الحلقة الثانية

2.6K 124 33
                                    

#وللأقدار_أسباب
#الحلقة_الثانية

دلفت إلى المطبخ وهي تسير على أطراف أصابعها وقامت بدغدغة والدتها التي توليها ظهرها ، فشهقت بخضة وبدأت تستغفر مرارًا وتكرارًا كي تهدئ من ضربات قلبها الثائرة قبل أن ترفع نظراتها الحادة إلى بدر التي تضع يديها على فمها تكتم ضحكاتها فقامت بإلقاء الملعقة عليها ولكن تفادتها بدر لترتطم بصدر ذاك الذي أتى على صوت زوجته فتأوه ضاغطًا بيده على صدره في ألم .

ركضت إليه ملك في قلق وهي تتمتم معتذرة :
- حبيبي آسفه آسفه والله كنت برميها في بدر آسفه جت فيك .

أنهت جملتها وركضت خلف بدر وهي تتمتم في غيظ :
- خدي هنا يا جزمة يا بنت الجزمة ، والله ما هسيبك يا حيوانة يابنت الحيوانة .

ركض سفيان خلفها وقيدها بأحضانه وهو يتمتم بضحكة خفيفة :
- إيه يا حبيبتي الشتايم دي ، مش قلنا مش هنشتم تاني ؟ 

ملك بغيظ :
- إبعد يا سفيان أما أربي المهزأة بنت المهزئين دي .

توسعت عيناه وهو يديرها له ناظرًا لها بذهول متمتمًا بحنق :
- أنا مهزأ ؟ 

ملك :
- أنا مش قصدي إنت ، أنا بشتم بنتك .

سفيان :
- يا حبيبتي ما هو لما تقولي يابنت المهزئين فـ ده معناه إن المهزئين دول هما أنا وانتي ، لأنها ببساطة بنتنا ، وإن جينا للحق فـ إحنا فعلًا مهزئين ، في حد يخلف أربع بنات في خمس سنين بس ؟

تدرجت وجنتيها حمرة وهي تدفعه من صدره متمتمة في غيظ :
- شوف إحنا في إيه وده بيقول إيه ، إوعى كده خليني أكمل الفطار .

سفيان بضحكة :
- المهم إن البت عملت عملتها وطارت على الحمام وكإنها معملتش حاجة .

ملك بجانب عينها :
- تربيتك يا خويا .

غمز سفيان بعينه :
- أحلى تربيه دي ولا إيه .

ضربت ملك الأرض بقدمها في غيظ وهي تعود للمطبخ مغمغمة بكلمات غير مفهومة مما جعل سفيان يضحك عليها قبل أن يدلف إلى غرفته يستكمل ارتداء ثيابه الرياضية كي يخرج للركض كعادته الصباحية .

خرجت بدر من دورة المياه وهي تجفف خصلاتها ، دلفت بعدها لغرفتها لترى ما سترتديه من أجل يوم تدريبي جديد .

في حين تثاءبت تلك التي استيقظت بسبب الضوء ، ونظرت تجاه بدر الماثلة أمام المرآة تضع من كريم التفتيح فوق بشرتها لتزفر في ضيق متمتمة :
- يا بدر مش قلنا الزفت ده حرام لأنه بيغير لون بشرتك وليه ريحه نفاذة !

بدر دون أن تلتفت إليها :
- صباح النور يا توأمي المتشددة .

تحركت بدور عن الفراش وهي تتمتم بالإستغفار ، وقامت بترتيبه ثم تحركت إلى خزانتها وأخذت معجون أسنانها ومنشفة وثوب الاستحمام وخرجت لتنهي طقوسها الصباحية .

وللأقدار أسباب  " ماذا لو ... " Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora