الفصل الثانى عشر

459 5 0
                                    

استأذن مالك من ملاك ليجيب على الاتصال والذى ما كان الا من ابن عمه والذى يكون اكثر من أخ بالنسبة له
مالك "ازيك يا يوسف يا ابن عمى"
ليستمع الى الرد على الجانب الاخر ثم يجيب
مالك بهدوء"انا تمام ده غير انت عارف إنى مش من النوع اللى بيحب يقعد فى البيت ومش هاخد الاجازة اللى بتبقى كل فين وفين عشان اقعد فى البيت فعادى انك ترجع من السفر متلاقينيش"
ليصمت مرة اخرى وهو يفرك بيده فى رأسه ثم
مالك"سيبك منى بقى ايه اخبار الصفقة اللى كنت مسافر عشانها"
مالك بهدوء"طيب الحمدلله مع انى كنت عارف ما انت مفيش حاجة بتعوزها مبتخدهاش"
مالك بضيق"ما قولتلك سيبك منى اكيد مش هرجع يعنى وانا لسه واصل وبعدين.."ليصمت بعدها وهو يدير رأسه ليتطلع باتجاه ملاك الواقفة تنظر باتجاه البحر شاردة فى البعيد وعيناها تلمعان تحت ضوء القمر وخصلاتها تتطاير حول وجهها مما جعلها فى هذا الوقت آية فى الجمال.
لم ينتبه انه كان صامت يراقبها الا عند سماعه لصوت يوسف وهو يصيح باسمه والذى كان قد نساه تماما
ليكمل بعدها وقد ارتسمت ابتسامة لا يعلم مصدرها على شفتيه وهو يقول"وبعدين انا مش هرجع اصلا ﻷن واضح ان الرحلة هتبقى تحفة"
مالك وهو يضحك "لا ملكش فيه واقفل بقى انا زهقت منك يلا سلام"ليستمع للطرف الاخر للمرة الاخيرة ثم ينهى الاتصال.
كانت ملاك شاردة الذهن تفكر بكل ما يدور فى حياتها وكيف انها تبتعد عن صديقاتها وها هى اعز صديقاتها ستتركها قريبا وهى لا تجد حلا لهذا ولم تنتبه لمالك الذى اقترب منها ببطئ وعندما شعر بعدم انتباهها ناداها لينبهها
مالك"ملاك"
ملاك "نعم انت خلصت معلش مخدتش بالى كنت سرحانة شوية"
مالك بابتسامة"اه لسه دلوقتى تصورى بيقولى ارجع عشان نقعد سوا فترة قبل ما اسافر يعنى بعد الوقت اللى اخدناه عشان نوصل ده كله ارجع تانى ده انا غاوى هد حيل"
ملاك ببلاهة "مين ده"
مالك"ابن عمى اصله لما رجعت كان مسافر فى شغل ولسه راجع ومشفتهوش"
ملاك بحزم مصطنع "لا تبقى تشوفه بعدين انت دلوقتى جاى معانا احنا يبقى هتفضل هنا ومفيش رجوع"
مالك بشك"ده امر"
ملاك بغرور"اعتبره زى ما تعتبره بس اللى لازم تعرفه ان من الدقيقة اللى بدأت فيها الصداقة معايا بقيت ملزم بالالتزام بكافة أوامرى"
مالك بابتسامة"بس مكنتش اعرف الكلام ده"
ملاك بغرور"ماليش فيه لو مش عجبك كنت تقدر تستغنى عن الصداقة دى "
مالك بعدم فهم" كنت"
ملاك بتلقائية"ايوه كنت لأن الصداقة دى مش بإيدك انت لوحدك دلوقتى"
مالك"يعنى ده أمر واقع وهو ان احنا أصدقاء وفى نفس الوقت مجبر انى انفذ أوامرك "
ملاك بثقة"بالظبط"
مالك وهو يشير بيده "بجااد طب عموما اتفضلى نروح الفندق دلوقتى"
ملاك بدهشة وصرامة مصطنعة"انت بتؤمرنى انت بتهزر صح ان اللى بأمر هنا"
مالك"طب حضرتك تؤمرينى بإيه"
نظرت له ملاك وبدأ يظهر على وجهها علامات التفكير العميق ثم قالت بابتسامة"هنروح الفندق"
مالك بابتسامة على تصرفات تلك الطفلة"ايه ده ايه الدماغ دى انتى قائدة هايلة بجد"
ملاك بغرور"يا ابنى احنا مش قليلين على فكرة"
مالك وهو يتنهد"طيب يلا يا جلالة الملكة"
ثم اتجها سويا الى الفندق وسط شد وجذب كثير بينهم.
بينما عند ديما فى الفندق كانت ديما قد استيقظت ولامت نفسها على كسلها وتركها لملاك لتنزل بمفردها فارتدت ملابسها بسرعة واتجهت للخارج على أمل ان تجدها مع الفتيات وكانت تسير وهى لاترى أمامها فلم تشعر الا وهى وتصطدم بصدر صلب فأحست بخجل شديد وتوردت وجنتيها بحمرة بائنة وهى تقول "انا اسفة مكنتش واخده بالى"
ولكنها سمعت صوتا تعرفه جيدا جعل حواسها كلها تتأهب للرد يجيبها بسخرية لاذعة"ايه ده انتى بتعرفى تعتذرى"
لترفع ديما رأسها وهى مستعدة للانقضاض عليه لتنتبه انه هو من اصطدمت به فقد اصطدمت بهذا ال(عمر).
فقد كان عمر واقفا يبحث عن مالك الذى كان قد سبقه ولكنه الان مختفى وكأن الارض انشقت وابتلعته وبينما هو يتلفت ليرى مالك اذا به يرى تلك التى تثير أعصابه دائما تسير نحوه وهى تتمتم بكلمات غير مفهومة ولا ترى أمامها وكان يعلم تمام العلم انها على وشك الاصطدام به ولايعلم السبب الذى منعه من التحرك حتى اصطدمت به وما صدمه أكثر هو انها اعتذرت فهو اعتقد انها بهذا الاسلوب المستفز مع الجميع ولكن يبدو انها معه وحده تكون بهذا الاسلوب مما دفعه ليسخر منها بهذه الطريقة وقتها وبالاخص بعدما تورد وجنتيها من الخجل والاسف وقد شعر بنظراتها التى كانت على وشك الفتك به مع وجهها الذى تحول من حمرة الخجل لحمرة الغضب مما أعطاه رغبة كبيرة فى الضحك على شكلها ولكنه قاومه بشتى الطرق
ديما بغضب"افندم"
عمر ببرود"ايه قلت حاجة غلط"
ديما بحزم"اه طبعا للى يستحق انى اعتذر له "
عمر ببرود"يبقى واضح انى هستحقه كتير لأنه حضرتك بتحبى تخبطى فى الناس كتير"
ديما وقد ألجمتها إهانته الضمنية لها "انت..."قاطع كلامها صوتا ينادى عليها فالتفتت لترى ميرا فنست للحظة وجود عمر وسألتها بسرعة "هى ملاك معاكم"
ميرا باستغراب وهى تنظر بشك لعمر وديما فهى قد رأتهم من بعيد لهذا توجهت نحوهم"لا "
ديما بقلق"طب هتكون فين دلوقتى"
ميرا بابتسامة وفضول لم تستطع كتمانه"ايه يا ديما مش هتعرفينا "
ديما هى تفطن لوجود عمر وقد كانت نسيته"ده.."
