٤-|صَدمة وإنهيار|

5.3K 327 113
                                    

-جرحتني وأذتني، أذتني أوي مش قادرة أستحمل يا رب أموت.

صرخت بتلك الجُملة ببُكاء شديد وعينان يغليان كبُركانٍ على وشكِ أن ينفجر ويحرق كُل شيء تُقطِع غرفة إبنة الخالة ذهابًا وأيابًا، لتهتف الأخرى بوجَّع وهي تفرك كتفها:
-بعيد الشر.

صاحت بأنفعال وبكاء:
-إذا كان الشر بكل مكان حواليا والموت هو الخير الوحيد ليا عاوزاه يبعد عني ليه!.

صرخت بها بسأم:
-وأنتِ بقى أستغفر الله ربنا حتى تعرفي الخير والشر فين! أفهمي ده إختبار من ربنا وعسى أن تكرهوا شيءً وهو خيرٌ لكم، أفهمي دي إرادة الخالق متعرفيش حكمة ربنا إيه!.

أشاحت بيدها وهي تفتح باب الغُرفة بعنف:
-أنا غايرة أتخمد.

ثم ضربت الباب خلفها بقوة متوجهة للغرفة المجاورة لتنام بها.

____________________

في القانون الباطِل للحياة تُحارِبك حتى تأخُذ دون أن تُعطيكَ شيئًا، ولكن القوانين وضِعت لتُكسر، بقوتك وعزيمتك تستطيع مُقاومتها حتى تأخُذ منها أكثر ما تسلُبك، حارب لا تيأس فالضُعفاء يهابون رؤية الحرب ليسُ فقطّ خائِفين من الدخول لها، لا تستسلم فليسَ من شيمِ الاقوياء الإستسلام، وهي رُغم كُل شيءٍ لم تستلم لما رأتهُ حياتها -العمل- ما تبقى لها بهذهِ الحياة بل كانت طوال النهار جالسة أمام حاسوبها تعمل وتستلم الإدارة من مكانها فعليها أن تعترف هي خجِلة من مُلاقاتهِ بعد ما فعلته مع خالته، ثلاثة أيامٍ قضتها بعيدة عن الوالد أتاها ورفضت مُلاقاتهِ، لترجوها أبنة الخالة ...

-وبعدين معاكِ يا زهر؟.

عقدت يديها أمام صدرها ببرود:
-مش هخرُج.

حدقت بها بنظراتٍ وديعة:
-علشان خاطري أنا، خاطر ساري حبيبتك، قومي شوفي عمو.

تأفأفت ونهضت لتهتف سارة بتعجُب:
-أنتِ هتخرُجي كده؟.

أجابتها بفتور وهي تفرد خُصلاتها خلف ضهرها:
-أيوة.

هتفت مستنكرة:
-بس عمو معاه آدم وعيب تخرجي بالترينج ده.

أخبرتها بعِناد:
-لو كده يا أما مش هخرُج.

رفعت كتفيها بأستسلام:
-براحتك.

خرجت زهر حانقة وهي تضع يديها بجيب سُترتها المنزلية الخفيفة والتي كانت ترتدي تحتها بادي اسود وعند وصولها للصالة رأت والدها يجلسُ جوار محسن يتسامران بمحبة خالصة لتزفر بحنق وتخرج يديها وتعقدها أمام صدرها بحنق وهي تدلف للصالة:
-السلام عليكم.

رفع رأسه بلهفة المُشتاق لحُضن والدته حتى يراها فكم يتلهف لرؤيتها، رآها بعد ثلاث أيام كانت كالسنوات العِجاف ليحمحم وهو يبعد نظره عنها يحاول الهرب من تعويذة عينيها، رد والدها وهو ينظر لها بهدوء:
-وعليكُم السلام.

قاسية أرهقت قلبي. لـ|هايز سراج|.Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt