٢٠_ شيب مفاجئ.

12.8K 1K 32
                                    

أُحب صوتكَ
المُتعَب
وكأن مرحبًا
تعني :
عانقني.

قدماها تهتز بين أروقة المَشفى و قلبها يبتهل ، صعدت الدرج بسرعة لتجده أمامها ملامحه شاحبة كـ الموتى و عيناه غائرتان

_ أدهم.

همست ويداها تُعانق يده لينظر لها بضياع ، أهدابه مُبللة و عيناه دامعتان أمسكت ذارعه بقوة كانت تستمدها منهُ قبلا
أغمض جفونه كي لا ترى الضعف داخلهما ، إستمر الصمت لثواني قبل أن يقطعه الطبيب بملامح بائسة

_ إحنا حاولنا بس هي كانت جاية قلبها واقف ، البقاء لله.

جسده إنتفض برفض لما يدور حولهُ فتح عيناه التي أصبحت بلون الدماء تظهر الشُعريات الدموية بشدة حول بؤبؤي عيناه ، كتم تأوه كاد يصحبه شهقة وهو ينظر لطيف الطبيب الراحل بجمود سحب ذراعه من بين يديها ونظر لملامحها الباكية هازئاً بـ دون وعي

_ أمي ماتت.

عالمه أسود و رؤيته باتت مشوشة كل الأصوات تتداخل ولا يشعر سوا بوجهها المُبتسم و ضحكاتها الطيبة
دعائها الدائم لهُ
" ربنا يجعلك في كل خطوة سلامة يا حبيبي. "
هي لم تعد موجودة لأجله ، سيرقد جسدها الذي طالما إحتضن حُطامه تحت التُراب.

وهي كانت تنظر لهُ بقلق عيناه الجاحظتان و صمته هذا أقلقها أكثر

_ أدهم حبيبي ، عيط وطلع إلي جواك إنتَ قالقني عليك كده.

خرج صوتها مبحوحاً و يداها إرتفعت لوجنته ، لمعت عيناه بدموع سرعان ما أخفها وهو ينسحب

_ هروح أخلص الإجراءات الدفنة.

إنطلق ذاهبة تُشيعه نظراتها المُشفقة ، إتصلت بوالدتها و شقيقتها كي تخبرهما بالفاجعة التي حلت و عقلها و قلبها كانا قد ذهبا خلفه

_ لا إله إلا الله خليكِ جمبه يا بنتي تلاقي ياعيني بيموت بالبطئ.

أتاها صوت والدتها من الهاتف لتهز رأسها وكأنها تراها ، أقفلت الخط وذهبت من حيث ذهب.

الأروقة واسعة و كئيبة كل شئ في المشفى يشعره بالوحشة ، دموعه الحارقة التي يكبتها لا وقت للإنيهار وهو لا يمتلك الرفاهية لهذا عليه إنهاء كل شئ قبل صلاة العصر حتى لا يبيت جثمان والدته في المشفى ، وقف في الاستقبال ينهي الأوراق بعض من الأموال للمرضات جعلت
تصريح الدفن يخرج أسرع وعندما أنتهى وجدها خلفه
إستدار لها بصمت لم تكسره سوا بعد دقائق

_ خلصت تصريح الدفن ؟

هز رأسه بالإيجاب ربتت على كتفه كي تشد من أزره و لكن حزنه كان أكبر مما تتصور هي ، ماتت من كانت مسكنه من شاهدت جميع لحظات نجاحه و فشله
من كان قلبها وطن له في كل الأوقات و حضنها سكينة لفؤاده ، حزنه أعظم من أن يخففه بكاء أو مواساة هو فقط يرغب بالعودة للمنزل و الإرتماء فوق فراشها
يستنشق بقايا عبيرها و يبكي حضرتها التي لن يعهدها مرة أخرى ، وقفت تتأمل تشنجات وجههُ مُتمنية أن تمنحه قلبها كي تمحي حزنه

إلحاد عاطفي.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن