١٧-|زَواجٌ ثُم إعتِراف|

4.1K 291 177
                                    

وأما الحُب؛ كلمتين من حرفين أولها حربٌ بين قلبين وآخرها بقاء على العهد بعد أن تنتصر الحرب ويموت الراء. العِشق؛ لا يحتاج ليومٍ حتى نحتفِل بهِ ويكُن عيدًا للعُشاق فعيد العُشاق بكل يومٍ وكُل ساعة، وكُل ثانية يزداد العشق ليتعدى درجة أكثر من سابِقتها، فالقلبُ يقبعُ خلف ضلوعهِ لكنهُ لا ينبضُ إلا خلف ضلوعها. الهوى؛ لا يحتاج لقلبٌ نابض حتى يسكُنه، بل هو روحٌ هادئة، ونورٌ ساطع يجوب ظلام القلوب السرمدية ليسكُن بروحٍ أنهكتها الحياة وجعًا، ذبُلت، وذُبحت، خُذلت، وكُسرت، ليدلف ويُحييها من جديد، يُرمم شروخها نافِخًا على رمادها ليزدهر القلب بدلوفه إليه، والشفتين الصامتة طوال سنين لم تبتسم إلا لعينيه بصدقٍ كبير، وما أجمل الغرام حين يلف قيوده بين قلبين أحدهم أنهكهُ العشق الصامِت، والآخر أنهكتهُ متاعب الحياة ليلتقوا على ناصية اللُقاء لا هو يستطيع أن يُكمل الطريق وحدهُ ولا هي ستتعثر بعتمتهِ مرةً أُخرى.

-لــحــظــة.

كلمة بسيطة من أربعةِ أحرُف كانت كفيلة بجعل قلبها يتوقف من عُنفِ دقاته، كلمة كانت حياة فاصلة بين سعادة أبدية وحزنٌ سرمدي، كلمة النهاية أو البداية، القلم توقف تزامنًا مع وقوف الأرض بدورتها حين رقص الفؤاد على أنغام صوته؛ أكثر الأصوات لهفة للإستماع إليه، وأقرب الأصوات للقلبِ والروح، قامت من مكانها ليشتد عودها مُتصلبًا عندما تكرر الصوت مؤكدًا لها إنها في الواقع ولأول مرة واقعُ جميل وليس كما ضنتهُ حُلمًا جميلاً.

-وقف كتب الكتاب بسرعة.

التفتت ببطءٍ مُهلك لقلبه لتلتقي العيون بعد شهور، لتجحظ عيناها عندما وجدت ورائها آخر شخص توقعت -وتمنت- رؤيته، لينطلق اللسان يهمس بأكثر الحروف محبة للقلب:
-آدم!.

قلوب تخفق بشدة من فرط الفرح، وعيون تقابلت بعد مرور شهور عذاب تُعاتب وتُغازل تتكلم كلام القلوب المكتوم، عشق لم يهتم لبُعدِ المسافات وأتى رافضًا الإستسلام للفُراق، أهتزت أنصالها بفعل دقات قلبها فور رؤيتها لمن سلب النوم من عينيها ليالٍ يقف خلفها بغضب ورعب واضح بعينيه، أيخافُ أن يفقِدُها!. تلك الشرارات العاشقة والنظرات الوالهة لم يقاطعها سوى صوت مراد وهو يقف بأستغراب شديد:
-آدم!.

هتف بغضب لا أرادي، وخوف يكاد يفتك بقلبه، وهو لا زال يلهث بعُنف ربما كان يجري:
-كتبت كتابكم ولا لسه؟.

عقد حاجبيه بتفاجُأ وأستغراب وهو يُحدق بتلك الواقفة كتمثال:
-ليه!.

أنتصب واقفًا وهو يُجيب بعيون محتدة كإنه يُعلن عن بداية الحرب فوالله روحه مُقابل أن لا تضيع منه:
-بسألك أتجوزتها ولا لأ أصل لو أتجوزتها جوازك منها باطل علشان أنا خطبتها قبلك من أبوها الله يرحمه وقرأنا الفاتحة حتى.

قاسية أرهقت قلبي. لـ|هايز سراج|.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن