وصل للموقع الذي ارسلته ايميلي له و من ثم نظر للساعة التي تحيط يده : مناسب ..

دخل لتلك العمارة ، عمارة متوسطة الحال لا تحوي على مصعد ، صعد الدرجات حتى وصل للشقة المقصودة ، قرع الجرس فوصله صوتها : قادمة ..

فتحت الباب بابتسامة : في الموعد بالضبط ، دقيق كالساعة !!

تبسم و هو يرفع الكيس بيده : أحب أن يصل زائري على موعده و إلا فإنني لا استقبله فأنا لست متفرغًا للجميع ، يمكننا تحديد موعد آخر أكون متفرغًا به ..

تبسمت و هي ترفع الكيس الذي توجد به بطاقة تحوي اسم (أكي) ، دخل و اغلقت الباب خلفه و هي تشير للأريكة البنفسجية القاتمة : تفضل بالجلوس ..

صالة ضيقة بالكاد تتسع لهذه الاريكة و التلفاز المتوسط الحجم معلق على الحائط أمام الأريكة ، توجد طاولة صغيرة أمام الاريكة تحوي الحاسب المحمول الزهري الخاص بها بالاضافة لإناء زهور زجاجي صغير يحوي زهور الريحان و التي تعطي رائحة مميزة للمكان ..

عادت و معها كوبين بلون أحمر وضعت أحدهما أمامه و الآخر بقي بيدها ثم جلست بجواره : حسنًا .. دعنا نتعرف سيد رايون ..

تبسم و نظر إليها : ادعى رايون سنوهارا ، في الخامسة و العشرين من العمر .. ياباني من أم نصف اجنبية ، درست ادارة أعمال و ارغب في اكمال الدراسات العليا و لذا أنا هنا ..

شهقت بذهول : امك نصف اجنبية ؟!

تبسم : كنت أعلم أن الأمر سيثير اهتمامك ، جدتي لأمي كانت أيضًا نصف أجنبية .. لكن الاختلاف هو في التنشئة ، جدتي نشأت لوالدين أمريكيين احدهما من أصول يابانية ، تزوجت من جدي الذي سافر للدراسة وقتها ، كانا صغيرين وقتها و اتخذا قرار الزواج بطريقة متهورة نتج عنها ولادة أمي ..

رشف من القهوة و تابع : و هنا يكمن الاختلاف ، حيث انفصل جدي و جدتي حال انتهاء المرحلة الجامعية و كانت والدتي وقتها لا تزال طفلةً لم تتم عامها الثاني بعد .. بقيت مع جدي الذي عاد لليابان فنشأت و تعلمت و عاشت في اليابان و لم تشعر قط بانتمائها لغيرها ..

ظلت تنظر إليه لفترة ثم نطقت : يبدو لي أنك تحب والدتك كثيرًا .. لعينيك بريق مميز عندما بدأت التحدث عنها !!

ضحك و هو يجيبها : ربما .. يكون بريق الاعجاب بشخص لم تقابله و لم تره من قبل .. لكن رغم ذلك تكن له الكثير من مشاعر الامتنان ..

تعجبت : لم أفهم ؟؟

- والدتي توفيت اثناء ولادتي ..

سارعت بقولها : أوه آسفة لم أقصد أن اذكرك بحدث حزين كهذا ..

- لا تقلقي تجاوزت الأمر منذ زمن بعيد .. و قد ربتني عمتي و كانت افضل أم على الإطلاق ..

ظلت تحدق به بعينيها الزرقاوين ، بدت و كأنها ترى شيئًا جميلًا .. لقد احبت تلك العمة التي وصفها رايون بـ "الأم" .. و بصوت خافت نطقت : محظوظ .. وجدت أمًا في حياتك ..

لم يستمع لما قالته جيدًا لكنه أدرك أنه عن الأم ، سرعان ما طرح سؤاله : لكن لحظة .. انتي كنتِ في دار الأيتام بالتالي .. انت ايضًا فقدتِ والدتكِ أو بالأحرى كلا والديك !

حلّت لحظة صمت ظلت إيميلي خلالها تنظر للكوب الاحمر بين يديها .. اتبعها صوت هادئ بدى به ألم طفيف : روحيًا فقدت كلاهما .. واقعيًا لم افقد أي منهما ..

نبرة الألم التي ظهرت بعد محاولتها اليائسة لإخفاء مشاعرها جعلت رايون يتصنم لوهلة و يتردد قبل نطق أي كلمة .. فهو لم يتوقع أبدًا أن لها والدين و رغم ذلك عاشت في دار رعاية الأيتام !!

بدى الأمر غريبًا حتى تحدثت وحدها : والداي موجودان في مكان ما في هذا العالم .. لكنني ارجو ألا ألتقي بأي منهما ..

رفعت نظرها إليه : لقد خذلاني .. جعلا طفولتي اشبه بجحيم .. دمرا ابسط أحلامي و هو العيش معهما كأي طفل طبيعي .. جعلاني افقد ثقتي في كل شيء .. حتى نفسي !

توقفت فجأة ثم وضعت يدها على فمها و شهقت بخفة ، يبدو أنها ادركت أنها تلفظت بالكثير .. استرسلت و نطقت بالكثير مما لم يجب أن تقوله .. هي بالفعل جعلته حبيسًا بأعماقها لسنوات لذا .. خروجه من داخلها بهذه السلاسة جعلها تصاب بالتعجب من نفسها فكيف باحت بكل شيء فجأة ؟!

انتهى الفصل ..

اسئلة .. ليس لدي سؤال محدد لكن ربما يسعدني لو علمت ما الحدث او الشيء الذي اعجبكم في هذا الفصل ؟؟

ما الشعور الذي منحكم اياه حديث رايون و ايميلي ؟؟

هل تدركون هذا النوع من الشعور حيث تلتقي بشخص لاول مرة و تشعر و كأنكما مقربين أو كأنكما تعرفان بعضكما ؟؟ هل جربتموه يومًا ؟؟

الفصل كتب بشكل متقطع .. لم اكن ادرك ماذا يجب أن تكون عليه قصة هذا الثنائي .. لذا كتبت بعشوائية .. تحكمت مشاعري و الظروف التي امر بها بالأحداث بشكل كبير .. ( فوق ما تتصورو فعلا فصول كتبت حسب ما كنت اسمع عنه او اراه )

ميساكي !! ميساكي !! || الفصول الخاصة ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن