الحلقة الخامسة

2K 125 16
                                    

#وللأقدار_أسباب
#الحلقة_الخامسة

دلف إلى الجامعة وهو يقود دراجته النارية والتي يهيم بها عشقًا .. ولا يتحرك سوى بها .

أوقفها عند إحدى الاستراحات وترجل منها حاملًا حقيبة الظهر خاصته والتي لا يتحرك أيضًا سوى وهي معه .. نظر بعينيه التي تُغطيها نظارته الشمسية إلى المبنى الذي سيدلف إليه من أجل حضور إحدى المعامل الخاصة بكلية العلوم .. تلك التي كرهها منذ أن دلف إليها .. لكنه مضطر لأن يتحمل الأمر من أجل أسباب وجوده بها .. فأسبابه أقوى منه .. فقط مجرد وقت وسيغادرها دون أن يفكر حتى في تذكر أيامها المتشابهة ومعاملها التافهة من وجهة نظره .

أخرج زفيرًا قويًا قبل أن يضع يده في جيب بنطاله الجينز الأزرق تاركًا قميصه ذو الخطوط المتوازية يتطاير خلف ظهره بسبب فتحه لأزراره جميعها فيتبين من أسفله تيشيرته الأبيض السادة والذي يُظهر عضلات صدره بوضوح .

دلف إلى المعمل ليجد لنفسه مكانًا بين الصفوف بعدما وضع حقيبته أرضًا بجانب قدمه ورفع نظارته إلى منتصف خصلاته وبدأ بطرقعة رقبته يمينًا ويسارًا وهذا ما جذب انتباه تلك الجالسة من خلفه مباشرة وقد تتبعته بعينيها حتى جلس أمامها لتخترق رائحة عطره أنفها متسببة في سريان تلك القشعريرة إلى أطرافها .. فازدردت ريقها بحلق جاف وهي توبخ ذاتها على ما تشعر به هذا .

دخل المحاضر لبعض الوقت ومن ثم خرج ليزفر عمار وهو ينظر لساعة معصمه السوداء وتحرك من مكانه متجهًا إلى الكافتيريا .

ما إن خرج من الباب حتى أنزل نظارته يخفي بها عينيه عن الشمس الساطعة في كبد السماء لتشكل أشعتها أسهمًا تخترق لون السماء الصافي في مظهر بديع للغاية ..

أنزل عينيه عن قرص الشمس متنهدًا ووضع يداه بداخل جيبه وتحرك دون أن يدري عن تلك التي خرجت هي الأخرى ولا تزال تراقبه .

توقف في منتصف الطريق يُلقي نظرة سريعة على عربة التبرعات التي تقف إلى إحدى جوانب الأرصفة لتستقبل الطلاب والطالبات الذين يتبرعون بدمائهم من أجل المستشفيات ..

شعر لوهلة بأمر مريب يحدث .. البعض يدلف إليها والبعض يعود دون أن يدلف بعد أن يُحادثهم أحدهم قبل العربة بقليل .. لكنه تحرك دون أن يتحدث أو يُطيل النظر حينما لمح ذاك الذي دحجه لثوانٍ قبل أن يُدير وجهه في المكان كأنه يتفحص أو يستكشف شيئًا ما ..

غادر عمار وبداخله يقين تام بحدوث شئ غير مرغوب في حدوثه داخل تلك المدعوة بسيارة التبرعات .

وفي الواقع لم يقِل شعور تلك التي تراقبه عن شعور عمار حينها .. لكنها لم تتحرك مثله وتغادر بل أصرت على معرفة ما يحدث ..

ذهبت تجاه العربة ليقابلها رجل يبدو عليه في منتصف الثلاثينات ..

غادة بحمحمة :
- اا .. لو سمحت لو عايزة أتبرع .. المفروض أعمل إيه ؟

وللأقدار أسباب  " ماذا لو ... " Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon