النهاية

287 5 1
                                    

بعد مرور خمس سنوات:
كان مالك واقفا فى شرفة الفيلا المطلة على البحر والتى اشتراها فى تلك المدينة الساحلية التى قابل فيها ملاك ﻷول مرة قبل أكثر من عشر سنوات لن ينسي أبدا كيف وقع صريع هواها من أول لقاء وهو من كان يتغنى بكراهيته لجنس حواء ولن ينسي أبدا أن هذا البحر هو الشاهد على حبه الكبير لها الذى لم ولن ينساه مادام حيا ومادام فى صدره نفسا يتردد.
أفاق من شروده على اليد التى توضع على كتفه فاستدار سريعا مدركا من الذى اقتحم شروده ...تطلع لها كأنما يراها للمرة الاولى بداية من شعرها الكستنائى الى عينيها الداكنة بلون القهوة حتى ملامح وجهها البريية والمبتسمة فهى من ساعدته قبل سنوات على تخطى أزمته.....نور.
نور "سرحانك ده مش مطمنى"
مالك بابتسامة"عادى يعنى..."
نور"انت لسه محبوس فى البيت ده يا مالك صح"
لم يتعمد مالك عدم الفهم بل أجابها بوضوح وقد فهم ما ترمى إليه بالضبط"مش قادر انسي ...مش حاسس ان عدى خمس سنين من اليوم ده....أنا خسرت كتير فى اليوم ده"
نور"بس كسبت حاجات تانية بردو..."
مالك"مش عارف...بس اللى اعرفه انه كان ليكى فضل كبير فى استقرارى دلوقتى لولاكى كنت فضلت تايه من يومها"
نور بابتسامة"عارفة ويلا فك التكشيرة النهاردة بالذات مينفعش تكشر و......."
قاطعهم ركض فتاتين صغيرتين تجاه مالك وقد اختبئوا وراء مالك و......
مالك بدهشة"ايه اللى حصل....ملاك....ملك...فى ايه"
استدارت ملك الصغيرة الرقيقة ذات العينين الرماديتين ناحية ملاك- ذات العيون الزرقاء والظاهرة عليها علامات الشقاوة بوضوح -مسرعة قائلة"هى السبب يا بابى"
ملاك بحنق"كدابة....هى كانت معايا يا بابى"
نور ضاحكة"سيبوا بابا يا بنات عيب كده"
مالك بعدم فهم"بتجروا من ايه طيب"
ملاك "الاول هتحمينا"
مالك"أكيد بس من ايه"
ملك بخفوت"من أمنا الغولة"
مالك بعدم فهم"نعم"
نور"استنى كده أنا فهمتهم ....دول عاملين مصيبة....اهربوا بسرعة أحسنلكم"
مالك"طيب فهمينى"
ملاك"احنا وقعنا الدقيق بالغلط ....."
ملك "وحطينا الملح بالغلط فى العصير..."
ملاك"كنت فكراه سكر"
ملك"ومكنش قصدنا نحرق الأكل "
ملاك"والأهم إننا اخدنا الشيكولاته من التورتة اللى فى التلاجة بالغلط"
مالك بفزع"عملتم كل ده وجايين أحميكم ده انا هحتاج حد يحمينى من الاعصار اللى هييجى دلوقتى...وبعدين الدقيق اللى وقعتوه ده وقعتوه على ايه"
لم يكمل سؤاله واذا به يسمع صوت صراخها المألوف"ملاااااااك........ملك....."
لم تمر ثانية بعد سماعه لصوتها حتى ظهرت أمامه....تلك المراة التى اعتاد أناقتها ...رآها أمامه الان مغطاة بالدقيق وتمسك فى يدها تلك العصا التى لا يعرف اسمها والمستخدمة فى فرد العجين(النشابة) وهى تركض نحوهم بينما هو قد سقط من الضحك بجانبه نور والتى انصدمت فى البداية ثم مالبثت ان ضحكت مثله بينما يحاول الفتيات أن يختبئوا خلفه.
اقتربت منهم بغضب وهى على وشك قتلهم بغضبها بينما حاول مالك ان يحيل بينها وبينهم ....
مالك بضحك"اهدى....يا ملاك....اهدى"
بيرلا بغضب"اسمى...بيري ....متنادينيش باسم البت دى"
مالك"اهدى بس.."
بيرلا"اهدى ازاى انت مشفتش عملوا ايه أنا هنموت بسبب عمايلهم دى"
مالك"قلنا بلاش الكلام ده واهدى"
بيرلا"انت مش شايف شكلى..."
مالك"شايفه وعارف اللى حصل من غير ما تحكى ....الجوز دول عملوا مصيبة جديدة....بس سامحيهم ده بكرة عيد ميلادهم وهما بيعتذرولك على فكرة"
ملك بحزن"ايوة يا مامى ...أنا اسفةوالله"
ملاك"وانا كمان أسفة متزعليش بقى"
مالك بابتسامة"بقى دول يتزعل منهم لو مش عشانهم افتكرى عمايلك السودة دول نسخة عنك فى الشكل والتصرفات وأكيد دول ميضربوش"
بيرلا"أنا اصلا مكنتش هضربهم هم "
نور "أومال هتضربي مين.."
بيرلا"كنت هضرب الاخ اللى سايبهم يدخلوا المطبخ والمفروض ان هم تحت حراسته"
مالك"حد قالك تمشي الخدم والطباخ النهاردة...وانا مالى"
بيرلا"عيد ميلاد بناتى أنا اللى هبقى مسئولة عنه وخصوصا الليلة اللى قبل العيد ميلاد دى متنساش ان الكل هيجى من النهاردة وهيقضوا النهاردة هنا"
مالك"طب شوفى هتعمليلهم أكل ولا هتنضفى نفسك من اللى عليكى ده"
بيرلا"الاتنين"
ثم استدارت للفتاتين"حبايب ماما عايزين تأكلوا ايه النهاردة......"
بصوت واحد أجاب الاثنتان"بيتزا"
احتضنت الفتاتان وهى تقول"وأنا بيتزا .....كده اتحلت"
مالك"وانت كده عملتى ايه بقى"
أخذت الفتاتان وهى تقول"مفيش أحسن من الدليفرى انا هطلب وانت ابقى حاسب"
نور"شكلك اتدبست"
مالك بضيق"ادى اخرة اللى يستناها تعمل غدا"
نور بابتسامة"هتقنعنى انك متضايق مالك....انت بتبقى مبسوط وانت شايفهم بالشكل ده هما دول مكسبك بعد كل اللى حصل"
مالك "مشكلتى إنى مش قادر أنسي إنى كنت هخسرها ...لما دخلت ولقيت يوسف ماسك المسدس وبيوجهه ناحيتها كنت هموت محستش غير وأنا ماسك المسدس اللى اخدته من العربية وبضربه ....لحظة ثبت ما بقيتش فاهم الرصاصة دى طلعت منى ولا منه ...لحد ما وقع انت مراعية انى عملت وكنت هعمل اكتر عشانها ....أنا قتلت ابن عمى عشانها اللى كان بمثابة أخويا......قتلت أخوكى"
نور بحزن"منكرش انى زعلت لما عرفت بس الحقيقة لما ظهرت قدامى واكتشفت انك كنت بتدافع عن مراتك اللى هو خطفها ده غير باقى المشاكل التانية اتأكدت ان دى الحاجة الوحيدة اللى كان لازم تحصل والا كان هيتدمر اكتر فى السجن وبعدين يوسف عمره ما قرب منى عشان أكذبك او اثق فيه او فى ماما ثقة عمياء انا طول عمرى بعيدة عنهم ومرجعتش غير بعد اللى حصل وبعدين انا ليا أخ تانى لو واخد بالك انت....اخ بجد المرة دى طول عمره بيهتم بيا خرجنا انا وهو من الازمة دى سوا"
مالك"والاخ ده هو اللى هيجوزك قريب"
هنا اتى عدى من خلفهم قائلا"مين جايب فى سيرتى"
مالك"انت بتيجى منين أنا قلت هجوزك مش هجوزك عدى"
عدى"الكلمتين واحد أختك دى فى كل الحالات هتبقى مراتى فى خلال شهر"
نور"على فكرة انا واقفة وانت مخدتش رأيي"
عدى"وده لأنى عارف انك موافقة يا روحى"
نور"عدى...؟"
عدى بابتسامة"نعم يا احلى دكتورة نور ....بحبك وهتجوزك فيها مشكلة"
نور بخجل"اسكت بقى ....مالك واقف"
مالك بابتسامة"لا همشي ....فاضلك خمس دقايق وتيجى ورايا عشان الباقيين شكلهم جم"
تركهم مالك وذهب الى الحديقة حيث باب الفيلا الذى لاحظ انه مفتوحا ولذلك بالتأكيد دلف عدى دون ان يشعروا به .
لم يكد يغلق الباب حتى وجد من يدق الجرس ففتحه واذا به يرى ديما ببطنها المنتفخة فى أشهر حملها الاخيرة مع عمر الممسك بطفلهم وخلفه والداها عامر ونادين وقد عادوا لبعض من سنوات ومعهم والده عمر مدام سمية وكالعادة كانت ديما تتشاجر مع عمر......
ديما"أنا بكرهك يا عمر....بكرهك"
عمر ببرود"عارف يا حبيبتى ...."
عامر"اهدى يا بنتى العصبية دى غلط عليكى"
عمر بابتسامة"أهلا يا مالك"
مالك بذهول"أهلا"
ديما"بيضحك عليا بيقولى ان بيكلم المحامى وتطلع واحدة ست"
عمر"الستات بيبقوا محاميين بردو يا حبيبتى"
ديما"أنا من زمان عارفة ان انتم صنف مالوش أمان"
عمر"عارف يا حبيبتى"
ديما "متقليش يا حبيبتى"
عمر"حاضر يا حبيبتى"
ديما"متستفزنيش....."
عمر "حاضر يا..."
مالك مقاطعا"اسكت....ملاك مستنياكى فوق هى ونور يا ديما"
ديما"طيب أنا طالعة لازم تفهم ان صنف الرجالة مالوش أمان و....."
اختفى صوتها مع ابتعادها بينما رحب مالك بالجميع و....
نادين بابتسامة"معلش يا مالك خضناك على الباب"
مالك "والله انتم اللى صعبانين عليا من المجانين دول"
عامر"متقلش على ديما مجنونة دى بس هرمونات الحمل"
عمر بابتسامة"على كده يا خالى انا من يوم ما اعرف بنتك وهى حامل"
سمية"اسكت يا عمر متتكلمش بالاسلوب ده"
عمر"اهو من يوم ما اتجوزنا والكل ضدى حتى مريم"
مالك"هى فين صحيح"
نادين "فى السكة بس انت عارف لما الاتنين دول يبقوا مع بعض هييجوا فى سنة"
مالك"اتفضلوا انتم جوا طيب يا طنط ...ماما مستنياكم"
سمية"وحشتنى مدام رزان تعالى ندخل يا نادين"
عامر"وانا جاى معاكم والدك جوا"
مالك بابتسامة"ايوة يا عمى"
دلفوا للداخل فقد توطدت العلاقات بين العائلة ....أصبح والده قليل السفى الان ان سافر بالاساس فقد قرر الاستقرار بجانب عائلته بعد تلك الأحدث....بالتأكيد لم يتقبل كل الأحداث فى البداية وقد ظن أنهم خدعوه طوال تلك الفترة ولكنه سرعان ما تأكد وشعر بخسارته العظيمة لبعده عن عائلته...تنهد مالك بينما جلس بجانب عمر الذى ترك ابنه ينطلق لينادى صديقاته ملاك وملك ليلعبوا سويا و......
مالك"انت بارد أوى على فكرة ...جننت ديما"
عمر"ده الاسلوب الوحيد اللى تقدر تتعامل بيه مع ذوات الشعر الاحمر....انا لو عاندت قصاد ديما مشاكلنا مش هتخلص وأنا عارفها مجنونة وعشان كده لازم أفضل بارد عشان متفكرش تسيبنى فى يوم ﻷنها متضمنش لو شدينا قصاد بعض جامد ....فاكر لما اتخانقت معايا واخدت الولد وهربت وطلعت كانت فر رحلة مصيف والكل كان بيدور عليها ....دى مجنونة"
مالك"مش أجن من اللى عندى ...دى هتطلع دلوقتى والتانية هتزيد الحريقة ومش لما يجتمعوا يعملوا طلب جماعى للطلاق"
عمر"لو حصل هقتلك مراتك"
مالك"لا تجرؤ نقول كده قدامها ....دى مرعبة وخصوصا لما يجتمعوا"
هنا دلف من البوابة جهاد وديالا واتجهوا فورا لمصافحة مالك وعمر ثم اتجهت ديالا للفيلا بصحبة جهاد الذى اصبح صديق مقرب لعامر ولوالد مالك وخلفهم مباشرة جاءت سيلا بصحبة دانى زوجها وابنتها الوحيدة وبعد أن رحبوا بهم كانوا سيدخلوا معا للفيلا فلم يسمح مالك وعمر لدانى بالدخول و.....
دانى "فى ايه انا تعبان وعاوز ادخل"
مالك"لا خليك قصاد عينى انت خطر على زوجاتنا اللى جوا "
دانى"ليه هاكلهم "
عمر"لا مصاحبهم ...ماشاء الله كلهم أصحابك ومعانا احنا بيتحولوا"
دانى"دى قدرات يا عمر "
مالك"اسكتوا جاسر وأحمد جم سوا"
دلفت ميرا وعائشة بصحبة أزواجهم جاسر وأحمد الذين يمسكون بالأطفال وكان ظاهرا عليهم الضيق الواضح وبدون كلام صافحوا دانى فقط ودلفوا للفيلا.
مالك"مالهم مراتتكم وليه قالبين علينا كده"
جاسر"انا عن نفسي معرفش هى كده مع نفسها"
دانى"قالبين عليكم مش عليا"
احمد"خلاص يا فتى الشاشة الاول عرفنا ان جاذبيتك لا تقاوم"
عمر"قولى فين عصام وعاصم واحمد وعدى"
مالك"عدى جه من شوية كان قاعد مع نور أما الباقيين فمش هيقدروا يجوا ...عصام بسبب شغله وبيته وأحمد زيه وعاصم مسافر طبعا"
دانى"مش ناوى يعرفنا على مراته بردو صح"
مالك "واضح"
أحمد"شكلكم كلكم مشاكلكم كتير زي....عائشة هتجننى بسبب تمسكها بشغلها وفوق ده المخرجين والناس اللى بتتعامل معاهم محدش بيقدر انها متجوزة"
جاسر بضيق"أنا بقى أستاذ أشرف اللى بقى بيشتغل معاهم دلوقتى ....سارح وراها وشكله عنده أمل إنى هطلق وهى مش واخدة بالها وشايفة انهم أصدقاء وبس..."
عمر"بصراحة مشاكلى مع ديما فى المواضيع دى مبتخلصش بس الفترة هى اللى قالبة عليا ومبتثقش فيا نهائى يعنى المحامية اللى اتخانقنا بسببها واحنا جايين داخلة على الستين"
دانى"أنا و سيلا متفاهمين فى المواضيع دى"
عمر"انت ليه مصمم تثبتلنا انكم زوج عصافير فى البيت"
دانى"انتم اللى مفيش بينكم مشاكل وبتستهبلوا"
هنا قاطع الحديث صوت شجار عالى عند الباب بينما قال مالك مبتسما "اخر زوج عصافير وصل"
عمر"مش قلنالك فى السكة"
ابتسموا وهم متابعون لحركة نايل ومريم الزوج الذى جمعه قصة حب قوية وبنفس الوقت الزوج الاكثر شجارا فى العالم......
نايل"انت ازاى بتضحكى قدامه ...مية مرة اقلك متضحكيش قدام حد"
مريم بغضب"أنا مضحكتلوش أنا ضحكت على حاجة عادى يعنى"
نايل"لا مش عادى"
عمر"اهدى يا نايل بقى ...غيرتك دى هتوديك فى داهية"
مريم"أنا كان نفسي يحبنى واحد بيغير مش واحد مبيعملش حاجة غير انه غيور"
نايل"مريم"
مريم"أنا مش عارفة ايه اللى خلانى اتعمى واتجوزك يا شيخ فعلا مراية الحب عامية"
وتركته واتجهت غاضبة الى الفيلا وما ان حاول دانى الكلام حتى وجد سيلا قادمة وعلى وجهها علامات الشر لتتشاجر معه سريعا بسبب محادثته لاحدى السيدات على الهاتف بشأن العمل وترحل.....
دانى بذهول"هم بيقولوا ايه فوق احنا كنا كويسين"
عمر"شكل عيد ميلاد بناتك يا مالك هيبقى حفل الطلاق العالمى"
بعد قليل وصلت سمر بصحبة زوجها...قصي ...فقد اكتشفت بأنها كانت واقعة فى حبه طوال ذلك الوقت وحبها لمالك كان مجرد وهم .
دخل قصي ممسكا بطفلته وحيا الجميع بحرارة بينما حيتهم سمر سريعا وتساءلت عن.....
سمر بابتسامة"فين زوجاتكم ....ايه الاجتماع الرجالى ده"
مالك"احنا مجبرين على كده....كلهم اتخانقوا مع بعض وطلعوا"
قصي"طيب متطلعيش انت بقى لا أحسن شكلها عدوى فى الفيلا دى"
عمر"لا سيبها ده هى الامل الوحيد...هى اللى هتعقل اللى فوق"
سمر مبتسمة وهى تنوى الدخول للفيلا"هعقلهم كالعادة ...ما انا بقيت الدكتورة الخاصة بمشاكلهم الأسرية..."
قصى لعمر"انت مراتك فوق"
قصي بيأس"يبقى هتنزل تتخانق معايا أنا عارف......."
....................................
فى نهاية اليوم كان الجميع قد تصالحوا او بالأصح نسوا سبب تلك المشاكل فالحب بينهم أقوى بكثير من أى تفاهات قد تعيقه وبعد ان قضوا السهرة سويا ووعدتهم بيرلا بمفاجأة فى عيدميلاد ابنتيها اتجه الجميع لغرفهم وبينما كان مالك منشغلا بالكتابة على اللاب توب الخاص به كانت بيرلا يالشرفة تتحدث بالهاتف.
تابعها مالك بعينيه خلف الزجاج وهو يكتب"لقد فزت بملاك بالنهاية وهذا اكبر انتصار فى حياتى وأعلم أن لديها أسرار حتى الان ....لازال من الصعب اقتحام أسوارها أو على الاقل ذاك ما تفهمه وتريده....ملاك تخفى سرا كبيرا وهذا ما اكتشفته وبالطبع لم أطالبها باخبارى فعلى اعطائها تلك المساحة الشخصية ظاهريا فقط....بعد أن كدت أفقدها تلك المرة وأنا رسخت حياتى للحفاظ عليها حتى لو اضطررت أن أبحث وأن أسلبها تلك المساحة الشخصية....أنا أعرف سر ملاك"
تراجع مالك للخلف بجسده لتسقط عينه على تلك الصورة الموضوعة أمامه فهو يضع مثيلتها أمامه فى كل وقت صورة عرسه هو وملاك ...تذكر تلك الصعوبات التى واجهته سبقت زواجه بها فلم تكن صعوبة ما حدث مع يوسف فقط وقتله له أمامها وبسببها بل كان أهلها الذين أخذوها راغبين بابعادها عنه ظنا بأنهم ينهون مشاكلها بتلك الطريق ولكنه لم يتركها ألم تكن زوجته قبل كل شئ ولو لم تكن ما كان ليتركها قبل أن تكون وفى النهاية تخطى كل تلك الصعوبات وحصل عليها فى النهاية.....تحركت عينيه تلقائيا للصورة بجانبها وكانت أيضا دائمة معه صورتها بصحبة فتياته ....تذكر أنه أطلق على فتياته تلك الأسماء لسببين أهمهما ان يربط اسمها والذى رفضت ان يناديها به أحد غيره ...ملاك والثانى عندما رأى شكلهم بالاضافة عند رؤيته لعيونهم للمرة الاولى هاجمته قصتها هى وشقيقتها فرآهم فى ابنتاه فكانت أسمائهم هكذا وبالفعل الفتاتان لا يختلفان عن أمهما فى شئ واحد وهذا أكثر ما يمنحه السعادة فى الحياة.
خرج بعدها للشرفة وهى ما ان رأته حتى أغلقت الخط سريعا بينما هو يسألها"فى حاجة.."
بيرلا بابتسامة "مفيش ...مكنتش بعمل حاجة"
اتجه لها بهدوء وضمها إليه قائلا "تعالى ندخل ننام ورانا صحيان بدرى ...بناتك مش هيسيبونى فى حالى الصبح وهم ناموا من بدرى بعد ما حكتيلهم القصة اللى بتحكيها دى"
بيرلا"ماشي ...تعالى ندخل"
مالك بابتسامة بينما يزيد من ضمها اليه وهو متجه لغرفتهم"تعرفى انى بحبك أوى "
بيرلا"عارفة....تعرف بقى ان انا اللى بحبك أوى"
مالك"عارف بس تعرفى ان انا حبيتك من يوم ما شفتك اول مرة قبل حتى ما تركبى الباص معانا"
بيرلا بدهشة"بجد ....طب إزاى"
دلف بها للغرفة واغلق الباب قائلا"أنا هحكيلك......"
.......................................
فى مساء اليوم التالى فى حفل العيد ميلاد:
كان مالك جالسا أمام اللاب توب الخاص به يتابع ما كان يكتبه أمس (أعرف سر ملاك .....السر الذى اكتشفته من خمس سنوات عندما ركضت تاركة الجميع فى حالة ذهول بعد ان واجهتهم بالحقيقة لتتفجر فى نفس الليلة حقيقة غريبة ومذهلة أمامها....)
فى نفس الوقت فى مطار موجود بتلك المدينة الساحلية:
الموظفة بالمطار"جواز السفر لو سمحت"
عاصم "اتفضلى أنا والمدام"
قالها مشيرا للمرأة خلفه والتى اختفى وجهها أسفل تلك الموضوعة على رأسها
تأكدت الموظفة من أوراقه أولا ثم أعطتها له "الدكتور عاصم الراشد ..اتفضل"
ثم أمسكت اوراق المرأة بصحبته وتأكدت منها وهى تقول "مدام ملك جوزال ....اتفضلى"
لترفع المرأة راسها سريعا وهى تزيح تلك القبعة عن وجهها قائلة بابتسامة متألقة انعكست على عينيها الرماديتين"شكرا....."
بينما فى نفس الوقت عند مالك :
تابع مالك كتابته قائلا"السر الذى تخفيه ملاك هو حياة شقيقتها ....ملك والتى لم تمت أبدا بالواقع"
توقف عن الكتابة وهو يتراجع برأسه للوراء ويتذكر ما اكتشفه قبل أعوام.
.....................................
فى المطار:
عاصم"اتمنى ان رجوعنا ميكنش ضايقك يا ملك"
ملك بابتسامة"أنا وعدتها ولازم أنفذ ...السر اللى هى شايلاه هيتكشف النهاردة"
صمتت بعدها وهى تتذكر كيف جاء والدها جهاد جوزال بعد ذاك الحادث وكانت هى الحية الوحيدة وكيف أنقذها وأرسلها لتعالج نفسيا لسنوات حتى والدتها الحقيقية ديالا وأختها لم تكونا تعرفان الحقيقة قبل عدة سنوات أصرت فيها هى أن تبتعد عن الجميع حتى عادت لعاصم وتزوجوا قبل سنوات قليلة.
ملك"يلا عشان نلحق الحفلة فى أولها"
......................................
عند مالك:
تراجع مالك برأسه للخلف وهو يتذكر كيف اكتشف تلك الحقيقة عندما لاحظ تصرفات بيرلا الغير طبيعية وحتى لا يسألها وتكذب قرر مراقبتها وبالاخص فى تلك الفترات التى كانوا يذهبون فيها الى روما وجاءت المراقبة بتلك الحقيقة ....ملك لازالت حية....جهاد والدهم خدع الجميع ....بناء على رغبة ابنته التى تركت البلاد فى حالة نفسية مدمرة.
وهذا ما اكتشفته بيرلا وأخفته عن الجميع حتى هو واليوم ستكشفه وبالدليل القاطع...بوجود ملك نفسها مع زوجها عاصم.
بعد مرور بعض الوقت دلفت بيرلا قائلة"أنا نفسي افهم بتعمل ايه على اللاب كل ده"
ابتسم مالك وهو يتطلع لها دائما أنيقة...جذابة...مختلفة...دائما يحبها...تعلقت أنظاره بذاك العقد الذى لا تخلعه أبدا...حتى ولو اضطرت أن تخلع الاخر أحيانا وهو غالى عليها أيضا كونه هدية والدتها..ديالا لها من قبل ولادتها الا أنها لا تخلع هديته لها فى عيد ميلادها والذي شهد بداية حبهم ......حتى فى غيابها عنه منذ سنوات وعودتها لم تكن تخلعه ولكن تعمدت دائما إخفاؤه وقد اكتشف هذا يوم أن أنقذها ...بعد أن كاد يفقدها....عندما....كاد يقتلها يوسف بدم بارد.
نفض عن عقله تلك الذكرى التى تؤلمه ويكره بنفس الوقت وهو يجيبها ب....
مالك بابتسامة"شغل"
بيرلا"طب يلا عشان المفاجأة قربت توصل"
هنا سمعوا رنين جرس الباب فقفزت قائلة بسعادة"أهى وصلت...تعالى مش متشوق تشوفها"
مالك بابتسامة محتضنا يدها بيده"ولو قلتلك انى اعرفها"
صدمتها كانت جليه على وجهها الذى تراجع للخلف بينما جذبها خلفه قائلا"يلا عشان نتصور مع المفاجأة صورة عائلية ولا هنسيب المكان اللى سايباه فى القصر فى القاهرة فاضى وبسرعة عشان متسبناش المفاجأة وتمشي"
انصدمت فى البداية ولكن سرعان ما تلاشت صدمتها وهى تحتضنه بيدها وهما يسيران بينما تدفن وجهها فى صدره"بحبك أوى....يا مالك"
مالك بابتسامة"وأنا بحبك من يوم ما شفتك فى المكان ده من سنين فى الرحلة اللى فتحتلنا أبواب الحب والانتقام..........من يوم ما علمتينى الحب والكراهية فى نفس الوقت....من يوم ما علمتينى بتعملى ايه فى حبك وانتقامك......أنا حبيتك فى رحلة الحب والانتقام يا ملاكى.........."

النهاية

 رحلة الحب و الانتقامWhere stories live. Discover now