الحلقة الثامنة عشر

1.9K 113 15
                                    

#وللأقدار_أسباب
#الحلقة_الثامنة_عشر

كانت عبراتها تنسال في صمت تام وهي تنظر للبعيد شاعره بتلك الغصة التي تقتلع خلايا قلبها المعذب .. إنها تتألم بحق .. إنه محق .. لا يقول سوى الصدق .. هذا ما ستتعرض له ذات يوم ولن تجد من يخبرها بهذا الحديث في صدق .. لأن صاحبة النصيحة ستنفض يدها ما إن تعلم بما فعلته هي بها .. بل وما تزال تتابع في هذه اللعبة الرخيصة ..

بينما تستمع بدر لما يقوله هيثم بإعجاب غريب يتسلل إليها مع كل كلمة ينطق بها .. هل هيثم الذي تبغضه منذ الوهلة الأولى ليس بالشخص السيء كما ظنت ؟!.. هل يخرج هذا الحديث عنه هو الآن !!
لكن لا .. لن تضعف الآن أبدًا .. ولن تجعله يسيطر على عقلها وقلبها ببعض الكلمات التي لن تجعله يكون محقًا بها .. هذا تحدي .. ولن تخسر ..

التفتت بكامل جسدها تجاهه وهي تناظره من أعلاه لأخمصه في شبه نظرة استفزازية مع حروفها التي خرجت بحدة مقصودة :
- مين حفظك الكلمتين الحلوين دول بقا يا ترى ؟!.. على كل حال اللي حفظهملك فاشل لإنه معلمكش تاخد ريآكشن الكلام وانت بتقوله .. يعني مثلا لما تقولها لازم تقفي على رجلك وتكملي وتختاري واحد يستاهلك ويكون شبهك في كل حاجه عشان تكونوا متكافئين .. ساعتها لازم صوتك يكون هادي مش متسربع وكإنك حافظ مقال وجاي تسمعه .. ثم إني يؤسفني وبشدة كمان إني أقولك إن الجملة دي غلط .. يعني إيه تدور على اللي يشبهها عشان يكونوا متكافئين !.. اسمها دوري على اللي يكملك عشان توصلوا لمرحلة الروح الواحدة فتهَوِّنوا على بعض كل حاجة .. تدور على حد يستاهل اللي هتقدمه وميكونش أناني بياخد وبس .. كلامك على الراس يا استاذ هيثم بس الحقيقة إننا متخليين عن خدماتك الجليلة وتقدر حضرتك دلوقتي تروح تقف مع صاحبك عشان يشتري بدلة الخطوبة .

كان يناظرها بأعين تنطق بالشر .. لن يجعلها تحيى في سلام تلك الغبية .. يقسم .

التفت برأسه لرحاب التي توزع نظراتها بينهما في تيه .. فحمل هاتفه ومفاتيح سيارته وغادر دون أن ينطق بحرف واحد .

أخرجت زفيرًا قويًا وهي تنظر في البعيد تحاول تجميع شتات أمرها قبل أن تتحدث من جديد :
- يلا يا رحاب .. يدوب نرجع النادي  .

تحركت رحاب وهي لا تدري كيف لها أن تصلح ما أفسدته هذا !.. بدر بريئة ولا تستحق ما تسعى رحاب لفعله بها .. وهيثم تحدث عن مستقبل تثق تمام الثقة أنه آتٍ لا محالة .. آتٍ لا محالة .



(🌸إن المصائب ما جاءت لتهلكك إنما جاءت لتمتحن صبرك وإيمانك، والله مع الصابرين.🌸)



وصل حيث الجهاز وصف سيارته ودخل حيث اللواء سامي الذي ناظره بقلة حيلة متحدثًا بجدية :
- أفهم سيادتك جاي تعمل إيه ؟

عمار وهو يجلس إلى أقرب مقعد :
- شغلي .. أنا مبحبش رقدة المستشفيات .. إيه مشكلتكم !

سامي بقلة حيلة :
- لا مشكلة ولا حل يا عمار .. المهم .. المحاكمة الأسبوع الجاي .. وانت وفريقك قمتوا بعمل فوق الرائع بمراحل .. تكاتفكم وسيطرتك عليه وخططك كانت ممتازة .. بس طبعا ده ميمنعش أبدًا إن في خطر بيحوم حوالينا حاليًا ..  أو خليني أكون صريح أكتر .. في خطر بيحوم حواليك إنت تحديدًا .

وللأقدار أسباب  " ماذا لو ... " Where stories live. Discover now