ليقاطعها عمر وهو يمد يده لمصافحة ميرا بابتسامة"عمر اتشرفت بمعرفتك يا آنسة"
ميرا بابتسامة إعجاب بعمر"ميرا "لتتابع بعدها بإهتمام"انتوا تعرفوا بعض"
عمر ببساطة "اه احنا أصدقاء "
لتنظر له بدهشة فاغرة فاهها فقد ورطها الان فهى ان أنكرت ستلعب الظنون بعقل الفتيات ولن تنتهى أسئلتهن فاضطرت ان تومئ لها بابتسامة مصطنعة
ليبتسم عمر ويقول"اسيبكم انا دلوقتى عشان صاحبى مستنينى ان شاء الله هنتقابل تانى"
ليتركهم بعدها وهو يتمتم بالاسم الذى عرفه للتو بالرغم من مقابلاتهم العديدة
عمر لنفسه بابتسامة"ديما واضح كده ان احنا هنتقابل كتير ويلا الجايات اكتر من الرايحات"
بعد ذهاب عمر بدأت ميرا بوصف جمال عمر وصفاته الرجوليه وذوقه العالى ويف انه شخصية محترمة
ديما بملل"كل ده من جملة اتكلمتوها سوا انتى هبلة"
ميرا بشك "وفيها ايه هو مش انتم اصدقاء يعنى اكيد شخص كويس"
ديما بتردد"اه طبعا"
ميرا بشك "اصل انتى كده شكلك كأنك فى حاجة غلط زى مش طايقاه كده يعنى"
ديما بتردد"لا ابدا انتى بتقولى ايه "
وما ان همت ميرا بالكلام مرة أخرى حتى قاطعها مجئ عائشة من اللامكان فشكرت ربها لانها مدركة ان ميرا لا تصدقها ابدا ولكن ما حدث ان عائشة قد ألقت قنبلة أكبر وهى تقول
عائشة بدهشة"هى مش دى ملاك يابنات"
لتتجه أنظارهن حيث تشير ليروا ملاك قادمة برفقة مالك من بعيد حتى رأتهم فودعته واتجهت لهم
ميرا بدهشة وهى تنظر لملاك "ايه ده امته فين"
ملاك ببرود "ايه ايه"
عائشة بذهول"ايه اللى شفناه ده"
ملاك ببرود أشد"شفتوا ايه"
ديما مصدومة من برود ملاك"انتى وهو مع بعض كنتم فين وازاى"
ملاك بلا مبالاة"كنا فين كنا بره ازاى عادى اصحاب"
ديما بذهول "صداقة ايه انتوا تعرفوا بعض النهاردة الصبح"
ملاك بملل"اوف بقى عادى يعنى وبعدين انتم مكونتوش موجودين واكيد مش هخرج لوحدى وخرجنا سوا واهدوا بقى على فكرة احنا بقينا اصحاب فمش كل مرة هقف معاه هتنزلوا فى الاسئلة دى"
ميرا بصدمة"مش معقولة انتى وديما تعملوا صداقات من يوم واحد لا ده انتوا جبابرة"
ملاك باستغراب"تقصدى ايه"
ديما بخوف"لا سيبك منها وركزى معايا انا"
استمر الفتيات هكذا فى مناقشاتهم حتى مر بعض الوقت واتجه كل منهم الى غرفته ليناموا وينتهى أخيرا الذى كان من أطول أيام حياتهم ولم يعتقدوا ان هذا اليوم سيكون له تأثير كبير على حياة كل منهن فى المستقبل.
مر ثلاثة أيام بعد هذا اليوم لم يكن بهم أى جديد سوى العلاقة التى توطدت بين ملاك ومالك حتى ان الفتيات كانوا يتعجبون من حالها فهى من كانت هدفها من الرحلة قضاء الوقت معهم أصبح معظم أوقاتها تقضيها بصحبة مالك وعندما واجهوها قالت لهم أنها ترتاح برفقته وقد أصبح من أعز أصدقائها وقد وجدت حل وسط ولم تتأخر بعدها فى تقديمهم لمالك والذى اندمجوا معه سريعا وأصبح فردا منهم وكانوا يقضون معظم أوقاتهم سويا وانقضت تلك الايام على هذه الحالة بينما ديما لم تقابل عمر ثانية ولكن كانت دائما ميرا تسألها عنه وعن أحواله وهى تستمر فى اختلاق الاكاذيب.
استيقظ الفتيات على يوم جديد ملئ بالمفآجات على الجميع منها السار وغير ذلك فهذه الرحلة حتى بعد مرور تلك اﻻيام لازالت طويلة ومليئة بالاحداث .
استيقظت ديما على صوت هاتفها لترى اسم عائشة تتصل بها لتجيبها
ديما بصوت ناعس "انتى بتصحينى ليه انتى عارفة الساعة كام دلوقتى "
عائشة "اه عارفة والبسى بسرعة عشان فى حاجة ضرورية احنا مستنينك تحت ومتصحيش ملاك فاهمة متصحيش ملاك يلا سلام"لتغلق بعدها الهاتف دون انتظار ردها .
