٩-|أجَل أُحِبُه|

5K 314 164
                                    


«حقكم عليا والله اتأخرت أوي بس أمبارح كنت تعبانة والله العظيم ونمت وانا بأعدل فيه ومن لما صحيت لحد دلوقتي بصحح فيه وبسرعة بسرعة والله حتى مش واخدة بالي من الأخطاء الإملائية، حقكُم عليا مرة تانية.»

...........................................

حينَ يعزُف الماضي الحانهُ يصُم الجميع آذانهُم عن لحنهُ البشِع، نستنكُر معزوفته، ونُبغض صوته، للماضي لحنٌ يتراقص عليهِ واقِعُنا ونحنُ واقفين بوجيعة فُقدٍ، ما فقدناه من روحنا سالفًا؛ ننتظر حركة المايسترو الأخيرة حتى يُسدل عليهِ السِتار وينتهي، ينتهي! وكيفَ للماضي ان ينتهي؟.

الماضي!.
كلمة من بضعةِ حروف ليت حروفها كانت رجُلًا ولقى مصرعه بيد الفارس المغوار الذي تؤلمه نظرة الألمِ بعيون محبوبته فور أن ترى أحدٌ مِن مَن حملوا القلم وكتبوا ماضيها.

الماضي، آهٌ لو كانَ ملموسًا امامها لصفعتهُ عشرون مرة عتابًا ولومًا، ثم تُعذبه بلذة كما تعذبت قديمًا وتقتُله مُنتشية دون ان يُرف لها جِفن.

لماذا تنسى قسوتها وبرودها ويتذبذب قلبُها بين الحنين والبُغض بمُجرد رؤيتها! أطالت النظر بوجه تلك التي كانت تترأس قائمة الأشخاص الذين أذوها وبحر عينيها هائج بسبب إعصار الماضي الذي هب عليهما.

بترت كلماتها، وأهتزت أنصالها بغيرِ وعيٍ منها عندما رأتها أمامها، تهمس بصدمة لا تخلوا من المرارة الأشبه بمرارة العلقم:
-ميعاد!.

عقدت حاجبيها الأنيقين وهي تتقدم نحوها تسأل بأستغراب حقيقي:
-زهر! بتعملي إيه هنا؟ كنت جاية أشوف صُحابي في الكافية اللي قُدام بس شوفت عربيتك برا.

تخشب جسدها بوقفتها تُخبرها ببرود أجادت إظهاره:
-ملكيش دعوة.

اتت حور من خلف ميعاد مبتسمة بعدم إنتباه:
-ها يا هايز خلصتي؟!.

فور أن تناهى صوت حور إلى أُذنيها التفتت للخلف تكشُف عن هويتها، فتجحظ عينا الأُخرى بصدمة كبيرة، والماضي كسيفٍ بتار يقطعُ عُنقُها:
-ماما!.

سألتها بأبتسامة مُنمقة وكإنها تُحدث إحدى رفيقاتها لا إبنتها الغائبة منذُ سنين:
-حور حبيبتي إزيك وإزاي جاسر؟ من زمان عنكم.

أخبرتها ببرود رغم نغمة العِتاب التي رنت بصوتها:
-كويس فاكرة أسامينا انا قولت نسيتي، يلا يا هايز اتأخرنا.

أومأت بنعم وتخطت ميعاد لترحل لكنها أستوقفتهم حين طلبت منهم التوقف، فنظرت زهر لمروان الذي كان ينظر لهم بتوجس وعلى إستعداد للتدُخل بأي وقت تُخبره بهدوء:
-معلش يا مروان هتعبك بس خد معاك الورد للعربية وشوية وهتلاقيني بضهرك.

قاسية أرهقت قلبي. لـ|هايز سراج|.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن