السابع والعشرون

235 5 0
                                    

قبل خمس سنوات:
(الحياة يجب ألا تقف عند أحد وهذا ما يجب أن يحدث فمهما مر بنا من ظروف وأناس علينا أن نتقدم وألا نفقد أنفسنا فى سبيل أشياء خسارتها أسهل شئ ممكن وهذا ما اكتسبته فى حياتى كلها ولكن هل سأقدر على فعلها لا أعلم ولا أريد أن أعلم فى الحقيقة ولكنى لا أريد سوى النسيان يا رب ساعدنى وألهمنى الصبر)
كانت تلك هى آخر جملة خطتها ملاك فى دفتر مذكراتها وهى شاردة الذهن وهذا حالها منذ عودتها من الرحلة لقد مر شهر منذ ذلك اليوم يوم عادت إلى مدينتها ومنزلها حدث بهذا الشهر الكثير بالطبع وهى تتذكره بتفاصيله من يوم عادت وسمعت حديث والدتها الغريب فى الهاتف تتذكر جيدا ارتباك والدتها والذى تراه للمرة الاولى فى حياتها وعندما حاولت أن تسألها  تجاهلت والدتها وكأنها لم تسمعها لازالت تتذكر ما يحدث وكأنه الان.
فلاش باك :
منذ شهر:
تسللت ملاك إلى المنزل بهدوء حتى لا يشعر أحد بها ووجدت والدتها فى المطبخ وسمعتها تقول.....
والدتها ببكاء"أنا عارفة إنك عندك حق بس ده مكنش بايدى أنا والله بس مش قادرة أعمل كده .....أيوة ملاك ....."
قاطعتها ملاك من خلفها"انتى بتكلمى مين يا ماما"
جففت والدتها دموعها بسرعة قبل أن تستدير لها بدهشة وهى تغلق الهاتف ولكن آثار البكاء كانت لاتزال واضحة على وجهها الجميل فوالدتها تتميز بجمال هادئ وساحر بل ومميز بعينيها الرمادية الواسعة والدتها سلمى المرأة القوية والتى لم تراها تبكى إلا فى أوقات نادرة وبالعادة تكون بسبب خوفها عليها تبكى والان ولكن لماذا تلك  الطبيبة ذات الارادة الحديدية تبكى صحيح هى تتميز بالهدوء والبساطة ولكنها أبدا ليست ضعيفة وهذا ما تدركه جيدا ولم تجهله أبدا .
جمال والدتها يختلف كليا عنها فهى ذات جمال هادئ بسيط بينما هى شكلها كليا يتميز بالشقاوة والقوة بالاضافة لبعض الخبث الخفى فى نظراتها.
عند تأكدها من عيون والدتها التى لاتزال آثار البكاء عليها سبقها لسانها و.......
ملاك بخوف"ماما فى حاجة "
سلمى بابتسامة مغصوبة"مفيش حاجة يا حبيبتى المهم انتى جيتى امتى وليه مقلتلناش"
أحست ملاك برغبة والدتها فى عدم إجابتها على الاقل فى الوقت الحالى فقررت ألا تضغط عليها بالحديث و.........
ملاك"لسه جاية دلوقتى حبيت أعملهالك مفاجأة أنتم بقى أخباركم ايه أكيد حياتكم فاضية من غيرى صح"
سلمى بحزن"طبعا مفيش غيرك يملأ علينا البيت"
ملاك بابتسامة"أعتبر ده اعتراف غير مباشر بأهميتى عندك يا قمر.."ومن ثم تابعت بمشاغبة"وبعدين ايه النشفان ده مفيش حضن ولا بوسة كده ده أنا جاية من سفر ايه الاستقبال الناشف ده"
احتضنتها أمها بحب وهى تقول"مع كل كلمة بتنطقيها بتثبتيلى ان كل حاجة علمتهالك فى طرق المعاملة و قواعد الاتيكيت والذوق راحوا عالارض والحمدلله"
ابتعدت ملاك عن حضنها قائلة"يا ستى سيبك من الكتاكيت ده وقوليلى عاملة أكل ايه النهاردة لا أحسن هموت من الجوع وتعبت من جو المطاعم"
ضربتها والدتها على رأسها بخفة فعبست بطفوليه بينما والدتها تقول"اسكتى بقى لا أحسن للأسف بتعلم منك وأبوكى هيطفش بسببك"
ملاك بدهشه مصطنعة"سلمى هانم بتقول هيطفش يبقى بتتعلم فعلا يا جميل"
ضحكا سويا حتى شبعا فى ذلك اليوم ولم تتركها ملاك وحدها حتى والدها ولم تتركه هو الاخر وانقضى اليوم على أجوائهم العائلية الدافئة ولكنها لم تنس أبدا الحالة التى وجدت عليها والدتها وقت عودتها ولكن تركت التفكير لوقت لاحق.
عودة من الفلاش باك:
عادت من ذكرى ذلك اليوم وبدأت تتذكر والدها قدوتها فى الحياة الرجل الصامد المدافع دوما عن الحق والذى يعمل فى مجاله المفضل فهو يعشق الارقام وهو الان النائب عن المدير العام ﻹحدى أكبر البنوك فى الشرق الاوسط قريبا جدا سيكون المدير العام للفرع فى المدينة والذى دائما يمنحها ما تريد فلم يبخل يوما بأى شئ عليها بل ومنحها الكثير والقيم والمبادئ الذين تسعى للمحافظة عليهم بكل قوتها ولن تتخلى عنهم مادامت تتنفس.
صحيح أنها لا تشبهه فى الشكل أبدا ولكنها تعلمت مبادئه منه بل بعنادها أصبحت سلاحا فتاكا للدفاع عنها أيضا ولكنها أيضا لا تشبه والدتها .
ابتسمت على تلك الخاطرة التى خطرت لها فأحيانا تراودها خاطرة مضحكة وهى  أن والدها ووالدتها ليسوا كذلك بالحقيقة وإنما شخصان وجداها على باب الجامع وأنهم يخشون إخبارها بذلك حتى لا يؤذوا مشاعرها كجميع الافلام وكما يخبر الأهالى أولادهم ليخيفوهم فى العادة ولكنها سرعان ما تنفضها عن عقلها فهى ليست فى فيلم أبيض وأسود ووالدها ليس عماد حمدى ليصفعها فى النهاية أنها لقيط أو لقيطة لايهم ولكن فكرة عدم تشابهها معهم تؤرقها بالرغم من أن والدتها تؤكد لها أنها تشبه جدتها كثيرا ولكن ذلك لم يريحها وكانت دائما تحاول التشبه بوالدتها فى بعض الامور وهى ماكان سيكشفها مالك فى بداية لقائهم وقد نجت منه بصعوبة وقتها وكانت تظن أنه يعرف عنها كل شئ وهى كالكتاب المفتوح أمامه ولكنها سرعان ما نجت وإلا كانت انكشفت بعض أسرارها وإن كان أتفهها ولكن كشف الاسرار يعنى دائما الدمار.
نفضت تلك الافكار عن عقلها وعادت لتفكر فى علاقتها بمالك فهو لم ينقطع عن محادثتها من بعد الرحلة وهى قد كانت قصت لوالدتها عن أصدقائها فى الرحلة ولكنها لم تخبرها عن بعض الامور وأهمها غرقها وخطفها ووو يوسف ،يوسف الذى لم يحادثها من يومها يوم تركت له الخاتم ورحلت وهى تجنبت سؤال مالك عنه بالرغم من أنها تسأل عن الجميع وعن كل شئ إلا يوسف فلابد أنه فكر واختار وصمته هو أبلغ إجابة يوجهها لها .
علمت ملاك من مالك أنه لم يسافر بل ولن يسافر فى الوقت الراهن وأنه يتدرب للعمل بشركتهم الخاصة ويأمل بالنجاح فلطالما كان مولعا بإدارة الاعمال والشركات وطموحه كان أن يتفوق فى دراسته لينهض بشركة العائلة بأفكاره وطموحاته وفى المقابل علم هو منها ما حدث بينها وبين يوسف وسبب تىكها لخاتمه ولا تعلم لما شعرت بسعادته عندما علم ما فعلته.
أما عن باقى الأصدقاء فقد رحلت ديما إلى القاهرة بعد عودتهم بفترة قصيرة من أجل عمل والدتها فانتقلت بحياتها كلها هناك على وعد بالتواصل والعودة فى الإجازات وبعد رحيلها استطاعت أن تعلم منها أنها قابلت عمر هناك وأصبح وسيلة مواصلاتها هناك حتى تعتاد أجواء المدينة الجديدة وقد تعمقت صداقتها بعمر أكثر وهذا شئ جيد ﻷن عمر شخص يمتاز بعدة صفات افتقرت حياة ديما منها وتحتاجها بشدة لتقف من جديد فى مدينة غريبة عليها وملاك كانت قد علمت عن طبيعة ما حدث بين عمر وديما وكيف كانا عدوان فى البداية وقد أخفوا ذلك عنهم ببراعة بالاضافة إلى أن ديما لن تظل وحيدة فقد رحلت ميرا وعائشة أيضا فهما بالأساس تركوا الاسكندرية منذ فترة طويلة بسبب عائلتيهما وكانوا يأتون فى منازلهم هنا لفترة قليلة كل حين حتى لا تنقطع صداقتهم أبدا وحتى لا يظلوا وحيدين هناك وهاهم سافروا بعد ديما بفترة وأصبح الجميع هناك فالصداقة التى جمعت بهم مع البقية لم تنتهى وليس ديما وعمر فقط بل الجميع إن كان ديما و عمر و عائشة وميرا وأحمد حتى مالك معهم ولم ينقطع عنهم هناك و...و....جاسر شقيقها الوحيد هو أيضا رحل ليستقر بالقاهرة راكضا وراء القضية التى تشغله منذ كانا بتلك الرحلة وتركها وحيدة هنا جميعهم تركوها فهى من تسعى دائما حتى لا يظلوا وحدهم تركوها تعلم ان هذا ليس بأيديهم ولكن القاهرة سلبتهم منها نعم ولم يبقى لها سوى عائلتها الصغيرة فقط.
لازالت تذكر يوم جاء لها جاسر يتذمر من شخص أجنبى يحادثه دوما ويصر على الحديث معها وأن هذا رقمها لازالت تذكر ضحكاتها وقد علمت هوية المتصل وقد كان السائح الذى قابلته بصحبة مالك ديفيد والذى كانت قد نسيت بأنها خدعته وأعطته  رقم جاسر بدلا من رقمها بدون أن تخبر ولا حتى مالك بما فعلته وبعدها حكت لجاسر كل ما فعلته وتقريبا كان سيقتلها عقابا لها على أفعالها وقد حذرها من تكرار تلك الفعلة ولكن لمن يوجه الامر فهى تفعل دوما ما يحلو لها وفى الوقت الذى يحلو لها وفى نهاية اللقاء أخبرها بأنه سينتقل بأسرته إلى القاهرة من أجل عمله على القضية وهى كالعادة تقبلت الامر بقوة ولم تظهر أبدا حزنها فهى تخشى أن ظهر ضعفها أمام أحد مهما كان وها هو قد رحل منذ فترة قريبة.
عند تلك الذكرى تحولت معالم وجهها للحنق وهى تهمس بداخلها"سحقا للعمل وللقاهرة التى سلبت أعزائها"
تركت بعدها دفتر مذكراتها ونهضت من على سريرها فى غرفتها التى تميزت بالجمال الشقى الذى يعبر عن صاحبتها ثم توجهت للدولاب وهى تعبث بين أشياؤه شاعرة بالملل و......
ملاك لنفسها "ملل ...ملل....ملل ماهو أنا مش هفضل عايشة كده لازم شوية تغيير وإثارة فى العيشة دى كله مشى وأنا وشي فى وش الحيط وهو اشمعنى بابا اللى شغله متنقلش نفسي أفهم هو الموضة دى موصلتلهمش لسه شكلى لازم أعرفهم بنفسى عن الموضة دى"
صمتت قليلا ثم لمعت برأسها فكرة و....
ملاك بحماس وهى تفكر بصوت عالى"أيوة الطريقة الوحيدة لكسر الملل ده هو انى أتهجم على بابا فى الشغل وأرذل عليه نيهاههاها أنا عبقرية بس ألبس ايه"
وبدأت تبحث بجد عن شئ مميز لترتديه حتى وقعت عينيها على آخر ما تتمنى رؤيته فى الوقت الحالى وهى تلك الثياب الرسمية المختلفة ومتنوعة الألوان بين الابيض والاسود والكحلى والذى لا تعرف سبب شرائها لها سوى أنها أعجبتها وبالطبع ثروة والدها الصغيرة سمحت لها بشراء ما تريد وقتها متحججة بأنها ستحتاجهم مستقبلا ووالدها لم يبخل عليها فهم أينعم ليسوا من طبقة الاغنياء والمليونيرات ولكنهم أعلى من الطبقة المتوسطة وبكثير أيضا ولذلك تحصل دائما على ما تريده فليس لهم غيرها ليلبوا طلباته ويكفى أنهم حرموها من شراء سيارة لخوف والدتها الشديد عليه ولكن والدها وعدها بواحده قريبا حتى أنه علمها القيادة بدون علمها فهى ترفض ذلك أيضا ولكنها تعلمت وأخفت ذلك عن الجميع عدا والدها الذى علمها طبعا.
أمسكت بإحدى تلك الاطقم وعزمت على تجربته وهى تفكر بحلم الليلة الماضية والذى كانت ترتدى فيه نفس ذات الطقم تقريبا ولكن ما معنى ذلك الحلم فأحلامها لم تكن أبدا مثل البقية ليس لها معنى فأحلامها دائما تريها أشياء مهمة لا تعرف كيف ولكنها ترى دائما المستقبل فى أحلامها البسيطة تلك فدوما كانت كذلك ولم تخبر أحدا بذلك أبدا حتى لا يسخر منها فهى كانت تراها كرسائل تحذيرية لها بالطبع هى لا تعرف كل شئ ولكنها ترى أشياء وتحدث بعدها ليست بكبيرة أبدا فمثلا تلك الرحلة حلمت بذهابها بها قبل حتى أن تعلم عنها وفى اليوم التالى جاءوا ليخبروها وقد كانت تعلم أثناء إلحاحها على والدتها أنها ستذهب فى النهاية لامحالة حتى مالك وثقتها به وصداقتهم لم تكن لاطمئنانها له فقط كما أخبرت الجميع بل كانت حلمت به مسبقا وحتى يوم غرقت فى البحر عند الجسر كانت ترى قبلها أنها ذهبت هناك ولكن لم تعرف ما حدث بعده وكان هذا الغريب أنها لم تراه أو تتوقع حدوثه ولكن اختفت تلك الاحلام فجأة مرة أخرى بظهور يوسف كما ظهرت فجأة من قبل وعادت مرة أخرى أمس وهذا أشد ما يؤرقها.
انتهت من ارتداء ملابسها وهى تنظر لنفسها وتعدل من تسريحة شعرها كانت تبدو مثل سيدات الاعمال بحق ولكن بقت اللمسة الاخيرة لتكون كما فى الحلم تماما.
رفعت يدها إلى عينيها ونزعتهما نعم فقد نزعت العدسات التى لطالما استعملتها لتشبه والدتها العدسات التى كاد مالك أن يكشف سرها يوم أن تقابلوا ونظرت بعدها لنفسها فى المرآة لشكلها الذى كلما خلعت تلك العدسات تراه يتغير فكما قالت من قبل هى أبدا لا تشبه والدتها فى شئ وكانت تتشبه بها بارتدائها لتلك العدسلت منذ بدأت تعى العالم حولها ولم تخبر عن كونها عدسات وجعلتها جزء ثابت من شكلها بالاخص بعد حلمها الذى شجعها على الاستمرار فى اخفاء لون عينيها الحقيقى والذى وبالرغم من تميزه عمن تعرفهم إلا أنها لم تجد أى معارضة من والدتها بل شعرت وكأن والدتها فرحت بما فعلت .
تأملت لون عينيها فى المرآة اللون الازرق المميز ولن تصفه بغير ذلك فهو ليس أزرق تماما فهى تراهم تلمعان كجوهرتين أو ماستين زجاجيتين براقتين وأحيانا تراهم كما وصفهم مالك من دون رؤيتهم بحرا واسعا متلاطمة أمواجه لون لم ولن تفهمه فهو يتغير أحيانا فى حالات غضبها فيصبح كالبحر فى هيجانه وكالماستين البراقتين تراهم من بعيد يبهرانك ولكن عند اقترابك منهم تكون قد وقعت فى المحظور ولن يكون عقابك سهلا وستتحولان لجرتا نار تحرقانك بلهيبهما.
أثناء شرودها فى المرآة سمعت طرقات على باب الغرفة و...........
ملاك"اتفضلى يا ماما"
سلمى وهى تفتح الباب وتدخل"ملاك أنا كنت عايزة أقولك حاجة مهمة احنا......"
ثم قطعت كلامها عندما لاحظت هيئة ابنتها وبدأ قلبها يدق فى عنف وهى تصرخ داخلها (انها هى ولكن كيف هذا غير معقول لماذا يا رب لماذا)
نظرت لملاك لوالدتها باستغراب فتصرفاتها أصبحت غريبة فى الفترة السابقة وقد لاحظت ذلك مرارا ولكنها دائما ما تتهرب منها حتى قالت لها ذات مرة أنها ستعرف كل ما تريده قريبا ولكن ليس الان ومن يومها فضولها يقتلها لمعرفة ما هذا الذى ستعرفه ولكنها لم تنجح فى إستدراج أمها ابدا
ملاك"عايزة حاجة يا ماما"
سلمى بجمود"انتى لابسة كده ليه وليه قلعتى العدسات مش عادتك"
ملاك بلا مبالاة"بجرب واهو نوع من أنواع التغيير بس ايه رأيك"
سلمى"رأيي إنك كنت أحسن بيهم فالبسيهم"
ملاك "ليه"
سلمى "ﻷن ده الاحسن أنا أكيد عارفة مصلحتك"
أحست ملاك بجدية والدتها فى الحديث فأرات التخفيف من حدة الموقف و.....
ملاك"خايفة عليا من الحسد عشان جمالى صح بس عموما ماشي هلبسها يا قمر المهم قولى كنت عاوزانى فى ايه"
سلمى وقد ارتخت تعابير وجهها قليلا"جايه أقولك إن باباكى اترقى وشغله اتنقل القاهرة فالمفروض اننا نتنقل فقلت انك أكيد هتبقى أكتر واحدة مبسوطة بالخبر ده"
ملاك وهى تتذكر أمنيتها منذ قليل وبعدها قالت ببلاهة وابتسامة" مش معقول ده أسرع من الدليفرى...!!!!"......................................................................................................
عودة للوقت الحاضر :
فى قصر عائلة الشناوى:
كان الاستعداد على قدم وساق للذهاب للحفلة فى قصر بيرلا وقد انتظرهم يوسف بسيارته حتى وجدهم اتوا واتجهوا للسائق سبقهم هو وقد كانوا والدته فريدة هانم وزوجة عمه .
بمجرد اتجاه فريدة للسائق استطاعت أن تلمح يوسف وهو ذاهب وتذكرت ما حدث منذ أيام وقد انهار مرة أخرى وهو يردد أنه رأى ملاك وأنها حية وهى أكدت له أن ملاك ماتت وبعدها حدث ما توقعته وهو ذهابه لغرفته وتدميرها بالكامل وانفصاله عنهم ليومين بعدها تقريبا وبعدها عاد طبيعيا مرة أخرى كالعادة و لكنها متأكدة من أن تلك المرة تختلف ولكن كيف لا تعلم وهذا ما يحيرها بالاضافة إلى أنه لم يعد طبيعيا تماما وعندما أخبرت منير المحامى بمخاوفها لم يطمئنها بل زاد خوفها بخوفه وبتنبؤه للأسوأ.
اتجهت بعدها السيارة لقصر شريكتهم المجهولة كما تطلق عليها ووصلوا ليجدوا حفلة بها كبار رجال الاعمال بالبلاد جهزة على أرقى مستوى فانشغلوا بالحديث مع سيدات المجتمع الراقى بينما يوسف منشغل مع رجال الاعمال بينما بالهم منشغل بهدف واحد وهو رؤية الطرف المجهول لهم هنا.
فى مكان آخر كانت سيلا واقفة تتصل ببيرلا بالهاتف وعينيها تراقب جهاد ونايل الواقفان بصحبة يوسف والذى بالتأكيد يتسائل عن مكان صاحبة الشركة التى تأخرت بالنزول وتقريبا ستكون آخر من يدخل للحفل الذى حرصت على جعله مبهر.
سيلا بحنق وقد أجابت بيرلا أخيرا"انجزى انتى بتعملى ايه كل ده كلهم وصلوا"
بيرلا وهى تنظر لنفسها بالمرآه للمرة الاخيرة بابتسامة"انتى عارفة إنى لسه واصلة ده أنا انجزت وبعدين ما يستنوا"
سيلا"مينفعش تبقى اخر من يصل"
بيرلا"خلي فضولهم يحرقهم شويه وبعدين اقفلى لو مش عايزانى اتأخر أكثر"
أغلقت سيلا معها واتجهت لتقف بصحبة جهاد ونايل والباقون وهنا عرفها جهاد بيوسف قائلا....
جهاد بابتسامة"أحب أعرفك بسيلا تقدر بنتى التانية بنت أعز أصدقائى وصديقة بيرلا من الطفولة ومديرة أعمالها وبنت عم نايل"بينما تابع معرفا عن يوسف والذى تقريبا تعرفه عن ظهر قلب ولكن ﻹكمال المسرحية"أما الاستاذ فيبقى يوسف الشناوى شريكنا الجديد"
يوسف وهو يمد يده لمصافحتها"سعيد بمعرفتك يا آنسة سيلا "
سيلا وهى تصافحه بابتسامة"وانا اتشرفت بمعرفتك"
جهاد متسائلا"هى بيرلا فين كل ده يا سيلا"
سيلا "هتنزل دلوقتى لسه كنت مكلماها هى تقريبا خلصت"
يوسف"بصراحة أنا عندى فضول إنى اتعرف عليها وأقابلها وخصوصا إن خلاص المكاتب جهزت ولو عاوزين تبدأوا من بكرة"
سيلا"أهى زمانها نازلة"
نايل"اهو لو انت قلت الكلمتين دول أدامها هتاخدنا بكرة الشركة من سبعة الصبح تستكشفها ومش هترحمنا"
سيلا"هى فعلا مش هترحمك لو سمعتك بتقول كده"
لم يجب نايل ولكن صدر منه صفيرا يدل على الاعجاب فنظروا جهة ما ينظر فى الوقت الذى صمت به الجميع ينظرون جهة التى نزلت درجات السلم المطل على الحديقة بهدوء وثقة وجمالها يخطف الانفاس وقد تنوعت النظرات لها بين إعجاب وفخر وقلق وصدمة وخوف .
وصلت لهم بخطوات بطيئة وكأنها تعزف نوتة موسيقية  على التوتر والخوف والصدمة الظاهرين على بعض الوجوه بالاضافة ﻹثبات الثقة بالنفس للبقية التى كانت نظراتهم تشع بإعجاب تعلمه بل وتثق بتأثيرها على غيرها.
عند اقترابها ذهب لها نايل مسرعا ورفع يدها وقبلها وهو يقول"قمر كالعادة"
ابتسمت له بينما أمسكها هو من يدها وأخذها ناحيتهم وعند وصوله نظر ليوسف الذى لم تتخطى ملامحه الصدمة بعد وهو يراها أمامه ولكن كيف؟ وبعد كل تلك السنوات وهى متغيرة بعينيها الغريبتين وووووو........
قاطع تفكيره نايل قائلا"يوسف أحب أعرفك على جميلة الحفل واللى انت كنت مستنيها بيرلا..........بيرلا جوزال........!!!!!!".................................... .............................................................
فى اليوم التالى :
فى مدينة الاسكندرية فى إحدى العيادات الخاصة بالطب النفسي والمليئة بالمرضى كانت سمر وهى الدكتورة مالكة العيادة طلبت من السكرتيرة بأن تؤجل دخول المريض التالى حتى ترتاح قليلا وهى تشرب كوبا من القهوة لتقدر على إكمال العمل اليوم ولا ترحل بسبب ذلك الالم فى رأسها منذ استيقظت ولولا أعمالها الكثيرة لما أتت من البداية ولكن ليس الامر بيدها.
أمسكت الجريدة وهى ترتشف من كوب القهوة علها تنسى ألمها قليلا لتقف فجأة بصدمة ويسقط من يدها كوب القهوة وهى تعيد قراءة الخبر مرة أخرى ولكن بصوت أعلى كأنها تقرأ شفرة غير مفهومة تحتاج للحل وهى تتطلع للصورة بل لصاحبتها التى رأتها مرارا من قبل ولكن فى صور مختلفة وبضحكة تسلب العقول وبالفعل قد سلبت عقله من قبل و............
سمر بصدمة وبصوت عالى"شراكة الموسم يوسف الشناوى وبيرلا جوزال فى حفل الامس لتوقيع العقود"
سمر بصدمة"مش معقول....بيرلا جوزال ......ملاك......طب إزاى....؟؟؟!!!".......................................................................................................

 رحلة الحب و الانتقامOnde as histórias ganham vida. Descobre agora