الفصل الأول:الخطيئة

36.2K 1.1K 688
                                    


#لندن الساعة 9:35 صباحاً
2005\9\12

كانت تسير مترددة باتجاه تلك الغرفة. تقدمت خطوة، لتتراجع خطوات بعد ذلك وقلبها ينبض بقوة...لكنها في النهاية استجمعت شجاعتها لتسحب نفساً عميقاً وتمضي إلى هناك ،حيث يجلس والداها كالعادة.

وقفت على أطراف أصابعها حتى تمكنت أخيراً من أن تمسك مقبض الباب بيديها الصغيرتين، لتفتح ذلك الباب الخشبي المطلي باللون الأبيض ببطء..

دلفت إلى داخل الغرفة تجر خطاها، والقلق بادٍ على قسمات وجهها الصغير...
تمسكت بطرف فستانها الأزرق، وأغلقت عينيها بقوة كما لو كانت تحاول أن تبعث القليل من الشجاعة إلى نفسها المضطربة. وبعد ثوان من الوقوف، فتحت عينيها مرة أخرى لتنظر إليهما بتوتر.

كانا جالسين على تلك الأرائك الفاخرة على الطراز الفيكتوري، بطلائها الأبيض، وزخارفها الذهبية التي زادتها جمالا وفخامة.

كانت تعلم أن هذه هي المرة الأولى التي يبقى فيها والدها في المنزل لوقت طويل. فقد سمعت من الخدم أنه قد نجح نجاحاً باهراً في أحد مشروعاته، لذلك قرر أن يرتاح في منزله لفترة لم تعلم إلى متى ستستمر.

فكرت أنها ستكون فرصتها الوحيدة للحديث معه أخيراً.

اليوم هو عيد ميلادها الثامن، لذلك فكرت أن تطلب منه هدية. لم تكن تعرف أي شيء آخر تحدثه عنه، لكنها رغم هذا أرادت أن تلفت انتباهه إليها بأي طريقة...

كانت تقنع نفسها أنه كان مشغولا طوال السنوات الماضية، لذلك لم يجد وقتاً للحديث معها. أرادت دائماً أن تصدق أنه لا يكرهها، لذلك كانت تجد له الأعذار في كل مرة يقوم بتجاهلها، كما هو الحال مع والدتها التي تذهب إلى الحفلات وإلى الأسواق أغلب الوقت.

وقفت أمامه وقالت بتردد ممزوج بالخجل:أبي ...هل لي بطلب؟

نظر إليها للحظات، ثم نظر حوله ليرى تلك الخادمة البدينة الواقفة بهدوء خلفهما، تعلو وجهها تلك النظرة الباردة التي أربكت والدها كثيرا..

نظر إلى تلك الصغيرة بضيق، ثم أخذ نفساً عميقاً ليكفهر وجهه فجأة، ويخاطبها بحدة:ما الذي تفعلينه هنا؟!

تجاهلت الصغيرة نبرته تلك كما لو كانت تكذّب ما سمعته، لتقول وهي تنظر إلى الأرض، وقد ضمت يديها إليها في توتر ملحوظ: امممم...اليوم هو عيد ميلادي لذا... ثم نظرت إلى عينيه محاولة التماس عطفه الأبوي من خلالهما:هل يمكنك أن تشتري لي هدية؟

اتسعت عيناه ونظر إليها بذهول للحظات محاولا استيعاب ما قالته، نظر إلى تلك الخادمة مجددا ليصر على أسنانه ويقول بنفاذ صبر:غادري من أمامي حالا ، لا أريد أن أرى وجهك!

كان كلامه قاسياً كما في كل مرة حاولت فيها التقرب إليه، لكنها اليوم لم ترد أن تستسلم...
لم تكن تستطيع أن تفهم سبب رفضه لها إلى هذا الحد، لكنها مع هذا أرادت أن تؤمن أنه لا يكرهها،أنه لن يدفعها بعيداً إذا ما حاولت بصدق!

Amy Horiston //the rejected girl..Where stories live. Discover now