الفصل السابع

450 5 2
                                    

كانت بيرلا وسيلا منشغلتان بالحديث عندما وجدن الباب يفتح فجأة وبقوة شديدة ورأوه ينظر نحوهم بغضب فقالت الاثنتان مصدومتان وبصوت واحد "انت"نظر لهم نايل بغضب شديد ثم تحولت نظراته للسخريةوقال"هو فى غيرى بيعبركم اصلا "عادت نظراته للغضب مرة اخرى"هو انا المفروض انى معاكم ولا عدوكم على طول آخر من يعلم فى كل حاجة أسأل عنك النهاردة تقولى مش هتيجى ودلوقتى اتفاجئ انك جاية من ساعة والكل عارف بده ومش كده وبس كمان اعرف انك مسافرة وفى أقرب وقت ممكن هو انا عملتلك حاجة عشان متثقيش فيا مثلا انا خلاص تعبت من اللى بتعملوه ده"قال كلامه بسرعة وغضب شديدين نظر لهم الفتيات بفم مفتوح ثم ضحكن وقالت بيرلا وهى تضحك "شكلك بيضحك وانت غاضب كده وايه الدخلة دى يا ريتنا كنا افتكرنا حاجة عدلة"وقالت سيلا"بصراحة عندها حق يا ريتنا افتكرنا حاجة عدلة ده احنا كنا لسه جايبين فى سيرتك وعلى فكرة انت أوفر اوى احنا لا بنكدب ولا بنخبى عليك حاجة وانا فعلا مكنتش اعرف انها جاية لو كنت اعرف كنت هقولك يعنى هخبى ليه مثلا وهى فعلا جت من شوية وسألت عليك وانا قلتلها على اللى قلتهولك واتكلمنا شوية وكانت هتبعتلك بس انت سبقتنا بقى"قالت ذلك بهدوء وثقة وهى تنظر تجاهه ليصمت لحظة وتهدأ ملامحه ثم يقول "يمكن عايزين تخبوا موضوع السفر عنى"ردت بيرلا هذه المرة لتقول"ونخبيه ليه وانت اصلا جاى معايا انت وسيلا "ارتخت ملامحه هذه المرة وابتسم بسعادة "يعنى مش هتغدروا بيا وتسيبونى لوحدى ده أنا قلبى وقف من ساعة ما عرفت الخبر "نظرت له بيرلا وإلى ابتسامته نعم هذا الصديق الذى تعرفت عنه عن طريق سيلا فعندما عرفت سيلا حقيقتها كاملة قالت لها انها ستعرفها على أصدقائها وأن بينهم شخصا هى متأكده انها سترتاح له وكثيرا وقد رفضت بيرلا هذه الفكرة كثيرا فهى لا تريد أن توسع دائرة علاقاتها مع الناس لأنها أصبحت تفضل الوحدة والانعزال عن الناس ولكن مع إصرار سيلا وافقت على أن تذهب معها وهناك تعرفت على الكثير ولقد تعرفت على صديق دربها الذى طالما ساندها ومازال يساندها فى البداية فى البداية لم تكن متقبلة لفكرة الاصدقاء لكن عندما قابلته تغيرت الفكرة رغم كل الحصون التى وضعتها أمام اى صديق جديد إلا انه استطاع تحطيم هذه الحصون ببساطته وطبيعته وطيبته حقا لقد استطاع ومن اول لقاء لهم ان يرسم ابتسامة صادقة على شفتيها بعدما كانت قد نسيت معنى الابتسام و دائما ما كان يقول لها انه يرى حزن بعينيها وكانت تنفى ولكن فى مرة قال لها انه متأكد من رؤيته للحزن فى عينيها وهو يعلم بل متأكد أن سبب هذا الحزن هو ماضيها تفاجأت هى كثيرا من كلامه وكانت تتعجب الهذا الحد واضح عليها أثر هذا الماضى الذى لا يعلم عنه شيئا فهو لا يعرف اى معلومات عنها إلا انها ابنة أحد أشهر رجال الأعمال وهو الذى تعمل عنده سيلا وأنهم أصبحوا اصدقاء لعوامل مشتركة بينهم مثل معرفتهم للغة العربية والتى اكتشفت أن نايل يعلمها أيضا فجدته كانت عربية وعلمتها لأمه التى علمتها له فنايل هو هذا الصديق التى أخبرتها سيلا انها سترتاح له وسيفهمها وحقا كم كانت محقة فى هذا هكذا كانت