استمر يطلق سبابه بلا وعي متوعدًا بالانتقام من سارة حتى توقف شادي عن البكاء أخيرًا وحملته سبيل إلى غرفة النوم .. أغلق الكاميرا غاضبًا .. ربما كانت نورا محقة .. سبيل تبدو شاحبة كالموتى وفي حاجة ماسة إلى الراحة .

عاد هاتفه للرنين .. كانت نورا مجددًا :

- حسن بيه أنا طلعت وخبطت على ست سبيل تاني زى ما سعادتك قلت لي .. بس برضو مش بترد

هم بإخبارها بأنه قرر أن ينتظر للصباح ولكن الفتاة أردفت بصوت يرتجف :

- بس متهئ لى أن سي شادي صاحي .. زي ما يكون في حد بيعيط جوه

صاح في قلق :

- يعني أيه الكلام دا .. ؟! اسمعي .. خليكي قدام باب الشقة وكلمي شادي علشان ميخافش .. أنا جاي لك حالًا

ألقى بالموبايل فوق فراشه وبدل ملابسه على عجل .. عندما اقترب من بوابة الخروج من الفيلا استوقفه كامل الذي تطلع إليه في دهشة قبل أن يتوقف عن الحديث مع أصدقائه وينهض متوجهًا إليه ليسأله عن سبب خروجه مجددًا في مثل هذا الوقت المتأخر

 أجابه بصوت مختنق وهو يكمل طريقه على عجل :

- سبيل تعبانة

تابعه كامل بعينيه شاردًا .. حسن عاشق حد الثمالة ..!

*****

خرج من المصعد فاستقبلته نورا التي وقفت ملتصقة بباب الشقة وهتفت في توتر :

- سي شادي ورا الباب

فتح حسن الباب ببطء ورغم ذلك سقط الطفل أرضًا ليكتشف أنه كان ملتصقًا به في رعب .. ضمه صامتًا وأسرع للداخل .. تسمرت قدماه لحظات وهو يتطلع إلى حطام صورهما في صدمة قبل أن تنتشله صرخة نورا الفزعة فهرول إليها ليجد سبيل ملقاة في الردهة الضيقة بين الغرف..

ناولها الطفل وانحنى فوقها في لوعة .. تمعن في رسغيها وتنفس الصعداء .. الدماء التي غطت يديها لم تكن عمدًا .. حملها ليضعها فوق الفراش وطلب من نورا إحضار زجاجة العطر .. راح يربت فوق وجهها ويدلك كفيها الباردة بلا جدوى ..

هتفت الفتاة التي لم تكف عن اللطم والنحيب :

- جلطتها الغيرة يا حبة عيني .. يا خسارتك يا ست سبيل

التفت إليها في حدة قبل أن يبتلع ريقه ويعاود التمعن في وجه سبيل الشاحب ويتحسس نبضها الخافت في عجز .. داهمه إحساس مميت بأنها لن تستيقظ ثانية

حملها ليغادر الشقة صارخًا :

- أنا هانقلها المستشفى .. خلى شادي معاكي .. هاتصل بـ عمي ييجي ياخده منك

أخبره الطبيب أن ضغط الدم ارتفع وسبب لها جلطة دماغية أدت بها إلى غيبوبة لا يعلم إلى متى سوف تستمر .. طلب منه الدعاء لها بالنجاة

بيلاَّ  ( قريبًا)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن