات الغموض بعيون الطبيب كلما تطلع بعيون ديم!
معقول؟ يمكن ان تفكر ديم بالحنين الى الماضي وإمكانية تجاوبها مع الطبيب؟

وما ان أسندت جبينها على الباب لتسترق السمع حتى تعززت شكوكها عندما سمعتها تقول بنبرة ناعمة: "لا تبعد يدك استمر ولا ترتبك كالسابق .... ذكرتني بأيام ظننتها منسية .... نفس اللمسات ونفس القلق .... لست بارع ههههه"
عضت هتان على شفتها ولطمت صدرها ثم استدارت وهرولت هاربة وعضت على اصبعها ياللعار .... ماذا تفعلين يا ديم؟ الخيانة؟ وفي بيت الزوج؟
كرهت المكان وكرهت حتى الهواء الذي يحيطها هنا لانها شعرت بالوساخة .... ديم زوجة ليست صالحة ومريضة نفسيا وعلى جاسر ان يعرف حقيقتها ويتوقف عن الخوف على مشاعرها والاحساس بالتقصير الدائم نحوها.

بعد مقابلتها لبيلسان وبعد ما رأته في المنزل انتفضت وقررت الا تستسلم لما تراه خاصة وان بيلسان ابلغتها بضرورة الدفاع عن حقوقها والاثبات لجاسر انها بريئة وإنها ضحية وان ديم ورطتها بالإمضاء على وصول امانة لتضغط عليها وتتملكها واعطتها عنوان جاسر وشجعتها للذهاب اليه والتكلم معه قبل فوات الأوان لانها اليوم مسؤولة عن طفل وعليها ان تضحي وتجاهد لحفظ حقوقه

فعلا بيلسان محقة عليها ان تواجه مشاكلها وكفى استسلام خاصة بعد ان عرفت بخيانة ديم ووساختها رغم ما بها من عجز وسقم .... كفاها تأنيب لضميرها من اجل ديم الخائنة وكفاهم تعاطف معها والتبرير لها لو كانت صالحة لما تجرأت على الارتماء بحضن رجل اخر غير زوجها الذي أفنى سنوات من عمره يلبي مطالبها ويحقق احلامها ويؤثر على نفسه ....
كفى على جاسر ان يتركها ويتزوجها هي لانه اعترف لها بحبه ولأنها مازالت تريده رغم ما حصل بينهما فالليلة الماضية اثبتت لها انها لازالت تتقبله وترغب به.
ازداد التحدي بداخلها خاصة بعد ان كشفت مؤامرة بركات للإيقاع بينهما وقررت ان تقطع عليه سبيل ذلك وان يردها جاسر اليه ويعترف بالزواج وبالطفل سواء رضيت ديم بذلك او لم ترض ....
على ديم ان تتقبل الواقع
تتقبل ان جاسر تزوج غيرها وانه انسان لديه مشاعر ومن حقه ان يحصل على ولد والا تكون في قمة الانانية وتمنعه من ذلك وعليها ان تعرف انها ارتكبت خطأ فادح بخيانتها ويجب ان تتلقى عقوبة قاسية من الله.

طلبت رقم جاسر أكثر من مرة لكنه لم يرد عليها لذلك قررت ان تستغل فرصة انشغال ديم مع عشيقها وان تغادر المنزل وتقصد مقر عمل جاسر وصراع كبير بداخلها بين ان تخفي عنه ما سمعته ورأته او تفضح ديم وتتخلص منها ومن اخيها؟
.................................................. ......................................

عندما نزلت من سيارة الأجرة تأملت معمل الزيوت العملاق في ريف دمشق وكان متخصص بصناعة الزيوت والشحوم المعدنية ولم تتوقع انه بهذا الحجم وبهذا التألق

عندما سارت باتجاه البوابة استقبلوها حراس المعمل بالسؤال عن مقصدها ولما طلبت مقابلة جاسر اخبروها انه ليس موجود الان وانه سيعود بعد ساعة واصرت ان تدخل وتنتظره في مكانه خاصة بعد ان غربت الشمس وبدى لها طريق العودة موحش ولم تأبه لتحذيرهم ان المكان غير مخصص لأمثالها.
عندما دخلت في أروقة المعمل خنقتها روائح الزيوت القوية وضاق صدرها
وعندما جلست في المشحم تضايقت من نظرات المارة من العاملين الذين يتطلعون اليها باستغراب فوجودها وهي بتلك الهيئة الناعمة الرقيقة يبدو غير مناسب بهكذا أجواء خشنة
جالت ببصرها وشاهدت أجواء العمل المضن وتعاطفت بداخلها مع جاسر الذي يمضي ليله ونهاره هنا في هكذا مكان مزيت ومشحم ورائحة الزيوت تملا الانفاس والبقع تملأ ملابس العاملين وحتى ابريق الشاي للعاملة الجالسة بالقرب منها مفحم والاكواب مليئة بالبصمات الزيتية
مسكين جاسر انه ليس مترف كما توقعت بل يمارس عمل شاق ومتعب جسديا ونفسيا ويكابر امام الاخرين دون ان يشتكي يوما.
قالت لها العاملة البدينة جدا المتوسطة العمر لما وجدتها تسعل ان بإمكانها الانتظار في الغرفة الخاصة لجاسر خارج المبنى وأشارت لها نحو رواق مظلم وهي استجابت بسرعة وكأنها انقذتها ورحمتها.

عندما وصلت الى نهاية الرواق وجدته مطل على ساحة كبيرة خارج بناية المعمل فيها اقسام وغرف تبدو مخصصة لراحة ومبيت العمال وسألت هناك أحدهم عن الغرفة باعتبار جاسر رئيس قسمهم فأشار لها نحو أحد الغرف ومضى

اتجهت نحو الغرف وعندما اقتربت من الغرفة المغلقة أزعجتها نظرات الفضوليين وكأنها ارتكبت حماقة بمجيئها الى هكذا مكان عملي ومناسب للرجال فقط حتى ان أحدهم قال وعلى محياه ابتسامة مستخفة: "ادخلي .... ادخلي يا عصفورة .... رزق ونزل على الأستاذ جاسر"
دخلت وتركت الباب مفتوح خلفها وتجهمت عندما وجدت الغرفة ضيقة وبسيطة جدا على غير ما توقعت فيها سرير واغطية وخزانة عتيقة وموقد غاز صغير فوقه ابريق شاي قد اختفى لونه من شدة البقع السوداء!
مسكين جاسر حياته صعبة وخشنة هنا ولم يشتك يوما امام أحدا او يتذمر حتى انها اعتقدت ان عمله مترف ويخلصه من مسؤولية البيت واعبائه
انه صبور ومثابر ولا يستحق ان تفعل به ديم ما فعلته اليوم
انه زوج مكافح يقضي يومه بأداء رسالة سامية للحصول على لقمة عيشه وليوفر حياة الرفاهية لزوجته ويلبي كل متطلباتها وعلاجها ولم يحرمها من شيء وبالأخر تجازيه بالخيانة والغدر.
جلست على السرير ببطء وتأملت قميصه الممتلئ ببقع الزيت على الكرسي وتنهدت فمنذ عرفته واحبته ومن ثم تزوجته وتركا بعضهما ولهذا اليوم لم تعرف شيء عن أسلوب عمله وعن مكان نومه ومأكله وعن تفاصيله وكأنها سطحية ولا يهمها منه سوى ظاهره وديم الحقيرة تستغله وتحتكره غير مبالية ولا مقدرة لجهده.

لم تمض الا دقائق حتى دخل عليها كالصقر بحدته وهتف: "هتان! .... جننت؟ كيف وصلت الى هذا المكان؟"
أفزعها بانفعاله ونهضت لتقول ببهوت: "لم ترد علي يا جاسر فقررت ان آتي اليك بنفسي"
هو وبانفعال: "متهورة؟ المكان غير مناسب لك وخطر عليك"
انزلت بصرها الى جسده بالتدريج وتأملت ملابسه المزيتة ويديه المشحمة واسدلت اهدابها فقد شعرت كأنها تعجب به لأول مرة ويجذبها من جديد
انزل بصره هو الاخر وكأنه أحرج من مظهره المتسخ امامها وكأنه لم يشأ ان تراه هكذا!
قطعت الصمت بنبرتها الناعمة وهي تقترب: "جئت لأشرح لك حقيقة ما حصل"
هو وبجمود: "لا اريد سماع أي شيء هيا اخرجي امامي لأعيدك"
اقتربت منه خطوات ثم اسرعت فجأة وارتمت عليه وغمرت وجهها بصدره ليضطرب من فعلتها ويمسك بذراعيها قائلا ببهوت وهو يتطلع بها وبالباب المفتوح خلفه: "ماذا تفعلين لقد اتسخت ملابسك! .... هتان ما كان يجب ان تأتي الى هنا وتعرضين نفسك للكلام ولي أيضا "
قالت بضعف: "يجب ان تسمعني .... انا"
ابعدها عن حضنه وقاطعها وبحدة: "قلت لا اريد ان اسمع"
دمعت عينيها وهتفت بانفعال: "لن ارحل قبل ان تسمعني .... بركات كذاب ومنافق وكان"
قرب وجهه وقال بنبرة قاسية: "للأسف الثقة انعدمت بداخلي يا هتان ومهما قلت لا تستطيعين تغيير صورتك المشوهة امامي .... كل محاولاتك ومبرراتك ستبوء بالفشل لذلك وفري على نفسك الوقت وتفضلي"
ولما انهمرت دموعها ابتعد ووضع سيجارة بين شفتيه وقال ببرود: "كنت نادم قبل البارحة وظننت انني قسيت عليك مع انني لم افعل معك شيء الا بدافع وهدف معين .... حتى عندما امتنعت عن اعطاءك المال الخاص بك كان لي هدف مع انه اناني الا انني كنت مضطر كنت عاجز عن استردادك واعتقدت انني عندما اضيق عليك ماديا ستلجئين الي لطلب المساعدة .... كنت اريد عودتك مجددا .... كنت بالفعل متعلق بك لدرجة لا اقدر ان اتخيل ان ارجع الى البيت ولا اراك حتى .... حتى انني تناسيت زوجتي التي كانت بأمس الحاجة الي .... اكتشفت اليوم انني غبنتها حقها وتجاهلتها كثيرا وانغمست مع أخرى تافهة ولعوب .... لمحت لي ديم اكثر من مرة انك كنت تستقبلين بركات بغيابي لكنني تجاهلت الامر وصدقت مبرراتك حتى انني رأيت رقمه يتصل بك وتغاضيت وكذبت شكوكي لكن بعد الكلام الذي سمعته بأذني محال ان اصدقك مجددا .... اكتشفت بالنهاية انني ظلمت ديم معي عندما تزوجتك"
ابتلعت ريقها وشعرت بالعجز عن التعبير عن نفسها امامه واحتارت كيف تثبت له المؤامرة حتى قالت بتعب: "ان ديم ليس كما تتوقع يا جاسر انها خبيثة و"
اتقدت عيناه ونهرهامقاطعا: "ديم انسانة لا مثيل لها ولن اسمح للسانك ان يمسها بسوء لا من قريب ولا من بعيد .... يكفي ما فعلته بها .... ديم أنظف وانقى بكثير منك .... كم مرة كنت تتفاخرين امامي انك معطاءة وقد منحتني أمور بدون مقابل وضحيت وتنازلت لكن اود ان اخبرك ان الذي منحته لي لا يساوي ربع ما فعلته ديم معي سابقا .... كانت مثالية ووقفت الى جانبي ماديا ومعنويا وصحيا وانا مقابل ذلك كسرتها ودمرت حياتها .... صبرت علي بأحلك الظروف واقساها مواقف عديدة لا يمكن ان انساها .... فحصل وان اخبرنا الطبيب بعدم مقدرتنا على الانجاب والسبب مني انا وكان ذلك في بداية زواجنا ومررت بأزمة نفسية وبظروف سيئة لكن موقفها كان مشرف فقد دعمتني وتحملت حماقاتي وجنوني وكانت معي بكل رحلة علاج وضحت بكل ما تملك لعلاجي بعد ان استنفذت كل ما عندي بعد ان تعرضت لمقاطعة اهلي .... حاربوني لانني تزوجتها رغم اعتراضهم ورفضهم وتركوني بلا سند وهي كانت سندي ومصدر قوتي .... بالتالي وبعد ان وقفت على قدمي ضيعتها وضيعت الطفل وبدلا من ان ابقى طوال عمري تحت قدميها اكفر عن خطيئتي فقد تطلعت الى امرأة أخرى ولم اصبر طويلا ولم اكتف بذلك بل تزوجت أيضا .... جدا مستاء من نفسي"
تراجعت هتان خطوتين الى الخلف وقد تملكها الإحباط والخذلان من كلامه عن ديم وايمانه بها وبخيانته لها وتقصيره بحقها وحبه وتقديره لها وهمست بضياع: "ماذا عن كلامك السابق لي .... قلت انك باق معها بدافع الشفقة والعطف وان الحب شبه مفقود .... ماذا عن كلامك الليلة الماضية عن الحب الذي أعلنته لي .... كنت تكذب علي؟"
نفث الدخان وهو يتأمل عينيها وبخشونة: "نعم .... كذبت عليك لأني .... لأني كنت لم أفكر سوى برغبتي"
خفقت اهدابها وشعرت باعتصار قلبها وقالت عبر شفاه مضطربة: "وكلامك قبل قليل عن .... عن محاولاتك لاستردادي وتعلقك بي؟"

التمعت عينيه ببريق غامض وقال باصرار: "لنفس الموضوع .... لرغبتي بك فقط .... يؤسفني ان اواجهك بالحقيقة يا هتان .... لم اشعر بالحب اتجاهك يوما .... لا أنكر انك مميزة وجميلة لكن للأسف لم يجذبني بك شيء سوى"
هتفت بعبرة: "كفى لا اريد ان اسمع المزيد"
هو وبقسوة: "اردت ان احصل معك على المتعة فقط .... وجدتك سهلة جدا ولمحت لي منذ رأيتك انك منجذبة الي وكانت نظراتك موحية وفيها الكثير من الميل كأنك اشرت الي بالضوء الأخضر لاقتحامك"
هزت رأسها غير مصدقة بشاعة كلامه ولم تعد قادرة على إخفاء تعابير الصدمة والبكاء بوجهها وهمست بصعوبة: "انت .... بشع للغاية"

.................................................. ...................................

في منزل جاسر وفي الغرفة النائية المخصصة لعزلة ديم وهواياتها ..........

ضحكت ديم وهي قرب موقد الخشب وقالت بنبرة مستفزة: "قلت لك لست بارع"
وائل وهو جالس امام المكتب ويحاول بصقل المنحوتة بعدم مهارة وبصوت متزن النبرة: "هذه مقدرتي .... كنت دائما الابرع والأكثر مهارة .... انا فعلا فاشل بفن النحت"
ضحكت مجددا وقالت: "لكنك كنت تكابر"
رفع بصره وقال بنبرة ذات مغزى: "كنت .... لكنني اكتشفت بعد الفراق انني كنت فاشل"
تلاشت ابتسامتها وابعدت وجهها الى الناحية الأخرى وتطلعت بالموقد قائلة: "كيف حال زوجتك؟"
وائل وبفتور: "افترقنا .... لم اقدر ان اواصل معها لأنني على الدوام غير مقتنع .... لأني على الدوام افكر ان هناك من كانت تقنعني اكثر"

التفتت اليه وقالت بجمود: "وائل من فضلك .... الذي مضى مات بالنسبة الي .... لا داعي للتلميح امامي الى أمور تخص ما كان بيننا .... اليوم انا زوجة تعشق زوجها وتشعر بعدم كمالها لارضاءه .... انا تعيسة لأنني لا اقدر ان اسعد زوجي"

وائل وهو يواصل النحت وبثقة: "وانا جئت لإسعادك حتى تسعدينه.... لن اسمح لك بالانتقاص من نفسك انت لا تعرفين قيمتك لكن جاسر يعرفها جيدا .... ان الذي تعيشينه اليوم مجرد كابوس وسينجلي تحت يدي .... سوف لا أتكلم عن الحب بداخلي ولا عن الامل والحلم بالعودة لأني اعرف ان عجلة الزمن لا يمكن ان ترجع الى الوراء ..... سأتكلم فقك عن الهدف الحالي .... هدفي ان اعيد اليك ابتسامتك يا ديم .... ان اعالجك وان تنجح العملية واراك تعاودين حياتك وسأسعى جاهدا مع أفضل طبيب عرفته لترميم الحروق اللعينة التي تحاول ان تجتث جمالك لكنها ستبقى تحاول حتى اجعلها تبوء بالفشل .... جمالك سيتألق من جديد وستقفين على قدميك وستعود الى سنك ابتسامته وسأنسحب وقتها من حياتك دون ان تشعري بذلك وسأكون بمنتهى الرضا والسعادة"

هي وبدموع متساقطة: "وهل ستقدر ان تجعلني أكون أم يوما ما؟"

قطب جبينه وتجهم.
............................

في منزل اهل جاسر وفي احدى الغرف...................
كانت سولاف تمزق الأوراق والصور القديمة ببيدين قاسيتين وانفاس ساخنة ودموع غزيرة وهي تهمس بحقد: "حقير .... حقير يا بركات .... خسارة السنوات التي قضيتها انتظرك خسارة ضياع عمري من اجلك .... لماذا؟ لماذا؟ قلت لي انتظري واليوم تدعوني لحفلة بكل وقاحة لتعلن خطبتك أي قلب تحمل بصدرك لماذا فعلت بي ذلك؟ ما هدفك .... تريد الانتقام مني ام من جاسر؟ ما ذنبي لتحرق قلبي"

.................................................. ...................
في منزل بيلسان ..................

العجوز وهي تحتسي قهوتها وبحقد دفين: "بحياتي لم ادخل بيت جاسر بعد كل ما فعله بنا .... بحياتي لم اضع يدي بيد ديم التي طعنتك بظهرك ولم تقيم وزن للصداقة .... دخلت بيتنا واكلت من زادنا ولعبت ودرست ورتعت وسطنا وبالنهاية طعنتنا طعنة عميقة بظهرنا"

ابتسمت بيلسان بمرارة وهي تتطلع الى الناحية الأخرى وقالت بنبرة تبدو طبيعية: "لا اعرف لماذا تشغلين نفسك بذلك الموضوع لسنوات .... انا نسيت وغفرت"
والدتها وباصرار: "أتساءل كيف تتحملين وتكابرين وتتواصلين معها وتقفين معها بازمتها ..... تنازلت عن حقوقك يا بيلسان والاجدر بك ان تجاهرين بالعداء لها ولجاسر الذي كسرك"

بيلسان وبعيون قاتمة: "المرأة أتت واعتذرت مني وبررت لي موقفها وانا سامحت .... الحادثة التي حصلت معها جعلتني اشعر بالمسؤولية اتجاهها كصديقة وتناسيت الحقد ووقفت الى جنبها بدافع انساني .... كل شيء قسمة ونصيب يا امي وجاسر ليس من نصيبي"

العجوز وباستياء وقهر: "جاسر نزلت عليه لعنة الله منذ غدر بك وتزوجها .... باع لحمه ودمه وكسرك امام الناس وتزوجها وهي الخبيثة لم يرف لها جفن على فعلتها ..... عقوبة الله على ظلمهما لك لاحقتهما وحولت حياتهما الى سواد وظلام حتى انهم عجزوا عن إنجاب طفل"
ابتسمت بيلسان وقالت ببرود: "لا تشمتي يا امي .... حرام .... يكفي بيت عمي وموقفهم المساند وطردهم له وحرمانه من العزوة والكرامة .... موقفهم مشرف"

والدتها وبإصرار: "بيت عمك ومن واجبهم حماية لحمهم ودمهم انت ابنتهم أيضا وام جاسر تحبك لليوم وتتمناك لسعيد لكنك رافضة ورأسك ناشفة .... اخجلي على الأقل من موقفهم ومساندتك لليوم على ابنهم .... اقبلي بسعيد فهو جاء اكثر من مرة واعلن انه مستعد لإصلاح ما خرب وترميم ما انكسر ووعدني انه سيحميك ويرضيك لكن الله يسامحك لا اعرف كيف تفكرين"

اسدلت بيلسان اهدابها وقالت كأنها تحدث نفسها: "اذا لم يحن امر فسوف يحين وكل قوي للزمان يلين ............ سأبقى اتفرج فقط .... هذه رغبتى

انتهى الفصل

Continue Reading

You'll Also Like

2.1M 35.5K 36
[ S E X U A L C O N T E NT ] لم أتوقع بأنّني سأنْجذب لـِزوْج عمّتـي الأربعيـني بمُجرد تصادم سُبُلِ طُرقاتـنا في تلك الليلة و هِي ليلة مُقدّسة بالخطـ...
1.8M 37.9K 66
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...
637K 104K 72
(يا إيها الناس أتقو الله بالنساء اوصيكم بالنساء خيراً) لم يستوصوا بنا خيراً يا رسول الله لقد كسرو القوارير والافئدة
4.6K 269 20
قال بهدوء : " انتبهي" رأت ان كوب الشاي مائلا بيدها و كاد ان يدلق عليها! وجه نظرته الى جاك الذي بدا مرتبكا و سأله: "لم تخبرني انك ستحضر معك صديقتك...