٣، القِسم الثاني-|لُقاء بعد أربعةِ أعوام|

1.7K 193 170
                                    

تنويه لأصحاب القلوب الضعيفة:
هذا الفصل يحوي علي قُنبلة نووية قاتلة وبداية المصائب ستبدأ منه، لسلامة عقلكم لا تُفكروا بقراءته الليلة لحين نزول الفصل القادم يوم الأربعاء، وشُكرًا.

هُنالِك ظنون تُهدينا بعضٍ من سكينة حين الغرق بِها، حين الغوص لأعماقِها نجدُ "اتلانتس" أمانينا الغائبة، نقترب بفرح، نغوص بشغف، سِحرُ الظنون والوهم يغشي عيوننا عن حقيقة إننا لسنا سوى محظُ هالكين بقاعٍ سحيق، فلا نصِل ولا نعود، نبقى غارقين بالوسطّ مُختنقين بين إثم الظن وخيبة الواقع، نُصارع أمواج الحقيقة للنجاة؛ ولا ننجو، وهو كان يظنُ إن العِشق فُقاعة وردية تُغلفهُ، تُحلق بهِ بسماءٍ مثالية ماحية أوجاعهُ رِفقتها، لكنهُ كلا!...بل هو جمرة من نارٍ مُتقِدة لا تنطفء تكوي روحه، تُعذب قلبهُ، مُعادلة صعبة لا يعلم ما هي؟ ورُغم كُل هذا لا يحيى إلا بهِ، ولا يعِش إلا على ذكرياتهِ، العِشق قاسي لكن بقسوتهِ تُكمن لذتهُ وهذا ما حيرهُ، كشعور الألم يُشتت عقلنا عن أي شعور آخر غيرهُ؛ كان متواجدًا في الحديقة الخلفية حيث توجد مجموعة من الناس هُناك، واقفًا ممسكًا بيده كأسًا من العصير، وكفهُ الآخر إستقر بجيب بنطاله الأسود، ينظُر للناس بفتور وبعض الملل وبُغتة شعر بشيءٍ صغير يرتطم بقدمهِ فنظر أسفلهُ ببعض الحدة سُرعان ما أرتخت ملامحهُ وقد تبخرت حدته عندما أبصرهُ طفلًا صغيرًا قد تعثر وأرتطم به، وضع الكأس على الطاولة وأنحنى لهُ متسائلًا بقلق وبسمة صغيرة ترتسم تلقائيًا فور رؤية تلك المخاليق الصغيرة التي تُدعى "أطفالًا":
-أنتَ كويس يا حبيبي؟.

أجابهُ الطفل بأرتباك وهو يفرك قدمهُ:
-أنا آسف يا أونكل والله مكنش قصدي أعورك، سامحني.

داعب وجنتهُ بلمسةٍ حانية وقد لامس وتر أبوتهُ التي لا يظُن إنهُ سيُعايشُها:
-إيه يا أبني كمية الأعتذارات دي، محصلش حاجة يا حبيبي.

تسائل بتوجس طفولي يحتل عيناهُ البريئة:
-يعني مش زعلان مني؟.

طمئنهُ بضحكة خفيفة مُتزامنة مع هزة بطيئة من رأسه:
-لأ يا حبيبي مش زعلان.

ببسمةٍ طفولية واسعة كان يمُد يده الصغيرة لهُ تبِعت قولهُ اللطيف:
-أتشرفت يا أونكل.

صافحهُ برحابة صدرٍ كبيرة:
-الشرف ليا أنا يا حبيبي والله.

ثم رفع يدهُ الصغيرة التي بحجم أصبع واحد من أصابعه نحو فمه ليُقبلها بحنان، فصدح صوت الصغير يتسائل بطفولة:
-إسمك إيه يا أونكل؟.

راقهُ الحديث معه جدًا فهو بالواقع يحب كثيرًا الأطفال ويعشق الحديث معهم والتلاعب برفقتهم لذلك اندمج ببساطة معه:
-أسمي آدم، وأنتَ يا بطل!.

قاسية أرهقت قلبي. لـ|هايز سراج|.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن