الفصل الحادى والأربعون

202 5 1
                                    

تفاجأت بيرلا بوجود مالك أمامها بينما هو يتأملها بتلك الملابس الذى لا يراها تليق بأحد غيرها ملاك ....حبيبته وزوجته فقد ذكرته ملابسها بتلك التى كانت لا ترتدى غيرها قبل خمس سنوات فقد كانت ترتدى بنطال جينز ممزق وسويت شيرت رمادى داكن وأسفله تيشيرت أسود قصير وعند دخولها كانت تضع نظارات سوداء تخفى وجهها وتضع غطاء الرأس ليخفى كامل وجهها ولكنها بمجرد دخولها خلعتهم عندما شعرت بالامان بمنزل سمر الى أن انصدمت بوجوده فتطلعت لها بغضب وصرخت بحدة ب.......
بيرلا بصراخ حاد"انت خدعتينى"
سمر محاولة تهدئتها"محصلش اهدى بس واسمعينا"
مالك بغضب"وفيها ايه لو عرفت الحقيقة هو مش أنا جوزك بردو يا هانم"
بيرلا بانهيار وهى تتطلع لسمر غير مبالية بمالك"أنا جيتلك وغلطت عشان متقوليلوش بس ده كان غباء منى"
سمر"أنا مقلتلهوش حاجة وبعدين أنا كنت هعرف منين انك جاية دلوقتى أصلا"
بيرلا ببكاء وصراخ"أنت كدابة .....أنت ضيعتيلى كل حاجة"
مالك بحدة"ايه اللى هيضيع لو عرفت انك عايشة ايه"
بيرلا بهذيان وهى تركض تجاه الباب"أنا لازم أمشي مش هينفع أقعد هنا .........لازم أمشي لازم"
سمر بغضب"مينفعش تمشي كده وقفها يا مالك"
اقترب منها مالك بسرعة وخفة واعتقل خصرها بقوة من الخلف وحملها على كتفه وسط صراخها وضرباتها له ودلف بها لغرفة أخرى وتطلع لسمر القادمة خلفه راكضة و.........
مالك بقوة وهو يحاول السيطرة على نوبة هيجانها تلك "اطلعى بره يا سمر"
سمر "مينفعش يا مالك دى منهارة مينفعش أسيبها"
مالك بصراخ حاد"اخرجى يا سمر أنا هتصرف"
سمر بضيق"بس......"
مالك مقاطعا بحدة"سمر......اخرجى انت بره وانا هتصرف دى مراتى"
تركته سمر وهى تتأفف "خمس دقايق ولو ملقتهاش هدأت هدخلك فورا"
ما إن خرجت حتى ترك هو بيرلا وأغلق الباب خلفها من الداخل بينما بيرلا والتى بمجرد تركه لها حاولت الركض من أمامه والابتعاد ولكنه لم يمنحها الفرصة وأمسكها بقوة من يديها ودفعها للحائط و.........
مالك بحدة"اهدى ايه اللى حصل لكل ده"
بيرلا بحدة مماثلة"سيبنى أمشي من هنا"
مالك"مش قبل ما أفهم"
بيرلا"ما انت خلاص عرفت كل حاجة خدعتونى وجبتونى هنا عشان اعترف ومش بعيد تكون سجلت اعترافى ولا حاجة عشان تنقذ عيلتك"
مالك "ايه جو الافلام الهندى ده خدعتونى وسجلتلى وبعدين أهم أنا أنقذ عيلتى ليه انت مراتى وأكيد مفيش أهم منك عندى"
بيرلا بحدة ولم تتوقف دموعها عن النزول على وجهها بغزارة"حوار مراتك ده كان على الورق ليا هدف منه وانت أكيد فهمت انت عارف انى هدمرهم فحبيت تسبقنى خطوة عشان تقدر تمنعنى مش كده ما هم فى الاول والاخر هم أهلك وانت أكيد شايف زى الكل انى ماليش حق عندهم"
مالك بغضب"بس أنا مش شايف كده بالعكس أنا الوحيد اللى كنت عارف ان يوسف عملك حاجة زمان وسمعته وهو بيلوم نفسه قبل كده بس فكرته فى البداية ندم عشان خسرك زى ما هو فاكر ﻷنى كنت واثق انك عايشة أنا رحت أتعرف الجثة وكنت متأكد انها مش انت وعشت على الامل ده لحد ما ظهرتى تانى وسبقتينى فضلت أدور على أى دليل يأكد للكل انى مش عايش وهم ان بيرلا هى ملاك وفضلت أدور حتى من غير ما اقول لحد انك كنت مراتى قررت أحافظ على السر ده ومجبش سيرته عشان أنفذ وعدى ليكى وجوازنا ده عمره ما كان كلام على ورق ولا مصلحة ده بجد وأوى كمان وعشان تتأكدى انى مش عايز ءأذيكى انت أنا هثبتلك"
ابتعد عنها خطوة واقترب من الاريكة الموجودة خلفه فقد أخذها لحجرة المعيشة الخاصة بالعائلة والذى كان يجلس بها مع سمر قبل قدومها وعلى تلك الاريكة وجد الكثير من الملفات والاوراق فأمسكها واتجه نحوها مجددا وأمسك بيدها وفتحها ليجعلها تمسك بتلك الاوراق و............
مالك بغضب"اتفضلى ده أكبر دليل على كلامى ومش هحتاج أتكلم عشان تفهمى"
نظرت بيرلا بأعين مشوشة للأوراق المألوفة والتى لم تنتبه لوجودها من قبل عند دخولها وأخذت تقلب بينهم وبمجرد النظر فى كلمات بعض الاوراق حتى تعرفت عليهم على الفور و..........
بيرلا بدهشة"انت كده جبت الورق ده منين أنا دورت عليه فى كل حتة وملقتهوش انت كنت عارف كل حاجة واخدته من يوسف"
مالك "فعلا تعبتى كتير عشان توصليله عملتى عصابة اتهجمتى على البيوت ومش بس كده حرقتى وخربتى بس للأسف كنت بتدورى فى المكان الغلط الورق ده مش من يوسف أصلا الورق ده أنا لقيته وعرفت كل اللى فيه من يوم بالكتير وعارفة جبته منين من بيتك من خزنة والدك ....الورق ده موصلش ليوسف أصلا ومش بس كده كان معاه صور ليكى ولملك يا ملاك ....ملك أختك اللى كانت سرك واللى استعنتى بهويتها فى كل حاجة"
بيرلا"مش معقول الصور والورق كانوا فى البيت القديم ومدوش الورق ليوسف ومخفوش من تهديداته بعد اللى عمله بس ازاى كده وهم........."
مالك بصراخ وهو يهزها بعنف"ايه اللى عمله يوسف قوليه بقى ريحينى أرجوكى"
انتفضت بعنف ونظرت له بخوف بينما يأمرها بالكلام بعنف.......
مالك"قوليلى عمل ايه ،الورق والقضية مين المقصود بيها .....مين؟.....انت ولا ملك؟"
انتفض جسدها بعنف وارتعشت من مرور الكثير من الذكريات أمام عينيها بينما نظرت له بخوف هم بالحديث مجددا ولكن قاطعه طرقات سمر على الباب بقوة وهى تقول بغضب"اهدى يا مالك اللى بتعمله هيخليها تنهار سيبها ......انت كده هتؤذيها .....سيبها"
نظر لها مالك ولاحظ الحالة المزرية التى وصلت لها ودموعها وشهقاتها التى لم تتوقف للحظة فحاول أن يهدأ قليلا وهو يخاطبها و.......
مالك بصوت حزين متألم"أرجوكى .....ارحمينى ردى"
بيرلا أخيرا بصوت مهتز"وانت مش عارف"
مالك بيأس وحزن "انتم عيشتوا الكل فكرة انكم شخص واحد اتخطبتى ليوسف وهو عارف انك ملك ....اتجوزتك وأنا مفكر انك ملك بس لغبائى مشفتش الاسم اللى مضيتى وسبتلك عقد الجواز أنا مش عارف حاجة أنا تايه وانت اللى فى ايدك مفتاح كل الالغاز دى كلها "
بيرلا بصوت مرتعش وابتسامة منكسرة"خلاص مفيش داعى انى اتكلم مش هتفرق كتير افهم اللى تفهمه يا مالك ميهمنيش"
مالك بحدة وهو يهزها مجددا"بس يهمنى أنا ....ردى"
فتحت سمر فى تلك اللحظة الباب عن طريق مفتاحها الاحتياطى ودلفت غاضبة وانصدمت مما رأته حيث كانت بيرلا فى حالة مزرية دموعها تتساقط بلا توقف وتنظر لمالك بنظرات غريبة يبدو بها خليط غريب من الخوف والترقب و....الانكسار هنا هتفت بحدة ب.....
سمر بحدة وهى تبعد مالك عن بيرلا بالقوة وهو ممسك بها بقوة"سيبها انت مش شايف حالتها إزاى"
مالك بقوة "ردى عليا يا ملاك قولى الحقيقة .....انطقى ....الكلام ده صح ......وده انت ولا ملك ....ردى"
استطاعت سمر أن تحول بينهما بينما زادت نظرات الذعر بعينى بيرلا ولم تشعر بسقوط الاوراق من يدها وأسرعت تركض وتبتعد عنهم ورأت حقيبتها الواقعة على الارض فالتقطتها بخوف ورغبة فى الهرب واتجهت لباب المنزل فورا تركض و استطاع مالك ابعاد سمر ليذهب خلفها ولكنها عندما لم تجد المصعد هبطت راكضة على السلالم وهو خلفها حتى خرجت تركض من المدخل وكأن شياطين من الجحيم تلاحقها وسرعان ما أوقفت سيارة أجرة وانطلقت مسرعة بينما هو يأس من لحاقها وبالاخص أنه نسي مفاتيح سيارته بالشقة فركل الارض وسب غاضبا وصعد للشقة مجددا بينما كانت بيرلا فى السيارة غير قادرة على التوقف عن بكائها ولم تدرى بما تخبر السائق الذى أمرته بالتحرك بدون وجهة محددة .
تذكرت الاوراق التى تركتها فوق وما قاله مالك فازداد نحيبها ولكن فى تلك اللحظة لم تشعر سوى بنقمتها التى ازدادت على الشخص الذى دمر حياتها الوردية الهادئة باقتحامه لها واقحامها معه فى مصائبه فلم تشعر بنفسها وهى تمسك بهاتفها وتتصل به الى أن أتاها الرد سريعا بلهفة فأجابت قائلة.....
بيرلا بهدوء "انت كنت وعدتنى برحلة وأنا عايزاك تنفذها دلوقتى لو سمحت ......أنا محتاجاها أوى.....حاضر هقابلك هناك بعد ساعة من دلوقتى ....سلام يا يوسف ....باي يا جو"
.......................................
فى منزل سمر :
سمر بغضب "شفت حالتها هتبقى ازاى دلوقتى وايه اللى هيحصلها وهى نازلة تجرى وواضح جدا انها فى حالة غير متزنة استفدت انت ايه "
مالك بحدة"معرفش ....معرفش أنا هتجنن عايز اعرف الحقيقة فين ؟"
سمر بحدة "وهو ده أسلوب انت دمرتلها أعصابها ووصلتها للانهيار ياريتك ما جيت دلوقتى كان لازم يعنى تيجى قبلها وتطلع عرفت كل حاجة كمان بل أكتر من اللى لازم تعرفه ومش بس كده جاى تتخانق معايا ولما هى جت طلعتهم عليها "
مالك بضيق وصوت مختنق"راعينى شوية يا سمر عايزة موقفى يبقى ايه لما اعرف ان الوحيدة اللى حبيتها كانت رافعة قضية على ابن عمى واللى كانت خطيبته بأنه اغتصبها ومش بس كده القضية اتحولت ضدها وانها هى اللى كانت مصاحبة دكتور عصام وماشية معاه وحبيت تورط يوسف"
سمر بحنق"غبى ﻷن القضية مش باسم بيرلا دى ملك"
مالك "ده على أساس ان فى حد عارف ان بيرلا وملك تؤام الكل يعرف حاجة واحدة وهى ان ملك هى نفسها ملاك اذا كانت هى كانت بتتعامل فى معظم حياتها باسم ملك عشان أبوها خلى بيرلا ملهاش وجود فى كل الاوراق وبقى قدام الحكومة مفيش غير بنت واحدة هى ملك الشافعى وبيرلا بقت بيرلا جوزال ﻷنه ببساطة كان بيرجع حقه فى بناته بالتدريج"
سمر بدهشة"يعنى هما بنات جهاد جوزال فعلا مش عبدالرحمن الشافعى"
مالك"هو ده اللى هامك فى كلامى ما انت قريتى الجواب"
سمر " بس متنساش انه مكنش واضح لينا من الاول بس انت عملت ايه"
مالك"مامتها مكنتش تعرف زى ما فهمنا فواجهتها"
سمر"يعنى هى دلوقتى عارفة بس أكيد مقالتش لملاك"
مالك"ليه"
سمر"البنت انهارت بالشكل لمجرد انك عرفت وسألتها عن حاجة فى الماضي ما بالك لو اتجسد لها الماضي كله تانى ويظهر فيها حقائق زى دى عايزها تكمل حياتها عادى بعد ما تعرف حاجة زى كده"
مالك بتوجس"تقصدى ايه؟"
سمر بوضوح"أقصد ان هالة القوة دى كلها كدبة بتخفى بيها ألمها وضعفها لكن مع صدمة تانية وهى فى الحالة دى ومقدرتش حتى تاخد حقها لحد دلوقتى....أحب أقولك انك ساعتها انك هتخسرها عشان هالة القوة دى كلها هتختفى....ﻷن أول حاجة هتفكر فيها هى الانتحار....!!!"
مالك بصدمة"لا مش هتوصل لكده"
سمر"مالك دى أبسط حاجة دى ممكن توصل انها تقتل غيرها قبل ما تقتل نفسها لو مخدتش حقها"
مالك"وده ليه ما كل الاوراق معاها دلوقتى وتقدر تعمل اللى هى عاوزاه"
سمر بسخرية"مش ده نفس الورق اللى وقع منها على الارض جوا لما اترعبت منك لما اتحولت"
مالك بضيق"انت بتقولى ايه"
سمر"بقول الورق بتاعك جوا الحمد لله ان ماما فى زيارة لصاحبتها النهاردة والا كانت هتشهد على المهزلة دى روح جيبه خلينا نقلب فيه نشوف عيلتكم هببت نصايب ايه تانى"
مالك"ما تسكتى شوية"
سمر بضيق"خش خلينى أشوف واطلع الغل اللى جوايا منكم فى طاقة شتيمة أنا واثقة انها هتتوجهلك"
جمع مالك الاوراق من الغرفة وعاد لها فأخذت تقلب فيهم بينما ينظر لها مراقبا لردة فعلها وعينيها تتسع
غضبا وقهرا و..........
سمر بضيق"يالهوى على شركتكم دى عاوزة الحرق ويوسف وامه دول مصايب الله يخربيتكم"
مالك بضيق"ما تتعدلى وانا مالى "
سمر بغضب"ده مالك أصلا يا غبي ما انت لو كنت واخد بالك من مالك ده ومسبتلهمش الجمل بما حمل مكنش ده كله يحصل"
صمت مالك ولم يعرف بما يجيب بينما تابعت بغضب"وكله كوم والمصيبة التانية دى كوم .....اغتصاب ....وصلت لكده ....ده ايه الندالة والجبروت ده .....أنا مش قادرة أتخيل أنه عايش حياته وملاك وأهلها اللى دفعوا التمن وانت وببساطة جاى تسألها وتحاسبها"
مالك بضيق"أنا مش بحاسبها أنا هتجنن وأعرف مين فيهم اللى حصلها كده والكلام ده صح ولا لا ﻷن مسار القضية اتحول بعد كده واتهموها بأنها كانت مصاحبة عاصم واتهمت يوسف بكده عشان تشوه سمعتوا خصوصا ان فى صور متقدمة للمحكمة ليهم مع بعض والصور دى أصلا يوسف خلانى أشوفها وقالى انه كان متمسك بيها وهى بتحب عاصم"
سمر بغضب"انت غبي بقى يوسف ده هى اللى عملت عليه مؤامرة وبعد كل مصايبه دى انت شاكك ان كلامه ده صح أنا بعد كل ده مهما يجيب يوسف فى أدلة ضدها أحب أقولك اننا هصدقها هى وحوار الصور ده عادى ﻷن الصور أصلا مفيهاش حاجة"
مالك بحنق"الصور تدل على انها كانت بتحب عاصم وأنا لاحظت ده قبل كده بينهم ولما سألتها بعدها أنكرت وساعات تانية كنت بحس انها مش عارفة مين عاصم ده أصلا"
سمر "ﻷن انت مش قادر تستوعب لحد دلوقتى فكرة ان فى بنتين بجد ملك وملاك وملك أكيد هى اللى كانت بتحب عاصم وملاك كانت للأسف بتحبك انت ﻷنك انت لما شكيت ان فى حاجة بينهم فى اليوم اللى قابلت فيه البنت الهادية اللى قالت ان اسمها ملك لو تفتكر"
مالك بحماس "يعنى دى ملك لكن ملاك مكنتش بتحب عاصم وممكن مكنتش تعرفه أصلا "
سمر"مكنتش تعرفه لكن حاليا أنا متأكدة انها تعرفه "
مالك "طب مين اللى حصلها كده فيهم"
سمر"مكتوب هنا التاريخ والساعة اللى المفروض ده حصل فيه متسجل فى ملف القضية احنا لازم نعرف فعلا مين اللى حصلها كده عشان أقدر أحط ايدى على المشكلة واتعامل معها على الأساس ده "
مالك بانتباه"ورينى كده التاريخ"
سمر"وانت هتستفاد ايه بالتاريخ"
مالك"لو تاريخ مميز أنا مستحيل أنساه فى تواريخ مميزة مع ملاك بالنسبة ليا أنا مبنسهاش"
سمر بعدم اقتناع"اتفضل مع انى مش ممكن اتخيل انك تقدر تميز تاريخ وساعة مقابلتك بيها بس ممكن أديك الفرصة دى عشان حاجة واحدة بس"
مالك بتساؤل"ايه هى؟"
سمر بهدوء"انى سمعت لهجتها المذهولة لما سألتها وردت عليك باستغراب انك مش عارف اجابة سؤالك وحاجة تانية نظراتها ليك اللى حسيت فيها حزن ولوم وعتاب لما دخلت"
مالك"أنا ازاى مخدتش بالى من كل اللى بتقوليه ده"
سمر ببساطة "ﻷنك كنت أعمى ومقدرتش تشوف ده من رغبتك اللى عمتك عن أى حاجة تانية فى انك تعرف الحقيقة"
مالك باصرار "بس كلامك يثبت انى الوحيد اللى هقدر أفك اللغز ده"
صمت مالك ولم يجيبها وأخذ يقلب بالاوراق أمامه إلى أن وقعت عينيه على تاريخ الحادثة والساعة التى حدثت حسب الاقوال المسجلة بأوراق القضية فارتسمت علامات التفكير العميق ثم الصدمة التى هزته بعنف وهو ينهض مشدوها ب........
مالك بصدمة"هى عندها حق انا ازاى مخدتش بالى من حاجة زى كده"
سمر "ايه عرفت حاجة"
مالك وهو مبهوت من الفكرة"أيوة عرفت ........اللى حصلها كده كانت ملك مش ملاك .....يوسف اغتصب ملك فعلا وهو مفكر انها خطيبته ملاك...!!"
سمر"وايه اللى أكدلك انها ملك "
مالك "التوقيت المكتوب.....الوقت ده بالذات أنا مستحيل أنساه ﻷن فى الوقت ده ملاك كانت فى بيت ديما .....وأنا قابلتها بنفسي"
سمر"مش ممكن تكون غلطت"
مالك "التاريخ ده أنا حكيتلك عنه بالتفصيل ده اليوم اللى أنا اعترفت لملاك فيه انى بحبها وكان فى نفس الوقت ده،فضيحة يوسف والانتقام منه ده هيبقى مهمتى أنا دلوقتى"
سمر"هتعمل ايه بالورق ،احنا ممكن نديه لقصى وهو يتصرف"
مالك "لا مش كغاية"ثم تابع بغموض "الورق ده هيبقى عربون سلام دلوقتى وبكده هقدر أتقرب منها وأحقق هدفى بأنى أنتقم من يوسف بس ببطء ﻷنى واثق انهم لسه فى حاجات غير الورق ده بيخططولها............!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟
..........................................
فى منزل ديما :
تفاجأت نادين بعد أن عادت من عملها بقليل بطرقات خافتة على باب منزلها فشعرت بالتوجس من ضيفها فى ذلك الوقت بالتحديد وهو بالتأكيد ليس ابنتها فهو ليس موعد عودتها من العمل.
لم تنتظر طويلا لتنهشها الظنون ففتحت الباب سريعا لتتفاجأ بوجوده أمامها وبعد كل تلك السنوات ويبدو أنه لم يتغير بمرور السنوات لم تتستطع منع لسانها من القول بخفوت وصدمة....
نادين بصدمة"عامر...!!"
عامر بابتسامة"ازيك يا نادين"
نادين"انت جيت ليه و...."
عامر مقاطعا"هنتكلم من على الباب "
نادين بارتباك"اه ...اتفضل"
سمحت له بالدخول وما ان جلس حتى......
نادين"ايه اللى جابك"
عامر"فى حاجات كتير تربطنا ببعض تخلينى اجى "
نادين"مفيش أى حاجة تربطنى بيك انت قطعت كل العلاقات دى من سنين"
عامر"أنا مهربتش يا نادين انت اللى هربتى واخدتى بنتى معاكى"
نادين بخفوت"عايز ايه مننا بعد السنين دى كلها يا عامر"
عامر"عايز أرجع عيلتى مراتى وبنتى"
نادين "ده مستحيل "
عامر"ده اللى لازم يحصل مش المستحيل أنا جايلك النهاردة عشان أقولك انى مش هسمح بأن مراتى وبنتى يفضلوا بعيد عن عيلتهم وان مستحيل بنتى تفضل على اسم راجل غيرى "
نادين "انت اللى سبتنا زمان ورفضتنا"
عامر"أنا عمرى ما سبتكم أنا اتلعب عليا زيك بالظبط وأنا معايا الدليل ،نادين قدرى السنين اللى فاتت اللى عشتها أتعذب فى الجحيم وفوق كل ده بعد ما عرفت من سنة واحدة انك كنت حامل"
نادين"أنا مخبتش أنا اتصلت وقلت واتهددت كمان ومكنس قدامى غير عادل...فاكره ....عادل اللى أنا رفضته عشانك واللى اكتشفت بعد كده قد ايه كنت غلطانة ......عادل اللى سجل بنتى على اسمه بعد طلاقنا"
عامر"أنا مطلقتكيش أساسا انت لحد النهاردة مراتى"
نادين"أمك اللى قالتلى انك طلقتنى"
عامر"وفين الورق اللى يثبت ده "
صمتت فتابع"مفيش ﻷنك رحتى ومن غير ما تفكرى تحاولى تحلى مشاكلك الوهمية بأنك تهربي منى انت وواخدة بنتى....أنا بتعذب كل يوم وأنا بقابلها ومش قادر أواجهها ومضطر عشان نفضل نتكلم انى أكذب عليها واسمعها وهى بتوجه كل كلمات الكره على الارض لعيلتها"
نادين"انت قابلت ديما"
عامر"تقريبا كل يوم طول أسبوع"
نادين"ابعد عنا يا عامر وسبنا فى حالنا انت وعيلتك"
عامر وهى يمسك بيدها ويضع فيها رسالة ما"لا..."
فى تلك اللحظة وصلت ديما ففتحت الباب بهدوء متعمدة ألا تصدر صوت لظنها بوجود ضيوف مهمين لدى والدتها بعد أن رأت تلك السيارة الباهظة مركونة أمام باب المنزل ولكن بمجرد دخولها سمعت أصوات تشبه الشجار قادمة من غرفة الاستقبال فاقتربت بهدوء ولكنها تسمرت وهى تستمع للاتى......
عامر "كفاية أوى لحد كده يا نادين احنا مش صغيرين للعب العيال ده أنا بقولك أهو لازم الكل يعرف الحقيقة وبنتى ترجع على اسمى تانى"
نادين"ليه ظهرت تانى بعد السنين دى كلها يا عامر ليه"
عامر"القدر.......بعد السنين دى كلها لقيتك مرة تانية .....الرسالة اللى فى ايدك دى من والدتى قبل وفاتها و تثبت كل اللى أنا قلتهولك دلوقتى......أنا مطلقتكيش ولا اتنازلت للحظة عن بنتى .......ديما"
شهقت ديما مصدومة من سماعها لتلك الكلمة الاخيرة فانتبهوا لها ولسماعها لما دار بينهم ولكن ما ان حاولوا الاقتراب منها حتى تراجعت قائلة......
ديما وهى تهز رأسها باستنكار"مش ممكن .....أنكل عامر.....بابا....ده كدب "
عامر "ديما اهدى شوية عشان تفهى الموقف"
ديما لنادين"هو ده بطل رسالتك ....صح"
صمتت نادين ولم تدرى بماذا ستجيبها بينما تابع عامر"اهدى ....."
ديما مقاطعة وقد بدأت بالبكاء وهى تبتعد "أنا بكرهك ......بكرهكم كلكم.."
استدارت بعدها لتخرج راكضة من المنزل ووجهتها سيارتها لتبتعد عن هذا المكان بأى طريقة .
حاول عامر اللحاق بها ولكن صدمته من ردة فعلها اخرته قليلا عنها فلم يستطع اللحاق بها وقد انطلقت بسيارتها مبتعدة بسرعة عالية بينما خرجت نادين خلفه باكية وأمسكت به و.....
نادين برجاء"عامر الحقها ....ممكن تعمل فى نفسها حاجة"
عامر مهدئا اياها"ادخلى و متقلقيش هتبقى بخير.."
واتجه لسيارته عله يستطيع اللحاق بها .
بينما فى سيارة ديما ......
ديما بسخرية مريرة ودموعها تتساقط رغما عنها"كدبوا عليا ....كلهم ....ماما .....عمر ....طنط سمية ....مريم......بابا... كلهم كدابين......."
......................................
فى قصر بيرلا:
اتجه مالك للقصر وبيده الحقيبة المليئة بالاوراق وهناك طلب مقابلة ديالا بعدما علم بعدم وجود بيرلا بالقصر و.........
مالك بابتسامة"انا اسف ان كنت أزعجتك يا مدام ديالا بس أنا عندى حاجة مهمة"
ديالا بقلق"كويس انك جيت أنا كنت عايزة اتصل بيك اسألك عن حاجة"
مالك"ليه فى حاجة؟"
ديالا"بيرلا خرجت بقالها فترة ومرجعتش وبنحاول نتصل بيها بس تليفونها مقفول"
استبد القلق بمالك وهو يفكر بمكانها المحتمل و....
مالك"هى كانت معايا بس سابتنى ومشيت من بدرى وكنت مفكرها فى القصر وجيتلها"
ديالا بتوتر"كانت معاك ليه انت قلتلها حاجة"
مالك"لا أنا مجبتش سيرة عن الموضوع وتوقعت انكم مقلتولهاش بس .....هى تقدرى تقولى قالتلى الحقيقى ....."
ديالا بصدمة"جت وحكتلك"
مالك"مش بالظبط ....سمر كشفت اللعبة بقالها فترة وواجهتها بس هى أنكرت فهى راحتلها النهاردة اعترفتلها وبالصدفة أنا كنت موجود"
ديالا بخوف"وهى أكيد شافتك ومش محتاج توصفلى اللى حصل أنا توقعته صح"
مالك "تقريبا اه"
ديالا"أنا خايفة تحصلها حاجة ويا ترى بقى انت جاى تهددنا دلوقتى"
مالك"متقلقيش ان شاء الله هى بخير وممكن تكون راحت الشركة وانا مش جاى أهدد على فكرة أنا جاى عشان أساعدكم وهى عرفت كده لما شافت الورق بس سابته ومشيت"
ديالا"ورق ايه؟"
مالك وهو يخرج الاوراق من الحقيبة ويناولهم لها"الورق اللى كنتم بتدوروا عليه عشان تبدأوا تفتحوا فى القضايا"
ديالا وهى تقلب بالاوراق"ده هو فعلا بس......انت جبته منين؟"
مالك"انتم غلطوا لما فكرتم ان الورق معاهم ....الورق يوسف مخدهوش أصلا .....الورق كان موجود فى البيت القديم بتاع ملاك وأنا لقيته هناك"
ديالا بشرود"يعنى ملك مودتهوش أصلا"
مالك "دلوقتى والورق ده بقى فى قصرك أنا أثبتلك انى عايز أدمر يوسف واكتر من أى حد"
ديالا مبتسمة "أنا من أول مرة شفتك وأنا واثقة انك أول حد هتعرف وانك هتكون فى صفنا من غير تفكير ومكنتش محتاجة اثبات على كلامك ده وخصوصا بعد ما ادتنى الرسالة ومرحتش قلت لحد "
مالك"أعتقد بما ان الورق فى ايدك تقدروا تنفذوا أول خطوة"
ديالا"أول خطوة هنستنى عليها شوية فاضلنا ورقة كمان"
مالك"ودى اللى هيجيبها عدى من المستشفى أو من ناصف تحديدا"
ديالا مندهشة"بيرلا مستحيل تكون هى اللى قالتلك"
مالك بابتسامة"فعلا ده استنتاج شخصى شغل عدى فى المستشفى بتاعتنا مش صدفة وبالاخص انى واثق من معرفته بالحكاية دى الاول فكرته جاسوس علينا بس بعد كده فكرت ان والدى نفسه الدكتور معظم شغله بره ومحدش بيروح المستشفى الا اذا كان هو جاسوس فعلا بس على حد جوا المستشفى وعايز منه حاجة مهمة ومفيش غير ناصف طبعا اللى ظهر بعد الحادثة على طول فجأة ومش بس كده بقى مدير المستشفى بتوصية من عمى ومراته طبعا"
ديالا"بصراحة ذكاؤك يستحق الاحترام "
فى تلك اللحظة دلف نايل فجأة و.......
نايل بقلق"أنا سألت الكل عن بيرى ومحدش يعرف مكانها مقابلتش حد"
ديالا وقد عاد القلق ينهش بها من جديد"انت واثق من كلامهم"
نايل بتأكيد"طبعا هم هيكدبوا ليه"
مالك متدخلا "وديما..؟ يعنى ممكن تكون فى الشركة"
نايل"ديما أنا لسه قافل معاها من شوية وكانت مروحة تقريبا وبيرلا مرحتش الشركة طول اليوم والكل عائشة ،ميرا ، عمر ،أحمد حتى الظابط جاسر قلت يمكن قابلته عشان القضية بس مفيش حد عارف حاجة"
مالك وقد لمعت عينيه بمزيج من الخوف والقلق والغضب "يوسف...؟"
لم يفهم نايل ان كانت كلمته تقريرا للواقع أم تساؤل وعندما نظر الى ديالا وجدها تحدجه بنظرات متسائلة فلم يفعل سوى.......
نايل وهو يتصل بيوسف ويضع الهاتف على أذنه"تقريبا هو الرقم الوحيد اللى متصلتش بيه .....هتصل أهو"
ظل على هذا الوضع لوقت قليل ثم.....
نايل بذهول"تليفون يوسف مقفول هو كمان"
ديالا "يبقى...."
مالك مقاطعا بحنق"يبقى هى ويوسف مع بعض دلوقتى.......؟؟؟؟؟!!!!"
........................................
مر الوقت وحاول الجميع الوصول الى أيا من بيرلا أو يوسف وفشلوا حتى اتى لديالا اتصالا من عدى فحدثته بكلمات مقتضبة ولم يظهر على وجهها تعبيرا معينا ولكن بعد انتهاء المكالمة تحدثت مع مالك ب.....
مالك "يعنى هو جاب الورق اللى انت محتاجاه"
ديالا"واضح ان معرفتك كانت حظ بالنسبة لينا ،عدى جاب الورقة من بيت ناصف النهاردة كان عنده وقدر يخدره بحاجة معينة حطها فى القهوة اللى بيشربها ناصف وبعد ما فتح الخزنة بتاعته عشان يجيب الورق اللى المفروض عدى جاى عشانه كان وقع وساعتها عدى لقى الورق اللى عايزينه فى الخزنة دى وقدر يقنع الخدم ان ناصف تعب فجأة والورقة معاه دلوقتى"
مالك بتساؤل "والمطلوب منى دلوقتى ايه"
ديالا"بصراحة أنا حاسة انى لازم أثق فيك انت وبس فبطلب منك انك تجيب الورق من عدى وهتبقى مقابلة بين صديقين يعنى عادية مش هتشكك حد"
مالك "تمام بس نطمن على ملاك الاول"
سيلا وقد اقتربت منهم و.....
سيلا"احنا جربنا نتصل تانى بديما "
نظرت لها ديالا بتساؤل صامت لتتابع"وتليفونها اتقفل هى كمان ومامتها منهارة ومحدش عارف يوصلها"
مالك بدهشة"ديما كمان"
ولم تكد تمر دقائق على تلك الكلمات والجميع يجرى اتصالاته للبحث عنهم وهنا اتت رسالة لهاتف ديالا فجاة و......
ديالا بذهول"الرسالة دى من بيرلا ،....بتقول انها هتاخد اجازة الفترة دى ومحدش يتصل بيها ﻷنها......عايزة تعيد حساباتها من تانى......؟؟؟؟!!!!"
......................................
مر أسبوع كامل منذ تلك الرسالة حاول الجميع الوصول لها ويوسف أو لديما فام يجدوا لهم أثرا وكأن الارض قد انشقت وابتلعتهم حتى اليوم الذى أرسلت به ديالا للجميع تطلب منهم المجئ بناء على طلب بيرلا التى اتصلت وأخبرتها بوصولها اليوم وأنها وجدت ديما والتى علمت باختفائها وستكون معها.
اجتمع الجميع وانتظروهم حتى سمعوا صوت سيارات تتوقف بالخارج بعد قليل دلفت ديما فى البداية متألقة وقبل أن ينهال عليها الجميع بالأسئلة دلفت بيرلا ممسكان بايدى بعضهما هى........و يوسف.
كان المشهد مالوفا علي مالك بشدة وقد خشي من توابعه فلم ينطق بينما نطقت ديالا ب......
ديالا بذهول وهو تنظر لهم "بيرلا ....ايه اللى بيحصل"
يوسف بابتسامة"عرفيهم انت"
ابتسمت بيرلا ابتسامة مشرقة وهى ترفع يدها المعانقة ليد يوسف وقد ظهر خاتم ألماسي يلمع بها و........
بيرلا مبتسمة"يوسف طلب يتجوزنى ......وأنا وافقت والجواز هيبقى فى أقرب وقت ممكن......!!!!!!؟؟؟؟؟".............................................................................................

 رحلة الحب و الانتقامWhere stories live. Discover now