٨-|دقيقتان وسبعُ ثواني|

2K 187 154
                                    

«المشاعر أيضًا مُتقلبة؛ كتقلُب الفصولِ الأربعة».

لمشاعر الحُب فصولٌ عِدة لا تكتفي بأربعٍ فقطّ؛ باردة، دافئة، جافة، ناعمة، والفصول الباقية تتفاوت بين عاشقٍ وآخر؛ تُجيد النساء دومًا إحالة خريف الرِجال إلى ربيعٍ بديع، تُرفرف بهِ الفراشات، تُزهر بهِ الورود، ويقتُلن الشوك بقوة عاطفتهن الفطرية، "حواء" و"الربيع" أسمٌ مقرونٍ بفصلٍ ناعم يُشبه رقة ذلك الجنس لكن هُنا حواءهُ أحالت حياتهُ لخريفٍ باهت، تساقطت بفُراقها زهور عُمره، بخُذلانها جففت وريقات حياتهِ، فعبثت بها رياح الحنين بمهارة بين طرقات الهجرِ وتكسرت فوق ناصية الألم، هو لم يتذوق معها "ربيع" الحُب بعد فقبل شروق شموسه كانت عواصف خريفها تهُب عليهِ تُعميه بعجاجة تُرابها وحين إنجلت كانت هي راحلة عنهُ؛ كان جالسًا مع الشباب في الحديقة يُركز بعيناه معهُم وعقلهُ كُله حيثُ هي قابعة خلف تلك الجُدران، يحُبها هو رُغم خُذلانه منها، يعشقها هو رُغم إنكسارهُ بسببها، "إيمان" حبيبة الطفولة ومالكة النبضة الوحيدة، "إيمان" إمرأة الخريف التي يتناقض معها عشب عينيها الأشبه بخضار الربيع القريب من القلب والباعث بالسلام النفسي لروحه فور أن يُبصره، وذاتها "إيمان" صاحبة الكسر الأول والقهر الأول، إنتفض القلب وكُل ما فيه حين إستمع لصوتها الغالي يصدح بصراخ مُغتاض أثار البهجة داخلهُ، ألتفت حيثُ الصوت كحال الباقيين الذي هبوا سريعًا نحو مصدر الصرخات الأنثوية ...

وفي داخل القصر ...

أرتسمت على شفتيها أغبى أبتسامة قد يحملها مرء وقد وعت أخيرًا وفطنت إن هذا المقلب في هكذا وضع لا يجوز ولا يصح، فتراجعت للخلف ببطء وهي تنظر للجميع بخوفٍ تُداريه خلف بسمةٍ حمقاء وهي تقول بتلجلُج أحمق:
-خديت عينة من ميعاد وعينة مني من غير ما حد يحس فيا وعملت التحليل ده.

إنطلق الهب الأحمر من عينا ماهيتاب وهي تنهض ببطء تتقدم منها وصوتها يصدح بنبرة خطيرة:
-والنتيجة Positive يعني أنتِ بنتنا!.

واصلت السير للخلف وهي تُهدأهُم بيديها، تنطق بحماقة نابعة من خوفها منهُن فالفتيات القابعات أمامها أستحالت ملامحهُن اللطيفة إلى ملامح تُشبه ملامح ذوي الإجرام وخريجي السجون:
-خلاص صلو على النبي يا جماعة، بهزر إيه مبتهزرش يا رمضان.

أنحنت ماهيتاب نحو خفها فعادت زهر خطوتين سريعتين للخلف، ثم نظرت لسارة التي أستقامت ببطء ويديها يشمُران عن كُميها بهدوء، ثم طافت نظراتها لنيرمين التي أخذت تُمرر لسانها على شفتيها بتأني يبِث الرُعب بالنفس، وحين حط بؤبؤيها على شوق التي تنظُر إليها بشر تبسمت بغباء وهي تفتح ذراعيها:
-My sister وحشتيني.

إنتفضت بوقفتها وهي تُهيأ قدميها للركض خارجًا حين صدح صراخ إيمان المُجلجل وهي تسحب حُزام بنطالها وتركض خلفها:
-محدش يحوشني عنها.

قاسية أرهقت قلبي. لـ|هايز سراج|.Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