إلحاد عاطفي.✓

By Romysaa_Amr

681K 47.3K 5K

« بعض سبل النجاة، تأتينا على هيئة أشخاص.» _ بدأت في الـ ٢٣ من أكتوبر ٢٠٢١. _ انتهت في الـ ٢٧ من إبريل ٢٠٢٢. ... More

تنويه واجب قبل القراءة.
١_ البداية.
٢_ خيبات.
٣_ إنهيار.
٤_ دهب.
٥_ ماتشينج.
٦ _ فاتنة.
٧_ دَكر.
٨_ كُسر ظهري.
٩_ أدهم يسري.
١٠_ فوق السطح.
١١_ أم عيون زايغة.
١٢_ The new Teacher.
١٤_ چُهينة ميكس.
١٥_ ساقية الصاوي.
١٦_ مُعالجة نفسية.
١٧_ مصدر سعادتها.
١٨_ حُضن.!
١٩_ نعمة وجودك.
٢٠_ شيب مفاجئ.
٢١_ كنتِ قولي لي.
٢٢_ إرتواء.
٢٣_ إنتهاك.
٢٤_ إنتفاضة.
٢٥_ إمتنان.
٢٦_ فُستان أبيض.
٢٧_ تثبيت.
ليس فصلًا.
٢٨_ إحتفال.
٢٩_ دحيحة.
٣٠_ بدايات مُتأخرة.
٣١_ إلى ما لا نهاية.
٣٢_ فُرصة ثانية.
٣٣_ أناني.
٣٤_ مَشرُوع.
٣٥_ إدعاء الفضيلة.
٣٦_ غيرة.
٣٧_ مُتحكم.
٣٨_ إعتراف.
٣٩_ لا تَترُكيني.
٤٠_ فاضَ الكيلُ.
٤١_ فُراقٌ.
٤٢_ بداية النهاية.
٤٣_ فصل إضافي.
غير قابل للمس_معرض القاهرة الدولي للكتاب.

١٣_ مُتفهم.

14.7K 1.1K 0
By Romysaa_Amr

_ ماما أنا موافقة على أدهم .

كانوا جالسين على طاولة الطعام يتناولون فطورهن
لتخبرهن مِيرال بقرارها ، أطلقت وأدلتها زغروطة سعيدة

_ ألف ألف مبروك يا حبيبتي هروح أكلم أم أدهم و أفرحها .

ثم رحلت مُسرعة تحادث والدة أدهم بينما أحتضنتها ملك بسعادة

_ مبروك يا قلبي ربنا يتمملكوا بخير .

إبتسمت ببساطة ثم بادلتها العناق براحة

_ وإنتِ كمان يا ملك ربنا يسعدك إنتِ ومراد ، صحيح حجزتوا القاعة ؟
_ آه مراد حجزها بعد ما بعتلي الصور وإتفق على كل حاجة .
_ مبروك يا حبيبتي .
_ الله يبارك فيكِ .

قاطعت والدتها جلستهم وهي تصيح بحماس

_ أم أدهم مُصرة أنه قراية الفاتحة تكون انهاردة بليل بس أنا أقنعتها تكون بكرة بليل عشان أعزم عمتك ونظبط الدنيا .
_ أوه واضح إنهم مستعجلين أوي يا عيني عليك يا أدهم وقعت ومحدش سمى عليك .

ضحكت بخفوت

_ أنا رايحة الشغل شوفوا هتعملوا إيه وأنا معاكوا .

ثم رحلت قبل أن تستمع إجابتهما ، ليست مُتحمسة لأي شئ مما سيتحدثون به ولا يمكنها تزييف مشاعرها أكتر من هذا ، دلفت للفصل الخاص بها و كل أفكارها السلبية تبخرت أمام براءة الأطفال

_ صباح الخير يا حلوين عاملين إيه النهاردة ؟

تتعمد التعامل معهم كأشخاص بالغين حتى يكتسبوا ثقة بأنفسهم و يتفاعلون معها سريعاً

_ تحبوا تاخدوا عربي ولا Math ؟

تعالت أصواتهم بحدة لتطرق على الطاولة بـ شدة

_ لا لا كده مينفعش الهرجلة دي مخلياني مش سامعة حد ، وبما إني ست ديمقراطية هشوف قد إيه اختار عربي وقد إيه math موافقين ؟

تحمسوا لفكرتها وقد وقع الإختيار على الرياضيات لتبدأ شرحها بطرق مختلفة كي يستوعبون المعلومات ، إنتهى يومها بسلام أو هكذا ظنت حيث أنها عندما عادت وجدت والدتها تنتظرها

_ يلا بقى ننزل نجيب الفستان .
_ فستان إيه ؟

سألت بغباء لتجيبها والدتها وهي تتجه نحو باب الشقة

_ فستان قراية الفاتحة هيكون إيه ، وكمان عايزة أكلمك في حاجة قبل ما ننزل .

جلست تتابع والدتها التي عادت وتحدثت بجدية

_ دلوقتي إنتِ كبيرة يا مِيرال وبتتحاسبي وما شاء الله عليكِ إنتِ محترمة وبتصلي لكن بردو الحجاب فرض يا بنتي ، أنا بقولك ده دلوقتي لأنك هتتخطبي فـ حاسة بنتي الصغيرة خلاص كبرت أبوكي الله يرحمه كان دايما بيفكر في الموضوع ده بس بيبقى خايف يكلمك لـ تزعلي
متعذبيش أبوكي لما يجي يتحاسب عليكِ يا بنتي .

قلبت كلام والدتها في عقلها و وافقت هي لا تحتاج لمعرفة أن الحجاب فرض هي فقط كانت تحتاج دافع أعطته لها والدتها ، لتردف ببسمة صغيرة

_ يلا يا ماما نجيب فستان ومعاه طرحة كمان .

توسعت إبتسامة والدتها و قبلتها ثم بدأوا بالبحث عن الفستان المنشود ، حتى وجدت مِيرال ضالتها فستان رقيق بنفسجي و حجاب أبيض وإشترت بعض الأساور حتى ترتديها وعادت برفقة والدتها

_ وروني كده جبتوا إيه ؟

هتفت ملك وهي تتفحص الأكياس بشغف

_ إيه تا إيه تا ، إيه الحلاوة دي وكمان حجاب تعالي يا روحي أما أبوسك .

اقتربت منها ضاحكة ، ثم فكرت أنها لم تتحدث مع أدهم حتى الآن لم تخبره عما يجول بصدرها أو مشاعرها السابقة كانوا في طريقهم للنوم حتى قطعت مِيرال الصمت المطبق على الغرفة

_ ملك نمتي ؟
_ صاحية .
_ هو أنا المفروض أقول لأدهم عن مشاعري ناحية لؤي قبل كده .

تعلقت أنظار تجاه ملك للسقف وهمست

_ لا أوعي تعملي كده ، إنتِ شايفة مجتمعنا دلوقتي عامل إزاي و واحد زي أدهم ممكن يكون عمره ما حب أو حياته كلها مذاكرة بس فـ هيشوف إنه من حقه يتجوز واحدة هو أول واحد في قلبها قليل أوي إلي هيقدر يتعايش مع فكرة إنك كنتِ بتحبي حد قبل كده .

شردت قليلاً و بدأ قلبها ينبض بشدة حتى أدهم بإمكانه رفضها إن علم بمشاعرها تجاه لؤي ومراد سابقاً هي لن تتحمل شعور الرفض الذي تذوقته مراراً حتى إنفطر قلبها ،
كانت تتوق شوقاً للإرتماء فوق سريرها منذ دقائق والآن رغبتها في النوم إنعدمت فتشت عن دوائها لتجده قد نفذ كيف لم تلاحظ
أحضرت هاتفها وسمعات أذنها و مازالت مُستليقة كما هي حتى شعرت بأشعة الشمس تتعامد على وجهها رفرت أهدابها بإنزعاج ونهضت من مرقدها تشعر بصداع مؤلم
دلت ما بين عيناها بألم ثم بدأت بالإستعداد للذهاب لعملها

_ إنتِ هتروحي الشغل ؟

فركت عيناها بنعاس

_ أيوة مينفعش مروحش أنا ما صدقت لقيت شغل عشان أغيب وأنا لسه متعينة .

وكالعادة لا تستطيع والدتها إثنائها عن رأيها وقد كان يوماً شاقاً بين الركض خلف الأطفال و الصداع الذي يكاد يفتك برأسها و التوتر المصاحب لها بسبب قدوم أدهم ولكن أنقضى اليوم في العمل بدون جديد يذكر ، عادت للمنزل مُنهكة لتبدأ جلسة الماسكات و العناية بالبشرة
و إنتهى الأمر بها ترتدي حجابها للمرة الأولى و فستان فضفاض سماوي ، بدت رقيقة برغم ملامحها الغير متكلفة

_ قمر يا روحي اللهم بارك .

قالت ملك بتأثر ثم ضمتها بشدة عندما توفى والدها و رأت الجانب الآخر من مِيرال أدركت معاملتها الخاطئة لها و الأذى النفسي التي تسببت لها به و هي تحاول تعويض مافاتها برفقة شقيقتها

_ عقبالك يا ملك .

ابتسمت لها مِيرال بحب فـ مهما حدث و سيحدث ستظل شقيقتها الوحيدة و الوفية ، طرقت والدتها باب الغرفة وتطلعت لابنتها بتأثر ثم بكت اقترب منها مِيرال في مرح نادر

_ إيه يا ست الكل بتعيطي ليه ؟
_ خلاص يا حبيبتي كبرتي وبقيتي عروسة .

ضحكت حتى دمعت عيناها ثم إقتربت تقبل وجنتاها

_ إنتوا المصريين تموتوا في الدراما ماما إحنا لسه مقعدناش واتكلمنا أصلا ، يعني ممكن هو يرفض أو أنا بسيطة خالص .

قالت والدتها بدعاء

_ ربنا يجعله من نصيبك يا مِيرال يا بت بطني .

هزت رأسها بيأس ها هي والدتها تبتهل من أجل أدهم الذي لاتعرف عنه سوا القشور لا تعلم هل هو مناسب لها أم لا

_ نستيني يا بنتي ، أدهم ومامته برا .

توترت فاجأة و تعرقت يداها و بدأ ريقها يجف لكنها إدعت الثبات وهي تهمس

_ طب يلا نخرج الناس قاعدة لوحدهم عيب .

خرجوا من الغرفة متجهين نحو الصالون و قامت والدة أدهم بـ الإثناء على مظهر مِيرال الجديد و حاجبها مما جعلها تشعر براحة قليلاً ، بعد قليل بدأوا جميعاً ينسحبون تاركين المجال لأدهم ومِيرال حتى يخرجوا ما في جعبتهم
كان الجو مكهرب ولا يجد أياً منهم ما عليه قوله ، حاول أدهم قطع الصمت بسؤالها عن عملها

_ أخبار شغل الحضانة إيه ؟

لمعت عيناها بسعادة لم يراها من قبل

_ كويس جداً الحمد لله .
_ أهل حاجة تكوني مرتاحة .

قال بجدية و هدوء لتقابله بابتسامة يشوبها بعض التوتر

_ مرتاحة جداً .

ثم نظرت للسماء قليلاً تستمد طاقتها من النجوم اللامعة

_ وأنت أخبار شغلك إيه ؟
_ سبته .

قال بملامح مسترخية ونظرت له هي بتعجب

_ ومبسوط ؟
_ أكيد أنا عمري ما كنت مرتاح في شغلانة ، اشتغلت في مطاعم و كافيهات اشتغلت كول سنتر و كاشير
سواق أوبر شوية على عربية متأجرة ة ديليڤري شوية
عشان أقدر أصرف عليا أنا وأمي مادام الشهادة مش جايبة همها .
_ إحنا في بلد بتسقف للهلس و المتعلم يا عالم بيكون مصيره إيه بس هو مش بيكون أحسن حاجة أكيد .

أرجع ظهره للخلف قليلاً وتنهد بصوت مسموع

_ بفكر أشتغل ظابط بس ظابط إيقاع بدل البهدلة دي .

ضحكت بخفة ثم أردفت بتسأل

_ وشغال فين دلوقتي ؟
_ سكريتير في مركز كورسات .

ابتسمت له بدعم

_ طب حلو جداً ، مبسوط أهم حاجة ؟
_ لأ .

قال ببساطة وصراحة ثم أكمل

_ هو الحمدلله على كل حال ، بس مش ده إلي أنا عيزاه
أنا حالياً باخد كورسات تسويق إلكتروني حبيت المجال وشغله كويس بس أنا لسه مخلصتش تعليم ، مش هحس بسلام نفسي غير لما أحس إني بعمل حاجة ليها قيمة .
_ نزولك و شغلك في حد ذاته إنجاز عظيم .

رفع كتفيه بلا مبالاة و ارتشف من كأس الماء البارد

_ بس مش هيفرق مع البشرية في حاجة ، و هموت وكأني مكنتش موجود حتة واحد بينزل كل يوم يتمرمط عشان خاطر شوية فلوس هو ده الإنجاز .

نظرت له بيأس هي أكثر من يعلم كلماته تلك لكنها لا ترغم بأن تذكرها البشرية لذا قالت ببرود مماثل لبروده

_ أنا بقى مش فارق معايا البشرية في حاجة أنا عايزة أعيش في سلام لحد ما أتكل على الله و أموت .
_ وجهة نظر تُحترم بردو بس أنا مش كده .

إعتدلت في وضع الدفاع و التأهب

_ تعرف أم طموحك ده إلي عامل فيك كده ، يا أخي هو في حد عايش في مصر ولسه بيحلم
المفروض يكتبوا في المطار Welcome to Egypt
الصخرة التي ستتحطم عليها أحلام عدة أجيال زي الورد والله .
_ لو بطلنا نحلم نموت .

قال ببساطة لتضحك بصخب و سخرية

_ على أساس إحنا عايشين أصلاً ؟
_ آه عايشين مش أنت بتتنفسي دلوقتي ؟!
_ بتنفس آه ، بس عشان أعيش باخد كمية أدوية كل يوم
ده أنا حلمي إني أنام طبيعي زي البشر عايشة آه هو في أجمل من كده عيشة .

إعتدل في جلسته ثم قال بجدية

_ عارفة العامل المشترك بينا إيه ؟

هزت رأسها بجهل ليضيف

_ إنه الدنيا دايسة على وشنا جامد أوي ، خزانين أحزان إحنا أنا أطمنت على مستقبلنا خلاص .

حاول جعل نبرته الأخيرة مرحة لكسر سوداوية الجلسة

_ أنا قلقانة عليك واللهِ مني .

قالت ضاحكة

_ عيب عليكِ ، أنا اكتسبت مناعة من بعد ما أبو البنت إلي كنت بحبها رفضني .

