إلحاد عاطفي.✓

٣٣_ أناني.

_ ملك يا بنتي إيه إلي حصلك؟

شهقت والدتها وهي ترى وجهها المكدوم و قدمها المجبرة ، آتى من خلفها أدهم ومِيرال لتردف بمرح

_ ولا حاجة إتشقلبت من الأوتوبيس زي الأمبوبة.

ضحكت مِيرال وهي تقترب بمقعدها المتحرك تتفحصها بقلق

_ أنتِ كويسة طيب؟ وجيتِ إزاي؟

دخلت بخطوات مترنحة تجلس على الأريكة وثلاثتهم خلفها

_ أنا كويسة دكتور ساهر وداني للدكتور و جابلي العلاج وركبني أوبر وجيت أهو.
_ دكتور ساهر؟

رفع أدهم حاجبه بتساؤل لتجيب ببساطة

_ أيوة ، كتر خيره بجد أنا كنت متخرشمة وأنا داخلة المحاضرة.
_ طب مروحتيش ليه لما وقعتِ؟
_ كنت هناك خلاص وبعدين أنا دافعة فلوس في التدريب ده مكنتش عيزاها تضيع عليا بس هي شكلها كده ضاعت.

تأوهت بنبرة بائسة لتعانقها والدتها بقلق

_ مش مهم الفلوس المهم إنك كويسة.

ابتسمت بتعب شديد

_ أنا كويسة هروح أغير هدومي بس عشان منظري رهيب ، بعد إذنكوا.

عند دخولها تسائلت مِيرال بخفوت

_ ماما هي ملك هتيجي معانا؟
_ أيوة ، مادام قبلنا نروح يبقى نروح كلنا وراسنا مرفوعة ، معا مع إني مش قابلة الزيارة دي بس مش هنقاطعهم يعني.

مصمص أدهم شفتيه بإستياء ثم قال ساخرًا

_ واللهِ يا طنط محدش قابل الزيارة دي أنا حتى مش فاهم لازمتها، يعني بعد ما الأستاذ المحترم زعق وقل أدبه و كمان دخل البيت ومفيش راجل ولا حتى مع مامته ، وكمان نروح بيته ولابيت أمه الحوار كله مش داخل دماغي ، بس قلت معلش عشان عمتهم ملهاش ذنب ، بس في الحقيقة هي ليها ذنب إنها ربت شخصيات بالشكل المقرف ده.

أطرقت مِيرال رأسها تستمع لكلماته الحانقة و رغمًا عنها هي لا تلومه ، لقد قام مراد بخطأ فادح تجاهها هي وشقيقتها و أذاها بالكلماتِ مرارًا ، هي إنسانة و كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون لماذا لا يتناسى هو خطايها السابقة؟ لماذا يتدخل و يُخرب عليها صفو حياتها؟

سمعت صوت والدتها المتحمس لترفع حاجبها بعد أن استمعت لكلماتها

_ تعرف يا أدهم معاك حق ، إحنا مينفعش إحنا إلي نروح بعد إلي حصل ده أنا كنت بقول صلة الرحم بس كده كده رايحين فرح لؤي ، أنا هتصل دلوقتي بسميرة واقولها إنه ملك تعبانة وكده ومش هنقدر نيجي.

رآت أدهم يبعث لوالدتها قبلة في الهواء وهو يصفق بسعادة

_ الله عليكِ يا سوسو واللهِ ، الوحيدة إلي بتنصفني في البيت ده مش بتتقمص زي ناس.