قاسية أرهقت قلبي. لـ|هايز سراج|.

٣١-|زوجة ثانية!|

الفصل المفروض ينزل إمبارح صح!
صح، بس قفلة الفصل ده دمار حرفيًا، فأجلت الفصل للنهاردة علشان دماغكم متفضلش تلف وتدور والفصل ينزل بالمعاد بُكرة من غير تأخير، أسيبكُم مع الفصل وخليكُم مُستعدين.

******

جميعُنا نؤمن إن الفصول أربعة، وإن العام إثنى عشر شهرًا، وإن الساعة ستون دقيقة، وإن في الكونِ شمسًا واحدة، وبالأفلاك يدور قمرًا واحدًا، وإن الهواء هو سرُ الحياة، لكن الغرام كفيل بأن يقلب ثوابت الكون وموازينهُ، فعامِها رفقتهُ مُمتد إلى الشهر الثالث عشر، وساعتُها تبدأ بالواحد وستون دقيقة بتوقيت العُشاق، وهو الشمسُ الثانية يعكسُ ضيائهِ على عُتمة قمرُها، وسر الحياة لها "هو"، في الغرام تُلغى جميعُ اللُغات وتبقى لُغتهُ الفريدة هي القائمة بينهُما؛ بعد مرور عام وبعض الأشهُر، عامٌ مرّ عليها قضته بسعادة غامرة رفقتهُ تصحى كُل يومٍ على وجههُ المُبتسم وهو يُطالعها، وليلها تقضيه بأحضانهِ براحة وأمان لم تشعر بهم إلا على يديه الحنونة وبين أحضانه، وضعت السماعة الصغيرة بأُذنها وضغطت بهاتفها قليلًا وما هي إلا ثواني وصدح صوتها يُغني بأنطلاقة عاشقة:
-I saw the lift inside your eyes...
so shine bright to night...
you an i...
We're beautiful like diamonds in the sky...
eye to eye so alive...
We're beautiful like diamonds in the sky...
shine bright like a diamonds...

صمتت بضحكة حيوية بعد أن أنهت مقطع الأُغنية، ثم أتاها صوته كما عهدتهُ عاشقًا، ملهوفًا ...ومتيمًا، لم ينتقص العشق بينهُم لحظة بل يزيد كل يوم أكثر وأكثر:
-يا أحلى صوت سمعته بعُمري كله، وحشتيني يا ست حلويات.

أبتسمت بسمة واسعة وهي تخبره بنبرة مُتملقة:
-وحشتني أكثر يا حبيب قلبي، وجوزي وأبو عيالي.

حرك الدركسيون بيده الحرة بسلاسه لينعطف يمينًا، يرُد عليها بتهكُم:
-من غير مُقدمات خُشي بالموضوع على طول.

ضحكت ببلاهة وهي تتكلم ببعض التردُد:
-آدم مُمكن طلب!.

أومأ بجدية وهو ينظر للطريق بتركيز العقل والقلب مُشتت بصوتها عن كُل شيء:
-أؤمري وأنا أنفذ.

طلبت برجاء وهي تبتلع ريقها مرتبكة:
-عايزة أروح المول.

رفض بجدية وهو يتوقف بالزحام المروري:
-لأ طبعًا قبل تلات أيام كنا في المول.

كررت طلبها برجاء:
-علشان خاطري.

رد بهدوء وهو يطرق على الدركسيون بأصابعه برتابة:
-مش فاضي يا زهر علشان أروح معاكِ.