إلحاد عاطفي.✓

٣١_ إلى ما لا نهاية.

جلست في الكافيتريا الخاصة بالشركة وهي تتحدث بالهاتف

_ شوفتِ الصدف بقى ، بس يخراشي عليه وهو لابس كلاسيك قمر قمر.

نهرتها مِيرال بإمتعاض

_ يا بت كفياكِ بحلقة ، لا حول ولا قوة إلا باللَّه جاية تدربي ولا تشقطي!
_ متكبريش الموضوع بقى دي نظرات بريئة.

سخرت مِيرال بعد تعقيب ملك الأخير

_ أومال أومال إنتِ هتقولي لي على نظراتك البريئة ، بت إنتِ إتعدلي بدل ما أقول لأمك.

تأهبت كي تتعارك معها لتنقطع كلماتها الفظة بدخوله
لِـ الكافيتريا بوجه مبتسم كالذي رآته في القاعة ، حيَّ بعض زملائها الرجال و قليل من الفتيات بنبرة ودودة ولم يمر على تعارفهم سوى فترة وجيزة ولكنه بدى إجتماعيًا لدرجة كبيرة

_ إنتِ سكتِ ليه!

صوت مِيرال المستائل أخرجها من وصلة تأملها لهُ

_ أصل أنا شوفته لسه داخل الكافتيريا حالًا.
_ طب متبينلوش إنك بتتفرجي عليه ها!

تعجبت ملك من تبدل المواقف بعد أن كانت هي من تنصح مِيرال صارت الأخرى تحذرها بأن لا تتهور

_ عيبك عليكِ ، المهم اقفلي دلوقتي علشان الحق أكل قبل ما وقت البريك يخلص.

أغلقت الهاتف ودون وعي منها إتجهت نظراتها نحوه بفضول لتجده يُحادث أحدهم مكالمة مرئية ، نفضت رأسها مُستغفرة وهي تتناول باقي شطيرتها الباردة محاولة أن تُبعد رأسها عن مرمى بصره.

_________________

_ مش هروح الجلسات تاني يا أدهم.

ألقت بحقيبتها على الأريكة بعصبية ودموعها تنساب بصمت ، جلس بجانبها يمسك بكفها في دعمٍ

_ ليه يا حبيبتي بس؟

قبضت على كفهُ بقوة هامسة بقنوط

_ تعبت من أول جلسة و تعبت ، وأصلًا يا عالم همشي ولا لا أنا سمعت الدكتورة وهي بتقولك أنه الأمل ضعيف ، كفاية يا أدهم بلاش نتعلق بأمل كذاب.

ركع أمامها مكوبًا وجهها بين كفيه

_ يا مِيرال دي لسه أول جلسة زي ما بتقولي إزاي تيأسي من الأول كده ، وبعدين أنا عندي يقين بِـ ربنا حتى لو مفيش أمل خالص هنفضل نحاول لحد ما تبقي زي الأول.

أمسكت بكوب الماء الذي أمامها وألقته أرضًا ثم بكت بِـ هستيرية مؤلمة

_ مش عاوزة يا أدهم لو بتحبني ريحني.

همست من بين شهقاتها ليحاوط كتفها بجدية

_ علشان بحبك مش هسيبك تستسلمي ليأسك ، هنوقف الجلسات أسبوعين .. أسبوعين بس يا مِيرال ترتاحي فيهم وبعد كده هتكملي وده مفيهوش نقاش.