الفصل الثلاثون

225 4 2
                                    

  كانت ديما تتحدث مع بيرلا وتجيبها عن أسئلتها بخصوص ملاك و.....
تابعت ديما ناظرة ليوسف خلفها بطرف عينها"أما بالنسبة لموضوع انها مش أول مرة فده أكيد لازم يحصل ﻷنها كانت ....خطيبته... خطيبة شريكك يوسف الشناوى....!!!؟؟؟؟"
بيرلا"ده يفسر حاجات كتير بس ينفع أفهم مجدش قالى ليه قبل كده كأنكم كنتم بتداروا على الموضوع"
يوسف"احنا مش بندارى بس ....."
قاطعته بيرلا قائلة"عموما ده كله ميهمنيش دلوقتى فى حاجة أهم أنا لما قلت إنى سمعت اسم ملتك قبل كده مكنتش اقصد مستر يوسف أو حضرتك يا آنسه ديما...."ثم تابعت ناظرة لنايل "لو سمحت يا نايل تدينى العلبة اللى هناك دى"
أعطاها العلبة والتى كانت عبارة عن هدية كبيرة و...
بيرلا بتوتر وانفعال"لما العلبة دى تجينى هنا الشركة مبعوتة لاسمى وأفتحها الاقيها ...بص افتحها بنفسك"
تقدم يوسف ليفتح العلبة وكانت الصدمة فقد كان بها فستان يماثل تماما فستان ملاك الذى كانت ترتديه عندما تقابلوا للمرة الاولى ان لم يكن هو نفسه وكان معه كارت أمسكه فقرأ ما هو مكتوبا به بخط أنيق"اللعبة لسه مانتهتش دم ملاك مش هيروح هدر "
بيرلا"سيب الورقة دى وطلع الفستان وشوفه"
لم يتركها يوسف بل ظل يقرأها مرارا ويرددها داخل عقله فاقتربت حينها ديما بهدوء وتطلعت للفستان الابيض مدهوشة ثم أخرجته وهى تحاول الحفاظ على أكبر قدر ممكن من هدوئها ومالبثت أن شهقت بصدمة وأوقعته وهى ترتجف فاقتربت منها بيرلا والتقطت الفستان ونظرت ليوسف قائلة بحدة"أنا ماليش دعوة بأي خلافات قديمة فتطلب منى أستوعب إزاى فستان مليان دم ...دم حقيقى ومبعوتلى فى مكتبى"ارتجف صوتها فى اخر كلماتها ولم تقدر على المتابعة .
نظر يوسف للفستان الابيض الذى لوثته الدماء وأدرك أن ماضيه لن يتركه ولابد أن الجميع قد عرف الشبه الكبير بين ملاك وبيرلا وستبدأ الحرب من الان.
يوسف وهو يحاول الحفاظ على هدوئه"معرفش ده حصل إزاى بس أكيد مش هرحم اللى عمل كده"
بيرلا "انا مش جاية عشان أتدخل فى ماضى معرفهوش أنا جاية عشان شغلى وبس فيا ريت أبعد عن أى عداوات قديمة لحضرتك"
يوسف"انا معرفش ايه المقصود بالكلام ده ملاك كانت خطيبتى وكنا بنحب بعض وماتت فى حادثة والكل عارف ده وانت فيكى شبه كبير منها ف...."
صمت لبرهة ثم تابع"فممكن تكون خدعة معمولة عشان يرهبوكى من الشغل وأنتى ليكى أعداء كتير وأنا ليا أكتر وأكيد شافوا الصور فى الصحافة فاستغلوا النقطة دى ﻷن ملاك كانت معروفة وصورها مليت الجرايد فى الخطوبة ومش من السهل شكلها يتنسى ده غير انها كانت بنت مدير فرع ﻷكبر بنك بنتعامل معاه هنا ومامتها كانت دكتورة مشهورة فى الجامعة فممكن يكون..."
