١٦-|فُراق وخِطبة|

3.6K 270 242
                                    

من تصاميم المُبدعات كذلك :...

من تصاميم المُبدعات كذلك :

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

*********

الحُب هو نُقطة قِوانا الوحيدة لا الضُعف، قطرة عذبة من ينبوعٍ وردي تقع بمُحيطِ حياتُنا المرير فتُحليه، الحُب عالم لا يعيشُ بهِ إلا الصادقين، بحُلمٍ وردي كانت تعيش وحدها، وبعالمٍ خالي من البشر والأذى بملء إرادتها سكنت بهِ، لكن رُغمًا عن كُل هذا داخلها عضلة نابضة مُشتاقة لعيناه، وروحٌ تهفوا لإحتضانه قبل الفُراق، تشعُر كُل يوم إنه جوارها يؤنسها بوحشتِها يُسليها بوحدتِها رُغم ألمهِ، يُربت على يدها بحنان أفتقدتهُ طوال حياتِها يُشعِرُها إنه هُنا لأجلها، تتذكر ذلك اليوم الذي سقطت بهِ ببؤرةٍ سوداء وكانت مُستسلمة لها كيف إنتشلها صوتهُ منها، كيف إستطاع بوقتِ أستسلامها أن يجعلها أكثر مُعافرة للعيش؟ عندها أيقنت إنهُ نُقطة قوتها النُقطة الفاصلة بين الموتِ والحياة، أما آن الأوان لمُكافئته برؤية عيناها؟ فقد مرت ثلاثةُ أيامٍ بعد أن عاشت لأجلهِ فقطّ أليست تلك فترة كافية! بعد مُعافرة بسيطة كانت الأهداب تفترق عن بعضها يكشِفان عن زرقاوتيها فيُغشي النور الساطع مُقلتيها، تنفست بهدوء وهي ترفع كف يدها حتى تُبعد قناع الأوكسجين عنها لتصرخ بتعب وتألم صرخة خافتة فألألم بيُسراها لا يُحتمل، أدمعت عيناها بشدة وهي تهمس ...هل أصبحت عاجزة يا ترى؟ أستدارت عيناها بهدوء للباب الذي فُتح وأطلت منهُ فتاة شابة بثياب بيضاء لكنها خرجت مُسرعة ثواني قليلة وكانت الغُرفة مُكتضة ببعض الأطباء والمُمرضات، ليهتف الطبيب بأبتسامة واسعة:
-فوقتي أخيرًا، حمد الله على سلامتك.

أنخفضت عيناها لجهاز الاوكسجين بمعنى أبعدوه عني، لتتوجه الممرضة وتُبعده، لتسعل بأختناق وهي تعقد حاجبيها بألم كبير تهمس بتعب:
-الله يسلمك، هو أنا إيه اللي حصل معايا بالضبط؟.

أجابها الطبيب بهدوء وتريُث:
-انضربتي بالرصاص وجيتي هنا بعدها رُحتي بغيبوبة لمدة عشرة أيام.

كررت الكلمة متفاجأة بصوتٍ مُتعب:
-غيبوبة! طيب إمتى أقدر أخرُج؟.

تقدم الطبيب وهو يفحصها قائلًا بجدية:
-النهاردة مُستحيل طبعًا، كام يوم إن شاء الله نطمن عليكِ وبعدها تخرجي.

قاسية أرهقت قلبي. لـ|هايز سراج|.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن