إلحاد عاطفي.✓

By Romysaa_Amr

681K 47.3K 5K

« بعض سبل النجاة، تأتينا على هيئة أشخاص.» _ بدأت في الـ ٢٣ من أكتوبر ٢٠٢١. _ انتهت في الـ ٢٧ من إبريل ٢٠٢٢. ... More

تنويه واجب قبل القراءة.
١_ البداية.
٢_ خيبات.
٣_ إنهيار.
٤_ دهب.
٥_ ماتشينج.
٦ _ فاتنة.
٧_ دَكر.
٨_ كُسر ظهري.
٩_ أدهم يسري.
١٠_ فوق السطح.
١١_ أم عيون زايغة.
١٢_ The new Teacher.
١٣_ مُتفهم.
١٤_ چُهينة ميكس.
١٥_ ساقية الصاوي.
١٦_ مُعالجة نفسية.
١٧_ مصدر سعادتها.
١٨_ حُضن.!
١٩_ نعمة وجودك.
٢٠_ شيب مفاجئ.
٢١_ كنتِ قولي لي.
٢٢_ إرتواء.
٢٣_ إنتهاك.
٢٤_ إنتفاضة.
٢٥_ إمتنان.
٢٦_ فُستان أبيض.
٢٧_ تثبيت.
ليس فصلًا.
٢٨_ إحتفال.
٢٩_ دحيحة.
٣٠_ بدايات مُتأخرة.
٣١_ إلى ما لا نهاية.
٣٢_ فُرصة ثانية.
٣٣_ أناني.
٣٥_ إدعاء الفضيلة.
٣٦_ غيرة.
٣٧_ مُتحكم.
٣٨_ إعتراف.
٣٩_ لا تَترُكيني.
٤٠_ فاضَ الكيلُ.
٤١_ فُراقٌ.
٤٢_ بداية النهاية.
٤٣_ فصل إضافي.
غير قابل للمس_معرض القاهرة الدولي للكتاب.

٣٤_ مَشرُوع.

13.7K 935 142
By Romysaa_Amr

إضاءة خافتة مُنتشرة على طول الغرفة ، محمولة بين ذراعيه تحاوط ذراعها عنقهُ و الأنغام الهادئة تتسرب بنعومة كي تُعمق رقصتهما

_ من زمان نفسي أغنيلك و أحكيلك قد إيه أنا بحبك
وأمسك قلبي وأكتبلك وأعمل أغنية باسمك
و أسرح بعيد و أفتكرك
كل الكلام إلي جوايا مش كفاية وميكفيش حتى البداية
لما كنتِ واقفة معايا

صمت قليلًا حتى أكمل المُغني باقي الكلمات وهمس هو عند مقطعه المُفضل

_ عشانك أنا قادر أكمل ، عشانك قادر أتحمل وكل مرة بشوفك بحبك تاني من الأول.

تنظر لهُ مشدوهة من إنفجار مشاعرها من مجرد رقصة تقضيها محمولة بين ذراعيه لعجز ساقيها

_ بشوفك زي أول مرة كنتِ غيرهم كنتِ حرة وإلي في قلبك كان برا.

أنهى المقطع بقُبلة ناعمة على عنقها أرتجف لها جسدها ، أغمضت عيناها وهي تستشعر كل لمسة وهمسة تخرج من بين شفتيه ، ظلا يرقصان دون أن تطأ قدماها الأرض حتى إنتهت الكلمات وبقت مشاعرهما المتأججة

_ كفاية كده إنتَ أكيد تعبت.

همست لهُ بنبرة خافتة ليجيب بدفيء صادق

_ عمري ما هتعب.

ومع ذلك أنزلها على الأريكة كي لا تشعر بأنها عالة عليه ، أمسكت بهاتفها و هي تقترب منهُ تلتقط لهما صورة تُظهر جميع ما يُحاك في صدورهما ، تبتسم ابتسامة مليئة بالأمل و الحب وهو يبادلها كل شيء لتبقى الصورة كـ لوحة رُسمت بأنامل فنان يهوى الحُب.

_ مِيرال.

نبرته العميقة الجادة وترتها لتنظر لهُ بتساؤل حذر

_ عيونها.

ابتسم دون أن تنحسر ملامحه الجادة

_ هتكملي علاج امتى؟

إختفت جميع المشاعر التي كانت مرتسمة على وجهها ليحل محلها الخواء ، بقت تحدق في أصابعها وهو لم يقاطعها.

يعلم ما تخوضه وتشعر بهِ ولكنه لا يملك أن يُجبرها على شيء حتى وإن صار أكثر حزمًا و تسلطًا أدهم يظل أدهم ولا يمكنه إجبارها على ما يضيق صدرها به.

كان عقلها في مكانٍ آخر شاردة في حياتهما سويًا ، نسبتها في الشفاء ضئيلة وهي تعلم ولكن ألا يستحق أن تُحاول من أجله؟

_ شوف أقرب ميعاد للجلسات امتى وأنا موافقة.

صرخ بحماس وهو يعانقها بقوة لتبتسم بحنان وهي تبادله العناق

_ أحسن قرار خدتيه في حياتك بعد إنك ارتبطي بيا.
_ خف تواضع شوية يعم ممس.

ضحك عاليًا لتنظر لهُ بتركيز متسائلة

_ بقولك إيه يا أدهم ، انهاردة وأنا بقلب في حاجاتك كده لقيت اسكتش مرسوم في رسومات استغفر الله العظيم.

حك رأسه بصدمة ثم سعل بإصطناع وهو يرى ملامحها المُترقبة

_ دي هواية اكتشفتها وأنا مسافر ، كنت قررت أبقى fashion designer بس بعد كده قلت ده مجتمع متنمر و هيتنمروا عليا في الرايحة والجاية.

نظرت لهُ بشرود ليظن أنها استائت

_ لو مضيقاكِ الفساتين أوي كده ولعي في الإسكتش.

ثم تصنع البكاء مُكملًا

_كان مال أهلي أنا ومال الموضة يعني.
_ اهدى شوية وكفاية صياح سبني أفكر.

نظر لها متفاجأة قبل أن يصمت ، بدأت تخبره بما يدور بعقلها بحماس

_ بص إنتَ دلوقتي بتفهم في الموضة أوي ولبسك جامد ، وأنا من زمان كنت عايزة أخد كورس باترون وسوارية فـ إيه رأيك لو إنتَ خدت كام كورس أون لاين بخصوص تصميم الأزياء وأنا أروح أخد الكورسات دي في مركز كويس ونبدأ نأسس مشروع خاص بينا ، صدقني هتبقى حاجة حلوة جدًا هي مُجازفة في الأول و هتحتاج راس مال بس think about it لو الموضوع نجح هيبقى لينا براند واسم ومش هنحتاج نشتغل مع حد والكلام ده.

صمت يُفكر بعقلانية.. أقترب منها يُقبل وجنتيها بعمق

_ أفكارك عظيمة بجد.

ابتسمت بخجل فـ بالنسبة لها أن يمدح أحد عقلها أعظم بمراحل من أن يمدح أنوثتها أو مظهرها

_ يعني اقتنعت؟

هز رأسها بتأكيد لتبتسم براحة أكبر

_ هيكون ضغط جمب الشغل بس محتاجين في البداية دخل ثابت لو عايزين نعمل مشروع عشان منسرفش من رأس ماله.
_ تفكير منطقي ، وكمان لو استغليت مهارة التسويق إلي عندك دلوقتي هتكسب من وراها و هتساعدنا جدًا مُستقبلًا.

أغمض عيناه ورفع رأسه عاليًا

_ ياه يعني إحنا ممكن نبقى من أصحاب المشاريع يا بت يا ميرو ، ونتغني ونتشهر بقى والجو ده؟

سندت رأسها على كتفه تنظر للأعلى مثله

_ ليه لأ يا حبيبي ، هنتعب شوية في الأول ومش هنكسب نهائي في الأول غير لما نبني اسم و ثقة من الناس إلي هتتعامل معانا بس كل المشاريع العظيمة إلي حواليك دي كان أولها فكرة بسيطة زي دي و وصلوا للعالمية.
_ أراكِ متفائلة وده شيء نادر ويستحق التقدير الحقيقة.

ضحكت بخفوت شارد ، همست بصوتٍ واهن وهي تمرر أصابعها على عروق ذراعه

_ من ساعة ما عملت الحادثة وأنا حاسة إنه نظرتي للحياة بدأت تتغير ، مع احتمالية إني أفضل على الكرسي ده طول حياتي وإنه كان ممكن أموت أصلًا فيها ، عرفت إنه السلبية و اليأس بيبقوا مدخل للشيطان إنه يبينلنا أنه حياتنا كلها سودا ومقرفة ومفيهاش حاجة حلوة تتعاش ، مع أنه كُليتي إلي أنا معترضة عليها دي حلم لناس كتير و شخصيتي إلي أنا كنت كرهاها في بنات ضعيفة كتير بيتمنوا يكونوا نفس الشخصية دي ، إبتلائاتي دي كلها بالنسبة للناس التانية ولا حاجة فـ ليه أدفن جمال حياتي عشان خاطر حياتي مش مثالية ولا ماشية زي مانا عايزة ، أنا النفس إلي بتنفسه نعمة و وجودك في حياتي نعمة
وجود ماما وملك نعمة وجود سهيلة نعمة ، حواليا حاجات تستحق احمد ربنا عشانها بس أنا مكنتش شيفاها أو كنت عاملة نفسي مش شيفاها عشان ألعن حياتي بضمير  ، وفي الحقيقة ربنا محاوطني بكرمه ولطفه أكتر مما أتصور فـ ليه أكمل في بؤسي ده.

كان قد اعتدل ينظر لها بتركيز ، ابتسم بإتساعٍ مبتهج

_ إنتِ مِيرال بجد؟ يا اللَّه متعرفيش أنا مبسوط بيكِ قد إيه كل يوم بتثبتيلي إنك جميلة أوي وبتتغيري للأحسن ، lm so proud of you يعني.

بدت وكأنها خُلقت من جديد بدون قيود أو حُزن ، مادة خام للقوة و التفائل و قد كانت في تلك اللحظة أكثر جمالًا من كل الأيام الماضية.

__________________

في القطار جلس ياسر يقرأ رواية " مُر مثل القهوة حلو مثل الشوكولا. " وهو يتفقد هاتفه من آنٍ لآخر ، ابتسامته مُنتعشة بل وتشع حبًا لاحظاه والداه اللذان يجلسان مقابلين لهُ ، اختار السفر بالقطار رغم طول الوقت الذي يأخذه لسببين.

الأول أنه بدىٰ شاردًا مُنذ أن قام بتحديد موعد مع والد سُهيلة ، وكأنه في كوكب موازي لا يتخيل سوا ملامحها الباسمة و رقتها الغير مصطنعة.

السبب الثاني هو حبهُ الشديد للقطارات ، لقد رغب بأن يكون كل شيء في هذا اليوم مميزًا حتى وإن كلفه الأمر جهدًا و وقتًا إضافي

_ أهل الحب صحيح مساكين.

علقت والدته بنبرة غير ساخرة كـ أغلب حديثها لتتسع ابتسامته وهو يتنهد بوله

_ مساكين أوي يا حاجة واللهِ.

نظرت لهُ السيدة الجالسة بجواره بإنتباه

_ باين عليك رايح تُخطب.

هز رأسه بالإيجاب متحمسًا

_ إدعيلي كل حاجة تكمل على خير.
_ ربنا يجعلها من نصيبك ويسعدك يا ابني.

أغمض عيناه و كفاه يحتضان الرواية بقوة هامسًا

_ يارب يارب.

_____________

عند وصولهم للقاهرة إختفى ياسر بينما توجه والداه للشقة التي يقضون فيها أوقاتهم في القاهرة ، كان يود أن يجعل كل شيء مِثاليًا و مُبهجًا.

«أتمني ألَّا ترحلي يومًا، أتمني أن تبقي هُنا للأبد.»

قرأت الرسالة بملامح مُنبهرة ، طريقته في التعبير عن حُبه دافئة جدًا تجعلها ترغب بأن تعانقه دون أي إعتبارات أخرى.

إعتدات رسائله التي لا تُجيب عليها ولكنهُ يعلم أنها تقرأها ، كل يومٍ رسالة مُختلفة بنكهة تُخالف سابقتها حتى باتت روتين يومي لا تستغنى عنهُ واليوم تقف أمام مرآتها وعلى وجهها إحدى الأقنعة المُرطبة مبتسمة ببلاهة و الهاتف بيديها تُطالعه بسعادة

_ تأثير ياسر ظهر عليكِ بدري أوي يا عيني عليكِ يا بنتي.

ضحكت مِيرال وهي تُشاكسها ، زمت شفتيها بضيق

_ خفي شوية ها ، أنا أصلًا متوترة ومش ناقصة سخافة.

ربتت مِيرال على كتفها بخشونة

_ إجمدي كده أُمال دي لسه يدوبك أول قاعدة هتعملي إيه في الفرح يا شابة؟
_ إنتِ عملتِ إيه في فرحك؟

نظرت لها سهيلة بحاجب مرفوع وملامح متلاعبة

_ لما تكبري هقولك.

قالت مِيرال مراوغة وهي تتفقد قناع الفحم الخاص بها

_ بطلي تقعدي مع أدهم كتير أخلاقك بتنهار.

تحركت بمقعدها تجاه المرآة تُزيل القناع عن بشرتها برفق

_ أفديه بعيوني مش بأخلاقي.

ارتفع حاجباي سُهيلة حيث كادا أن يُلامسا  غُرتها ، ضحكت مِيرال أثر ملامح سُهيلة المصدومة

_ يا عيني ده اتصدم.
_ اخرسي ، إنتِ وجوزك فقعتولي مرارتي بلا مُحن!
_ حبيبة قلبي لو أدهم ممحون فـ ياسر ممحون تلت أربع أضعاف ، ده بيقرأ روايات رومانسية يا ماما وبيعيط على ' The fault in our stars. ' ، ده ناقص يتفرج على تُركي والكولكيشن يكتمل.

نظرت لها سُهيلة مغتاظة ، تسائلت بفضول أنوثي

_ بعيدًا عن إنك بتقرفينا عياط كل ما تشوفي الفيلم ، بس إنتِ عرفتِ الكلام ده منين؟
_ أدهم وياسر ولاد عم لو مش واخدة بالك.

قالت مُستهزئة وهي تمرر القطنة المُبللة على وجهها

_ هو إنتِ بتعملي إيه ؟ محسساني إنك إنتِ العروسة مش أنا في إيه يا ماما اهتمي بيا شوية مش كده!

عادت بمقعدها نحو الفراش حيث تجلس سُهيلة ثم صاحت آمرة

_ تعالي يا أختي هاتي حُضن عشان مش هعرف أقولك.

ضحكت بنقاء وهي تنحني نحوها بإحتواء

_ ياه يا سُهيلة مين كان يصدق إلي إحنا فيه ، بطلت أحب لؤي و مراد كسر قلبي و إنتِ سبتِ خطيبك العِرة و هنبقى سلايف كمان يا سبحان الله.

تعالت ضحكاتهما بعد همس مِيرال المرح ، أمسكت مِيرال بكتفها ثم سألتها بتوجس

_ سُهيلة عايزة أسألك سؤال مهم ، إنتِ واثقة إنه فرق السن بينكوا مش هيكون عائق ياسر في التلاتينات وإنتِ لسه مكملة اتنين وعشرين يعني داخلين في عشر سنين.

ابتسمت سُهيلة بمرارة

_ مانا خدت إلي أكبر مني بكام سنة وعمل فيا إيه في الآخر؟ دمر كل حاجة حلوة جوايا و كسرني متخيلة بعد إلي شوفته معاه أنه السن يكون من أحد اهتماماتي ، وبعدين ياسر كـ شخصية فـ هو عاقل ورزين بس عنده حتة جنان كده أظن مش هتحسسني بفرق السن أصلًا ، ويا عالم يا مِيرال بردو، أنا صليت إستخارة والأمور لحد دلوقتِ مِتيسرة والدُنيا تمام لو هو مش مناسب إحنا مش هنكمل.

نظرت لها مِيرال بحزن متنهدة

_ وصلتِ لمرحلة إلي مش فارق معاها حاجة ، خدي بالك يا سهيلة الحوار ده مش سهل حاولي تتغلبي عليه علشان هيخليكِ باردو تجاه كل أمور حياتك الحلو منها والوحش والموضوع هيخنق إلي حواليكِ مع الوقت.

ابتسمت بهدوء وهي تردف

_ حاضر يا مِيرال.

________________

_ أووه ورد وهدية ، لا إحنا عدينا يا ياسر.

ضحك ياسر بصخب وهو يُغلق أزرار قميصه الأزرق القاتم الذي إرتداه فوق بنطال من القُماش رُمادي اللون.

_ أنا رومانسي أوي خلي بالك.
_ إنتَ هتقولي يا بتاع ليليان.

سعل بتصنع وهو يُمشط خصلاته

_ ليليان مين ؟ أنا معرفش حد بالاسم ده.
_ لا واضح إن سهيلة مسيطرة من دلوقتِ.

رمقه بنظرة زاجرة

_ إيه يعم هو إنتَ وخطيبتك المُستقبلية عليا أنا و مراتي ، لسه مكلماني وبتقولي أنه سهيلة مش طايقة كلمة بردو.

لم تتغير نظرة ياسر وهو يسأل ببرود

_ يعني مش إنتوا إلي دمكوا تقيل؟ تؤتؤ أنا والغلبانة مش طايقين لكوا كلمة.
_ متتكلمش عن مراتي كده بدل ما أبوظ لك قميصك إلي أنا مختاره ده.

قلب ياسر عيناه بملل وهو يرش عطره جانب عنقه في موضع النبض

_ نزلها على الفضائيات يا أدهم بدل ما أنتَ ذالل أمي كده.

______________

_

شكلي حلو؟

دارت سهيلة حول نفسها بفستانها الوردي الشاحب بزهو ، و حجابها يماثله في اللون

_ قمر يا روحي.

قالت مِيرال بنبرة مُحبة وهي تلف حجابها النبيذي المُصاحب لفستانها الأسود ، وضعت القليل من المرطب ولم تهتم بوضع أي من مساحيق التجميل كي تُخفي شحوب وجهها وهالتها السوداء أثر تعبها ، تذكرت إطرائاته لها وهو يُقبل هالاتها بشغف

" هو في حد قمر كده وهو تعبان ؟ "
" أنا نقطة ضعفي الهالات السودا وعيونك. "

وعندما شعرت بأن شحوب وجهها صار مُلازمًا لها في الفترة الأخيرة ، وقتها تذمرت حول إجهادها الواضح

" جمال شاحب..إنتِ إيش فهمك إنتِ

وبعدين إنتِ يهمك مين يشوفك حلو غيري؟ أكيد أنا كفاية يعني. "

_ مش كفاية تنهيدات وابتسامات بقى ، بتفتحي نفسي على الجواز وأنا هموت وأتجوز أساسًا.

نظرت لوجهها في المرآة لتجدهُ متورد دون أي مجهود ، لم تؤمن يومًا أن السعادة تُغير قسمات الوجه وتجعل الإنسان أكثر حيوية و جمالًا ، عيناها الآن تلمعان ببريق الحُب و ثغرها مبتسم ابتسامة عاشقة لا يمكنها محوها

_ العريس جيه يا بنات.

دخلت والدة سهيلة للغرفة بحماس بالغ وسعادة ، امرأة طيبة هي فقط خاضعة لزوجها بطريقة مُبالغ فيها حتى أصبحت بلا شخصية أو رأي و سلبية لدرجة كبيرة.

اختلست مِيرال نظرات نحو الباب حتى لمحتهُ يرتدي بنطال أسود وقميص نبيذي يُشبه حجابها ، ابتسمت تلقائيًا ما أن رأته

_ مِيرال يا حبيبتي أنا مقدرة إنك عروسة جديدة بس أنا المفروض إلي أبص من ورا الباب مش إنتِ.

عادت بمقعدها للخلف دون جدال فقد كانت تحت سحر هيئتهُ ، أمسكت هاتفها تبعث لهُ رسالة عفوية

" تعرف إنك جميل بطريقة مُبهرة بس بسيطة في نفس الوقت ، فيك شيء بيخليني عايزة أفضل بصالك إنتَ دونًا عن باقي الناس ، إزاي بقيت بحبك أوي كده؟ "

استقبل رسالتها في نفس اللحظة لتتسع ابتسامته العاشقة ، هم أن يُجيب على رسالتها ولكنه شعر بلكز في ذراعه

_ ركز يا أدهم مش وقت تسبيلك للموبايل دلوقتِ.

كتم ضحكاته وهو يُتابع حوارهم بملل ، يريد أن ينهض ويجذبها من الداخل بكل هيمنة بعيدًا عن تلك الجلسة الغير مُجدية بالمرة_من وجهة نظره_

_ روحي نادي سُهيلة من جوا يا حاجة ؛ عشان نقرأ الفاتحة.

اتجهت والدتها سريعًا نحو الغرفة تحضرها ، تعلقت أنظار ياسر عليها وعلى الهالة الرقيقة التي تُحيط بها ، رفرف أهدابه بعفوية ما أن تلاقت أعينهما في نظرة لم تدم لثواني.

وأدهم لم يرى سواها كالعادة بدت لهُ جميلة بطريقة خيالية رغم ملامحها المتواضعة و الألوان القاتمة التي ترتديها ، اتجهت بمقعدها نحوه لينهض بعفوية تحت أنظارها جميعًا يقرب مقعدها من أحد المقاعد ويجلس بجوارها يُعانق كفها ، حانت التفاتة من سهيلة نحوهما لتبتسم بتأثر على مظرهما.

قرأوا الفاتحة واتفقوا على أن يحضروا الشبكة بعدها بأيام ، لم يترك والد سُهيلة المساحة لياسر كي يُحادث سُهيلة ولم يستطع سوا تقديم الورود لها والعُلبة المُغلفة وهو يواري ضيقها خلف قناعه المُحب ، لن ينكر كان يرغب بالتحدث معها وجهًا لوجه ولكنه لا يمكنه أن يُجادل والدها منذ أول جلسة.

رآت والدة ياسر نظرات ابنها المُتلهفة نحو سهيلة لتحاول تقبلها على مضض ، وبدى والده سعيد لأن ابنه الأكبر والوحيد قد قرر أخيرًا الزواج.

بعد رحيل الجميع فتحت سهيلة الهدية المُغلفة لتجد تاج رقيق ، مُرصع بلؤلؤ صغير سُكري اللون ومعهُ مجموعة أقراط أو ما يُلقب بالـ " piercings " ، كانت قامت بمشاركة منشور يحمل أقراط مُشابهة منذ أيام ولم تتخيل أنه سيراه بل ويحضرهم لها.

ارتدهم بحماس وسعادة ، و فكرة أن أحدهم يهتم بتفاصيلها تدغدغ مشاعرها البكر.

_____________

الرواية كملت 7k وحرفيًا هطير م الفرحة.🤍🤍😭

الفصل المفروض في أحداث مهمة بخصوص ياسر و سُهيلة بس أدهم ومِيرال كلوا الجو بردو. 😂🤍👩🏻‍🦯

لو حابين تسألوا أدهم روحوا جروب الفيسبوك و اكتبوا اسمه في الكومنتس.🤍😂

Continue Reading

You'll Also Like

2K 236 24
الحياة مظلمة... تريد شفقا أن ينيرها... ترغب أن تشعر بالأمان فى أعماق جوفها... تريد شفق الحب... 🤍
14.2K 830 39
تجبرنا الحياه في أوقات عن التخلي عن أشياء كثيرة ولكن ماذا أن كان الوطن وهل يصبح العدو حبيب فقط يجب علينا الاختيار ،لا يليق بنا الاستسلام فنحن أبناء ا...
8.6K 486 16
( عائله عريقة لم يبقى بها سوى أخ وأخت وبعض الأحفاد ليتفرق الأحفاد بغرض حماية تلك العائله والحفاظ ع اموالها ف أصبحوا "شبه عائله" تأتيهم الرياح بمَ لا...
1.5K 121 19
(مكتملة)..معايير المجتمع تجبرنا دائمًا على فعل أشياء كثيره لا نُريدها، خاصةً النساء، فالمجتمع لا يرحم الأنثى ويرونها مخطئه دائمًا حتى وإن كانت على حق...