بيرلا بحزم"مغيش داعى تكمل انا فهمت تفسيرك "
صمتت قليلا وقد ظهر على ملامحها التفكير العميق ثم قالت ناظرة لسيلا بضعة كلمات فى الايطالية وحين أجابتها سيلا ظهر عليها الضيق والغضب وطلبت منهم الجلوس لتجرى مكالمة أمامهم وبعدها ستبدأ المقابلة واتصلت برقم ما لم يطل الوقت ليجيبها و بعدها بدأت تتحدث بتلقائية وملامحها تتغير من الضيق الى الغضب إلى التحدى والاستهزاء حتى أغلقت الخط وانتبهت لهم حين قالت ديما"شكلك متأكدة ان دانييل هو اللى عملها لما عرفتى انه فى مصر وجه وراكى "
نظرت لها بيرلا بدهشة"انتى بتتكلمى ايطالى"
ديما بثقة "ولغات كتير غيرها"
بيرلا بإعجاب"بس لغتك واضح انها كويسة جدا عشان تفهمينى وانا بتكلم بالسرعة دى وتعرفى اسمه"
ديما"ده لازم فى شغلى ﻷنى بحب أكون متميزة فيه وعشان كده لازم لحد الاتقان فى لغات كتيرة أنا أصلا خريجة إدارة أعمال فى جامعة (...)وعاملة فيها الماجستير والدكتوراة"
بيرلا"الجامعة دى مشهورة جدا هنا فى مصر ان معاكى منها الماجستير والدكتوراة دى حاجة مميزة فليه قدمتى لوظيفة زى السكرتيرة أو المساعدة الشخصية"
ديما"بصراحة أنا بعيدة بقالى فترة طويلة عن عالم الbusinessفكان لازم إنى أبدأ من الصفر تحت ايد حد هبير فى المجال ده قبل ما أحاول ابدأ مشروع لوحدى"
بيرلا"معنى كده ان مخططك هو الشغل فى مشروعك الخاص"
ديما بثقة"أكيد"
بيرلا بابتسامة وهى تسترخى فى المقعد"شئ كويس جدا بس ليه بعدتى عن الشغل الفترة اللى فاتت"
أخفضت ديما عينيها وقالت بجمود"ظروف خاصة وعموما اتشرفت بمعرفة حضرتك ينفع استأذن دلوقتى والcvبتاعى فى كل المعلومات اللى ممكن تحتاجوها "
بيرلا وهى تقف "تمام وان شاء الله يبقى لينا شغل مع بعض "
ديما"ان شاء الله "ثم تابعت ناظرة ليوسف "لوسمحت يا يوسف عايزاك فى كلمتين"
يوسف"طيب عن إذنك يا بيرى شوية وراجعلك"
بيرلا"مستنياك"
ذهب يوسف خلفها و....
ديما"أنا دلوقتى مش فاهمة حاجة أدخل المكتب ألاقى واحدة شبه ملاك اتبعت لها رسالة تهديد مع فستان ملاك اللى غرقان دم"
يوسف"هو ده فستان ملاك نفسه"
ديما"ايوة انت اكيد مش ناسى شكله بعدين ملاك كان ليها حاجة مميزة فى هدومها بتعملها وانا شفتها فى الفستان ده وده معناه انه فستانها وانت اكيد فاهم التهديد ده جاى ليه ﻷنه جايلك"
يوسف بارتباك"جايلى ازاى وهى بتقول انه جاى على اسمها للشركة لس أنا عموما هسأل الامن على البوابه عشان أعرف اللى حصل ومين بعته"
ديما"هحاول أصدقك بس ينفع تقولى اللى بعت التهديد ليه يذكر اسم ملاك لواحدة لسه أول مرة تيجى مصر من كام يوم"
يوسف"بيستغلوا الشبه عشان يخوفوها فتبعد"
ديما "مين دول بقى وليه عايزينها تبعد"
يوسف"معرفش بس هعرفهم قريب ومش هرحمهم وأكيد عايزينها تبعد عشان الشراكة تفشل"
ديما بضيق"هحاول أصدقك ﻷن للأسف كلامك فيه من كلامها فى المكالمة وعلى ما فهمت هى اتعرضت لمحاولات كتيرة عشان يأذوها"
يوسف "حاولت تتأذى ليه هى قالت فى التليفون ايه انتى عارفة انى مش بفهم إيطالى"
ديما بتلقائية"كلامها كان واضح فيه ان الشخص اللى اسمه دانى أو دانييل ده هو السبب فى تهديدات كتيرة جاتلها بل تقريبا محاولات خطف وقتل وهى حبيت تتأكد اذا كان فى مصر واتأكدت ومن الواضح ان ظهوره هيأثر فى اللى بيحصل وهى كانت بتهدده عشان يبعد وبتكلم معاه طبعا على أساس انه هو اللى بعت الهدية دى"
يوسف"يعنى هى شاكة فى حد"
ديما"طبعا عشان كده صدقتك بسهولة"
يوسف"ماشى بس قوليلى عايزانى فى ايه وانا فاهم كويس انه مش عشان تتأكدى انه انا اللى بعتها ولا لا ﻷنك بصراحة أذكى من كده"
ديما"كويس انك فاهمنى وانت عندك حق اللى انا عايزاه منك انى عايزة الوظيفة دى مهما كان التمن"
يوسف"ليه الوظيفة دى بالذات"
ديما"لنفس السبب بتاعك إنى ممكن ألاقى فيها ملاك وذكراها اللى خلتنى أعتزل الحياة قبل كده زيك"
يوسف "معنى كده انك شايفة ان هى ملاك"
ديما بحسم" لا بل مستحيل تكون هى ودليلى على كده تصرفاتها وأسلوبها فى الكلام ولون عينيها اللى واضح انه مش عدسات ولو افترضنا ده فالوحمة اللى فى رقبتعا اللى باين جدا انها مش ميك اب ده غير مش انت بنفسك اللى اتعرفت عليها فى المشرحة وبعدين أعتقد إن لما أنا أكون وسيلة معرفتها لملاك أكيد أفضل من غيرى ﻷنها أكيد هتحاول تغذى فضولها اللى كان بيلمع فى عينيها ولا انت ايه رأيك وعلى فكرة أنا كده كده هاخدها وواضح ده من أسلوبها معايا"
يوسف"هتاخديها خلاص "
ديما بابتسامة"تمام وسلام دلوقتى وان شاء الله نتقابل فى الشغل قريب"
رحلت ديما مبتسمة بينما وقف يوسف قليلا قبل أن يعود لهم فى المكتب و......
يوسف" ايه رأيك فى المقابلة"
بيرلا"جاي تطمن على صاحبة خطيبتك "
يوسف "مش كده أنا عارف انك مش بتحبى الوسايط بس واخد بالى إنك انسجمتى معاها وأكيد بصيتى على ال cv بتاعها "
بيرلا "بصراحة اه بصيت عليه ﻷنها كانت آخر واحدة فبصيت عليه وعجبنى "
يوسف"خلاص يبقى تمام "
هنا خرجت سيلا من صمتها"أنا شايفاها أحسن واحدة شفناها بالاضافة إلى هدوئها وثباتها الانفعالى بالرغم من الفستان اللى كان جايلك هدية وورتيهولهم مع ان انا ونايل من ساعة ما شفناه لما جه واحنا مش قادرين حتى نتكلم  وانتى بتسئليهم عنه يعنى من الاخر حساها شلهك وهتفيدنا جدا فى الشغل"
نايل ليوسف"بصراحة أنا مش قادر أصدق يا مستر يوسف إن كان ليك خطيبة شبهها ومعروفة لدرجة انهم يستخدموا فستانها فى تهديد بيرى بنفس المصير أما بنفس لموضوع الانسة ديما فأنا شايف سيلا عندها وانها تستحق الوظيفة وخصوصا انها جاية تقدم لوظيفة سكرتيرة برغم مؤهلاتها على العكس اللى زيها بل وأقل منها ومفكرين انهم جايين يبقوا المدير العام"
يوسف"أنا عارف ديما كويس وواثق انها تستحق ومن كلامكم افهم اننا مستنيين كلنا رأى بيرلا"
بيرلا بعد صمت"ماشي أنا أصلا كنت اخترتها لنفسي السكرتيرة الخاصة ليا فاتصلوا بيها من بكرة عشان الشغل يبدأ من بعد بكرة أما بالنسبة لباقى اللى قدموا عايزين نختار منهم باقى الفريق والسكرتارية لكل واحد فبما إنى اخترت الاهم بالنسبة ليا فباقى المهمة عليكم أوك"
سيلا"أوك"
نايل"هو انا هلاحق على ايه بالظبط الاول أدرس كل ظروف الشركة وكل ماضيها للصفقات والعقود وأى بتدخل لها وتخرج منها من الناحية القانونية وأشوف معاملاتها مع البنوك وباقى الشركات فى الوقت الحالى واعمل مقارنات بين كل الفترات دى وأراجع ملفات أهم الموظفين وأدور على اهم الصفقات فى اخر خمس سنين وكل ده عليا لوحدى ليه كل ده وكمان ده  هو انا كنت السكرتيرة"
بيرلا ببرود"الناحية القانونية كانت أهم حاجة عليك لكن الباقى سيلا هتساعدك فيه لحد ما تيجى السكرتيرات فبلاش شكاوى وخلينا ننجز"
يوسف "ليه دراسة لكل الصفقات وبالذات ليه مفصل على اخر خمس سنين"
ارتبكت بيرلا ثم استعادت رباطة جأشها وهى تقول"أنا مبعرفش أشتغل غير وأنا عاملة دراسة لكل حاجة قديمة لعلى أجد حاجة مفيدة واخر خمس سنين ﻷن الشركة بدأت تنهار من الوقت ده تقريبا "
يوسف"لكن..."
سيلا مسرعة"متقلقش يا مستر يوسف ده إجراء بنعمله فى كل شركة جديدة بندخل فيها وبعدين أهم حاجة الهدية اللى اتبعتو لبيرلا بس نعرف الموضوع وان كان ليه علاقة ب (دانى)"
نجحت سيلا فى تشتيت انتباهه فقال يوسف"مين دانى"
نايل بتلقائية"اهو دانى ده المعنى التانى لكلمة شيطان بالنسبة ليا شخص لا يطاق بكل المقاييس ده وصلت بيه الجرأة انه خطف بيري وحاول يقتلها أكتر من مرة وكل مرة كانت بتبقى على هيئة حوادث لكن المرة دى شكله معندهوش دم عشان يبعتلها تهديد صريح بس انا عارفه نهايته هتبقى على ايدى"
سيلا"ما تسكت شويه يا نايل"
يوسف وهو ينظر لملامح بيرلا التى زادت تجهما وشرودا"بس ليه كل ده يعنى ايه السبب العداء"
سيلا بعمليه"شركات منافسة ﻷن دانى هو صاحب مجموعة(.....)العالمية والمعروفة فبيرلا من ساعة ما ظهرت وهى خطر عليه"
يوسف"كلامك منطقى بس معتقدش انه صح وبيرلا ساكتة دلوقتى بسبب كده وواضح ان فى الموضوع ده جرح كبير"
بيرلا بابتسامة باهتة"تفسيرك حلو بس ياريت منتكلمش فى الموضوع ده وعموما انا هقف فى وشه زى العادة ومش هيقدر يعمل حاجة وياريت تسيبونى لوحدى دلوقتى"
نظروا جميعا لبعضهم البعض ثم تركوها وانصرفوا ولكن يوسف أوقف نايل و.....
يوسف"نايل ينفع أعرف ايه اللى بيحصل وايه علاقتكم ب(دانى) ده أنا متأكد انك عارف كل حاجة"
نايل "معلش يا يوسف بس هى مش عايزة تقولك وده الواضح "
يوسف"هى مش عايزة تقول عشان متحطش نفسها فى مواجهة جرح قديم لكن مش حكاية كتمان سر  مثلا وبعدين أنا محتاج أعرف"
نايل بتشكك"ليه"
يوسف بارتباك"عشان العداء الجديد اللى هدخل فيه مش معقولة من غير ما اعرف سبب اللى بيحصل"
نايل"بس هو انت هتدخل فى عداوة ليه اصلا"
يوسف "انت مش واخد بالك انى دخلته أصلا بسبل الشراكة وأكبر دليل على كده الهدية اللى اتبعتت النهاردة فعشان أقدر أساعد ولا ليك رأى تانى "
نايل"بصراحة أقنعتنى والموضوع ومافيه وده اللى اعرفه طبعا ان هى عملت حادثة بالعربية من كام سنة وكان معاها اتنين فى العربية ولد وبنت والاتنين ماتوا واهو البنت دى بقى ماتت واللى هى فى الحقيقة تبقى أخته وعلى فكرة هى اتأذت جدا من الحادثة نفسيا وجسديا بس واضح انه مش مهتم بده فظهر من حوالى سنة او اكتر حبة بيطالب بالانتقام وبيحاربها فى كل حاجة تقريبا وده اللى أنا أعرفه"
يوسف"شكرا يا نايل انك قلت كده الصورة بقت أوضح"
نايل بابتسامة"ولا شكرا ولا حاجة المهم اننا نقدر نساعدها استأذنك بقى عشان اشوف شغلى ما هو على يدك محسسنى انى الفلبينية بتاعتهم مش محامى محترم"
يوسف"انت متأكد انك إيطالى يا ابنى"
نايل"والله هما بيقولولى بس الواحد المفروض يبحث فى الموضوع"
تركه نايل وانصرف يوسف تجاه مكتبه وهنا أتته مكالمة من والدته فأجاب بضيق ﻷن مكالمتها فى هذا الوقت لن تكون خيرا أبدا و.....