تفكر عندما اخبرها انه يعلم ان هذا بسبب ماضيها ولم تكن تدرى أن عينيها ادمعت تلقائيا عند تذكرها لهذا الماضى الذى يلاحقها ولن يتركها ابدا إلا عندما امتدت يد نايل بهدوء لتمسح دموعها ثم قال لها انه متأكد ان كل هذا بسبب ماضيها ولكنه ليس لديه أدنى اهتمام لمعرفته فكل ما يعرفه عنها وما يريد معرفته هو انها صديقته التى لا يريدها ابدا أن تحزن وأن كل اهتمامه سيكون حول كيفية اسعادها وعدم السماح لدموعها بالنزول ابدا لم يكن نايل يدرى أن كلامه سيؤثر عليها بهذا الشكل فقد دخلت فى نوبة بكاء شديدة فاحتضنها نايل بذراعيه وأخذ يهدئها ويمسح على شعرها إلى ان سكنت تماما ثم رفعت رأسها إليه وابتسمت له وتتذكر طلبها له جيدا فى هذه الليلة لقد طلبت منه أن لا يتركها ويظل بجانبها دائما فأومأ لها وقال لها بأجمل ابتسامة رأتها فى حياتها انه لا يترك اصدقائه ابدا فابتسمت هى أكثر ومن هذا اليوم أصبحت جلسات أصدقاء سيلا التى لم تكن تريد الذهاب إليها هى أفضل أوقات يومها بل فى بعض الأحيان كانت تذهب هى ولا تذهب سيلا وأصبحت هى وسيلا ونايل أعز الأصدقاء تربطهم اللغة العربية التى لا يفهمها معظم من يعرفوهم فكانوا اذا أرادوا التكلم حول شئ لا يريدون لغيرهم أن يعرفه كانوا يتحدثون بالعربية وسط ذهول من لا يعرفون حرفا مما يقولون ويترجمون الكلام حسب اهوائهم الشخصية وقد استطاع نايل وسيلا بعد جهود عظيمة ان يجعلوا الحزن من الماضى وأصبحت الابتسامة لا تفارقها بفضلهم فهم دائما معها حتى عندما أرادت فتح شركتها عمل معها نايل وساندها حتى أصبحت الشركة من أكبر الشركات وأصبح يعمل معها واثبت كفائته بالرغم من انه لم يكن يعمل من قبل وعمل من أجلها فقط انهم حقا ثلاثى رائع فقد استطاعوا صنع الشركة من الصفر لتصبح الآن من الأسماء المرموقة وذات صيت وشهرة عالية وبعد كل هذا ها هى تريد العودة لهذا العذاب من جديد ولكن لا هى لن تعود فهى بالاساس لم تتركه ابدا طوال خمس سنوات هى بالفعل نست الحزن والألم وأصبحت تضحك وتبتسم ولكنها لم تنسى للحظة واحدة الانتقام ممن دمروا حياتها وستنتقم وكان هذا وعدها لنفسها دائما نعم هى ستنتقم كل هذا كان يجول بعقلها وهى شاردة منذ دقائق تطلع لوجه نايل سمعت فجأة صوت سيلا عاليا وهى تقول"بيييييييييرى"انتفضت فجأة على هذا الصوت وانتبهت لها بسرعة وهى تقول "فى ايه مالك"رد نايل هذه المرة يقول"لا مفيش بس هى متغاظة عشان أنا احلى منها "نظرت لهم بيرلا باستغراب ثم قالت "نعم فهمونى اكتر اذا سمحتم"ردت سيلا وهى تقول"تفهمك انا يا ستة احنا بنتكلم من الصبح على اساس انك سمعانا فجأة هو سالك هنسافر أمته وانتى مردتيش بنبص لقناكى بتبصى فى وشه ومركزة اوى واحنا بنكلمك ولا انتى هنا "ردت بيرلا "معلش سرحت شوية"اجابها نايل بابتسامة غرور "فيا وفى جمالى"اجابته بسرعة"لا طبعا"قال نايل بحزن مصطنع"متخيلتش انك تجرحينى بالشكل ده"اجابته بسخرية"طب أهدى كده على جنب وبطل لماضة"ثم اعتدلت فى جلستها وقالت "كنت بتسأل عن ايه بقى "اجابها"عن السفر يعنى هنسافر امته"نظرت له وضيقت عيناها ثم قالت "قولى بقى انت عرفت منين مع انى مقولتش لحد وكنت لسه بقولها تحجز تذاكر الطيارة"حاول التهرب من الإجابة فقال بتوتر"انتى ازاى اصلا تقولى انك هتاخدينى معاكى كنت سألتينى وانا وافقت "نظرت له بحدة وقالت بصرامة "احسنلك تقول بالهداوة"اجابها بابتسامة بلهاء وأكثر إجابة غبية ولا يمكن لطفل ان يصدقها "توقعت"نظرت له بفم مفتوح واعين موسوعة من الصدمة وغباء الكدبة فقد كانت تعلم انه سيكتب وهو فاشل فى الكذب لكن ليس لهذه الدرجة نظر هو لهذه الوجوه التى يعلم انها لن تصدقه ابدا ثم تنهد بيأس وقال"خلاص خلاص هاعترف"نظر لوجوههم التى تنتظر اجابته لمرة اخيرة قبل ان يكمل"من باباكى""من بابا"قالتها بيرلا بصدمة شديده نعم فبالرغم من كل تلك السنوات التى قضتها مع سيلا ونايل إلا انها لازالت تنتابها حالة صدمة عندما يتحدث نايل عن خالها وكونه والدها هى حقا حزينة لأنها تكذب عليه ولكنها تخاف عليه أن يتأذى وهو أيضا قد قال انه لن يسألها عن ماضيها ولكن هذا لن يمنع كونها تحتاجه هو وسيلا بشدة عندما تعود لعذاب ماضيها من جديد عادت بتركيزها له من جديد وقالت"وهو يقولك مخصوص ليه يعنى"رد نايل ببساطة"هو بصراحة مقليش مخصوص ولا حاجة انا اتصلت على البيت عندك بعد ما حاولت اكلمك على تليفونك بس كالعادة شكلك عملاه صامت فباباكى رد عليا وقالى انك جيتى الشركة وقعد يقولى انه اخيرا منى ومن رزالتى وهيهرب منى اخيرا ولما قلتله أن ده مستحيل وإن انا لازق فيكم على طول قالى أنكم مسافرين وأن هو مش اه مش عاجبه السفرية بس الميزة الوحيدة انه هيخلص منى انا مش عارف هو بيكرهنى ليه اصلا ده انا حتى سو كيوت يا جماعة"ضربته سيلا بخفةوقالت بضحك"بذمتك مش عارف مش طايقك ليه ده انت تصرفاتك دى بتجبلنا الجنان كلنا"كانت بيرلا تتابعهم بعينيها وتفكر أن خالها بالعكس تماما هو يحب نايل كثيرا لأنه من استطاع أن يجعلها تضحك من جديد وتعود للحياه ولكنهم مع بعض يكونون مثل الكرتون الشهير توم وجيرى بحركاتهم تلك وهى مدركة تماما ان خالها قال هذا الكلام لنايل حتى يقنعها بعدم الذهاب فهو يعلم تأثيره عليها ولكن ذهب سعيه هباء فهو لم يكن يعلم بنيتها لأخذ نايل معها أعادت تركيزها لاصدقائها وقالت "عموما انا ليا كلام معاه وانتم اتفضلوا على مكاتبكم عشان عايزة اريح شوية "نظروا لها باستغراب ثم قالت سيلا "انتى جاية عشان تريحى انت مش جاية عشان تخلصى الشغل كله قبل السفر والورق اللى محتاج توقيعك"قالت بيرلا "فعلا كلامك صح فانتى روحى انتى وهو ظبطوا كل الورق اللى محتاج توقيعى وكل الصفقات واحجزوا تذاكر الطيارة لحد ما اريح شوية ودلوقتى أقدر أقولكم سلام ""احنا بنتطرد "قالها نايل بصدمة "بالظبط "قالتها وهى تقوم لتمسكهم من أيديهم وتذهب فى اتجاه الباب لتفتحه وتدفعهم للخارج وتقول"باى"ثم تغلق الباب فى وجههم كان نايل وسيلا لازالوا مصدومين ثم بدأوا فى نوبة ضحك واتجه كل منهم لعمله بينما بيرلا أغلقت الباب ودخلت لتجلس على الأريكة فى غرفة مكتبها وتمددت بجسدها عليها واغمضت عينيها لتدخل فى نوم عميق ويذهب بها عقلها إلى أحداث مضت قبل سنوات ولكن أبى عقلها أن ينساها
قبل خمس سنوات:
.............................................................

 رحلة الحب و الانتقامWhere stories live. Discover now