الحلقة الثامنة والعشرون

2K 111 30
                                    

#وللأقدار_أسباب
#الحلقة_الثامنة_والعشرون

طرقات على باب المنزل جعلتها تغير وجهتها من المطبخ إلى الباب .. كانت ترتدي ثوب الصلاة لكونها قد انتهت توًا من تأدية فرض العشاء .. تساءلت عن هوية الطارق ليتقافز قلبها بداخلها حينما اخترق صوته قلبها ..

حاولت جمع شتات أمرها وهي تزدرد ريقها مع فتحها للباب ..
تقابلت الأعين لثوان فقط قبل أن تشيح هي بنظراتها وهي تشير له بالدخول :
- اتفضل يا عمار أهلا وسهلا .

ابتسم بخفة وهو يلج بخطواته متحدثًا :
- افتكرتك من شوية قولت آجي أتطمن على العيلة الكريمة .

هل عليه أن يخبرها بذلك الآن ؟!! .. ألا يكفي قلبها وما هو فيه بسبب رؤيته ليزيد الطين بله بحديثه هذا !!

أنقذها صوت والدها الذي تحرك تجاهه مرحبًا به وبقدومه .. ثم ولجا لصالة الاستقبال في حين دخلت بدور للمطبخ كي تحضر الضيافة وابتسامة جميلة تزين ثغرها .. لقد تذكرها .. إذا هو يفكر بها وبأمرها .. يا إله تشعر بقلبها سيقف من شدة ضرباته ..

أخرجها من حالتها صوت بدر التي قامت بتعرية الحقيقة أمام قلبها الأحمق :
- على فكره هو قال افتكرتك .. مقالش بفكر فيكي .. تفرق يا بدور .

ناظرتها بدور لثوان ثم تركت ما بيدها وهي تتحدث بتوتر :
- هو .. أنا شكلي هبلة أوي صح ؟.. مدلوقة ؟!

بدر ببساطة :
- أبدًا .. انتي متحكمة في مشاعرك قدامه بشكل كويس أوي .. بس تحكمك في مشاعرك لازم يبقى قدام نفسك مش بس قدامه هو .

نظرت بدور بعيني بدر تحاول فهم ما ترمي إليه .. ولكن عبثًا لقلب هام عشقًا منذ الصغر أن يُحَجِّم عشقه ..

كانت بدر على وشك المغادرة لكنها توقفت بسبب يد بدور التي أمسكت بها لتناظرها بتساؤل ..

ازدردت بدور ريقها وهي تفكر فيما ستتفوه به لكنها تحدثت بعفوية :
- ممكن نبدل أنا وانتي اللبس وتطلعي تودي العصير بدون ما تتكلمي أو تضحكي وتشوفي هيعرفك ولا لأ ؟

عقدت بدر حاجبيها لثوان تُقلب حديث أختها في عقلها قبل أن تكتم ضحكتها عُنوة وهي تومئ برأسها ..

ركضتا لغرفتهما وقامتا بتبديل ثيابهما لتتنهد بدور بقوة وهي تدعو في داخلها أن يميز بينهما هذه المرة ...

أحمق هو الحب ..

خرجت بدر من المطبخ وهي تحمل الضيافة وتحاول جاهدة ألا تضحك ..
وقعت عينيها في عيني عمار الذي عقد حاجبيه لثانية من الزمن ثم أشاح بنظره إلى الأرض محاولًا كتم ضحكته هو الآخر ..

حقًا أحمق هو الحب ..

وضعت بدر الضيافة وكانت على وشك الذهاب لكن أوقفها حديث عمار المتسائل في خبث :
- مفيش إزيك يا عمار ؟.. منور يا عمار ؟.. طب أمك وأبوك عاملين إيه يا عمار ؟..

وللأقدار أسباب  " ماذا لو ... " Where stories live. Discover now