١١-|حامل!|

2K 166 134
                                    

«لكُل غروب شمسٌ ساطعة تحتلهُ بعد أنقضاء فترته، إلا غروب السعادة لا شروق لها بعد غياب شمسها»

حين نُفارق نسير عكس التيار، نغرُبَ وقت الشروق، ونشرُق وقت الغروب، نُعاكِس كُل شيء، عسى وأن تنعكس الأقدار فيلتقي الفؤاد بوليفه، نرتمي ببئر الهوى غير مُبالين بعُمقه والغرق فقد أصابنا مس الجنون، كُل شيء مُباح في العشق الحرب قبل الدفاع، القتل قبل السلام، الغرق قبل النجاة فالعشق شيء خارج عن المألوف، وفي غاباتهِ كُل شيء مُباح للصيد والأقتناص فالحُب كما الأدغال لا يسكُنه إلا الضواري؛ كما قررت رُغم كُل شيء ان تسير عكس التيار أن تكسر المنطق وتقلب الموازين وتظهرُ أمامه كالجنية الصغيرة فتقضي على كُل نواياه في محاولة نسيانها، تكسر المنطق بظهورها أمامهُ الآن بعد كُل ما حدث، تعتذر! رُبما، تنتقم! جائز أيضًا، غير مُتأكدة من سبب قدومها لكن بكُل تأكيد أتت والسبب الأول شوق وحَنين، طالعها بقبضتين مضمومتين بحدة وأنفعال، يتمنى لو يقترب حتى يروي ظمأ ما فات لكنه لا يقوى فالأقتراب مُحرم، حرامٌ عليهُ لمسها والنظر بمُقلتيها، حرامٌ عليهِ تقبيلها، فهي كالخُمرة، كالإنتحار، كالقتل، كالحرب، كالأوثان، كأشياء كثيرة مُحرمة لكن النفسُ تبغاها، ولكنها رُغم كُل شيء جميلة، جميلة كجمال اولى قطرات الغيث بعد سنينٍ من القحط، جميلة كجمال تفتح أولى زهور الربيع، جميلة كجمال موسيقى الإنتصار التي تُعزف في الميدان بعد أعوامٍ من القِتال، جميلة كجمال النجوم وصفاء السماء بليالي الشِتاء، إبتسامة مُغترة، فاتِنة، ساحِرة، إبتسامة لم يُخطئها أبدًا فقد عاشر تِلك البسمة أعوامًا عديدة ليس من السهلِ للقلب أن يرميها في قاع النسيان "إبتسامة عاشقة" تشكلت فوق شفتيها وهي تقف بإنتصاب وكبرياء وغرور لا يليق إلا بها، نظرة عينيها لم يُخطئها أبدًا فكانت تصرخُ بهِ بتحدٍ سافر: "إياك ونسياني".

وبخُطى تحرق الأرض من تحتهِ توجه لها واليدُ تمتد للقبض على رُسغها جارًا لها خلفه بغضب أمام أنظار الجميع المصدومة؛ فكيف لأحدهُم أن يتجرأ ويسحب سيدتهم هكذا! والصدمة الأكبر كيف صمتت ولم تفعل بهِ شيء، لا والأدهى إنها تسير خلفهُ بكُل هدوء وبدون أعتراض وبسمة هادِئة مرتسمة على وجهها الفاتِن.

قاسية أرهقت قلبي. لـ|هايز سراج|.Where stories live. Discover now