٢٢_ إرتواء.

12.6K 1K 131
                                    

_ تمام يا آنسة مِيرال إن شاء الله لو الوظيفة هتكون من نصيبك هنتواصل معاكِ في أقرب فرصة.

شكرت مديرة المدرسة بتهذيب وهي تعتدل حاملة حقيبتها بهدوء ، ترنحت في خطواتها قليلاً أثر مرضها الذي لم يمر عليه سوا يومان و مع ذلك أصرت على التقديم في تلك الوظيفة ، عادت للمنزل دون أن تُلقي التحية على أحد
بدلت ملابسها وإستلقت على الفراش مُحدقة بالسقف
أمسكت هاتفها و ضربت بإستغاثات كرامتها عرض الحائط
و إتصلت بهِ

_ سلام عليكم.

إنتفضت لدرجة سقوط الهاتف من بين يديها ، ظلت تنظر للشاشة الملساء بفم مفتوح و إبتسامة مرتجفة

_ مِيرال إنتِ معايا؟

صوته أعادها لصوابها و بعثر كيانها في ذاتِ الوقت ، كيف لنبرته الرخيمة أن تُحي روحاً إنطفئت

_ معاك معاك.

رددت بسرعة ولهفة ثم عادت تسأله بذاتِ التوجس

_ عامل إيه ؟
_ كويس وإنتِ ؟

تجاهلت نبرته الباردة وهي تتجاوب مع كلماته المُقتضبة

_ بخير طول ما إنتَ بخير.

صمت و الفجوة تتسع تتسع حتى تكادُ أن تقضي على كل ما بينهم

_ عندك جلسة مع الدكتورة بكرة ، الفترة الأخيرة إنشغلنا كلنا فـ فوتي ميعاد جلساتك.
_ مش عايزة أروح.

همست بصدق و خفوت واهي ليواجهها بصلابة لم تعتدها منه من قبل

_ مِيرال الموضوع مش رفاهية ، الموضوع ضروري لو سمحتي متعنديش وروحي للدكتورة في الميعاد.
_ حاضر.

همست بقنوط ونبرة لا روح فيها

_ كنتِ بتتصلي عايزة حاجة؟

سأل بجفاء لتزفر بصوتٍ مكتوم وسع لمسامعه

_ لا كُنت بطمن عليك بس.
_ أنا كويس.

همس بقوة واهية لتُجيب بنفس الخفوت

_ أتمنى.
_ هقفل دلوقتي عشان ياسر عايزني ، محتاجة حاجة ؟
_ سلامتك.

أقفل الخط لتضع الهاتف فوق قلبها مباشرة مُتنهدة بخيبة

_ يارب قويني و أقدر أتعامل معاه.

أمسكت بحاسوبها النقال و قد قررت في نفسها أن تتغلب على روح اليأس التي إمتلكتها هي وهو ، سجلت في إحدى المنصات و بدأت دورة تدريبية في مجال علم النفس وتخطي الصعوبات ، جلست منتبهة تُسجل الأجزاء المُهمة على ورقة أمامها حتى أمتلئت الورقة و تخزنت المعلومات في عقلها ، زفرت بإرتياح وهي تشعر ببوادر بداية جديدة لن تحارب الظلام بظلام بل ستحاربه بشعاع نور ولو كان خافتًا ، وقد قررت إعطائه مساحته التي يحتاجها دون إهمال أو تقصير و دون أن تُشعره بإنتهاكها لخصوصيته ، أرجعت رأسها تستند على حافة الفراش ولا يشغل بالها سواه!

إلحاد عاطفي.✓Where stories live. Discover now