الحلقة الثامنة

1.8K 107 30
                                    

#وللأقدار_أسباب
#الحلقة_الثامنة

تحركت من منزلها بعدما ارتدت ثيابها الخاصة بالجامعة واتجهت إلى حيث ستستقل أول مواصلاتها ..

خرجت من البوابة الكبيرة ليستوقفها نداء تعرف صاحبه جيدًا ..

بشير بعدما وصل إليها :
- رايحة فين يا قلبي ؟

وجد بابتسامة هادئة :
- الجامعة .. في امتحانات ميدترم النهاردة .

بشير بهدوء :
- طب تعالي يلا هوصلك .

وجد :
- لا لا .. روح انت شغلك مع أبوك .. أنا هروح مواصلات عادي .

بشير بجانب عينه :
- من امته الاحترام ده !.. يعني مش هتعملي عليا بلطجية وتيجي تكبي في قفايا ميه وأنا نايم وتقولي اصحى قوم وديني الجامعة .. او تهدديني إنك تبوظي كاوتشات العربية لو منزلتش أوديكي ؟

وجد بابتسامة حزينة :
- ولا هروح لبابا وأقوله حفيدك مش راضي يوصلني وهو يطلع يجيبك من قفاك .

التمعت العبرات في عينيهما معًا ليضمها بشير إلى صدره وهو يدسها داخل أحضانه كأنه يعدها بالحماية والسند ..

تشبثت هي بثيابه وأخذت تفرك برأسها في تجاويف عنقه كقطة أليفة .. بينما تعبث بأصابعها في خصلاته من الخلف .. تلك العادة التي لازمتها منذ الصغر لكونها كانت تعبث بخصلات والدها التي أصبح لا يقصها لكونها تحبه طويلًا ناعمًا ..
لطالما ورث بشير جمال خصلات جده وروحه التي تبعث الطمأنينة بالمكان الذي يتواجد به .

بشير بابتسامة هادئة :
- علميًا إنتي عمتي .. عمليًا إنتي بنتي وأختي وحبيبتي كمان .. إوعي تحتاجي حاجه يا وجد ومتطلبيهاش .. وإوعي تكوني محتاجة حضني وتبعدي .. مش هسامحك يا وجد .

قرصت وجنته بحب وهي تتمتم بمزاح :
- مش عارفه آخد عليك وانت عاقل .. طول عمري حساك مجنون وعبيط كده في نفسك .. وهتفضل كده مهما حاولت تعقل بردو .

كز أسنانه بغيظ ودفعها بعيدًا عنه متمتمًا في حنق :
- طب والله انتي ما بينفع معاكي الأدب .

ضحكت بخفة وهي توليه ظهرها فظن أنها ستذهب مواصلات .. لكنه تفاجأ بها تقف عند باب السياره وتعبث بحاجبيها متمتمة :
- يلا يا بن أخويا أخرتني على جامعتي .

زفر بغيظ وهو يتجه إلى السيارة متوعدًا لها .. تلك المشاكسة .

       🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂

دلفت حيث اللواء سامي السلام والذي أثنى كثيرًا على عملها .. لكنها تفاجأت حينما دلف عمار دون أن يطرق الباب ووقف مقابل اللواء بابتسامة واسعة وهو يتحدث بلباقة :
- ولا أقدر في يوم مشرفكش .

ابتسم سامي برضا وهو يربت على كتفه بفخر تام متحدثًا بثقة :
طول عمرك مشرفني يا عمار .. والحقيقة .. انتوا الاتنين شرفتوني المرادي .. بس طبعًا مش هتناسى فكرة سلاحكوا اللي خرج وسط الحرم الجامعي .. واللي كان ممكن يعرضنا لمشكلة خطيرة لو واحد من تجار المخدرات دول فكر ولو لثانية إنه يستغل حد من حرم الجامعة ويهدد بيه .. عشان كده ديما أقلكوا اعملوا قواعد لأنفسكم وامشوا عليها .. المُرتب في أفكاره .. ناجح في خطواته .

وللأقدار أسباب  " ماذا لو ... " Where stories live. Discover now