الفصل السادس والثلاثون: لماذا قتلته؟!

2.7K 302 381
                                    

كان هاري ينظر إلى كارل الواقف قبالته أسفل الدرج بيأس.

أراده أن يستوعب مدى جدية الموقف بأي طريقة. يعلم جيداً كم هو محطّم الآن، لكنه ليس الوقت للتفكير بأي شيء آخر عدا النجاة فحسب!

لكن في تلك اللحظة، اتسعت عيناه بصدمة ما إن رأى نقطة الضوء الحمراء الصغيرة على جانب جبين شقيقه...

هي ثوان قليلة فقط...

أدار رأسه باتجاه النافذة الطويلة المطلّة على الردهة، ليرى ذلك القناص الواقف بين أشجار الحديقة، في حين كان يصوب فوهة قناصته مباشرة باتجاه رأس كارل...

فتح فمه ليحذره، في حين أخذ يركض إلى الأسفل في لحظات شعر أنها ساعات طويلة..

وقبل أن يكون قادراً على قول أي شيء، كان صوت تلك الرصاصة المنطلقة باتجاه شقيقه، أسرع من أي صوت آخر...

كان هاري قد وصل إلى أسفل الدرج في اللحظة التي رأى فيها تلك الرصاصة تخترق كتف كارل، ليندفع جسده نحو الأمام ويهوي أرضاً.
وما هي إلا لحظات قليلة فقط، حتى سمع بعدها صوت إختراق تلك الرصاصة الأخرى لزجاج النافذة، يليها صوت تحطم الجزء المحيط بالجهة التي دخلت منها، ثم استقرارها على الأرض قرب قدم كارل بنحو ملليمترات قليلة فقط.

توقف مكانه بصدمة ما إن رأى ذلك الشخص وهو يركض باتجاه تلك النافذة. ليقف أمامها، ثم يطلق النار على أطراف  ذلك القناص، فسقط أرضاً. وما إن تأكد من أنه لن يكون قادراً على الحراك الآن، ركض نحو كارل ليجلس إلى جانبه ويساعده على الجلوس على الفور.

كان يتأوه متألماً، وقد بدأ الدم يتدفق من جرح كتفه. لذلك سأله بانفعال وقد بدا قلقاً جداً: هل أنت بخير؟ أنا آسف حقاً كارل، لكنه كان الحل الوحيد حتى أبعدك عن تلك الرصاصة!

لم يرد على سؤاله ذلك، بل نظر نحوه وقال بعدم استيعاب: روي؟ ما الذي تفعله هنا؟!

في تلك اللحظة، وقف هاري إلى جانبهما وسأل روي قائلاً بحدة: روي، ما الذي يعنيه هذا؟!

أجاب روي على عجل وهو ينظر إلى الأصفاد في معصمي كارل: سوف أشرح لكم كل شيء لاحقاً، علينا الخروج من هنا الآن.

قال ذلك ليباعد بين يدي كارل قليلاً حتى استقامت السلسلة الحديدة الرابطة بين الأصفاد. عندها وضع مسدسه على السلسلة ليطلق النار عليها بحرص شديد حتى لا يصيبه، وقد انكسرت على الفور.

ما إن حرر يداه، حتى طوق يده السليمة حول رقبته ليساعده على النهوض، ويهم بمغادرة المكان. عندها أوقفه راولي الذي وقف أمامه مشيراً بمسدسه اتجاهه، قبل أن يقول بحدة: من أنت؟ وما الذي تظن نفسك فاعلاً؟

نظر روي نحوه لبعض الوقت، قبل أن يقول بهدوء غريب: أفترض أنك العميل راولي ساكفيل.

بدا راولي متفاجئاً ما إن قال هذا، لكنه تفاجأ أكثر ما إن أخرج هذا الغريب بطاقة التعريف الخاصة به والتي تحمل شعار الCIM. ولم تكن كأي بطاقة، بل البطاقة الخاصة بقيادي المنظمة!

Amy Horiston //the rejected girl..Where stories live. Discover now