إلحاد عاطفي.✓

By Romysaa_Amr

680K 47.3K 5K

« بعض سبل النجاة، تأتينا على هيئة أشخاص.» _ بدأت في الـ ٢٣ من أكتوبر ٢٠٢١. _ انتهت في الـ ٢٧ من إبريل ٢٠٢٢. ... More

تنويه واجب قبل القراءة.
١_ البداية.
٢_ خيبات.
٣_ إنهيار.
٤_ دهب.
٥_ ماتشينج.
٦ _ فاتنة.
٧_ دَكر.
٨_ كُسر ظهري.
٩_ أدهم يسري.
١٠_ فوق السطح.
١١_ أم عيون زايغة.
١٢_ The new Teacher.
١٣_ مُتفهم.
١٤_ چُهينة ميكس.
١٥_ ساقية الصاوي.
١٦_ مُعالجة نفسية.
١٧_ مصدر سعادتها.
١٨_ حُضن.!
١٩_ نعمة وجودك.
٢٠_ شيب مفاجئ.
٢١_ كنتِ قولي لي.
٢٣_ إنتهاك.
٢٤_ إنتفاضة.
٢٥_ إمتنان.
٢٦_ فُستان أبيض.
٢٧_ تثبيت.
ليس فصلًا.
٢٨_ إحتفال.
٢٩_ دحيحة.
٣٠_ بدايات مُتأخرة.
٣١_ إلى ما لا نهاية.
٣٢_ فُرصة ثانية.
٣٣_ أناني.
٣٤_ مَشرُوع.
٣٥_ إدعاء الفضيلة.
٣٦_ غيرة.
٣٧_ مُتحكم.
٣٨_ إعتراف.
٣٩_ لا تَترُكيني.
٤٠_ فاضَ الكيلُ.
٤١_ فُراقٌ.
٤٢_ بداية النهاية.
٤٣_ فصل إضافي.
غير قابل للمس_معرض القاهرة الدولي للكتاب.

٢٢_ إرتواء.

12.8K 1K 132
By Romysaa_Amr

_ تمام يا آنسة مِيرال إن شاء الله لو الوظيفة هتكون من نصيبك هنتواصل معاكِ في أقرب فرصة.

شكرت مديرة المدرسة بتهذيب وهي تعتدل حاملة حقيبتها بهدوء ، ترنحت في خطواتها قليلاً أثر مرضها الذي لم يمر عليه سوا يومان و مع ذلك أصرت على التقديم في تلك الوظيفة ، عادت للمنزل دون أن تُلقي التحية على أحد
بدلت ملابسها وإستلقت على الفراش مُحدقة بالسقف
أمسكت هاتفها و ضربت بإستغاثات كرامتها عرض الحائط
و إتصلت بهِ

_ سلام عليكم.

إنتفضت لدرجة سقوط الهاتف من بين يديها ، ظلت تنظر للشاشة الملساء بفم مفتوح و إبتسامة مرتجفة

_ مِيرال إنتِ معايا؟

صوته أعادها لصوابها و بعثر كيانها في ذاتِ الوقت ، كيف لنبرته الرخيمة أن تُحي روحاً إنطفئت

_ معاك معاك.

رددت بسرعة ولهفة ثم عادت تسأله بذاتِ التوجس

_ عامل إيه ؟
_ كويس وإنتِ ؟

تجاهلت نبرته الباردة وهي تتجاوب مع كلماته المُقتضبة

_ بخير طول ما إنتَ بخير.

صمت و الفجوة تتسع تتسع حتى تكادُ أن تقضي على كل ما بينهم

_ عندك جلسة مع الدكتورة بكرة ، الفترة الأخيرة إنشغلنا كلنا فـ فوتي ميعاد جلساتك.
_ مش عايزة أروح.

همست بصدق و خفوت واهي ليواجهها بصلابة لم تعتدها منه من قبل

_ مِيرال الموضوع مش رفاهية ، الموضوع ضروري لو سمحتي متعنديش وروحي للدكتورة في الميعاد.
_ حاضر.

همست بقنوط ونبرة لا روح فيها

_ كنتِ بتتصلي عايزة حاجة؟

سأل بجفاء لتزفر بصوتٍ مكتوم وسع لمسامعه

_ لا كُنت بطمن عليك بس.
_ أنا كويس.

همس بقوة واهية لتُجيب بنفس الخفوت

_ أتمنى.
_ هقفل دلوقتي عشان ياسر عايزني ، محتاجة حاجة ؟
_ سلامتك.

أقفل الخط لتضع الهاتف فوق قلبها مباشرة مُتنهدة بخيبة

_ يارب قويني و أقدر أتعامل معاه.

أمسكت بحاسوبها النقال و قد قررت في نفسها أن تتغلب على روح اليأس التي إمتلكتها هي وهو ، سجلت في إحدى المنصات و بدأت دورة تدريبية في مجال علم النفس وتخطي الصعوبات ، جلست منتبهة تُسجل الأجزاء المُهمة على ورقة أمامها حتى أمتلئت الورقة و تخزنت المعلومات في عقلها ، زفرت بإرتياح وهي تشعر ببوادر بداية جديدة لن تحارب الظلام بظلام بل ستحاربه بشعاع نور ولو كان خافتًا ، وقد قررت إعطائه مساحته التي يحتاجها دون إهمال أو تقصير و دون أن تُشعره بإنتهاكها لخصوصيته ، أرجعت رأسها تستند على حافة الفراش ولا يشغل بالها سواه!

________________

_ مش مصدق إنه إحنا هربنا من أمي.

قالها ياسر بحماس طفل صغير بينما أدهم مازلت الملامح البلاستيكية ظاهرة على وجههُ

_ عيب لما تتكلم عن أمك كده.

قالها بسخرية ليردف الأخر بفظاظة

_ متصيعش كلنا عارفين إنكوا إنتوا الإتنين مش بتطيقوا بعض أصلًا.

إبتسمت بسخرية وهو يسير متخطيًا ابن عمه ، السماء صافية و الهواء منعش لكن شيء يجعله لا يرى الجمال في كل هذا فقط اللون الرمادي هو ما يسيطر على حياته الحالية

_ أدهم.
_ خير؟

نظر لهُ ببلادة ليهز رأسه بأسف مصطنع

_ البت إلي قلت لك عليها طلعت بتكراش على أبطال المسلسلات التركية و مقضياها غرام و لڤلڤة على الفيسبوك ، وأنا الاهبل وكنت مفكرها رمز العفة و هتعجب بيا تُعجب بمين بقى بالقرعة دي.

نظر أدهم تلقائياً لرأس ياسر الخالية تمام من أي شعر ، كـ علاقة الصحراء بالماء و دون إرادة منه إبتسم بتلاعب

_ عندك ٣٢ سنة بس سبحان اللَّه منظرك يدي على ٤٦.

إحتقن وجه ياسر وهو يمرر يده على صلعته

_ مش ظريف خالص على فكرة.

قال حانقًا ليهز أدهم كتفه بلامبلاة وهما يتابعان السير

_ بقولك إيه يا أدهم ، أنا بفكر أعمل تاتو و ألبس حلق و أبقى زي زين مالك لما حلق أهو البنات تبلعني شوية بدل مانا شبه فوزي كرشة إلي في ١٦٢٢.
_ ما شاء الله عليك موسوعة روايات.

سخر أدهم مرة أخرى ليدافع ياسر ببسالة

_ لن أسمح إنك تتنمر على رواياتي ، هو عشان أنا رجل ثلاثيني يبقى حرام أقرأ روايات يعني؟
_ مش الفكرة بس أغلب الروايات إلي إنتَ بتقرأها إستايلها بناتي أوي ، بذمتك في حد يقرأ عشق الزين و يقعد شهرين فارقني بيها !

إتسعت عيناه ذاهلًا

_ لا إسكوزمي كله إلا عشق الزين ، ده ليليان دي لوحدها بسكوتة كده أخرابي يا جدعان تتاكل قسمًا باللَّه.

أردف بحالمية منفعلة ليضرب أدهم كفيه ببعضهما

_ بس يا مراهق بس ، ليليان مين وزفت إيه ما تتعدل كده بدل ما أعدلك.

قال أدهم بخشونة لم يتصنعها لـ يتقرب منه ياسر عابثًا

_ ما تراعي فرق السن يا عسل ، ده إنتَ المفروض تقولي يا أبيه.
_ ده عندها هناك.

نظر لهُ ياسر بحدة

_ طب تمام أوي كده ، شوف مين هيمشي معاك.
_ وماله همشي لوحدي.

قال بلامبلاة و هدوء مبالغ بهما ليستشيط ياسر

_ واللهِ لأمشي معاك بقى ها.

صمت قليلًا مُبتسمة مُتناسيًا قسوة ما يمر بهِ ، حتى تدافع كل شيء لذهنه مرة واحدة عاصفًا بكيانهِ باعدًا كل مشاعر إيجابية شعر بها في تلك اللحظة وقد غامت عيناه مرة أخرى ، و ياسر قد إستحالت ملامحه من المرح للشفقة على صديقه الذي يذبل كما لم يره من قبل.

_________________

_ يرضيكِ يا ماما أتجوز واحد بيحشش ؟

صرخت بفزع و كأنها تواجه أسوء كوابيسها

_ بكرة ربنا يهديه لما يتجوز ويبقى له بيت و ولاد.

نظرت لها بجنون قبل أن تكمل صراخها

_ حرام عليكِ بقولك بيحشش و لقيت على موبايله صور أبيحة ، وفوق كل ده بيضربني قولي لي إيه عِدل أتمسك بي ؟!

قالت والدتها بتعقل ورزانة

_ مستواه المادي كويس و في مميزات كتير ، تعليمه مركزه شكله مش سواء ميكروباص هو.
_ ياريته كان سواق ميكروباص على الأقل كان زماني عارفة أخلاقه دلوقتي ، لكن مش واحد مُدعي فنان في الخداع.

نهضت والدتها غاضبة مُعجبة على نوبة صراخها تلك

_ بقولك إيه يا سُهيلة خلاص هيقعد هو و أبوكِ يحددوا ميعاد الفرح ، فـ خفي بقى وإرضي بنصيبك وإن شاء الله ربنا يجعل في إيدك هدايته.

أدركت أن لا فارق من تلك المحادثة العقيمة ، دخلت لغرفتها بعصبية لمحت إحدي أمواس الحلاقة لتمسك بهِ
مقررة إنهاء حياتها و الابتعاد عن كل هذا الذل ولكن صوتٌ خافت يأتي من بعيد مُرددًا

« ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسس بهِ نفسه ونحن أقرب إليهِ من حبلِ الوريد. »

رمت الموس الحاد أرضًا بعد أن غمرها شعور بالسكينة أجهشت في البكاء بعده ، طالبة الغفران و العون على ما كانت مقدمة عليه و على ما ستقدم عليه.

_______________

بعد مرور أسبوعان.

قال تعالى “فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُون “.

جلست على الأرض في إحدى فروع الجمعيات الخيرية التي تطوعت بها ، فـ قد أنستها الحياة ولهوها عن تقديم المساعدة للآخرين ولو كانت بسيطة أو غير متكلفة

_ يعني إحنا يا ميس لازم يكون لينا هدف أكبر من إننا نشتري حلويات أو نتفرج على كرتون بنحبه.

سأل الطفل ذو السنوات الخمس لتبتسم لهِ مِيرال بهدوء

_ أيوة يا يوسف ، مينفعش نبقى عايشين بنرضي نفسنا وبس لازم نساعد إلي حوالينا وكمان يبقى عندما أهداف كبيرة عايشين عشان نحققها ، زي إنه إحنا ندخل كلية معينة نشتغل شغلانة معينة نوصل لمكان معين ، المهم إنه إحنا منبقاش عايشين بلا هدف كده.

و قد كان لها قدرة سحرية لجعل الأطفال يقعون بحبها رغم جديتها و عمقها الزائد ، لقد تغيرت في أيام معدودة صارت أكثر تحملًا للمسؤولية خاصة بعد قبولها في تلك المدرسة فصار وقتها مقسمًا بين البيت و العمل و التطوع ، تذكرت جلسة الطبيبة التي ذهبت إليها في ميعادها.