كانت ديما تنظر بدهشة واستغراب ثم نهضت متجهة للحمام لتستحم بعدها خرجت وبدلت ثيابها لترتدى ملابس مكونة من بنطال يصل لمنتصف الفخذين له حمالات تضعها على كتفها و قميص أبيض عارى الكتفين باللون الابيض ليظهر بشرتها الناصعة البياض وصندل أرضى به ورود بيضاء وتركت شعرها منسدلا على ظهرها بعدما انتهت من ثيابها اتجهت بعدها لأخذ هاتفها واتجهت للخارج ومن ثم الى المصعد والذى يليه وجهتها الى المطعم فمؤكد ينتظرونها هناك وبالفعل وجدتهم هناك ولكن كان معهم مالك فاتجهت لهم وقالت"هو فيه ايه مصحينى من بدرى وقاعدين هنا ومالك موجود انتم عاملين اجتماع قمة ولا ايه"
ميرا بهدوء"منعرفش والله مالك اللى اتصل وهو اللى خلانا نكلمك ومستنينا نبقى سوا عشان يتكلم"
نظروا بعدها باتجاهه ليبدأ بالكلام قائلا "بصوا بقى لو أخدتوا بالكم النهارده عيد ميلاد ملاك وطبعا انا واثق انكم نسيتوا ومش بعيد هى كمان تكون ناسية ومتسألونيش أنا عرفت إزاى ﻷنى اليومين اللى فاتوا عرفت عنها معلومات كتيير وده مش مهم دلوقتى المهم إنى واخد بالى ان الواضح ان عيد ميلادها متعملش صح قبل كده وعلى طول بيبوظ وعشان كده انا قررت نحتفل بيه هنا سوا"
لتنظر له ميرا بإعجاب "واحنا معاك ﻷنها صاحبتنا وزى ماانت قلت هى معقدة من موضوع عيد ميلادها شوية"
مالك بابتسامة"ده حلو بس أنا كمان هحتاج مساعدة اتنين من صحابى كده عشان يبقوا معانا فى الموضوع ده "
ديما بهدوء"بص مالك احنا بنثق فيك لكن يا ترى هنقدر نثق بصحابك "
مالك بثقة"متقلقيش أنا واثق فيهم ومحدش فيهم هيعملكوا حاجة وده أكيد اطمنى "
لتنظر له ديما بريبة فى البداية فهى غير مطمئنة وتشعر كأن ما سيحدث لن يعجبها بالمرة ولكنها مضطرة من أجل صديقتها
أتى بعدها صديقا والذى ما كانا الا عمر وأحمد مما صدم ديما بشدة ولكن ميرا هتفت بحبور قائلة"معقولة دول صحابك ده عمر وديما أصدقاء أصلا"
مالك بدهشة"بجد"
ميرا "طبعا حتى اسألهم "
ديما "احنا أصدقاء فعلا "
واتفقوا بعدها جميعا على الخطة التى وضعها مالك.
بعد مرور بعض الوقت كانت ملاك استيقظت وجهزت نفسها للنزول وعندما لم تجد ديما توقعت إيجادها بالاسفل فاتجهت لهم بالمطعم ووجدت الجميع مجتمعين هناك فاتجهت فانتبهت لها التى كانت جالسة تتكلم بجدية مع ميرا وفغرت فاهها عندما رأتها فنظر الى ملاك حيث تنظر ديما واندهشوا جميعا فقد كانت ملاك ترتدى فستان ذو حمالات عريضة وفتحة مربعة من عند الصدر يصل إلى الركبتين باللون اﻷبيض المتداخل مع اﻷحمر وشريط قماشى باللون اﻷحمر أسفل الصدر مربوط بشكل معين ليسقط جزء منه على الجانب وفى قدميها صندل جلدى باللون البنى وتركت شعرها منسدلا على ظهرها .
تفاجأت ملاك من رد فعلهم فجلست بجانب ديما
ملاك بتهكم"فى ايه شفتوا عفريت"
ديما ببلاهة"لا أبدا أنتى لابسة فستان"
ملاك "عادى يعنى حسيت المود طالب كده كأن كده النهاردة هيبقى حلو ومميز معرفش ليه"
مالك بتفاؤل"إن شاء الله هيبقى زى ما أنتى متوقعة"
ملاك بعدم فهم"تقصد ايه"
مالك بتهرب "عادى يعنى نسيبكم احنا بقى سوا"
ملاك وقد انتبهت لعمر وأحمد"تسيبنا فين مش تعرفنا طيب"
ميرا متدخلة فى الحوار "دول عمر وأحمد اصحاب مالك ومش هتصدقى لما تعرفى مش ديما وعمر طلعوا عارفين بعض وأصدقاء أصلا"
ملاك وهى تنظر لديما بشك "بجد أصلها مجبتليش سيرة"ثم تنظر مرة أخرى تجاه عمر وأحمد لتقول بتهذيب"فرصة سعيدة اتشرفت بمعرفتكم"
ليومئا عمر وأحمد بابتسامة
عمر بابتسامة"احنا أسعد وأتمنى نكون أصدقاء فى المستقبل"
ملاك بترحاب"وليه تتمنى ده أنت طلعت صديق مالك ومش بس كده لا ديما كمان يبقى أنتم اعتبروا نفسكم ضمن المجموعة أساسا"
أحمد بابتسامة ماكرة"ياريت والله عشان نبقى معاكم لا أحسن من أول ما جينا مش عارفين نتلم على مالك"
ملاك بثقة"عشان تعرف احنا مجموعتنا تختلف عن الاخرون"
مالك "أعتقد احنا يلا بقى عشان اتأخرنا"
ملاك بتعجب"اتأخرتوا على ايه"
مالك بتوتر "على ..على الفطار عشان نفطر مع الشباب يلا سلام"
ليرحل بعدها الشباب ليبدأوا فى تنفيذ الخطة تحت أنظار ملاك المتشككة ولكن لا يستمر كثيرا لرؤيتها لأكثر فتاة تزعجها بالتاريخ وبالاخص بهذه الرحلة فتاة الحسب والنسب والمجتمعات الراقية(شيرى الالفى) ابنة رجل الاعمال الشهير الفتاة الدلوعة حيث جميع ما تطلبه مجاب .
شيرى وقد اقتربت هى أصدقائها من مكان ملاك والفتيات"ايه ده قاعدين لوحدكم أخيرا انا فكرتكم لزقتم فيهم خلاص"
ملاك بتأفف"يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم أنتى ايه يا بنتى مبتتهديش غاوية تحرقى دمى على طول بطلتك البهية"
شيرى باشمئزاز"so local"
ملاك وهى تحاول السيطرة على غضبها "طب امشى بقى بدل ما أوريكى اللوكال اللى بجد"
لتنظر لها شيرى باحتقار وتتركها وتذهب ولكن ترتسم على وجهها ابتسامة ماكرة فقد خططت لطريقة للانتقام من ملاك وستقوم بتنفيذها اليوم.
بينما ملاك كانت تغلى ويكاد الدخان من أذنيها مثل الكرتون والفتيات يحولن تهدئتها
ملاك بغيظ"غاوية تفور دمى الرذلة دى كل يوم "
ميرا "ما انتى بردو فرساها"
عائشة"ايوه بصراحة اللى عملاه فيها مش قليل من وجهة نظرها"
ملاك "هو أنا كنت لمستها حتى"
ديما موضحة"بالنسبالها اه انتى آذيتيها أوى ﻷنك لو لاحظتى من يوم ما جينا وانتى الجان مالك الشناوى بيلف وراكى فى كل حتة وبقيتوا أصحاب وهى شايفة نفسها أحسن منك وأحق بده وخصوصا ان باباها رجل أعمال وفى حاجات هو وعيلة الشناوى شركاء فيها"
ملاك وقد فهمت "ده ميخصنيش ان هى متنزلش لحد من زور"
عائشة"سيبك منها بقى وخلونا نطلب الفطار"
ديما "عندك حق"
وبالفعل طلبت الفتيات الافطار والمشروبات ولكن لم يعلموا بتلك الانظار التى تراقبهم بابتسامة ومكر فهى ستنفذ مخططها الان كانت شيرى تراقبهم عن كثب ورأت النادلة التى أخذت الطلبات فاتجهت خلفها وأوقفتها وهما فى مكان بعيد عن
شيرى "انتى يا انسة استنى"
النادلة وقد انتبهت لمن تناديها فاستدارت قائلة"حضرتك عايزانى"
شيرى بمكر "اه واعتقد انك هتستفادى يا.."ثم نظرت تجاه اسمها المكتوب ومعلق بقميصها الابيضثم تابعت"يا ولاء"
ولاء بعملية"اؤمرى حضرتك"
شيرى "عارفة الترابيزة اللى كتبتى طلباتهم عايزة اعرف اللى لابسة ابيض دى طلبت ايه وتجيبيهولى قبل ما توديهولها وانا هاديكى اللى تطلبيه"ثم أخرجت من حقيبتها ورقة مالية كبيرة .
لمعت أعين ولاء بشدة عندما رأت المال ولكنها قالت بنفى مصطنع"حضرتك مينفعش انا ممكن اتأذى و.."
قاطعتها شيرى بصرامة "انتى هتتأذى فعلا لو معملتيش اللى هطلبه ده غير ان محدش هيعرف أصلا وأنا هديكى اد اللى فى ايدى ده عشر مرات"
ولاء بنفى مصطنع"بس.."
قاطعتها شيرى "مفيش بس ها ايه قرارك"
ولاء برضوخ"حاضر يا فندم"
شيرى"وانا هستناكى هنا مش تتأخرى"
ذهبت ولاء لتفذ أوامر شيرى وعندما عادت لها مرة أخرى كانت تمسك بعربة تحمل عليها الطلبات وأشارت لشيرى على المشروب الذى طلبته ملاك فقامت شيرى بإخراج كيس من حقيبتها يحتوى على بودرة باللون الابيض ثم نظرت له بخبث وأفرغت محتوياته فى عصير ملاك وأشارت لولاء بأن تتحرك بعد ما أعطتها الاموال المتفق عليها وهددتها حتى لا تخبر أحد بما حدث أبدا وبعدما ذهبت ولاء ارتسمت على وجهها ابتسامة خبيثة وقالت فى نفسها"عشان متاخدش حاجة مش بتاعتها تانى"ثم عادت لطاولتها لتراقب ما سيحدث.
كانت ملاك والفتيات ينتظرون الطعام حينما أخبرت ديما بذهابهم ليشتروا بعض الاشياء من المول
ملاك بملل"انتم عارفين انى مبحبش اروح الاماكن دى بزهق'"
ديما "حد قالك تعالى ابقى اقعدى مع مالك"
ملاك "عندك حق ما أنا مش هروح معاكم وانتم بتشتروا عشان متشلش"
أتى الطعام وهم يتحدثوا فبدأوا بالاكل والحديث وشربوا مشروباتهم تحت أنظار شيرى المبتسمة بمكر لم تستطع إخفاؤه مما لفت انتباه عائشة ولكنها لم تهتم كثيرا وتجاوزت الامر تركها بعدها الفتيات كما اتفقوا وتركوها ملاك وحدها فى المطعم واتجهوا للمكان حيث تقابل الثلاثة مع أحمد وعمر وأخذوا السيارة التى استأجرها عمر من إدارة الفندق وذهبوا لشراء ما يحتاجونه من هدايا ومستلزمات ضرورية للمفآجأة .
فى هذا الوقت كانت ملاك تشعر بملل كبير فاتصلت بمالك ليتقابلا عند البحر عند الجسر الخشبى ولكنه اعتذر لأنه منشغل فاتجهت للمكان هناك لتجلس وحدها ووقفت عند آخر نقطة فى هذا الجسر الذى لا يحتوى على أية أسوار حيث كانت تلك النقطة بعيدة تقريبا عن البر وظلت واقفة هناك إلى ان شعرت بحالة من عدم الاتزان واهتزت الصورة من حولها وشعرت بألم وصداع شديد فى رأسها وكانت غير ثابتة غير قادرة على الوقوف فحاولت أن تتماسك لتبتعد عن هذا المكان ولكنها كانت تترنح والتعب يتملك منها فاستسلمت بالنهاية لرغبة جسدها فسقطت من على الجسر لتتلقفها المياه الباردة وهى غير قادرة حتى على الحركة لتنجو فيأست واستسلمت للغرق و أغمضت عينيها ولكنها شعرت فجأة فجأة بحركة تقترب منها وذراعان تطوقان خصرها ويحملانها من الماء لتفتح عينيها تنظر لمن أنقذها ولكنها لا ترى وجهه بسبب وجع عينيها لتغمضها مرة أخرى وتستسلم لرغبتها أخيرا ليغشى عليها من الإنهاك..................................................................................................................

 رحلة الحب و الانتقامWhere stories live. Discover now