الفصل السابع: دفء يديه

5.6K 374 191
                                    


#لندن الساعة 11:45 صباحاً
2005\9\15

فتح عينيه ببطء، بينما يشعر بتلك اليد الحانية التي أخذت تمسح على وجهه برفق...

بريق الأسى والحزن الذي رآه في عينيها المتعبتين، عصر قلبه بعنف..فأغلق عينيه بقوة، ليسألها بقهر:كم من الوقت بقيت فاقداً للوعي؟

تنهدت بضيق وأجابته بهدوء:ساعتين..
ثم ابتسمت بقهر وقالت:ربما علينا أن نكون ممتنين لوالدك، فقد سمح لي بالبقاء معك لأعتني بك!

فتح عينيه مجدداً ثم قال بهدوء:لا حل آخر أمامه...إنه ما يزال بحاجة إلي، لذلك لن يسمح بأن أتأذى..

لم تعلق على كلامه...قوست شفتيها في نظرة متألمة، واكتفت بتنهيدة متعبة، بينما تقاوم الدموع في عينيها بألم...

كانت جالسة على حافة السرير، بينما كان هو مستلقياً على السرير وقد توسد رأسه فخذها، في حين كانت تمسح على شعره بحنان...

ظل ينظر إلى ملامح وجهها المتألمة لبرهة، ثم رفع يده بصعوبة ليضع كفه على خدها ويقول بتعب وفي كلماته رجاء مؤلم:آني لا تبكي أرجوك...لا أحتمل رؤية دموعك أبداً!

قبلت جبينه بعطف، ثم قالت وهي تنظر إليه بابتسامة حزينة وبصوت متحشرج من البكاء:أعلم هذا فريد، لكن الدموع تأبى أن تتوقف أبداً...لا يمكنني مسامحتهم على هذا، لقد آذوك كثيراً!

عندها رد فريدريك بتعب:هذا لا شيء مقارنة بما مر به آرثر في الماضي...ثم سكت قليلا وأضاف بقهر:وايمي أيضاً...

عض شفته السفلى بقوة وقال بألم بينما يقاوم دموعه بصعوبة:لا يمكنني تخيل أنها ستواجه الشيء نفسه! لا يمكنني احتمال خسارة صغيرتي ايمي أيضاً...آني...إنه مؤلم، شعور العجز هذا مؤلم جداً!
لا أصدق أن كل ما فعلته طوال تلك السنوات كان بلا فائدة.. ظننت أنني سأكون قادراً على حمايتها، لكنني لم أسبب لها سوى الألم!
والآن وبعد كل هذا ستعيش ذلك الجحيم هي أيضاً!
وكذلك ديفيد، كنت قد ظننت أنني استطعت إبعاده عن والدي بتلك الطريقة، لكنني بدلا من هذا سأجعله يعاني...أعلم أن والدي لن يفعل له شيئاً فهو ما يزال بحاجة لاستعماله، لكن مع هذا...

عندها قالت آني وهي تنظر إليه بثقة وسط دموعها:فريد! ديفيد وايمي سيكونان بخير! لن يستطيع الوصول إليهما أبداً...ثق بي!

لم يعلق على كلامها...كان اليأس قد سيطر على قلبه تماماً إلى حد جعله عاجزاً عن قول أي شيء...وتلك الفكرة الوحيدة التي أخذت تدور في رأسه، كانت قد كسرت كل شيء في داخله..

لقد فشل في حماية ملاكه الصغير!

ظلت تلك الذكريات تتسلل إلى عقله لتزيده ألماً فوق ألمه، ولترسم في عينيه نظرةً خاوية يائسة، أخافت آني كثيراً...

يتذكر ذلك اليوم بكل تفاصيله...بل وكيف له أن ينساه؟!

#لندن الساعة 8:45 مساءا
2001\1\4

Amy Horiston //the rejected girl..Where stories live. Discover now