_ بقيت حاسة إني محبطة فوق الوصف ، كل حاجة بتعدي بس بالبطئ مبقاش في حاجة قادرة تخرجني من حزني ده خاصة بعد الحالة إلي دخلها أدهم بعد موت والدته ، حاسة بجبل فوق صدري بجد.

عدلت الطبيبة من وضع نظراتها قبل أن تردف بجديتها المعهودة

_ ده لأنك عمرك ما مريتِ بظروف زي دي ولا إتحط عليكِ مسؤولية كبيرة زي دي ، الموضوع صعب أنا عارفة لكن لازم تكسري حاجز الخوف ده إنتِ هتبقي أم مستقبلًا و حاليًا من حق أدهم عليكِ إنك تقفي جمبه في محنته وده مش هيحصل غير لما تتعلمي تشيلي المسؤولية وتدركِ أهميتها ، حاولي تتطوعي في أي حاجة مجال تكوني بتحبيه زي التدريس مثلًا في الأول هو عمل خيري هيحسن من نفسيتك  ، الإنسان لما بيشارك في عمل مجتمعي بيحس بشعور جميل لأنه ساب أثر وساعد غيره
والشعور ده بينعاد عليه بالإيجاب و بجانب الثواب طبعًا إنتِ هتتعلمي تشيلي المسؤولية صح ، لما يبقى عندك أكتر من حاجة معتمدة عليكِ وإنتِ جزء مهم منها مش هتقصري فيها و هتبذلي فيها كل جهدك ، شغل مع تطوع مع علاقات اجتماعية وأنك تدي فرصة للي حواليكِ يظهروا مشاعرهم من ناحيتك هتتغيري تمامًا وده شيء مفروغ منه.

عادت من شرودها على وصولها للمنزل ، طرقت الباب ببطئ و عانقت والدتها التي فتحت لها ثم قالت مازحة

_ عاملة لنا إيه يا ست الكل انهاردة.
_ محشي بتنجان و ورق عنب عشان الضيوف.
_ ضيوف مين ؟

تسائلت بجهل قبل أن يقع بصرها على ملامح قد إحترقت شوقًا لرؤيتها ، نظرت لذقنه التي نبتت قليلًا و قد بدى كأنه نضج كثيرًا في تلك الأيام القليلة ، إندفعت بحماس تقترب منهُ وقد وقف يستقبلها و بدون مقدمات كانت إرتمت فوق صدره غير عابئة للواقف بجواره

_ أدهم.

همست بعدم تصديق وكان جوابه أنه إعتصرها بقوة بين ذراعيه ، بالنسبة لها كان كل شيء قد سكن و توقف من حولها فقط هو ولا شيء سواه ، كان كـ كوب ماء مثلج بعد الركض لأميال عدة في منتصف أغسطس

_ وحشتني أوي.

عادت تهمس وهو صامت قبل أن تدرك الواقف بجواره يبتسم ببلاهة ، إبتعدت بسرعة مكرهة ليتنحنح بخشونة

_ ده ياسر ابن عمي ، ودي مِيرال خطيبتي.
_ تشرفنا.

همست مخفضة رأسها ليغمغم الآخر بكلمات غير مفهومة لتنصرف مسرعة ، و دقات قلبها تكاد تخترق صدرها صارخة باسمه راغبة في عناق آخر يدوم للأبد.

____________

الفصل في مغزىٰ أتمنى إنه يوصل لكوا.⁦ ♡

وكالعادة وحشتوني.♡

Continue Reading

You'll Also Like

99.9K 4.6K 46
يُقال القدر هو المنعطف الأخير لحياتنا و أننا نُميل نحوه في النهاية .. و لكن هل لأختياراتنا ثمنًا ندفعه قبل الخضوع لإختيار القدر ؟ . . فتاة حطّمها الق...
500K 23.8K 35
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...
345K 27.5K 55
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...
269K 24.8K 56
«اسم الحصان دا ايه؟» قالت وهي تُمَسِّد ظهر الحصان برفق. لينظر لها، قائلًا بهدوء: «اسمه سُكَّر» «سُكَّر الأسمر!» قالت فجأة بحماس. فنظر لها باستغراب،...