الحلقة الرابعة

2.1K 127 9
                                    

#وللأقدار_أسباب
#الحلقة_الرابعة

خرجت من المطعم مع صديقاتها وهي تزفر منذ الصباح بسبب عدم رؤيتها لريان هذا اليوم بأكمله ..

تُرى ما الذي يحدث معه ؟ هل ملَّ من انتظارها ؟ هل تلاشى شغفه برؤيتها عند نهاية كل يوم دراسي ؟!.. أم أن هناك ظرفًا طارئًا جعله يتغيب لهذا اليوم ؟

كانت شاردة في تساؤلات عقلها حينما اصطدمت بإحداهن .. ومن دون أن تتدارك ذاتها قامت بالنظر إليها في غضب وهي تهدر :
- مش تحاسبي .. ما تفتحي وانتي ماشية .. الله .

نظرت لها الفتاة من أعلاها لأخمص قدمها ثم تركت المكان وغادرت دون أن ترد بكلمة واحدة مما أثار حنق سندس أكثر وهي تكز أسنانها وبداخلها رغبة مُلحة في أن تذهب خلف تلك الفتاة وتلقنها درسًا قاسيًا .

هند وهي تجذبها من ذراعها :
- في إيه يا سندس مالك ؟.. وبعدين إنتي اللي خبطتي في البنت .. هي كانت واقفة وانتي اللي خبطتي فيها وانتي ماشية .

سندس بضيق :
- معرفش يا هند .. أنا مخنوقة من نفسي أصلًا .

تولين بهدوء :
- طب أقولك حاجة تروقك .

تحولت نظرات الفتاتان لها لتؤشر برأسها إلى باب المطعم الذي يخرج منه وسيم ..

نظرت له سندس لتصطدم عيناها بعينيه فوقف هو لثوانٍ قبل أن تتدارك نفسها وهي تتحرك مسرعة ومن خلفها صديقتيها وهي تهمس بخجل :
- الله يخربيتك يا تولين .. الواد خد باله إني كنت ببص عليه .

ضحكت عليها تولين وكذلك هند التي لكزتها في ذراعها :
- وسيم اللي مبيبصش لبنت في الجامعة بصلك .. ده انتي مسجلة عزبة دلوقتي .

سندس وهي تعدل ياقة ملابسها الوهمية :
- طبعًا يا بنتي .. أنا مش أي حد .

ضربتها تولين على ذراعها لتعلُ ضحكاتهن معًا .. ضحكة خارجية لا تمت لما بقلب سندس بأي صلة .

    
(🌸 من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تحرج من تحت أظافره 🌸)

خرج من المستشفى هائمًا على وجهه لا يدري ما عليه فعله .. لا يدري إلى أين عليه الذهاب .. لا يدري إلى من سيلجأ كي يشاركه هذه المعاناة التي أتته من حيث لا يدري ..

يشاركه ؟؟.. منذ متى !!.. منذ متى وهو ينتظر من أحدهم مساعدة أو مشاركة في شئ ما ؟!.. منذ متى وهو يأخذ تلك الأمور الصعبة في حياته بتلك الصعوبة ؟!!.. دائمًا ما يستصغر الأزمات .. رغم كونها تاخذ حيزًا لا بأس به من تفكيره .. لكن لا بأس .. أزمة وستمر كغيرها .
ولكن هل ستمر حقًا ؟!

ماذا عن سندس ؟.. هل انتهى كل شئ قبل أن يبدأ حتى ؟.. هل هي النهاية ؟.. ما هذا الذي يفكر به ؟.. ألم يقُل منذ ثوانٍ فقط أنها أزمة وستمر كغيرها من الأزمات ؟

لكنها ليست أزمة في الواقع .. إنها .. إنها ..
بماذا عليه أن يُسميها ؟!!!!... إنها أشبه بأن تقف على حافة جرفٍ يبعدُ مئاتُ الأميالِ أسفل الأرضِ .. ومن خلفك سيارة على بُعدِ أميالٍ منك وتأتي على مهل كي تدفعك للهاوية .. فتغمض عينيك منتظرًا هذا الارتطام الذي سينتهي بمعانقة جسدك للأرض ومعانقة روحك للسماء عناق أبدي ..
الأمر كله مجرد وقت لا أكثر .. لكن ترى كم تبعد عنه تلك السيارة التي ستدفعه ؟.. كم من الوقت متبقي لديه كي يقضيه مع من أحب !..
يقضيه ؟؟.. بالتأكيد لا .. لا لن يفعل .. لن يجعلها تتعلق به أكثر من ذلك .. لن يفعل بها هذا وهو على علم بأنه سينتهي عاجلًا أو آجلًا ..
هل سيتمكن من البعد عنها بـ ...

وللأقدار أسباب  " ماذا لو ... " Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