الفصل الثلاثون: ها قد التقينا من جديد

Почніть із самого початку
                                    

خاطبها ذلك الفتى قائلاً بعجرفة، وهو لم يرى وجهها بعد: ما خطبك؟ لماذا تسدين الطريق هكذا؟!

رفعت ايمي بصرها نحوه، وقالت وهي تنظر إليه بقلق: امممم..أنا...أنا آسفة...

ما إن رآها ذلك الفتى، حتى اتسعت عيناه بصدمة. لكن تعابيره سرعان ما تغيرت ليقول على الفور بذعر: آه...أنا آسف! إنه خطئي. كان علي أن أنتبه لخطواتي...أرجوكِ أن تسامحيني!!

عقدت ايمي حاجبيها بارتباك، لكنها ردت على اعتذاره بتردد: امممم...لا بأس، لا مشكلة في ذلك...

كان الفتى ينظر حوله في خوف واضح، فقامت ايمي من مكانها بينما لم ترفع بصرها عنه أبداً وهي تنظر نحوه باستغراب وحيرة...

في تلك اللحظة، سمعت صوت فِيا وهي تهتف بسعادة: ايمي!! أخيراً عدتِ إلى المدرسة!

لم تنه فِيا جملتها حتى ارتمت بين يدي ايمي، لتضمها نحوها بقوة بينما بدت على وشك البكاء..

ابتسمت ايمي لمظهرها وقالت بهدوء: لقد اشتقت إليكِ فِيا...

رفعت فِيا بصرها نحوها وقالت وهي تمسح دموعها التي تكونت في مقلتيها: وأنا أيضاً...لا تدرين كم كنت قلقةً عليكِ. ما كان يجب أن تتهوري هكذا!

ردت ايمي وهي تحاول كتم ضحكتها: هل تعرفين كم مرة سمعت نفس هذه الكلمات طوال الأسابيع الأربعة الماضية؟

فزمّت فِيا شفتيها وقالت بتهكم: إذاً....فلتضيفي هذه المرة إلى تلك المرات التي سمعتها فيها!

ضحكت ايمي من كلامها، ثم قالت وهي تحضنها من جديد: آه...لقد اشتقت إليك حقاً!

ابتسمت فِيا وتمتمت بخفوت: وأنا أيضاً...

•••••

في استراحة الغداء، كانت فِيا وايمي تسيران في الممر باتجاه الكافتيريا..

لقد استمر جميع الطلاب بالتصرف بغرابة ما إن تمر ايمي من جانبهم، مما أشعرها بالضيق حقاً...
كان الأمر سيكون عادياً جداً بالنسبة لها لو أنهم استمروا في نظراتهم الساخرة، وشتائمهم التي يلقونها عليها عندما تسير إلى جانبهم. لكن الأمر هذه المرة بدا مربكاً جداً..

ما الذي حدث حتى جعلهم يخشون الاقتراب منها هكذا؟

ذلك هو السؤال الذي ظل يدور في ذهنها طوال هذا اليوم. ورغم أنها سألت فِيا عدة مرات، إلا أنها كانت تقول إنها لا تعرف شيئاً، بينما تحاول تغيير الموضوع في كل مرة. فتنهدت ايمي بضيق للمرة العاشرة تقريباً طوال هذا اليوم.

ولما كانت على وشك الدخول إلى الكافتيريا، رأت هاري واقفاً إلى جانب الباب.

كان متكئاً بظهره على الحائط، بينما عقد يديه أمام صدره وهو ينظر إلى الفراغ ببرود..
لم يجرؤ أي من الطلاب على الاقتراب منه أبداً، وقد كانوا يدخلون الكافتيريا من الجانب الآخر من الباب، بينما ينظرون نحوه بحذر شديد...

Amy Horiston //the rejected girl..Where stories live. Discover now