يوسف بضيق"الو يا ماما وقبل ما تقولى أي حاجة أحب أقولك فى حاجات ظهرت هتبوظلك خططك كلها"
فريدة "متقلقش أنا المرة دى لقيت الحل لكل اللى احنا فيه ده وتعالى على البيت فورا عشان نتفق..!!!؟؟؟".........................................................................................................
بعد مرور أسبوع فى مدينة الاسكندرية فى منزل عائلة ملاك القديم الذى يسكنه مالك وقد اشتراه بكل ما فيه ولم يتخلى عن شئ بل من باعوه لم يفكروا بأخذ أى شئ حتى الصور المنتشرة بالمنزل وبالتأكيد جميع مقنيات المكتب والتى لم يفكر مالك بالعبث بها من قبل وقد قرر ان يتركها كما هى حتى كتب وروايات ملاك الثمينة فى مكتبتها والتى طالما حكت له عنها فى الماضى .
كان مالك قد قرر اليوم بأن يدخل غرفة ملاك ويجلس بها قليلا ولربما يعبث بأشيائها عله يجد ما ينقذه من ما هو فيه بعد ليلة عصيبة مليئة بالكوابيس التى اعتاد عليها ولكن الليلة الماضية كانت مختلفة قليلا فقد رآها تستغيث به وقد أحس بقربها وبصدق الحلم كأنه الواقع الملموس ولكن كيف بالاضافة إلى أنها هى من طلبت منه دخول تلك الغرفة فى الحلم لا يعلم لما ولكنه قرر اكتشاف السبب بنفسه.
كانت عينيه تجوبان فى الغرفة بنظرات حنونة محبة لم تكن ضعيفة أبدا إلا أمام ابتساماتها ...هى ...هى فقط ....ملاك....ملاكه.
سقطت عينيه على مكتبتها الصغيرة فقرر كسر قواعده واقترب منها وتلمس الكتب بيديه حتى توقفت يداه عند كتاب يذكر فى آخر لقاءاتهم أنها كانت تتحدث عنه وأخبرته بحبها لهذا الكتاب وقد اشترته حديثا وقتها وربما لم تكمل قراءته قبل الحادثة المشئومة.
نفض تلك الفكرة عن أفكاره سريعا وأمسك بالكتاب يخرجه وفتحه ليجد أنها بالفعل لم تكمل قراءته وبه علامة فى منتصفه تدل على ذلك ولكن ليس هذا فقط كان معها رسالة مغلفة لم تمس ولم يتم فتحها قبلا.
أمسك بالرسالة المكتوب على غلافها الابيض أنها متروكة لملاك من والدتها فى الليلة التى حدثت بها الحادثة ولكن كيف لوالدتها أن تترك لها رسالة هنا وهى كانت معهم بنفس الحادث كيف بيدين ترتعشان تلمسها وهو يتسائل ان كانت تلك سبب زيارتها له فى الحلم أمس لم يمهل نفسه الوقت للتفكير بل فتحها مقررا أن يعلم ما فيها فقد استشعر خطورة الامر وانتهى.
بدأت عيني مالك تتسعان تدريجيا وذهوله يزداد حتى انتهى ونظر فى مغلف الرسالة مرة أخرى وأخرج ما وجده فى المغلف مع الرسالة والذى كان عبارة عن سلسال من الذهب مرصع بالماس به قلب يتدلى منه ثلاثة أحرف(D-B-G) لم يفهم مالك معناهم ولكنه يتذكر أنه رأى ملاك ترتديها كثيرا قبل الحادثة بفترة ولكنها كانت قد أضاعتها فى آخر الايام  على ما يتذكر ولم تكن ترتديها ولكن هاهى كانت مع والدتها على ما يعتقد.
لم يلبث مالك أن أغلق الرسالة وأعادها لمغلفها مع السلسال وقد ارتسمت ابتسامة كبيرة على وجهه بعد وظن أنه وجد ضالته المنشودة أخيرا فوضعها وقرر التوجه ﻷول صديقة يجب عليها المعرفة صديقته الوحيدة هنا وطبيبته ....سمر عليها أن تقرأ تلك الرسالة لتتأكد من صدقه ...عليها ذلك.
كانت سمر فى ذلك الوقت بالتحديد فى منزلها ممسكة بجريدة تحتفظ بها من أكثر من أسبوع وبجانبها جريدة ومجلة اليوم وتطلع بهم بأعين شاردة.
قاطع شرودها دخول والدتها تخبرها بانتظار صديقتها التى اتصلت بها على الهاتف فاتجهت لتجيب بعيدا عن والدتها وهنا رن جرس الباب ففتحته والدتها وكان مالك و.....
والدة سمر بصوت حنون وهى تسمح لمالك بالدخول "ازيك يا مالك بقالك فترة مش ظاهر أومال لو مش جيران اتفضل ادخل اقعد"
مالك وهو يجلس على الاريكة الموجودة أمام الطاولة الموضوع عليها الجرائد التى نستها سمر أجاب والدتها بابتسامة"والله يا طنط مشغول"
والدة سمر"مشغول بايه هو انت وراك ايه يعنى أنا معرفش بس انت وسمر مالكم الفترة اللى فاتت انت مبتظهرش وهى بقالها اكتر من أسبوع لا بتروح العيادة ولا بتكلم حد حتى انت بطلت تقابلك"
مالك باهتمام"ما انا جايلها هنا بقى امنعها من الهروب عشان رحتلها العيادة وعلى طول قافلة حتى مبتظهرش فى الكافيه خالص وبتصل بيها مبتردش فقلت اسيبها على راحتها لحد ما يجى الوقت المناسب  واهو جه فناديهالى يا طنط بسرعة عندى ليها حاجة ضروري تعرفها"
والدة سمر"حاضر يا ابنى هناديهالك واجبلك القهوة بتاعتك وجايه"
دلفت والدة سمر لغرفة ابنتها لتخبرها بمجئ مالك واتجهت بعدها لإعداد القهوة حتى تستعد سمر للخروج لمالك و فى هذا الوقت كان مالك يشعر بحماس شديد ووجد أمامه الجرائد فقرر تصفحها حتى تخرج سمر فهو لم يقرأ أية أخبار منذ فترة ليست بقليلة.
أمسك مالك بالجرائد ليجد إحداهم جريدة بتاريخ مضى منذ أسبوع وجد فيها عن شراكة عائلته الجديدة ولكن صدمته لم تكن أبدا فى هذا بل كانت فى شريكتهم نفسها وفى صورتها شريكتهم باسم بيرلا جوزال سيدة الاعمال الشهيرة والصورة لم تكن سوى... لها... لملاك ...نفس الملامح التى لم تفارقه يوما ....نعم ...هى ....وهو لا يتخيل أبدا فهى بصحبته ...هى بصحبة يوسف مجددا.
تفكيره توقف فى تلك اللحظة على خروج والدة سمر وعندما رأته شاحبا مصدوما كمن رأى شبحا وهو يمسك بالجريدة و.....
والدة سمر بتعجب"نفسي أعرف اللى فى البتاعة دى مخليكم بالشكل ده أنا مش شايفة فيها حاجة غريبة يعنى"
نظر لها مالك بعدم فهم فتابعت بتلقائية"الاول سمر ترجعلى من الشغل بعدما قفلت العيادة بدرى زى اللى شافت عفريت ومسكالى الجرنال ده من أسبوع بتبحلق فيه لحد النهاردة لما لفت انتباهها الجرنال بتاع امبارح وبقت حطاهم جمب بعض ومش سيباهم واديك اهو مسكتهم انت كمان"
نظر لها مالك وقد بدأ يستعيد نفسه من تلك الهوة التى سقط فيها فجأة وقد بدأ يرتب أفكاره ثم أمسك بجريدة الامس وكان فيها خبرا رئيسيا يحتل الصفحة الاولى وهو...
(اختطاف سيدة الاعمال الايطالية بيرلا جوزال شريكة عائلة الشناوى واتهام يوسف الشناوى بتورطه فى الامر)........!!!!؟؟؟؟؟............................................................................................
 

 رحلة الحب و الانتقامWhere stories live. Discover now