نظرت له بفضول وربعت قدماها و كأنه سيقص عليها قصة ، بينما هو خبط جبينه بكفه وعض شفتيه المُمتلئة قليلاً

_ عكيت صح ؟

ضحكت بشدة على تعبيارته ثم قالت بتريث

_ لا عادي ، ولو حابب تحكيلي معنديش مشكلة .
_ معنديش مشكلة طبعاً بس هي قصة كلاسيكية أوي ، حبيت واحدة في الجامعة بس أنا كنت ابن ناس أوي فمحاولتش أقولها ولا أكلمها بس الجامعة كلها كانت عارفة تقريباً بسبب نظاراتي ليها ، لقيتها في يوم جت و صارحتني بمشاعرها وقتها كنت طاير واعترفت لها بمشاعري أنا كمان و روحت اتقدمت لها بس هي أبوها كان دكتور في الجامعة و إستعيب يجوزها واحد لسه بيدرس برغم إني وقتها كنت بشتغل بردو بس بابا كان عايش لسه
، كنت شاب مُفعم بالحيوية والأمل بطريقة مرعبة إجتهد و إشتغلت على نفسي و طلعت الأول تلت سنين و جيت في آخر سنة شلت مادة بدون سبب و متعينتش معيد بسببها و بسبب أبوها إلي وصى على ابن اخته إلي كان نفس دفعتنا و وهو إلي بقى معيد و طبعاً بنت الدكتور هتتجوز المعيد
وإلي بيشتغل كاشير و أبوها سقطه في مادة عشان يبعد عن بنته ملوش قيمة .

رأت الدموع تلمع بعيناه مع ذكر كل ما عناه لكن سارع يعدل موقفه بسخرية

_ وبس كده يا ستي شورت ساد إستوري ، قعدت فترة بعدها عندي إكتئاب وكنت عامل زي عمار حسني بالظبط و كنت عايز اقطع شراييني و ارتاح لأنه كل ده جي تزامناً مع موت والدي فـ مكنتش شايف في حياتي شئ حلو أعيشه .
_ وخرجت من حالتك دي إزاي ؟

سألت بإهتمام

_ روحت لدكتور نفسي بعد ما اتأكدت إني بدمر حياتي و بقهر قلب أمي على ابنها الوحيد ، كنت في الأول مش مقتنع لحد ما فات شهر و بدأت أحس بتحسن في نفسيتي
وكأني كنت لابس نضارة سودا و قلعتها وبس كده وبقيت أدهم إلي أنت شيفاه .

أسندت وجنتها على يدها ثم تنهدت بحيرة

_ لو أدهم القديم كان موجود كنا هنبقى صحاب جداً .
_ أدهم القديم موجود جوايا مراحش بس الفرق إنه بقى محبوس ، جوايا لسه حزين و عانى كتير و مازال بيعاني
متغركيش المظاهر يا مِيرال بس للأسف محدش كان هيقبلني بنسختي القديم أحمد خالد توفيق قال :
" كلهم يُريدوننا بنسختنا السَعيدة الظلام لنا وحدنا "
فلسوء حظنا الشديد يا أختاه إنه إحنا لازم نبقى زي البهلوانات طول عمرنا بنضحك و خلاص .

اتفقت معه و تجعدت ملامحها كزجاجة بغاتتها مياة ساخنة ، نظر نحوها بشئ من الفضول و ثبت أنظاره عليه
إرتبكت وقالت بدفاع

_ إيه ؟
_ إيه ؟

قالها بنفس الثبات لتقول بحنق بالغ

_ بتبصلي كده ليه ؟
_ مش عايزة تقولي حاجة ؟

" حاجة واحدة ؟ "

همست بسخرية داخل عقلها و إعتدلت

_ إشمعنا يعني ؟

رفع كتفيه بلا مبالاة مجددا

_ مش عارف حاسس في حاجة عايزة تقوليها ؟

وزنت الأمور في عقلها وحسبت الخسائر لتجد أنها لن تخسر أكثر مما خسرت ، الحديث يكاد يخنقها ولا تعلم لما أدهم تحديداً الذي أعطى لصمتها الضوء الأخضر للفرار
و بدون وعي أو إرادة وجدت نفسها تحكي له كل ما مرت به حبها للؤي الأثم مراد و مشاعرها التي بدأت تتحرك نحوه .. موت والدها إهانتها و تكسير قلبها و تهمشيمه
عملها و إعتمادها على ذاتها .. وحدتها الأبدية التي إخترتها
باحت حتى أنهكها البحو ، مسحت وجنتاها المُبتلة بقطرات دمعية خانتها

_ الجدير بالذكر إنه رغم كل حاجة إلا إني عمري ما كرهت حد ، مؤمنة إني مخلوقة جوايا شيطان و ملاك و إني بغلط وبصيب فـ إلي مصبرني إني عارفة إنه عليا جزء كبير غلط وإني مش ضحية و استحق إلي بيحصلي.

قال بعد صمت قصير يجمع فيه شتاته

_ إنتِ غلطتي آه و أهم حاجة إنك عارفة ده بس لا متستحقيش ده إنتِ برغم كل حاجة مئذيتيش حد
ومتزعليش مني والدك و والدتك عليهم غلط بردو
، محدش يستحق يخرج خسران لوحده وأنا متأكدة إنه مش دي النهاية ولسه جاي كتير أكتر مما إنتِ متخيلة .
_ بتخوفني يا أدهم .

نظر لها بعدم فهم

_ بخوفك ؟
_ آه كلامك رد فعلك ، أنا كنت ناوية إني محكيش حاجة و ملك قالت لي كده بردو مادام حاجة عدت وإنتِ عرفتي غلط فملوش داعي تقوله بس لقتني بحكيلك ،
كنت متوقعة إني أنزل من نظرك أو تأنبني و تلومني زي كل الناس أو تقوم تاخد بعض وتمشي حتى .
_ شيفاني سطحي أوي كده ؟
_ مشوفتش راجل مش سطحي

أجابت بصدق أضحكه

_ لسه الأيام هتعرفك عليا ، لو كنتِ هتوافقي أصلا .

قال بمكر فـ أجابت بمكر مماثل

_ و موافقش ليه ؟
_ إنتِ أدرى .

ثم مط شفتيه بطريقة لطيفة جعلتها تضحك ، تأملت ملامحه لدقائق يبدو عادية ملامح هادئة خصلات مجعدة مرفوعة بتنظيم ، عينان بنيتان يمكنها الجزم أن لونهما يفتح في الشمس أنف دقيق .. و شفتان ممتلئتان وكانا أول ما لحظتهمها عيناها ، وكان ما يميزه الغمازتان المحفورتان في وجنتاه
جسده طبيعي لكنه يتمتع بلياقة و جسد رائع بالنسبة لطولها المرتفع

_ هما سابونا قاعدين كل ده ؟

قال بعدم تصديق فنظرت للساعة وشهقت

_ ساعتين ونص ؟
_ تخيلي ؟!

قالها ضاحكة بخفة وقد ظهرت غمازتيه أكثر

_ ومحدش سأل علينا كده .

فركت قدماها التي تخدرت من جلستها المتربعة و أطلقت تأوه بسيط وهي تنهض

_ آيي يا رجلي ، أنا هروح أشوف ماما .

نهضت قبل ما أن يجيبها هي لا تصدق أنها جلست طوال تلك المدة برفقة أي كائن حي !

_ ماما إنتِ فين ؟
_ تعالي يا مِيرال أنا وعمتك ومامت أدهم في أوضة المعيشة .

لقد أتت عمتها متأخرة لذا لم تشعر بها وكانت بالطبع برفقة إبنيها

_ أدهم فين ؟
_ سبته قاعد في الصالون لحد ما أشوفك فين .

مشطت الغرفة بأنظارها مراد و ملك منهكان في الحديث و لؤي و وسام و تجمع النسوة الثلاثة يتحدثن في مواضيع عدة
_ طب نادي يقعد معانا لو خلصتوا كلام .

دخلت للصالون بملامح متهجمة عكس التي خرجت بها

_ مالك ؟

سأل بقلق ، لترتمي على الكرسي بعصبية لأول مرة تظهر حقدها نحو أبناء عمتها أمام أحد

_ أنا آه مش بكرهم بس مش هيفضلوا ناطين هنا كل شوية ، و البت وسام خطيبة لؤي دي ياباي عليها كل ما ببصلها يبقى عايزة أديها قلم تاني على وشها .

قهقهق بصخب ثم تداركت نفسه بجدية

_ مِيرال محدش بيتبرى من أهله وإنتِ مع الأسف مضطرة تشوفيهم و تتعاملي معاهم .
_ يخربيت تفهمك يا جدع .

قالت حانقة بنبرة جعلته ينفجر ضاحكا مرة أخرى

_ عمرك شوفتي حد متفهم زيّ كده ؟
_ إطلاقاً .

خرجا سويا حتى غرفة المعيشة ، شعرت مِيرال بحزازية تعامل أدهم مع مراد و لؤي و قد عذرته فهو في النهاية رجل

_ يبقى كده نقرأ الفاتحة .

قالت والدة أدهم بعد أن اتفقوا على كل شئ مسبقاً ، بعدما قرأوا الفاتحة جميعاً أخرج أدهم من جيبه علبة صغيرة بها خاتم ذهبي تناولت والدته من يده و وضعته في اصبع مِيرال

_ ألف ألف مبروك يا حبيبتي .
_ الله يبارك في حضرتك .

هاناهم الجميع و بعد رحيل عمتها و أولادها مع النظرات الحاقدة التي وجرت وسام مِيرال بها ، استئذن أدهم و والدته الرحيل أوصلتهم حتى باب الشقة

_ موبايلك فين ؟

دخلت تحضره فتلقاه منها بسعادة و دون رقمه

_ نبقى نتفق عشان ننزل نجيب فستان لخطوبة ملك و ناخد مامتك كمان ، لو مجبتيش يعني .
_ مجبتش لأ .
_ يبقى تمام أوي شوفي تحبي ننزل امتى .

هزت رأسها بصمت حتى قام هو الأخر بتدوين رقمها عنده

_ تصبحي على خير .
_ وأنت من أهل الخير .

دخلت لغرفتها تحررت من فستانها و بقيت بملابس نوم خفيفة داعبت الخاتم الذي يحتضن إصبعها بشرود قاتم ، رغم حلاوة ما يحدث إلا أنها تتوقع الأسوء دائماً
نهضت تتناول دوائها الذي أحضرته وهي آتية من عملها
و نامت وهب تتمنى أن يخيب الواقع توقعاتها ككل مرة .

Continue Reading

You'll Also Like

91.6K 7.7K 62
ماذا إذا علمتُ أن الأرض لها مكافئات ؟ مهلًا أقصد جميع الدول لها مكافئات بمعنى أنني أنا وأنت نعيش فقط على الجزء العلوي أيًا كانت دولتك ولكن هناك حياة...
5.5K 231 14
عندما يحيط الخطر من نحب وتعجز أجسامنا عن حمايتهم ستفعل ارواحنا المعلقة حتى تتلاشى بهدوء مع الخطر لانتهاء واكتمال غايتها. السرد فصحى والحوار عامي بدأت...
338K 27.4K 53
ربما في القاع ، جميعنا متشابهون وثمة شيء مشترك بيننا "نحن نعشق الحب ونكره الحبيب ،ربما لأن الحب حرية والحبيب قيد ، الحب رحيل لا متناه ، والحبيب إقامة...
342K 7.9K 34
لو إلتقينا في عالم آخر لوقعت.. لغرقت وتهت في حبك ولكن ولدنا هنا في عالم انتِ القاتلة وانا السجان واه من حرقة الإنتقام ولهيبها تهنا معًا في هذا الظلام...