١٧-|الحَبيب وإبن العَم|

1.5K 168 228
                                    

«أهلًا بكَ في الغرام...
حيثُ معارك اللا مبدأ والشرف».

جميع الأصوات من حولِك يومًا ما ستصمُت لذلك أحفظها، جميع الملامح ستندثر يومًا لذا إشبع منها، بجميع الأوقات يعزف الموت ألحانه لكنك لا تسمعه ويوم تسمعه سيفزعك كدوي إنفجار غادر، بين ممرات المشفى حيكت ألفُ حِكاية بينَ بِداية ونِهاية، ولادة وممات، سعادة وتعاسة، ومن خلفِ باب تظهر طبيبة تزفُ بشارة، ومن خلفِ باب خرج طبيب بملامح جامدة فقد إعتاد على تلك الأخبار، يرمي كلمات أشبه بالطُوفان الغادر يُغرقك في بحرِ الآلام حيث لا نجاة منه، رفعت الغطاء عن الجسد الساكِن والأيادي مرتجفة كحال العيون، فوجدتهُ هو رُغم ملامحهِ المشوَّهة، لكن إسمه الموشوم بخطٍ كوفي على منكبه أثبت لها إنه هو رغم الحروق البليغة، الشفاه ترتجف بنحيب مصدوم، والعقل مشلول عن التفكير فالفاجعة أقوى من كُل إدراك، غطته بعدم تصديق وسارت للخارج مُرتعبة.

للمرة التي لا تَعدُها فارقت عزيزًا غاليًا دون وداع، دقائق أم ساعات! سنون أم قرون! لا تعلم كم قضت بالطريق فجأة وجدت نفسها بالبهو، تتكأ بظهرها على الباب وصدمة الفراق الأليمة تكبلها عن الحركة، تؤلم قلبها فتشعر إن سكينًا سامة تطعنه، الساعة تجاوزت الثانية بعد مُنتصف الليل والجميع قلقٌ عليها من تأخُرها لذا كانوا بأنتظارها...

-كُنتِ فين يا بنتي؟.
العمة تسأل وبما ستُجيبها!.

-قلقت عليكِ يا هايز.
الشقيقة تسأل واللسان عاجزٌ عن الرد.

-زهر في إيه؟.
وعند أستماع السؤال من على لسان الأخ سقطت دمعة وسقطت قلوبهم معها، تلاقت عيناها بعيناه ثم..... بكت!.
فدماء القرابة كيف لها بالتحول لماء ترُشهُ لغسل أثارهم القاسية وتَنسى؟! بشهقة قاسية مزقت حنجرتها ووقعت عليهم وقوع الفأس على الحطب فشطرت قلوبهم نصفين أفجعتهُم بالخبر:
-أدهم مات.

-أدهم صاحبي!.
القلبُ الآن الناطق فقطّ، والعداوة تناست، فمهما كان الماضي قاسيًا إلا إن الصداقة مهما طُمست إلا إنها باقية أسفل طبقات رقيقة من وِد.

-إبن أخويا!.
العاطفة تفوز، والقرابة تربح، والآثام تُمحى بأستيكة الموت.

قاسية أرهقت قلبي. لـ|هايز سراج|.Where stories live. Discover now