١٥-|عرض زواج|

1.7K 173 238
                                    

والله يا جماعة كان نفسي أعتذر عن التأخير بأسباب قوية لزوم الكاريزما الروائية والمكانة الأدبية، بس بصراحة أنا اتأخرت بسبب غرقي بالماتشات والنكد اللي كُنت فيه، فأعذروني يا حبايبي وحقكُم عليا.

********

«الحُب هو المُرادف الآخر للموت».

بعد الفُراق يُصبح العيش بالوهم أرحم ألف مرةٍ من حياة واقعية مُرة، بعد تعايُش الروح مع الحِرمان يتوالف العقل بدُنيا الحُلم، فلا وجودَ لقيدٍ يُقيد العِشق، ولا بُعدٍ يُكبل القلب، تطير النفس كحمامة بُحرية بين غيومٍ وردية بلا خوفٍ بعيدة تمام البُعد عن رصاص الواقع، تتراقص الأرواح، تتعانق القلوب، وتضحك العيون؛ تباعدت جفناه لتلتقي بأشعة الضياء فيبدوان كغيومٍ رمادية من خلفهم تختبأ أشعة الشمس، تبسم بنعاس وعيناه يشبعانِ منها قبل إنتهاء الحلم والإستيقاظ على مرارة الواقع، رائعة هي كلحظة الأنتصار، جميلة كوردة نبُتت فوق سفحِ بُركان، بهية كغيمة في سماء، ومُعجزة كغيثٍ فوق صحراء قفر لم تذُق طعم المطر منذُ دهر هكذا كانت هي، مُعجزته؛ تململت بعفوية تتأوه بنعاس ثم تفتح عيناها الأشبه بالسلام لروحه فتجد عشقها الأوحد أمامها ينظر لها تلك النظرة العاشقة عندما تستيقظ، لم تتغير رغم مرورِ الأعوام ما زال يُحافظ عليها، منحته بسمة محبة والروح تطير بسماء الحُلم رفقته:
-نفسي مرة أقعُد وألاقيك نايم وأبقى أنا أبُص عليك.

أبتسم وروحه تطير مع روحها مستمتعين قليلًا بدُنيا الوهم:
-في أحلامك بس دي وظيفتي أنا...
ثم داعب خصلاتها بهمس:
-صباح الخير.

فركت عيناها وأجابتهُ بخفوت النبرة الهامسة:
-صباح النور.

نهض وقد كسر جناحيه مرغمًا ليقع من سماء الحُلم لأرض الواقع:
-يلا صحصحي علشان نمشي.

أومأت وهبطت معهُ لدُنياها التعيسة، ذهب للحمام ثم خرج بعد ثواني متوجهًا للمطبخ، بعد ثواني من أستخدامها للحمام خرجت بحيرة واضحة، تُتابع بعيناها الأرض بدقة فسألها ببرود أثناء إعدادها القهوة:
-بتدوري على حاجة؟.

أعطتهُ أجابة هادئة وحائرة:
-آه خاتمي.

نظر لها متسائلًا بجدية:
-تقصدي خاتم جوازك؟.

قاسية أرهقت قلبي. لـ|هايز سراج|.Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt