إلحاد عاطفي.✓

٤٣_ فصل إضافي.

غارق في عالم الأحلام لذيذ، التوقيت مثالي للإسترخاء و لكن..!

_ أدهم أنا زهقانة قوم اقعد معايا.

ادعى أنه لم يستمع لتذمرها وهو يعود لدفن رأسه في الوسادة، زفرت هي بضيق قبل أن تبتسم بشر ملتقطة هاتفها.

_ مِيرال اطفي الزفت ده عايز اتخمد.

كتمت الابتسامة الشامتة التي ارتسمت على شفتيها و الهاتف في يديها يُصدر ألحان عالية مزعجة للآذان.

_ ما أنت مش عايز تقوم تقعد معايا، هقعد اتفرج على فيديوهات بقى.

نهض من نومته بعصبية يلقي بالغطاء أرضًا، نظر لها بحنق قبل أن يقول بنفاذ صبر:

_ ده ديچي ساسو إلي أنتِ مشغلاه ده يا حبيبتي فيديوهات إيه بس، و بعدين هو أنتِ مش عندك كورس الصبح ما تنامي و تريحي نفسك و تريحيني معاكِ.

زمت شفتيها بإستياء وهي تطفيء الهاتف ثم القت به على الفراش بإهمال، تكورت في وضع الجنين وهي تدعي النوم.. غضبًا و حزنًا منه.

زفر مجددًا بتعب، هرمونات الحمل خاصتها تجعلها أكثر حساسية و عُرضة للغضب أكثر من المعتاد.

_ مِيرال..

استلقى بجوارها و مد ذراعاه كي يحطان بخصرها، استمرت في التمثيل و لكنها كانت تبتسم داخلها.

_ مش هتردي عليا؟

همس بحرارة جانب أذنها و ذراعيه تقربانها منه أكثر، همهمت برفض دون أن تتملص من عناقه المُحاصر لها.

_ طيب على العموم كنت عايزة أقولك إني بحبك، و هقوم أعمل براونيز و عصير فراولة.
_ اعمل حسابي معاك.

استدارت تواجهه وقد حلت ابتسامة لطيفة على وجهها تلك المرة.

_ لا ما لو حضرتك صاحية هتقومي معايا.

حملها برفق نحو المطبخ ثم وضعها فوق المقعد المرتفع الذي تحب الجلوس عليه، أثناء مراقبتها له وهو يحضر المكونات انبعث داخلها مشاعر عدة متخبطة.. أنه حبيبها، هذا الرجل صاحب الابتسامة التي تتسبب في إشراق شمس حياتها، الذي يمتلك عينين أكثر جمالًا مما رأت يومًا، في أحلامها ما كانت تُصدق أنها ستتزوج بمثل هذه التحفة الفنية التي تقارب إلى المثالية، لم تتخيل يومًا أن تُحب من قبل رجل يحترمها و يرى أن كل زفير يصدر منها هو إنجاز يستحق التقدير.. لقد حظيت بسعادة ظنتها مستحيلة.

_ اعملي أنتِ العصير بقى.

انتشلها من خواطرها صوته، يضع أمام الطاولة التي تجلس مقابلة لها المكونات التي ستحتاجها لإعداد المشروب.

هو لا يريدها أن تشعر بأنه يقوم بمهامها وهي تتفهم ما يفعله و تذوب به أكثر.

_ هات حضن الأول.
_ بس كده، من دواعي سروري.