٣٢_ فُرصة ثانية.

13.3K 1K 74
                                    

وضع حاسوبه المحمول فوق فخذيه يطرق على لوحة المفاتيح بعنف ناشرًا إحدى منشوراته اليومية والتي يُتابعها آلاف من البشر رغم إنطوائه الواقعي

" دخلت انهاردة سينما أنا وبنتي ، فيلم كرتون طبيعي للأطفال وكُنا مندمجين وبنتفرج في أمان اللَّه فاجأة يظهر مشهد خارج ميناسبش ولا أطفال ولا كُبار الحقيقة ، وطبعًا بدأت مجموعة من التساؤلات تدور في عقل البنت إلي مكملتش خمس سنين حتى وهي بتحاول تستوعب المشهد الفَج ده! هما صُناع الأفلام دي بيعبدوا إيه بجد؟
أصل مفيش عقل بشري يقول إنه فيلم زي ده مُناسب للأطفال وده مش أول واحد الحقيقة ، عد معايا يا سيدي بداية من أميرات ديزني إلي مفيش فيلم لواحدة منهم مش بينتهي ببوسة غير بريئة بالمرة ، و طبعًا علاقات نصها توكسيك وضد الفطرة زي أنه بنت تروح تحارب في الجيش أو واحدة تحب وحش are you kidding with me! ، كرتون لبنت بتضحي بصوتها و رجليها عشان خاطر راجل يا فرحتي أنا لما بنتي تتعلم حاجة زي دي أو تبقى مقتنعة أنه القُبلة السحرية بتحيِّ الموتى ، وطبعًا متكلمتش عن الكرتون إلي بيصوروا فيه العوارات و يبينوا تفاصيل جسم البنت و الولد ولا الكرتون إلي بيبني فكر إلحادي زي أنه الـ minions هما بداية الخلق مش سيدنا آدم رضي الله عنه ، وأنه الجنيات هما إلي بيجبوا لنا الفصول الأربعة مش ربنا مثلًا ، وكله كوم و الأنمي المنحرف إلي لا حدث ولا حرج وأنا مش هتكلم عنه خالص ، حقيقي إنتوا بتدمروا عقول أطفالكم بالسم ده ، عارف إنه صعب تمنعوهم في السن ده تحديدًا عن الكرتون بس حاولوا تختاروا شيء هادف وميخلهومش متخلفين ومفكرين إنه في حاجة اسمها جنية اسنان ولا في أبوين سحريين بيحققوا الأحلام ، مش هيخلق غير إنسان متكاسل غير واقعي و كمان فكره مشوه ، كلامي يبان صعب و مستفز و هتشتم في الكومنتس أنا عارف لكن بقوله لعل وعسى حد يقتنع و ينقذ ابنه من القرف ده. "

زفر براحة بعد أن كتب منشورهُ الطويل وبدأت التعليقات تتوافقد متأرجحة بين رفض و تأييد ولكنه كعادته يراقب بصمت الآراء والنقاشات حول ما يكتب ، لا يتدخل سوا حين يحتد النقاش بين اثنين أو موضحًا بعض النقاط التي قد يحدث بها لبس لدى البعض ، شعر بكف صغيرة ناعمة توضع على ساقه ليرفع رأسه عن الحاسوب بلهفة ينظر لزينب التي إستندت على ساقه تراقبه بإبتسامة بريئة ، أقفل الحاسوب وحملها لتجلس بين ذراعيه

_ حبيبة بابا منامتش ليه؟

سأل برقة وهو يقبل وجنتيها الشهيتين لتبتسم بحلاوة

_ مش عايزة أنام جمب تيتا عايزة أنام جمبك.
_ بس كده ، يلا بينا.

حملها بين ذراعيه متجهًا نحو غرفتها الوردية مثل رابطة شعرها ، وضعها على الفراش و إستلقى بجوارها ولم تمر دقائق حد شعر بصوت أنفاسها الخافت يرتفع ، قبل ظاهر كفها بهدوء وهو يدثرها ثم يعود لجلسته السابقة أمام الحاسوب بعيدًا كل البعد عن العالم الخارجي عدا صغيرته النقية.

إلحاد عاطفي.✓Where stories live. Discover now