أيعقل أن تنتحر هي أيضًا ؟بقدر ما تمنى ذلك فيما مضى بقدر ما أصبح يخشاه الآن ...

فُتح باب غرفته فجأة ودخل عمه فاستقام جالسًا .. تأمل الفوضى من حوله لكنه تغاضى عنها وهو يلقي تحية الصباح على حسن بابتسامة مصطنعة ردها الأخير بالمثل

تمعن كامل في ملامحه قائلًا :

- مالك يا حسن ؟ مرحتش ليه الشركة النهارده ؟

- أبدًا .. أصل سبيل تعبت شوية و.........

توقف عن إتمام عبارته عندما لمح القلق في عيني كامل .. لم يكن قلقًا على سبيل لكنه كان قلقًا آخر .. وكأنه يخشى عليه منها ..

سأله كامل في انفعال :

- علشان كده كنت بايت معاها امبارح ؟

أجابه حسن في نبرة دفاعية :

- أنا كنت بايت في الصالون

تحرك كامل في أرجاء الغرفة وراح يجمع الملابس المبعثرة ليضعها في مكان واحد .. فقال حسن في حرج :

- أنا آسف كنت هارتبها لما اصحى .. أصلي تعبان دلوقت

- طيب .. هاسيبك تستريح شوية علشان تعرف تركز مع مهندس الديكور

نظر إليه حسن في تساؤل فأردف :

- سارة عايزة تغير شوية حاجات في الفيلا قبل الفرح

هز حسن رأسه في تفهم فتابع كامل :

- أيه رأيك يا حسن نخلى فرحكم أخر الشهر دا ؟

قطب حسن حاجبيه قائلًا :

- بس كده مش هنلحق نجهز حاجة ؟

- حاجة ايه .. ؟ لوقصدك الديكورات الجديدة اللى سارة عايزاها .. فـ دي مش مشكلة .. لسه فاضل أكتر من عشرين يوم .. هتكون خلصت .. وحتى لو مكنتش خلصت .. عقبال ما ترجعوا من شهر العسل بالسلامة يكون كل شيء تمام

غمغم في استسلام :

- اللى تشوفوه

- أنت العريس يا حسن

تنهد حسن صامتًا .. سأله كامل فجأة :

- هي سبيل عرفت أنك هتتجوز سارة ؟

- أيوه

- ويا ترى هو دا السبب ؟

- سبب أيه ؟

- التعب اللى حصل لها ؟

- عمي .. أنت قصدك أيه بالظبط ؟

ظل كلاهما يحدق في الآخر حتى تنهد كامل قائلًا :

- أنت فاهم قصدي كويس يا حسن .. مش هاقدر أقولك غير بص لمستقبلك .. متخليش نزوة تدمر حياتك زي ما دمرت حياة سعيد الله يرحمه

*****

اكتفى حسن بابتسامة باهتة وهو يستمع بصبر نافد إلى توجيهات سارة التي صدعت بها مهندس الديكور المسكين بينما تابعها الأخير بابتسامة ثابتة تستحق الحسد .. اللامبالاة التي سيطرت عليه أنعكست حماسة على وجه كامل وكلماته فراح يشجع سارة ويثني على اختياراتها وذوقها الحيوي المتميز الذي سيضيف بصمة أنثوية براقة في أرجاء الفيلا كلها ..

تنفس الصعداء عندما انصرف المهندس أخيرًا بعد أن ظنه سيمضي الليل كله معهم .. وكأن استحسان وتشجيع عمه لها جعلها تتمادى في أوامرها حد الإزعاج ..!

اقتربت وتأبطت ذراعه بكلتا ذراعيها قائلة في دلال زاده سخطًا :

- أيه رأيك يا حبيبي في الألوان والتصميمات اللي انا اخترتها ؟

- تمام

- يعني أيه تمام ؟

تدخل كامل في الحديث قائلًا :

- تمام يعني عجبته جدًا .. أنتي عارفة حسن كويس وعارفة انه مبيعرفش يجامل .. لو مكنش ذوقك عجبه وجه على مزاجه مكنش سكت أبدًا

لانت ملامحها وهي تتفحص حسن في اهتمام قائلة :

- بذمتك يا عمو كامل دا شكل واحد فرحه بعد كام يوم ؟

أجابها حسن متجهمًا :

- ماله شكلي مش عاجبك ؟

ضحكت قائلة :

- عاجبني بزيادة

قهقه كامل بصوت مرتفع وهو يختلس النظر إلي حسن في عتاب حتى ابتسم الأخير مرغمًا وتظاهر بالاهتمام


شكرا على الكومنتات على الفصل اللى فات كلها روعة

كتير منها هتتأكدوا بعد نشر الحلقات الباقية أنه وصل للنهاية المحتومة

أنا سعيدة بوصول شيمو كمان علشان تكمل الشلة الحلوة قبل ما احذف الرواية

اللى متابع معانا يا ريت يقرا بسرعة باقى حلقات معدودة

على فكرة حسن بيحب سبيل جدا بس إحساسه بالخيانة هو سبب الصراع

لو تحبه نخليه يتجنن في النهاية .. مع أني أكره النهايات الحزينة بس ممكن أعاقبه علشان خاطركم

بيلاَّ  ( قريبًا)Where stories live. Discover now